هو أحد الفروع التطبيقية لعلم الاجتماع العام, نشأ بداعى الحاجة التطبيقية اليه أولا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واجهت أمريكا في نهايات الفرن التاسع عشر وبدايات الفرن العشرين مشاكل كبيرة في ريفها المتنامى لم تستطع السياسات ولا التنظيمات الإدارية ولا وسائل الدعم التقنى ولا جهود الخدمة الاجتماعية القيام يها. وتطلب الأمر لجنة برلمانية من الكونجرس لدراسة الأوضاع في الريف لتوصى باستحداث تخصص أكاديمى يعنى بشئون السكان الريفين بأمريكا، وقد حدث ثم انتقل العلم بعد الحرب العالمية الأولى إلى أوروبا. ثم إلى العالم الثالث ومصر التي دخلها كذلك من باب العمل الاجتماعى والخيرى ثم الخدمة الاجتماعية وقد لعب الدكتور / أحمد حسين وزير الشئون الاجتماعية المصري ثم وزير الخارجية دورا رائدا في ذلك مستغلا علاقاته الطيبة مع الأمريكيين، ثم تم تأسيسة اكاديميا ليقدم اطارا تنظيريا للتنمية في الريف.ولم يلبث أن أنتقل إلى العالم العربى متداخلا مع الساسة والعمل الاجتماعى والخدمة أو اكاديميا منفردا أو متداخلا مع علم اجتماع التنمية أو مرتديا مسمى علم الاجتماع القروى - كما في المغرب العربى - أو أحيانا علم الاجتماع البدوى كما في المشرق ومصر.
هذا ويمكن تعريفة ببساطة على أنه "الدراسة العلمية للعلاقات الإنسانيه في البيئة الريفية", وقد أوضح العالم الأمريكي لورى نلسون Lory Nelson أحد رواد المجال أن علم الاجتماع الريفي يمكن تصور ثلاث أبعاد له هي العرض –الطول - العمق: 1.العرض : هو تصنيف العلاقات والاتصالات المحددة في المجتمع أفقيا، آي تلك الوظائف التي تصنع الحياة الاجتماعية للإنسان الريفي، أي صور العلافات والاتصالات المتنوعة.
2.الطول: هو وصف وتحليل المجتمع عبر الزمن أي أن يدرك الدارس أن المجتمع المحلى في وضعه القائم هو نتاج فترة طويلة من التغيير والتراكم الثقافي، وهو يتطلب معارف عن القوى - الداخلية والخارجية - التي ساعدت في الماضي في تشكيل الظواهر بالصورة الحالية.
3.العمق(الارتفاع) : وهو فهم ما وراء الحياة الكلية للبشر من دوافع واتجاهات واحتياجات وسلوك غير ظاهر للفرد ودوافعه الاجتماعية، وغيرها من أشكال السلوك الغير ظاهر والذي ينتج عنه تنوع الاستجابات. مؤخرا بدأ علم الاجتماع الريفى يقترب من علم اجتماع التنمية وأدارة التنمية كما بدأ يهتم بالتطبيقية الأكثر تخططا طارجا فكرة علم اجتماع الزراعة.
من أبرز الجمعيات العلمية المهتمة بهذا التخصص جمعية علم الاحتماع الريفى الأمريكية Rural Sociological Society (RSS) وتصدر مجلة فصلية في هذا التخصص والجمعية الأوربية وتصدر مجلة Sociologia ruralies كذلك وتوجد جمعية في مصر ولكنها قليلة النشاط حصل على الدكتوراة في هذا المجال رعيل أول أبتعث لأمريكا منهم أد صلاح الدين محمود العبد وعمل أساسا بوزارة الزراعة المصرية ومع الهيئات الدولية وأ د فتح الله سعد هلول وأنشا شعبة بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية لم تلبث أن تحولت في بداية السبعبنات لأول قسم للاجتماع (المجتمع) الريفى في المنطقة وذلك برئاسته وأ.د محى الدين نصرت المؤسس في جامعة القاهرة رحمهم الله وتلاهم كثر معظمهم من الزراعيين كما برزت مدرسة في زراعة عين شمس وهو الآن موجود بكل كليات الزراعة بمصر تقريبا، كما أهتت أقسام الاجتماع بكليات الأداب به ومن أبرز الناس د / محمد عاطف غيث (دراسته للقيطون، ثم مقارنتها بهلا) ومن قبلة شيخ التربويين العرب أ د حامد عمار أطال الله عمره في دراسته الأنثروبولوجية (سلوا)
]نبذة تاريخية
أولاً : فرع الاجتماع الريفى :
تم إدراج علم الاجتماع الريفى فى البرنامج الدراسى لطلاب كلية الزراعة منذ الخمسينيات استجابة للتطورات العالمية والمحلية فى التعليم الجامعى ، والتى تركز على التكوين المتكامل مهنياً واجتماعيا وثقافياً للطالب عند تخرجه للعمل سواء فى نشاط زراعى أو غير زراعى ، وسواء تعامل مع الريفيين أو الحضريين من السكان . وبدأ ذلك التطوير بتدريس مقرر مبادئ علم الاجتماع الريفى لمرحلة البكالوريوس مع التركيز على إنشاء تخصص الاجتماع الريفى على مستوى الدراسات العليا فى مرحلتى الماجستير والدكتوراة وأدمج تخصصى الاجتماع الريفى تحت مظلة تخصص الاقتصاد الزراعى إلى أن تم استقلاله كتخصص ذو فرع علمى مستقل فى إطار قسم يضم كلاً من تخصص الاجتماع الريفى والإرشاد الزراعى بكلية الزراعة – جامعة القاهرة فى عام 1986 .
ولقد كان لبدء تدريس هذا العلم فى الكلية صدى واسع فى ميادين العمل التنفيذى حيث عمل خريجو الكلية من المهندسين الزراعيين لفترة طويلة فى مجالات تنمية المجتمع الريفى المختلفة باعتبارهم أفضل من يدرك العوامل الحقيقة المؤثرة فى حياة الريفيين ويستطيع أن يسهم فى تطويرها . وقد أدى نجاح الزراعيين فى هذا المجال إلى تزايد الاهتمام بتأهيل المهندسين الزراعيين فى العلوم الاجتماعية من خلال إنشاء تخصص مستقل للاجتماع الريفى لطلاب مرحلة البكالوريوس فضلاً عن التطور المستمر لبرنامج مرحلة الدراسات العليا لدرجتى الماجستير والدكتوراة واقتراح دبلوم متخصص فى تقييم مشروعات التنمية الريفية مؤخراً . ويؤكد الاهتمام بهذا المجال المبادرة بتنفيذ برنامج قومى للتنمية الريفية بدء من عام 1994 مما سيفتح باباً جديداً وواسعاً لعمل المتخصصين فى هذا المجال .
ويمثل البرنامج الدراسى لفرع الاجتماع الريفى بالكلية مصدراً مهماً لاكتساب الخبرة المهنية اللازمة للعمل فى مجال البحوث الاجتماعية ومشروعات التنمية الريفية بشكل يتميز على خريجى الكليات الأخرى ، لتكامل الخبرة بالعلوم الاجتماعية مع الخبرة فى العلوم الزراعية لخريجى هذا التخصص ، وهو ما تم رصده فى الآونة الأخيرة من تزايد فرص العمل فور التخرج لخريجى هذا التخصص بل وندرة خريجية – خاصة للمتفوقين منهم – مقابل الفرص المتاحة لهم حالياً والتى يساهم مركز متخصص لبحوث التنمية الريفية بالكلية فى توفير العديد منها من خلال مشروعات بحثية وتموينية يتم تمويلها محلياً ودولياً ، من خلال علاقاته الوثيقة بالمؤسسات المتخصصة فى التنمية الريفية محلياً وعربياً وعلى نطاق البحر المتوسط .
إن الاهتمام المتزايد بتطوير الريف وما سيترتب على ذلك من برامج ومشروعات للتنمية الريفية سيكون مصدراً مهماً للمزيد من فرص العمل المتوقعة لخريجى هذا التخصص محلياً وعربياً ودولياً . ويستطيع الطالب الذى يرغب فى الدراسة فى هذا التخصص أن يختار ما بين العديد من المقررات التى يتضمنها التخصص الفرعى فى هذا المجال وتضم مجالات دراسة السكان الريفيين والهجرة ، المشكلات الاجتماعية فى الريف ، الاستيطان فى الأراضى الجديدة ، التنمية الريفية ، النظم والمنظمات الريفية ، والبحث الاجتماعى فى الريف ، وذلك على النحو الموجود ببرنامج المقررات الدراسية فى هذا التخصص ، فضلاً عن ذلك فإن هناك إمكانية التخصص فى هذا المجال مستقبلاً سواء بدءاً من مرحلة البكالوريوس الذى سيفتح فيها تخصص رئيسى مستقل للاجتماع الريفى لاحقاً ، أو من خلال برنامج واسع المدى لمرحلة الدراسات العليا فى هذا التخصص .
ثانياً : فرع الإرشاد الزراعى :
بدأ التحاق الطلاب بشعبة الاجتماع الريفى والإرشاد الزراعى عام 1963 وتخرج منها أو دفعة عام 1965 تحت مظلة قسم الاقتصاد الزراعى ، ثم استقل فرع الإرشاد الزراعى والاجتماع الريفى عن قسم الاقتصاد الزراعى ، وأصبح قسم مستقل عام 1986 ،
وأصبح الإرشاد الزراعى شعبة مستقلة مع تطوير المناهج وبدأ الدراسة على أساس الساعات الدراسية المعتمدة عام 1998 .
وتنحصر اهتمامات الإرشاد الزراعى فى توعية أهل الريف فيما يتعلق بمجالات التنمية الريفية والبيئية وتبسيطها من الحالة الفنية إلى حالة تناسب جمهور الزراع والمرأة الريفية والشباب الريفى ، ومن خلال توفير المعلومات والممارسات الزراعية الموجودة بها وتركز الدراسة فى القسم على كل أساليب وطرق التعليم غير الرسمى فى المجالات المختلفة، كما يركز أيضاً على التعليم عن بعد وتعليم الكبار ونظم المعلومات، ومن الطبيعى أن اهتمامات القسم تجعله يرتبط بأقسام وتخصصات الكلية الأخرى ، وأهمها تخصص الاقتصاد المنزلى والزراعى والمحاصيل والصناعات الغذائية والألبان والإنتاج الحيوانى ، حيث تشكل هذه التخصصات المحتوى الفنى الذى يسعى الإرشاد الزراعى إلى نقله للمزارعين .
وقد شغل الأستاذ الدكتور محمد محيى الدين نصرت الذى كان رئيساً لقسم الاقتصاد الزراعى والإرشاد حينذاك . وظيفة أستاذ كرسى الاجتماع الريفى فى مارس 1972 . وانشئ فرع مستقل للتخصصين معاً لقسم الاقتصاد الزراعى والإرشاد فى أوائل السبعينات . واستقل التخصصان كفرعين علميين مـع إنشــاء قســم الاجتمـاع الريفـى
نبذه عن علماء علم الإجتماع
ظهر علم الاجتماع كما هو حاليا كصياغة علمية في أوائِل القرن التاسع عشرِ كرَدّ أكاديمي على تحدي الحداثةِ: فالعالم كَانَ يتحول إلى كل متكامل ومترابط أكثر فأكثر، في حين أصبحت حياة الأفراد أكثر فردية وانعزالا. تمنى علماء الاجتماع أَنْ يَفْهموا التحولات التي طرأت على المجموعاتَ الاجتماعيةَ، متطلعين لتَطوير دواءَ للتفككِ الاجتماعيِ. أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المعروف أكثر باسم ابن خلدون (ولد في 27 مايو 1332 وتوفي في 19 مارس 1406) كان فلكيا، اقتصادي، مؤرخ، فقيه، حافظ، عالم رياضيات، استراتيجي عسكري، فيلسوف، غدائي ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع. ولدفي عهد الحفصيين بإفريقية في ما يعرف الآن بـتونس، أصله من الاندلس من مزرعة هاسيندا توري دي دونيا ماريا الحالية القريبة من دوس هرماناس (اشبيلية). (انظر تطور علم الاجتماع)
أغست كونت
كان أوغست كونت، أول من صاغ تعبير (sociology) "علم اجتماع" في عام 1838 من (socius) التي تعني باللاتينية (رفيق، شريك) واللاحقة اليونانية logia بمعنى (دراسة، خطاب).
تَمنّى كونت توحيد كل الدِراسات البشرية بما في ذلك التاريخِ وعِلْمِ النفْس والاقتصاد. وكان مخططه الاجتماعي الخاص مثاليا يعود إلى القرن التاسع عشرِ؛ حيث اعتقدَ أن كل أنماط الحياة الإنسانية لجميع الشعوب في كل البقاع مَرّتْ من خلالِ نفس المراحلِ التاريخيةِ المُتميّزةِ وبهذا، إذا أمكن للشخصُ أَنْ يُدرك مراحل هذا التطور، فيُمْكِنُ له أَنْ يَصفَ العلاجَ للأمراضِ الاجتماعية.
الكتاب الأول في 'علم الاجتماع' حمل نفس الاسم وكُتب في منتصف القرن التاسع عشرِ من قِبل الفيلسوف الإنجليزيِ هيربرت سبينسر. في الولايات المتّحدة، وعُلّم هذا التخصص باسمه للمرة الأولى في جامعة كانساس، لورانس في 1890 تحت عنوانِ فصلَ علم الاجتماع (فصل علم الاجتماع المستمرِ الأقدم في أمريكا وقسم التاريخِ وعلم الاجتماع أُسّسا في 1891) أما قسم الجامعةِ المستقل الكامل الأول لعلم الاجتماع في الولايات المتّحدة أُسّستْ في 1892 في جامعة شيكاغو مِن قِبل ألبيون دبليو، التي أسّست المجلّة الأمريكية لعلم الاجتماع في 1895.
أسّسَ القسم الأوروبي الأول لعلمِ الاجتماع في 1895 في جامعة بوردو مِن قِبل إميل دوركايم مؤسس عام 1896
في 1919 أُسّس قسم علم اجتماع في ألمانيا في جامعة لودفيج ماكسيميليانز في ميونخ مِن قِبل ماكس فيبر وفي 1920 في بولندا من قبل فلوريان زنانيكي. أما أقسام علمِ الاجتماع الأولى في المملكة المتحدة فقد أسست بعد الحرب العالمية الثانية. بدأَ تعاون ماكس فيبر الدولي في علم الاجتماع في 1893 عندما تأسس معهد رينيه الصغير الدولي لعلم الاجتماع التي التحقت بجمعية علم الاجتماع الدولية الكبيرة بدءا من 1949. في 1905 أسست الجمعية الاجتماعية الأمريكية، الجمعية الأكبر في العالم من علماء الاجتماع المحترفين.
تتضمن قائمة العلماء النظريين "الكلاسيكيين" الآخرين لعِلْمِ الاجتماع مِنْ القرونِ العشرونِ المبكّرةِ والتاسعة عشرةِ المتأخّرةِ كلا من كارل ماركس، فيردناند توينيز، ميل دوركهايم، باريتو، وماكس فيبر. أما في حالة كونت، كان جميع علماء الاجتماع هؤلاء لا يعتبرون أنفسهم "علماء اجتماع" فقط. وكانت أعمالهم تناقش الأديان، التعليم، الاقتصاد، علم النفس، الأخلاق، الفلسفة، وعلم اللاهوت.
كارل ماركس
لكن باستثناء ماركس، كان تأثيرهم الأكبر ضمن علم الاجتماع، وما زال علم الاجتماع هو المجال الأبرز لتطبيق نظرياتهم. اعتبرت دراسات كارل ماركس المبكرة الاجتماعية حقلا مشابها للعلوم الطبيعة مثل الفيزياء أو علم الأحياء. كنتيجة لذلك، جادل العديد من الباحثين بأن الطريقة والمنهج المستعملان في العلوم المتماسكة منهجيا تناسب بشكل مثالي الاستعمال في دراسات علم الاجتماع. وكان استخدام الطريقة العلمية وتشديد النزعة التجريبيةِ امتيازَ علم الاجتماع عن علم اللاهوت، والفلسفة، الميتافيزيقيا. هذا أدى إلى علم اجتماع معترف به كعِلْم تجريبي. هذه النظرة الاجتماعية المبكّرة، مدعومة من قبل كونت، أدت إلى الفلسفة الواقعية، المستندة على الطبيعية الاجتماعية.
على أية حال، بحدود القرن التاسع عشر وضعت الدراسات ذات التوجه الطبيعي لدراسة الحياة الاجتماعية موضع سؤال وشك من قبل العلماء مثل ديلتي وريكيرت، الذي جادل بأنّ العالم الطبيعيَ يختلفُ عن العالمِ الاجتماعي بينما يتميز المجتمع الإنساني بسمات فريدة مثل المعاني، الرموز، القواعد الأخلاقية، المعايير، والقيم. هذه العناصرِ في المجتمع تُؤدي إلى نشوء الثقافات الإنسانية. وجهة النظر هذه كَانتْ قد طوّرت مِن قِبل ماكس فيبير، الذي قدّمها ضِدّ الفلسفة الواقعيةَ (عِلْم اجتماع إنساني). طبقاً لهذه وجهةِ النظر، التي تعتبر وثيقة الصلةُ بالبحث الاجتماعيِ ضد الطبيعيةَ يجب أَن تركّزَ الدراسات على البشرِ وقِيَمهم الثقافية. هذا أدّى إلى بعض الخلاف على مدى إمكانية وضع خطَ فاصل بين البحث الشخصي والموضوعي أثّر بالتالي على الدراسات التفسيريةِ أيضاً. النزاعات المماثلة، خصوصاً في عصرِ الإنترنت، أدّت إلى خلق فروع غير احترافية من العلوم الاجتماعية.