تعليم ، كتب ، الرياضة ، بكالوريا ، نتائج ، مسابقات ، أدب وشعر ، الهندسة الإلكترونية بكل أنواعها ، اللغات ، التعليم التقني والجامعي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
style
date الإثنين 15 مايو - 11:57
date الإثنين 8 مايو - 22:14
date الأحد 19 أغسطس - 16:42
date الأحد 19 أغسطس - 15:17
date السبت 18 أغسطس - 17:10
date السبت 18 أغسطس - 17:00
date السبت 18 أغسطس - 16:56
date السبت 18 أغسطس - 14:52
date السبت 18 أغسطس - 10:07
date الخميس 16 أغسطس - 17:02
date الخميس 16 أغسطس - 16:54
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:13
date الأربعاء 15 أغسطس - 18:08
date الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
member
style

شاطر
 

 بحث علمى عن اكل مال اليتيم واحكامه كامل بالتنسيق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Labza.Salem
Admin
Labza.Salem

عدد المساهمات : 43954
نقاط : 136533
تاريخ التسجيل : 12/09/2014
العمر : 29
الموقع : سيدي عامر

بحث علمى عن اكل مال اليتيم واحكامه كامل بالتنسيق  Empty
مُساهمةموضوع: بحث علمى عن اكل مال اليتيم واحكامه كامل بالتنسيق    بحث علمى عن اكل مال اليتيم واحكامه كامل بالتنسيق  Emptyالخميس 20 أبريل - 11:21

مقدمه 
الحمد لله الملك العلام ذي الجلال والإكرام ذي الطول والإنعام . أمر بالإحسان إلي الأيتام . ونهي عن أكل أموالهم ظلما . . أحمد الله وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأسأله الوقاية والحماية من جميع الآفات وأتوكل في جميع الأمور عليه . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شرفه وزينه وجمله واصطفاه واجتباه ووفقه وهداه فكان أقرب المقربين إليه .اللهم صل وسلم وبارك علي رسول الله محمد خير عبادك وعلي آله وصحبه وكل مسلم آمن بآيات ربه ففاز بقربه وتمتع بحبه وسار علي دربه إلي يوم الدين أما بعد . فأوصيكم وإياي عباد الله بتقوى الله وأحذركم ونفسي من عصيان الله ثم أستفتح بالذي هو خير . يروي الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات ".

اولا:تعريف اليتيم

اليتيم في الإسلام هو: من مات عنه أبوه وهو دون الحلم لا يعي أمرا ولا يدرك تصرفا. فإذا بلغ لا يسمى يتيما ـ على الراجح ـ . وقد يفقد أبويه جميعا فيكون أعظم حاجة وأشد تأثرا. ولليتيم في الإسلام حالتان هما: أن يموت أبوه و يترك له مالا فتتكفل به أمه أوأحد أقاربه فيحفظ له ماله و لا يقربه إلا بالحسنى ثم يؤديه إ ليه حين يرى أنه يستطيع التصرف فيه. أو يموت أبوه و لم يترك له مالا * وهذا ينفق عليه من باب التعاون على البر و التقوى ويحسن إليه من باب" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمساكين" . ومن ثم فلا تلازم بين الفقر واليتم فقد يكون اليتيم فقيرا وقد يكون غنيا . ومشكلته غنيا لا تقل عن مشكلته فقيرا فإن كان فقيرا فمشكلته قلة المال وإن كان غنيا فمشكلته العجز عن التصرف في المال .

من أجل ذلك فقد عني الإسلام بالأيتام عناية كبيرة فتارة يأمر بالقسط إليهم " وأن تقوموا لليتامى بالقسط ". أو بالإحسان إليهم " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " وتارة يأمر بعدم قهرهم " فأما اليتيم فلا تقهر "أو بإكرامهم " كلا بلا تكرمون اليتيم "وقد خص النبي صلي الله عليه وسلم هذا الأمرــ العناية بالأيتام ــ بمزايا: ميزة : لكافل اليتيم يروي الشيخان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وقرن بين السبابة والوسطي " وثانية : تخص بيت كافل اليتيم " خير البيوت في الأرض بيت فيه يتيم يكرم " وثالثة : تخص قلب كافل اليتيم فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: شكي رجل قسوة قلبه فقال له امسح علي رأس اليتيم تذهب قسوة قلبك وفي رواية لك بكل شعرة من شعراته حسنة ". أما عن مالهم فقد حذر الإسلام من القرب منه واسمع لربك " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ". هذا موقف الإسلام من اليتيم . 

لذلك أمر الله باتخاذ وصي ينوب عن اليتيم في تصرفاته ويشترط فيه : الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والأمانة . ليقوم بما كان سيقوم به أبوه في ماله من تجارة بيعا وشراء وإخراجا للزكاة . ولكن قد يكون الوصي خرب الذمة غائب الضمير منعدم الأمانة ويبدد مال اليتيم إما (بإبدال الخبيث بالطيب أو بالخلط علي جهة الإفساد أو بأكل مال اليتيم إسرافا وبدارا) فإبدال الطيب من مال اليتيم بالخبيث من ماله حذر الإسلام منه فقال" وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ". 

وأما خلط مال اليتيم علي ماله ثم ينفق من المجموع علي نحو يضر بمال اليتيم فقد نهي الله عن ذلك فقال في بداية الأمر " ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا "أي الخلط بهذه الطريقة علي جهة الإفساد حوبا كبيرا أي ذنبا عظيما .

ثم نسخت هذه الآية بجواز الخلط مع عدم الإفساد فقال : " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح " فقد أجاز الخلط بشرط عدم الإفساد . وأما أكل مال اليتيم إسرافا وبدارا فقد نهي الإسلام عن الأكل من مال اليتيم مطلقا فقال" ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا " فمنع الأكل منها في الصغر قبل أن يفتح عينيه وكذلك في الكبر وقد ورد في ذلك وعيد شديد واسمع لربك "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ـ بلا مسوغ شرعي ولا سبب مبيح ـ إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا "ويروي الإمام مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينما أنا في المعراج فإذا أنا برجال و قد وكل بهم رجال يفكون لحالهم و آخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت :

يا جبريل من هن هؤلاء ؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" يبعث الله عز و جل قوماً من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم ناراً فقيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : ألم تر أن الله تعالى يقول : " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا".

ويتجرأ الناس علي مال اليتيم لأسباب : إما لاشتداد البلوى وضيق الحال . وإما كسلا عن العمل . وإما تكثيرا للمال الحرام وإما لعدم الخوف من الله . وكلها أسباب لا ترقي لأن يأكل الإنسان حراما أو يعرض نفسه لغضب الله .أما عند اشتداد البلوى والعسر والضيق فالأولي أن تلجأ إلي الله وأن تفكر في ألم نشرح لك صدرك (فإن مع العسر يسر إن مع العسر يسرا) . 

وأما من يأكلون أموال اليتامى تكثرا للمال فاعلم أن المال الحرام لا يكثر المال إنما والله يدمره وتصح الحكمة القائلة " دخل الحرام علي الحلال ليكثره . دخل الحرام علي الحلال فبعثره ". لكن ما الحكم إذا احتاج المرء للمال وليس في يده إلا مال اليتيم ؟ اسمع للجواب من رب العالمين " من غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف " وقوله " ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن " فالله أمر الغني أن يستعفف وأمر الفقير أن يأكل ولكن بالمعروف ويصح في ذلك ما روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلي الله عليه وسلم " جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يا رسول الله إني فقير وليس عندي سوي مال هذا اليتيم الذي في حجري فقال له النبي كل من مال يتيمك بالمعروف من غير إسراف ولا تبذير " وهذا ما عناه رب العالمين ( فليأكل بالمعروف ـ بالتي هي أحسن ) وقد فسرا لإمام بن الجوزي رحمه الله الأكل بالمعروف علي أربعة أقوال : بأن يأخذ من مال الفقير علي وجه القرض فإذا رزق سدد أو الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف ولا تعدي أو يأخذ بقدر ما عمله لليتيم من عمل أي بقدر الأجرة أو يأخذ عند الضرورة علي جهة القرض فأن تيسر سدد وإن لم يتيسر فهو في حل.

لذلك علي المسلم أن ينزل اليتيم منزلة ابنه وينصحه بما ينصح به ابنه ولا يضربه إلا بما يضرب به ابنه ويعلمه ثم يبتليه أي يختبره واسمع لربك " وابتلوا اليتامى ". وابتلاء اليتيم هو اختبار تصرفاته عن طريق مراقبة هذه التصرفات .

هل رشد في تصرفاته أم لا ؟ وذلك بإعطائه جزء من ماله يتصرف فيه فإن أحسن التصرف ونماه أعطاه الباقي ولا يرفع الوصاية وإن لم يحسن التصرف لم يعطه الباقي وذلك بعد أن يبلغ يقول الله " حتى إذا بلغوا النكاح "أي بلغوا الحلم : وهو خمسة أمور: ثلاثة مشتركة بين الرجال والنساء وهي نبات شعر العانة الخشن والسن والاحتلام واثنان تخص المرة فقط وهما الحبل والحيض أو نزول المواسي علي الجلد إذا لم يعرف بالسن كما أمر عمر رضي الله عنه عند طلب الجزية .

فإذا تحقق البلوغ وقمنا بامتحانهم فآنسنا منهم رشدا دفعنا لهم أموالهم يقول الله" فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم" ومن ثم لا يدفع إليهم مالهم إلا بشرطين: ( بلوغ النكاح ـ التأكد من حصول الرشد وهو النضوج العقلي عند الإنسان ) ولو عاد السفه في التصرفات المالية تفرض الوصاية من جديد ويحجر علي تصرفات اليتيم " وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [النساء : 5]. وإذا تم دفع المال لابد من الإشهاد عليهم قال تعالي " فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفي بالله حسيبا " والأمر بالإشهاد عليهم قيل للوجوب وقيل للندب وفي ذلك وقاية من التهم وحماية لأموال الأيتام أن تلتهم. وكفي بالله حسيبا لكل جاحد حق .

الثانية : 
يقول الله تعالي " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا". هذه آية الله تقول لكل مسلم يخشي علي أولاده مرارة اليتم من بعده ماذا يصنع ؟ علي أن يؤمن علي حياتهم تأمينا فشركات التامين الربانية ويدفع لذلك قسطين فقط : ـ 

• فليتقوا الله . • ولقولوا قولا سديدا.
يا من تخاف علي أولادك كن تقيا لله ز كن صالحا فصلاح الآباء للأبناء " وكان أبوهما صالحا " تقوي الله تنفعك في الدنيا والآخرة وتنفع أولادك من بعدك. وصدق من قال : تذود من حياتك للمعاد وقم إلي الله واجمع خير ذاد أترضي أن تكون رفيق قو م لهم ذاد وأنت بغير ذاد وقول السداد أي الصواب والحق أمر به رب العالمين" َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " وأمر به الرسول صلي الله عليه وسلم " فسددوا وقاربوا أبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ".....

حكم اكل مال اليتيم وظلمه

قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقال الله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وعن أبي سعيد الخدري رضي الله أن رسول الله قال في المعراج فإذا أنا برجال وقد وكل بهم رجال يفكون لحاهم وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم وتخرج من أدبارهم فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال يبعث الله عز وجل قوما من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله تعالى يقول إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وقال السدي رحمه الله تعالى يحشر آكل مال اليتيم ظلما يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينه كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم قال العلماء فكل ولي ليتيم إذا كان فقيرا فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه وما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وفي الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدها أنه الأخذ على وجه القرض والثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف والثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملا والرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه وإن لم يوسر فهو في حل وهذه الأقوال ذكره ابن الجوزي في تفسيره وفي البخاري أن رسول الله قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما وفي صحيح مسلم عنه قال كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى كفالة اليتيم هي القيام بأموره والسعي في مصالحه من طعامه وكسوته وتنمية ماله إن كان له مال وإن كان لا مال له أنفق عليه وكساه ابتغاء وجه الله تعالى وقوله في الحديث له أو لغيره أي سواء كان اليتيم قرابة أو أجنبيا منه فالقرابة مثل أن يكفله جده أو أخوه أو أمه أو عمه أو زوج أمه أو خاله أو غيره من أقاربه والأجنبي من ليس بينه وبينه قرابة وقال رسول الله من ضم يتيما من المسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر وقال من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة ومن أحسن إلى يتيم أو يتيمة عنده كنت أنا وهو هكذا في الجنة وقال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه أوصني بوصية قال ارحم اليتيم وأدنه منك وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله أتاه رجل يشتكي قسوة قلبه فقال رسول الله إن أردت أن يلين قلبك فأدن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمه من طعامك فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك ومما حكي عن بعض السلف قال كنت في بداية أمري مكبا على المعاصي وشرب الخمر فظفرت يوما بصبي يتيم فقير فأخذته وأحسنت أليه وأطعمته وكسوته وأدخلته الحمام وأزلت شعثه وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر فبت ليلة بعد ذلك فرأيت في النوم أن القيامة قامت ودعيت إلى الحساب وأمر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجروني سحبا إلى النار وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي فإنه قد أحسن إلي وأكرمني فقالت الملائكة إنا لم نؤمر بذلك وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه قال فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام ولهذا قال أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله خير البيوت بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه وأحب عباد الله إلى الله تعالى من اصطنع صنعا إلى يتيم أو أرملة وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود كن لليتيم كالأب الرحيم وكن للأرملة كالزوج الشفيق واعلم كما تزرع كذا تحصد معناه أنك كما تفعل كذلك يفعل معك أي لا بد أن تموت ويبقى لك ولد يتيم أو امرأة أرملة وقال داود عليه السلام في مناجاته إلهي ما جزاء من أسند اليتيم والأرملة ابتغاء وجهك قال جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي معناه ظل عرشي يوم القيامة ومما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة واليتيم عن بعض العلويين وكان نازلا ببلخ من بلاد العجم وله زوجة علوية وله منها بنات وكانوا في سعة ونعمة فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء واتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ومضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم وهو شيخ البلد وجمع على رجل مجوسي وهو ضامن البلد فبدأت بالمسلم وشرحت حالها له وقالت أنا امرأة علوية ومعي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة وأريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة إنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها وأخبرته أن معها بنات أيتام وهي امرأة شريفة غريبة وقصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام وأرسل بعض نسائه وأتوا بها وبناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر اللباس وباتوا عنده في نعمة وكرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت وقد عقد اللواء على رأس النبي وإذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ والياقوت وفيه قباب اللؤلؤ والمرجان فقال يا رسول الله لمن هذا القصر قال لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد فقال رسول الله أقم عندي البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيرا فقال له لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة إنك علوية فكذا أنت أقم عندي البينة إنك مسلم فانتبه الرجل حزينا على رده المرأة خائبة ثم جعل يطوف بالبلد ويسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية وبناتها فقال ما إلى هذا من سبيل وقد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار وسلمهن إلي فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به والقصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام فوالله ما نمت البارحة أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ورأيت مثل الذي رأيت في منامك وقال لي رسول الله العلوية وبناتها عندك قلت نعم يا رسول الله قال القصر لك ولأهل دارك وأنت وأهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمنا في الأزل قال فانصرف المسلم وبه من الحزن والكآبة ما لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة والأيتام ما أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا ولهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي أحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر والساعي عليهم هو القائم بأمورهم ومصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا الله لذلك بمنه وكرمه إنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم.



حكم أخذ الوصي من أموال الأيتام
أنا الوكيل لورثة أخي وأقوم بمراجعة مستحقاتهم ومصالحهم كما أقوم بزيارتهم أسبوعيّاً وذلك لإسعاد أولاده مع أولادي ، والسؤال عن طلباتهم ( راتبهم 15000 ألف ، وحقوقهم 400000 ) وأنا لدي ديون مؤقتة 4 سنوات بسبب البنيان ، فأيهما أفضل أن أضغط على نفسي وأولادي قليلا أو أن آخذ من دون علمهم مصاريف البنزين وغيره ( بسبب العادات ) ؟. 

جعل الشرع أكل مال اليتيم بالباطل من السبع الموبقات المهلكات – كما روى ذلك البخاري ( 2615 ) ومسلم ( 89 ) عن النبي صلى الله عليه وسلم : ولكونه أمانة عظيمة قد يعجز عنها كثيرون قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر – ضمن نصائح له – : ( ولا تولينَّ مال يتيم ) رواه مسلم ( 1826) 

وقد أوجب الشرع على من قام بالوصاية على الأيتام أن يحسن رعايتهم وتربيتهم ، وإذا كان لهم أموال أن يحسن حفظها وتنميتها ، وأن يؤدي زكاتها ، وإن كان غنيّاً فالأولى له أن يستعفف عن أموالهم ، وإن كان فقيراً أن يأكل بالمعروف ، وإن كان عاملاً بأموالهم أن يأخذ أجرة المثل ، هذه أحكام الشرع ، وهي غايةٌ في الحكمة والعدل . 

قال الله تعالى : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا . وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) النساء /5،6 . 
قال ابن كثير : 
وقوله : ( ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا ) ينهى تعالى عن أكل أموال اليتامى من غير حاجة ضرورية ( إسرافاً وبداراً ) أي : مبادرة قبل بلوغهم ، ثم قال تعالى : ( ومن كان غنيّاً فليستعفف ) عنه ولا يأكل منه شيئاً ، وقال الشعبي : هو عليه كالميتة والدم ، ( ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف ) نزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه إذا كان محتاجاً أن يأكل منه ، عن عائشة قالت : أنزلت هذه الآية في والي اليتيم ( ومن كان غنيّاً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف ) بقدر قيامه عليه . 

قال الفقهاء : له أن يأكل من أقل الأمرين أجرة مثله أو قدر حاجته ، واختلفوا هل يرد إذا أيسر ؟ على قولين : أحدهما : لا ؛ لأنه أكل بأجرة عمله وكان فقيراً ، وهذا هو الصحيح عند أصحاب الشافعي ؛ لأن الآية أباحت الأكل من غير بدل ... . 

والثاني : نعم ؛ لأن مال اليتيم على الحظر ، وإنما أبيح للحاجة ، فيرد بدله كأكل مال الغير للمضطر عند الحاجة ... . 
( ومن كان غنياً فليستعفف ) يعني : من الأولياء ، ( ومن كان فقيراً ) أي : منهم ، ( فليأكل بالمعروف ) أي : بالتي هي أحسن ، كما قال في الآية الأخرى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ) أي : لا تقربوه إلا مصلحين له ، فإن احتجتم إليه أكلتم منه بالمعروف . 

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 454 ، 455 ) باختصار .
وعن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني فقير ، ليس لي شيء ، ولي يتيم ، قال : كُل من مال يتيمك غير مسرف ولا مباذر ولا متأثل " . 
رواه أبو داود ( 2872 ) والنسائي ( 3668 ) وابن ماجه ( 2718 ) . والحديث : حسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 4497 ) . 
مباذر : مسرف للمال تبذيراً له . 
متأثل : آخذ من أصل المال . 
فإن أردت أن تأخذ مالا مقابل ما تعمله لهم ، من مراعاة مصالحهم ، وكان عملك هذا يستحق أجرة فلا حرج عليك في ذلك ، أما إن أردت أن تأخذ أجرة الزيارة فلا ، لأنه لم تجرِ العادة بجعل مصاريف زيارة الأيتام عليهم من أموالهم ، وهذا بخلاف ما تنفقه عليهم من لباس وأثاث وطعام لهم ، فإنه يكون من أموالهم . 
وحيث إنك في بلد يوجد بها قضاء شرعي فلا بد من مراجعة المحكمة الشرعية في ذلك ، حتى يحكم القاضي بما يراه من مصلحة الأيتام ، والله أعلم . 
ونرجو منك التأمل كثيراً في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ( 1400 ) ومسلم ( 1053 ) : ( من يستعفف يعفَّه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبِّره الله وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر ) لتعلم أن الطريق إلى قضاء دينك هو الاستعفاف والاستغناء والصبر . 
قال المباركفوري 
( ومن يستغن ) أي : يظهر الغنى بالاستغناء عن أموال الناس ، والتعفف عن السؤال حتى يحسبه الجاهل غنيا من التعفف . 

( يغنه الله ) أي : يجعله غنيّاً أي : بالقلب ففي الحديث : ( ليس الغني عن كثرة العرَض إنما الغني غنى النفس ) ، أو يعطيه ما يغنيه عن الخلق . 

( ومن يستعفف ) الاستعفاف : طلب العفاف والتعفف وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس , أي : من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها . 

( يعفه الله ) : أي يجعله عفيفا ، فيحفظه عن الوقوع في المناهي ، يعني : من قنع بأدنى قوت وترك السؤال تسهل عليه القناعة وهي كنز لا يفنى . 

( ومن يتصبَّر ) أي : يطلب توفيق الصبر من الله ؛ لأنه قال تعالى : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) ، أو : يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.sidiameur.info
 
بحث علمى عن اكل مال اليتيم واحكامه كامل بالتنسيق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث علمى عن السرطان كامل بالتنسيق
» بحث عن فتح مصر - بحث علمى عن فتح مصر كامل بالتنسيق
» بحث عن فتح مكة - بحث علمى عن فتح مكة كامل بالتنسيق
» بحث علمى عن الصداقه كامل بالتنسيق
» بحث علمى عن الإلحاد كامل بالتنسيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سيدي عامر إنفو :: القسم الدراسي والتعليمي :: التوظيف والمسابقات دروس و البحوث :: البحـوث والكتب الجـامعية والمـدرسيـة الشـاملة-
انتقل الى: