الاحتفال بالمولِد النَّبويّ الشّريف
السند:
جَرتَ سُنةَّ المُسْلِمين –بعدَ قُرُونِهم الأولى- أن يَحْتَفِلُوا في شَهْرِ رَبِيع الأوَّلِ مِنْ كُلِّ عامٍ بِذِكْرَى ميلادِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ صَىَّ اللهُ عليه وسَلَّم، وكَانَ لَهُم في الِاحْتِفالِ بهذِه الذّكْرَى أَسَاليبُ تَخْتَلِفُ باخْتِلافِ البِيئاتِ والبُلْدَانِ.
وتُعْنَى أقلامُ الكُتَّابِ وأَلْسِنَةُ الْمُتَحَدِّثن بالمَقَالاتِ والأحَادِيثِ، يَنْشُرونَهَا ويُذيعونَهَا على النَّاس، يُذَكِّرُونَهم فيها بِعَظَمَة مُحَمَّدٍ وشَمائِلِه الّتي فُطِر عَلَيْهَا، وعُرِفَ بِهَا في أَهْلِهِ وبينَ قَوْمِهِ.
يومَ أن كان غُلامًا يَرْعلى الغَنَم، ويَعْزِفُ بِنَفْسِه عما يَألفُه أَقْرَانُه من مَجَالسِ اللّهْوِ واللَّعِبِ.
ويَوْمَ كان شَابًّا جَلدْا يَحْضُر مَعَ أعْمامِهِ حَرْبَ الفِجارِ وحِلْفَ الفُضُولِ.
ويومَ أَنْ كَانَ رَجُلاً مُكْتَمِلاً وافِرَ العَقْل، يَرْضاهُ قَوْمُه حَكَمًا في النّزَاعِ يشْجرُ بينَهم.
وَيَوْمَ كَانَ مُلْتَهِبَ الفِطْرةِ في صِلَتِه بالله، فيَفِرُّ من ظُلمةِ الدُّنيا وجَهالتِها إِلى التَّحَنُّثٍ والأُنْسِ بِنُورِ الإِيمانِ الفِطْريِّ.
ويَوْم كَانَ هَادِيًا مُرْشِدًا، يَتَعَهَّدُهُم بالحِكْمةِ والمَوْعِظَةِ الحسَنَة، ويُبَشر مَنْ أجابَ ويُنْذِرُ مَنْ أبى.
ويوم أن خَرَجَ مِنْ نِطَاقِ الحَدِيدِ والنّار اّلذي ضَربه قومُهُ حَوْلَ بَيْتِه، لِيَضْربوه ضَربَةً واحدةً يَتَفَرَّقُ بها دَمُهُ في القَبَائِل فَيَسْرَيحُوا مِنْهُ ومِنْ دَعْوَتِهِ.
ويَوْمَ أَنْ صَارَ في المَدِينَةِ قَائِداً يتقدَّمُ الصُّفوفَ، ويتّقي بِهِ أصْحَابُه.
ويوم أن كانَ حَاكِماً يُقيمُ الوزنَ بالقِسط، لاَ يَعْرِفُ نفسَه ولا أهلَهُ في إِقَامَةِ حدِّ اللهِ وشَرعِه.
الإمام محمود شلتوت (من توجيهات الإسلام)
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص135
أفهم النّصّ:
ماذا تعرف عن الاِحتفال بالمولد النّبويّ ال شّيف ؟
ما دور الكتّاب في هذه المناسبة ؟
اِستخرج من النّصّ الألفاظ الدّالة على الصّفات الحميدة اّلتي كان يتمتّع بها نبيّنا المصطفى.
حدّد العبارة الدّالة على عدل الرّسول)صلى الله عليه وسلم(.
أعودُ إلى قاموسي:
أفهمُ كلماتي:
سُنّة: طريقة. ش ائله: خصاله وطبائعه. يَعْزِفُ: يبتعد، من العزوف والامتناع.
أقرابه: أقرانه وأصحابه. جَلْدًا: قويا، شديداً. حلف الفضول: حلف من بعض
بطون قريش. يشجر: يضطرب ويحدث، ومنه المشاجرة. أبى: رفض.
أَ شْرحُ كَلِمَاتِي:
حرْب «الفجار » . التحنّت.