لم يعد الأمر خاص بالسحرة وأرباب العزائم والدعوات !
بل وصل الأمر إلى المعالج الشرعى والراقى الذى هو على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فقد وصل الأمر ببعض هؤلاء الرقاة والمعالجين الشرعيين إلى ادعاء حبس الجنى فى الجسد بل وصلهم بهم الأمر إلى إباحة ذلك من باب أنها أسباب حسية إن فعلها الراقى فلاحرج عليه ولاأنكر أن فى بداية مشوارى كنت أعتقد بهذا الاعتقاد ثم لاح لى خلافه !
ومن المفارقات أن من تكلم عن القرين كمرض عضوى فكأنما قال بخلق القرآن أما من ادعى حبس جنى فى الجسد فهذا لابأس عليه إن شاء الله !
قال أحد المعالجين حول مسألة الحبس :
[[ .. أما إن كان القصد أنه بالامكان حبس الجني في البدن دون استعانة بالجن والشياطين وتوصل المعالج لذلك الأمر ، فأرى أن هذا من الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء ولا يقدح مطلقاً في عمل المعالج ، مع أني أرى بضرورة أخذ فتوى ممهورة من أحد كبار العلماء ، والله تعالى أعلم وأحكم ]] اهــ .
وتابعه ووافقه على هذا كثيرون ممن شق مضاجعهم " الجن الطيار " فاجتهدوا فى خلق الحيل فى حبسه فلم يجدوا إلا كلام الله وسيلة للحبس !!
وهذا مردود عليه من وجوه :
1 ) هذه ليست أسباباً حسية لأن هذا الأمر يصعب ضبطه وإثباته وقياسه ولم يثبت عن سلف هذه الأمة ولاعن خيارها من العلماء .
2 ) أن من فعل ذلك فقد نازع سليمان فى ملكه الذى وهبه الله إياه ولاينبغى لأحد من بعده ..
26197 - عن عبدالله بن عمر بن العاص ؛ قال : إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان . يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا .
الراوي: طاوس المحدث: مسلم - المصدر : مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم : 7 خلاصة الدرجة : صحيح
ونازع فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أراد ربطه فى سارية المسجد .
ثم الأنبياء يرون الجن فحبسوه وهذا لايراه فحبسه فهل فاقهم فى ذلك ؟!!!
3 ) أليس حبس الجنى فى الجسد ـ إن أمكن ـ فيه مشابهة السحرة والدجالين وهو من صميم عملهم وأهم مايتميزون به ؟
4 ) من استطاع حبس جنى فهو قادر على إخراجه فلم لاتخرجه وترتاح وتريح ؟
ثم الأصل الخلاص من الجنى فى علاجك ..... طيب ليش تحبسه لترجع وتخرجه ؟
بمعنى آخر ماالفائدة وراء حبسه أصلاً ؟
والله أسأل أن يجمعنا على موائد العلم النافع والعمل الصالح وماأردت إلا الإصلاح !
والله أعلم .