الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …
لازلنا نحاول ـ جاهداً ـ أن نفك الاشتباك الواقع فى ذهون الرقاة والمصابين بخصوص المس العاشق ، حيث تعارف بين الرقاة أن فى الجماع دلالة أولية على أن المس عاشقاً للجسد مريداً له ، وهذا ليس على إطلاقه بل فيه تفصيل نوضحه فى البيان التالى :
اعتبر العشق على أنه شكل مفرط من أشكال المحبة وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى الحب على أنه أسمى عاطفة يتحلى بها الإنسان، فقد اعتبر العشق أنه عبارة عن حالة مرضية تحدث نتيجة للمغالاة الشديدة في الحب، مما ينعكس ذلك بآثار سلبية على شخصية العاشق تتظاهر باضطرابات جسمية، فضلا على الاضطرابات السلوكية والتي كثيرا ما تدفع الشخص المصاب لأن يرتكب تصرفات غير عقلانية ، لذا لجأ بعض السحرة إلى سحر الجنى بسحر عشق للإنسى وربطه فى جسده .
أنواع العشق :
* عشق جسد :
يعشق الجنى الجسد سكن له كما يعشق أحدنا بيته ولايشترط فيه جماع وقد يتأقلم مع الروح كما يتأقلم أحدنا مع بيت يحتاج لترميم ولايملك ثمن صيانته ولايملك بيتاً غيرهفيرضى به ويتعايش مع واقعه والله المستعان وإلا كان مصيره الشارع ، وقد ينقلب إلى عاشق روح لو رأى من ساكن جسده مايحببه فيه .
* عشق روح :
ويعشقه حباً فيه فيتبعه عشق الجسد ودخوله فيه مخافة أن يدخله غيره ،ولايشترط فيه جماع كالأول تماماً إلا إذا اتخذه زوجاً له وهولايؤذى معشوقه بصرع ولاتخبط إلافى حالة انفعال الجنى نفسه ، بل هوعون له على كل من يحاول الاعتداء عليه ظالماً كان المعشوق أم مظلوماً ، ويستثنى من ذلك حالة تأثر المس بالسحر إذاكان خادم سحر ، فقد يسحر الجنى من قبل الساحر " بسحر عشق " وقد يظهر فى المنامبأبهى الصور وأجملها ليفتن قلب معشوقه ، ولاننكر أن بعض الجآن العاشقين لأجساد الإنس نجحوا فى اقناع الإنسى بهم بسبب مايقدمونه لهم من خدمات وحماية ولذة وشهوة عارمة ، وقد يحدث هذا النوع حرارة مستمرة فى الجسد ونبض غير منقطع تحت الجلد ، ومن علاماته العزلة والسهر .
* عشق الزنا :
وهذا فيه الجماع بشكل دورى كلما سنحت الفرصة وفيه يشترط فيه المداومة على الجماع والاستمرارية من قبل الجن على ذلك ، أما الجماع المتقطع أو المنقطع فهو محاولة لتنجيس المصاب لإحكام السيطرة عليه أو هو اعتداء من جنى مشاكس أو متطفل وقد يكون هذا النوع أصله انتقام كما ينتقم الإنسى بالاغتصاب والتنجيس لإنسى آخر .
والله تعالى أعلى وأعلم .
أبو همام الراقى