بسم الله الرحمن الرحيم
قال قيس بن الحجاج : قال لي شيطاني : دخلت فيك وأنا مثل الجزور ، وأنا فيك اليوم كالعصفور ، فقلت : ولم ذلك ؟ قال : تذيبني بكتاب الله عز وجل . كما قال أبو خالد الوالي : خرجت وافداً إلى المدينة ومعي أهلي فنزلنا منزلاً وأهلي خلفي ، فسمعت أصوات الغلمان وجلبتهم ، فرفعت صوتي بالقرآن فسمعت صوت شيء طرح فسألتهم فقالوا : أخذتنا الشياطين فلعبت بنا فما رفعت صوتك بالقرآن القونا وذهبوا . وحكي عن دار في بغداد كانت كلما سكن بها أناس طردوا أو قتلوا فجاء رجل مقرئ للقرآن فسكن بها ولم يحصل له شيء . فتعجب الجيران عن سبب تركه للدار بعد هذه المدة الطويلة ، فقال : لما بت بها صليت العشاء وقرأت شيئاً من القرآن ، وإذا بشاب قد خرج من البئر فسلم ، فخفت فقال : لا بأس عليك ، علمني شيئاً من القرآن فشرعت أعلمه ، ثم طلبت منه أن يأتي نهاراً لأني أخافه ليلاً ، ففعل وسألته : ما شأن هذه الدار ؟ فقال : هذه الدار لا يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الخمر ونحن جميعاً مسلمون فنخنقهم . وذات يوم بينما هو معي مر شخص ممن يقرءون الرقى والآيات الطاردة للجن ، فناديته وعندما دخل إذا بالجني قد أصبح ثعباناً في السقف ، فما زال الرجل يقرأ والثعبان يتدلى حتى سقط في وسط الدار فأراد الرجل أن يأخذه فمنعته فقال : أتمنعني عن صيدي ؟ فأعطيته ديناراً فتركه لي ، وبعد أن ذهب الرجل انتفض الثعبان وخرج الجني ، وقد ضعف وهزل وأصفر وذاب ، فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا الرجل بهذه الأدعية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخاً فاهرب . فسمعت في الليل النعي فهربت وامتنع الناس أن يسكنوا الدار