السمع والبصر والذوق والشم : كل واحد منهم دال على العز ، والراحة ، والهداية ، والمكاسب ، والفوائد ، والأمن ، والفرح ، والغنى. فإن ذهب أحدهم : خشي عليه من مرض ، أو سجن ، أو شدة ، أو نكد. كما أنهم إذا حَسُنوا ، أو أحدهم : نال صاحِبه عزاً ، وجاهاً ، وخلاصاً من شدة ، أو مرض.
وربما دلت الأذنان على أصحاب الأخبار. والعينان على الجواسيس.
قال المصنف : إنما دل السمع والبصر والذوق والشم على ما ذكرنا لزيادة قيمة من له ذلك ، ولتعب من يعدم أحدهما. كما قال لي واعظ : رأيت أن ذوقي قد عدم ، قلت : ما يبقى لكلامك ذوق. ورأى من يتعانى التجارات أن سمعه قد انسد ، قلت : يبطل سفر مركبك وتتعطل معيشتك ، لعدم الربح الذي تجد منه راحة. وكمسافر رأى أن بصره تلف ، قلت : يقطع عليك الطريق وتنهب وتقاسي شدة. كما أن حسنهم دال على الخير.