ظهور الدابة ، أو عصا موسى عليه السلام : دال على ما دلت عليه الشمس ، أو القمر ، وعلى ظهور ملك جديد عادل ، وعلى أخبار غريبة. وأما ظهور يأجوج ومأجوج : فدليل على ظهور عدو يخرج من الجهة التي قدموا منها.
قال المصنف : واعتبر الدابة. كما قال لي ملك مصر : رأيت أن الدابة قد ظهرت ، قلت : يقدم عندك حيوان غريب ، فعن قليل قدم الكركيد ولم يكون أبصره. وقد تدل على الجراد أيضاً. وقال بعض العامة : رأيت الدابة تحكي والناس ينظرون إليها ، قلت : أنت تفرج الناس على الدب ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أن بنتي قد صارت الدابة المذكورة في القرآن العزيز ، قلت : تصير واعظة فصارت. وقالت أخرى : رأيت أنني صرت الدابة والناس يهربون مني ، قلت : تصيرين نائحة في الأعزية ، فصارت.
وأما عصا موسى فقال إنسان : رأيت أنها في يدي وهي ملوية ، قلت : أنت رجل تلعب بالحيات. وقال آخر : رأيت أنني أسجد لها ، قلت : يفسد دينك لأجل يهودي. وقال آخر : رأيت أنني ركبتها ، قلت : أنت تجامع امرأة يهودية. ومثله قال آخر ، قلت : أنت تتعانى السيمياء.
ودلت الدابة والعصا على الملوك لكون الدابة تأمر وتنهى والعصا انتصر بها موسى عليه السلام.
واعتبر ظهور يأجوج ومأجوج. كما قال لي إنسان : رأيت أن يأجوج ومأجوج قد كثروا في البلد ، قلت : نزل مكانك منهم أحد ، قال : نعم ، قلت : ينزل بها لصص ، أو أقوام مفسدون فاحترز. ومثله قال آخر ، قلت : يخرج من في السجون من المفسدين. ومثله قال آخر ، قلت : تنكسر طائفة من دين النصرانية ، فكان كذلك ، لأن عيسى عليه السلام يهرب بالناس من يأجوج ومأجوج إلى الطور.