6. هل هي " أحلام يقظة " أم " مبادرات عمل "!
أوردت في الحلقة السابقة الشواهد الكثيرة التي تبين لكل عاقل أن السعي إلى بناء " هيكل " بات يشكل إجماعا قوميا ، دينيا ، رسميا وشعبيا في المجتمع اليهودي ، وحتى لا ننسى فإن المطالبة ببناء ( الهيكل ) تقوم على حساب ( الأقصى المبارك ) ، وحتى لا ننسى سأورد في هذه الحلقة الشواهد الكثيرة التي تبين أن المطالبة ببناء ( هيكل ) ليست مجرد ( أحلام يقظة ) بل هناك مبادرات عملية لدى مجموعات يهودية مختلفة لتنفيذ ذلك وها كم الشواهد : -
1- من خلال متابعتي لهذا المشروع تبين لي أن هناك عدة نظريات لدى المجموعات اليهودية الساعية إلى بناء " هيكل " فهناك من يطالب ببناء " هيكل " على أنقاض الأقصى المبارك ، وهناك من يطالب بنقل الصخرة المشرفة من مكانها تحت شعار ( الترانسفير العمراني ) ثم بناء " هيكل " مكانها ، وهناك من يطالب ببناء عشرة أعمدة ضخمة في الجهة الجنوبية – الغربية لحرم الأقصى المبارك ، بحيث يكون ارتفاعها مساويا لارتفاع ساحات الأقصى المبارك من الداخل ، ثم يتم بناء " هيكل " عليها ، وتتحول ساحات الأقصى المبارك إلى ساحات عامة لهذا ال " هيكل " وهناك من يطالب ببناء " هيكل " في داخل حرم الأقصى المبارك وعلى وجه التحديد في الزاوية الشرقية – الشمالية القريبة من باب الأسباط وهناك من يطالب بإعطاء اليهود المباني الواقعة تحت ساحات الأقصى المبارك ، بمعنى تحويل المصلى المرواني والأقصى القديم اللذين يعتبران جزءا لا يتجزأ من الأقصى المبارك إلى " هيكل " لليهود !! ومن يدري لعل هناك نظريات أخرى لم يكشف عنها حتى الآن .
2- أعود وأقول هذه ليست أحلام يقظة ، بل هناك مبادرات عمل لتنفيذها لدى كل مجموعة يهودية تتبنى إحدى هذه النظريات ، وعلينا أن نعلم أن هناك خمسا وعشرين جماعة يهودية تعمل على تنفيذ هذه النظريات على حساب الأقصى المبارك .
3- وفق دراسة وقفت عليها وجدت هذه النتيجة التي تبين أن هذه المجموعات اليهودية قامت بأكثر من أربعين عملا عدائيا استهدف الأقصى المبارك منذ عام 1967م – 1990م ، ثم قامت بأكثر من سبعين عملا عدائيا استهدفت الأقصى المبارك منذ " أوسلو " حتى عام 1998.
4- قام المدعو " جرشون سلمون " – رئيس مجموعة ( أمناء ال" هيكل ") في تاريخ 16/10/1989 بوضع حجر أساس للهيكل في مكان قريب من حرم الأقصى وقال يومها : " أن وضع حجر أساس الهيكل يمثل بداية حقبة تاريخية " .
5- ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه يجري الآن قطع أحجار من صحراء النقب كي تكون معدة لبناء ال " هيكل " في اللحظة التي تسعى هذه المجموعات اليهودية لاغتنامها .
6- صرح المدعو " باروخ بن يوسف " – زعيم منظمة " بناة الهيكل " عام 1997 إن جماعته انتهت من صنع شمعدان ذهبي في أمريكا وتم نقله بعد ذلك كي يستعمل في المستقبل لإقامة الشعائر الدينية التي ستقام في ال " هيكل " .
7- قام المليونير اليهودي المصري المدعو " موسى فرج " بالتنسيق مع بعض هذه المجموعات اليهودية بصناعة " خيمة العهد " من خطوط الذهب بتكلفة خمسة عشر مليون دولار ، وذلك لوضعها مستقبلا في ال" هيكل " .
8- قامت منظمة " حركة إعادة ال " هيكل " ببناء " المذبح " في منطقة " بحر الميت " كي يستخدم في المستقبل لتقديم القرابين عليه عندما تتاح الفرصة لبناء " هيكل " وفق مخططاتهم .
9- تقوم إحدى المجموعات اليهودية المسماة باسم " مؤسسة الحجر الطاهر" بأخذ الأطفال اليهود بعد ولادتهم مباشرة للعناية بهم وتربيتهم تربية خاصة كي يكونوا ( خدام ال" هيكل " ) الساعين لبنائه .
10- من الضروري أن أؤكد أن كل ما ذكرته من ملاحظات وشواهد تم عرضه في قنوات التلفاز الإسرائيلية ، وكان هناك اكثر من برنامج حول هذه الشواهد سالفة الذكر ، كما وكان هناك لقاءات مختلفة مع مسؤولين عن هذه المجموعات اليهودية ، وتم التصريح ممن قبلهم بتصميمهم على متابعة تنفيذ كل هذه المبادرات.
11- الذي يتابع الإعلام العبري حول الأقصى المبارك على وجه التحديد يجد أن هناك تصميما من قبل كثير من المسؤولين الرسميين اليهود على اعتبار أن الأقصى المبارك الذي يطلقون عليه اسم " جبل الهيكل " واقع بالكلية تحت مسئوليتهم، ومن يتأمل الجواب الذي صرح به مدير عام وزارة الأمن الداخلي ( يهودا فيلك ) في تاريخ 15/2/2000 في التلفاز الإسرائيلي عندما سئل عن استعدادات الشرطة لزيارة البابا ، من يتأمل ( جواب فيلك ) يجد أنه أجتهد أن يبين أن الأقصى المبارك واقع بالكلية تحت مسؤولية وزارته ، فقد ذكر (فيلك ) خلال الجواب أن هناك مركز شرطة في داخل الأقصى المبارك وهناك قوات شرطة تتجول في داخل الأقصى المبارك ، وهناك قوات شرطة على كل أبواب الأقصى المبارك ، وأنا أضيف وأقول ذكر لي بعض الثقات من أهلنا في القدس الشريف أن هناك سيارات شرطة ذات حجم صغير تتجول ليلا في ساحات الأقصى الداخلية ، كل ذلك ينسجم مع مبادرات العمل التي تقوم بها بعض المجموعات اليهودية .
12- تجري في هذه الأيام عرقلة مقصودة من قبل المؤسسة الرسمية اليهودية ، من اجل إجهاض أية محاولة لإعمار الأقصى المبارك، فأنا أتحدث كإنسان أشد الرحال إلى الأقصى المبارك أسبوعيا كحد أدنى ، وأجتهد أن أسهم بدور متواضع لدعم مسيرة إعمار الأقصى الجارية بإدارة ورعاية هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار، وألاحظ كما يلاحظ غيري أن هناك نية مسبقة لدى المؤسسة الرسمية اليهودية لعرقلة إعمار الأقصى المبارك ، حيث باتوا يمنعون إدخال المواد المطلوبة لمتابعة مشاريع إعمار الأقصى المبارك ، لدرجة أنه مضت أسابيع كاملة منعوا فيها إدخال مواد البناء إلا الشيء اليسير جدا ، على الرغم من إلحاح هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار ، وواضح من وراء ذلك أن وراء الأكمة ما وراءها ، وواضح من وراء ذلك أن هذه الممارسات تتفق مع مبادرات المجموعات اليهودية التي تحدثت عنها .
13- كل ذلك دفع مفتي الديار المقدسة الشيخ عكرمة صبري إلى أن يصرح في تاريخ 23/8/1999 في صحيفة " الأيام " قائلا: " إسرائيل تحاول أن تدخل كشريك ليتم التفاوض معها بشأن المسجد الأقصى".
14- كل ذلك دفع مهندس هيئة الأوقاف السيد عدنان الحسيني إلى أن يصرح في تاريخ 9/10/1999 في صحيفة " الأيام " قائلا: " الآن هم وصلوا إلى جدار الأقصى القديم وباتوا يمسون هذا الجدار ، كل يوم يقومون بإجراء معين ، ويبدو أن الأمور بالنسبة لهم فيما يتعلق بأوهامهم ببناء الهيكل بدأت تستوي، لذلك نحن نقول أن الوضع بات خطيرا جدا، فنحن لا نتحدث عن ثلة من المستوطنين المتطرفين وإنما عن جهاز حكومي كامل يقوم بهذا العمل" .
15- بقي أن نقول إن هناك خطوة إسرائيلية رسمية تصب في مبادرات هذه المجموعات اليهودية ، ألا وهي الحفريات التي يجري تنفيذها في حرم الأقصى المبارك ولأهمية هذا الموضوع سأتحدث عنه في الحلقة القادمة وأنا اسأل نفسي واسأل امتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني : ماذا يجري تحت المسجد الأقصى المبارك ؟
يتبع
7. ماذا يجري تحت المسجد الأقصى المبارك؟
كنت قد أكدت في الحلقات السابقة أن السعي إلى بناء " هيكل " بات يشكل إجماعا قوميا دينيا، رسميا وشعبيا في المجتمع اليهودي ، وكنت قد أكدت أن السعي إلى بناء " هيكل " ليس مجرد " أحلام يقظة " بل هناك مبادرات عملية لتنفيذ ذلك، وكنت قد أكدت أن هناك خطوة إسرائيلية رسمية تصب في هذه المبادرات، ألا وهي الحفريات التي تجري تنفيذها في حرم الأقصى المبارك ، لذلك سألت وما زلت اسأل : ماذا يجري تحت المسجد الأقصى المبارك ؟
إجابة على هذا السؤال سأسجل الملاحظات التالية:
1- على عهد الانتداب البريطاني في فلسطين تم رسم خارطة مفصلة تبين موقع قنوات ومخارج الهروب الاضطراري التي كانت قائمة تحت حرم الأقصى المبارك، وهذه الخارطة المفصلة ليست سرا محفوظا في الخزانة البريطانية، بل هي خارطة باتت معروفة في متناول كثير من الأيدي، خصوصا مكاتب الهندسة، ولا شك أن هذه الخارطة قد وقعت في أيدي كل المعنيين من المجتمع اليهودي في موضوع بناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك، ولا شك أن هذه الخارطة تحولت إلى قاعدة توجيهية لكل الحفريات التي جرت وتجري الآن في حرم الأقصى المبارك من قبل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، فعلى أساس ما تبينه هذه الخارطة تم حفر النفق الذي سمي " تحريفا " باسم " نفق الحشمونائيم " !! ومن الواضح أن الذين يقومون بعمليات الحفر لا يكتفون بطول وعرض وارتفاع قناة المياه كما كانت عليه أو مخرج الهروب الاضطراري كما كان عليه، بل يسعى القائمون على الحفريات إلى زيادة طول وعرض وارتفاع هذه القنوات والمخارج بما يوافق مخططاتهم، ويسعون في نفس الوقت إلى حفر أنفاق جديدة جدا للربط بين هذه القنوات والمخارج بما يوافق مخططاتهم !! وليعلم الجميع أن هذه القنوات والمخارج تمتد في اتجاهات مختلفة تحت حرم الأقصى المبارك، فهناك اتجاهات لهذه القنوات والمخارج تمتد من تحت حرم الأقصى شرقا إلى تحته غربا، وهناك اتجاهات من تحت حرم الأقصى شمالا إلى تحته جنوبا، وهناك اتجاهات متعرجة ومنحنية تربط ما تحت الأقصى من الزاوية الشرقية – الشمالية حتى الزاوية الغربية – الجنوبية !! فإذا عرفنا أن الحفريات تجري على أساس هذه الخارطة البريطانية فسؤالي هو: أي قنوات ومخارج تجري فيها الحفريات الآن ؟ لا أحد منا يعلم ذلك مع شديد الأسف !! كل ما نعلمه هو ما كشف عنه الإعلام الإسرائيلي أو ما تم الكشف عنه خلال جولات ميدانية في حرم الأقصى المبارك كان قد قام بها البعض منا !! ولكن وبصراحة نقول أن حقيقة كل ما يجري من حفريات في الأقصى المبارك على أساس هذه الخارطة البريطانية لا يعرفه إلا القليل القليل من المشرفين على الحفريات في المؤسسة الرسمية الإسرائيلية !! وتبعا لذلك، ما مدى الخطورة التي تشكلها كل هذه الحفريات المعروفة وغير المعروفة على حرم الأقصى المبارك ؟ لا أحد منا يعلم ذلك مع شديد الأسف !! وتبعا لذلك ، ماذا يجري الآن تحت الأقصى المبارك؟ لا أحد منا يعلم ذلك مع شديد الأسف.
2- كل ما نعرفه هو انه كانت محاولة خلال السنوات الماضية ، وقامت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بحفر نفق من تحت المسجد الأقصى جنوبا وباتجاه الشمال، وتم حفر ما يزيد على عشرة أمتار ، ولكن تم الكشف عن هذا النفق خلال جولات ميدانية قام بها البعض منا ، فقامت هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار ( مشكورة ) بإغلاق هذا النفق!
3- قامت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بحفريات مكثفة في الزاوية الغربية الجنوبية لحرم الأقصى المبارك، وذلك خلال السنوات الماضية، وقد أدى ذلك إلى إزالة مقبرة إسلامية تاريخية عن الوجود ، حيث كانت هذه المقبرة ملاصقة لحرم الأقصى المبارك من الخارج!
4- قامت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية بحفر نفق من تحت الأقصى غربا ثم اتجهت بالحفر نحو "الصخرة المشرفة" ووصلت الحفريات يومها إلى سبيل " قايتباي " الواقع في داخل حرم الأقصى المبارك، وهو سبيل قريب من " الصخرة المشرفة " ، إلا أن بعض حراس الأقصى المبارك اكتشفوا هذا النفق، فقامت هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار ( مشكورة ) بإغلاق هذا النفق.
5- قامت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بمتابعة حفر هذا النفق، ولكن مع تغيير اتجاه الحفريات، فتغير اتجاه الحفر من غرب – شرق إلى غرب – شمال ، واستمر الحفر لسنوات طويلة، وخلال الحفر تصدعت مبان وقفية إسلامية ومدارس تاريخية إسلامية ومساجد ، نعم .. تم تصدع هذه المباني الملاصقة لحرم الأقصى من الخارج، لان بعض مقاطع الحفريات جرت تحتها ، وظلت عمليات الحفر متواصلة حتى عام 1996، حيث قام رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق "بنيامين نتنياهو" بافتتاح هذا النفق في تاريخ 24/9/1996، بعد أن أطلقوا على هذا النفق اسما " باطلا " و " مزيفا " حيث أسموه نفق" الحشمونائيم ".
6- حدثني ثقة كان في جولة مع فرقة يهودية داخل هذا النفق، وكان معهم مرشد سياحي، حدثني هذا الثقة أن هذا المرشد السياحي اليهودي قال لهم خلال الجولة وقد أشار إلى أحد مقاطع هذا النفق " من هنا يمكننا الوصول بسهولة إلى نفق يمتد تحت " جبل هيكل " (الأقصى المبارك ) !!
7- قامت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بحفر وإزالة كاملة لحي المغاربة الإسلامي الملاصق لغربي حرم الأقصى من الخارج، وذلك بعد الحرب 1967 مباشرة، بهدف تحويل مكان هذا الحي المزال إلى مكان عبادة لليهود لأنه كان في مخططاتهم تحويل نقطع حرم الأقصى الملاصق لهذا الحي إلى ما سموه " باطلا وتحريفا " بـِ " المبكى " وقد تم لهم ذلك ، حيث حولوه " ظلما وباطلا " من " حائط البراق " إلى " حائط المبكى ".
وها أنذا أضع مقطعا بين يدي القراء من مقال أوردته صحيفة " هآرتس " العبرية في تاريخ 13/5/1999 تصف فيه لحظات حفر وإزالة " حي المغاربة: "الشرطة ورجال نجمة داود الحمراء ومواطنون خافوا من تلكم اللحظة التي سيطلب فيها من السكان إخلاء بيوتهم".
- سلمان : " أخبروهم أننا سنهدم البيوت، سواء خرجوا منها أم لم يخرجوا" !
- المختار : ( مختار حي المغاربة ): " لن نخرج من بيوتنا " .
- سلمان : " أنا جندي وانفذ الأمر وليس عندي طريقة أخرى ، وأنا أنصحك بإخلاء البيوت فجرافاتنا ستدخل الحي " .
- وعندها أمر سلمان ضابطا في قسم الهندسة بالشروع في العمل .. وما أن أصابت أسنان الجرافة أول بيت وإذا به يهدم على من فيه ، وعندها سمع صراخ من هدم عليهم البيت.
8- خلال جولة قمت بها مع السيد ناجح بكرات " أبو مالك " في مطلع التسعينات تبين لنا أنه جرى حفر نفق جديد يبدأ من الزاوية الغربية – الجنوبية لحرم الأقصى المبارك، ثم يمتد غربا وجنوبا ، وقد نزلنا عبر سلم خشبي حتى وصلنا إلى أرضية النفق ، ثم مشينا فيه مسافة أكثر من ثلاثمائة متر ولم نصل إلى نهايته، وخلال سيرنا فيه تبين انه يتفرع منه أنفاق قصيرة تصل إلى أساسات الأقصى المبارك ، وما زالت عمليات الحفر جارية في هذا النفق حتى الآن .
9- ذكرت صحيفة " هآرتس " العبرية في تاريخ 11/8/1999 ما يلي: " يوليو 1981 اكتشف حاخام حائط المبكى نفقا يتجه نحو نفق الحائط شرقا، ويمر من تحت قبة الصخرة، وطالب باستمرار الحفريات على أمل أن يجد قدس الأقداس " .. وفق هذا الخبر فإني اسأل كل عالمنا الإسلامي والعربي والفلسطيني : من منا يعلم ما يدور في هذا النفق المار من تحت قبة الصخرة؟ ما هي الحفريات التي تجري هناك؟ ما هو خطرها على مبنى الصخرة المشرفة ؟ للأسف لا يوجد واحد منا يعلم الجواب!.
10- كتبت صحيفة " الأيام " في تاريخ 13/8/1999 تقول: "على ذلك تواصل سلطات الاحتلال أعمال البناء في نفق ضخم يربط منطقة وادي حلوة في سلوان بمنطقة حائط البراق والحي اليهودي – حي الشرف – داخل أسوار البلدة القديمة".
11- سمعت من أحد الثقات ممن يشغلون منصبا رفيعا في هيئة الأوقاف الراعية لحرم الأقصى المبارك، سمعت منه أن هناك تخوفا كبيرا من أن المؤسسة الرسمية الإسرائيلية تقوم بحفريات من المدرسة التنكزية الواقعة على حدود حرم الأقصى الغربية باتجاه قبة الصخرة المشرفة، لقد قال لي ذلك قبل سنوات، وحتى الآن لا نعلم حقيقة ما يدور بالضبط!
12- سمعت من أحد الفلسطينيين العاملين في سلك الآثار أن إحدى ورشات الحفريات الإسرائيلية التي تجري تحت الأقصى قد وصلت إلى منطقة " الكأس " الواقعة بين الصخرة المشرفة والأقصى المبارك، وحتى الآن لا نعلم حقيقة ما يدور الضبط.
13- بناء على كل ما أوردت من شواهد أعود وأؤكد أن هناك مشروعا كاملا يجري تنفيذه تحت الأقصى المبارك ، ولكن للأسف لا نعلم عنه إلا القليل القليل !!
نعم ... هذه هي الحقيقة المرة !! إنه مشروع الحفريات تحت الأقصى المبارك !
يتبع
8. هل هناك حبل من الناس لبناء؟
بينت في الحلقات السابقة أن السعي إلى بناء " هيكل " بات يشكل إجماعاً قومياً دينياً ، رسمياً وشعبياً في المجتمع اليهودي ، ولكن يبقى سؤال مهم جداً ، من الضروري أن نقف عنده وأن نجيب عليه بوضوح ، وهذا السؤال هو : هل هناك حبل من الناس من غير المجتمع اليهودي يسعون إلى بناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك؟ أو على الأقل .. هل هناك حبل من الناس من غير المجتمع اليهودي يؤيد ويدعم مشروع هدم الأقصى المبارك، بهدف بناء " هيكل " مكانه؟
للإجابة على هذه التساؤلات، فسأورد بعض المقتطفات الموجزة من كتاب بعنوان " النبوءة والسياسية " لكاتبة أمريكية تدعى " غريس هالسل " ، ولدت هذه الكاتبة في بيت مسيحي إنجيلي معروف في الولايات المتحدة ، وقامت بجولات دينية مختلفة لمؤسسات وكنائس في الولايات المتحدة والقدس وبيت لحم وغيرها ، وتعرفت على حقيقة هذه المؤسسات والكنائس الواقعة في الولايات المتحدة ، وتعرفت هذه الكاتبة كذلك على الشخصيات التي تقف على رأس هذه المؤسسات ، وكيف تجمع الأموال وكيف تدافع عن مصالح إسرائيل ؟ وكيف تنسق مع المجتمع اليهودي من أجل تنفيذ مشروع بناء " هيكل " ؟ وهاكم بعض المقتطفات من هذا الكتاب " النبوءة السياسية " :
1. تقول هذه الكاتبة " جريس هالسل " في صفحة 10 من كتابها : " بصورة عامة يؤمن المسيحيون في مدينتي أيضاً بأن عمر الكون 6 آلاف سنة ، وأن مريم (أم عيسى) كانت عذراء ، وأن اليهود هم شعب الله المختار ، وأن الله أعطى الأرض المقدسة لشعبه المختار اليهود ، ولأن اليهود هم شعبه المختار ، فإن الله يبارك الذين يباركون اليهود ويلعن لاعنيهم " .
2. كمثال على هذا " الإيمان " الذي تتحدث عنه " هالسل " فإنها تورد في صفحة 27 من كتابها تصريحاً لأحد قيادتي المسيحية الأمريكية ويدعى " كينين كوبلاند " ، حيث يقول هذا المبشر : " أن الله أقام إسرائيل ، إننا نشاهد الله يتنزل من أجل إسرائيل .. أنه لوقت رائع أن نبدأ دعم حكومتنا طالما أنها تدعم إسرائيل .. أنه لوقت رائع أن نشعر الله مدى تقديرنا إلى جذور إبراهيم " .
3. تورد الكاتبة " هالسل " مثالاً أخراً على هذا " الإيمان " في ص 51 من كتابها ، حيث تنقل على لسان " ريغان " وتقول : " وفي عام 1983 كشف ريغان عن أهمية الكتاب المقدس ( التوراة ) في حياته ، قائلاً للمذيعين الدينيين : بين دفتي هذا الكتاب الوحيد توجد جميع الإجابات على جميع المشاكل التي نواجهها اليوم " .
4. كما هو واضح من هذين المثالين فقد أجمعت القيادة المسيحية الدينية والسياسية في أمريكا على ضرورة دعم المشروع اليهودي وفق الرؤية الدينية اليهودية المعاصرة ، أي بمعنى آخر دعم مشروع " القدس الكبرى التاريخية " بشكل عام ، ودعم مشروع بناء " هيكل " على حساب الأقصى بشكل خاص !! وعلى ضوء ذلك فإن " الدليل الإسرائيلي " الذي رافق " هالسل " وصحبها لدى زيارتهم للقدس ، لم يتردد – هذا " الدليل " – أن يقول لهم هذا الأمر الذي تورده " هالسل " في صفحة 74 ، حيث تقول : " قال لنا الدليل وهو يشير إلى قبة الصخرة والمسجد الأقصى : هناك سنبني الهيكل الثالث ، لقد أعددنا جميع الخطط لبناء هيكل ، حتى مواد البناء أصبحت جاهزة ، إنها محفوظة في مكان سري ، هناك معامل كثيرة يعمل فيها الإسرائيليون لإنتاج التحف الفنية التي سنستعملها في الهيكل الجديد ، إن أحد الإسرائيليين ينسج الآن قماشاً من الحرير الخالص لاستعماله في صناعة أثواب الحاخامين في الهيكل ، وفي مدرسة دينية تدعى " عتريت كوهانيم " – أي تاج الحاخامين ، وتقع غربي هذا المكان ، فإن رجال الدين يدرسون الآن كيف يقدمون التضحية بالحيوان".
5. تقول الكاتبة " هالسل " في ص 754 من كتابها : " سألت زميلاً لي في المجموعة – أي المسيحية الأمريكية – عما إذا كان مقتنعاً بأن على اليهود – بمساعدة المسيحيين – تهديم المسجد لبناء " هيكل " والتضحية بالحيوان من أجل إرضاء الله؟ فأجاب : إن هذا ما يجب عمله .. إنه في الكتاب المقدس .. إن توقيت إعادة البناء سيشكل الخطوة التالية في الأحداث المؤدية إلى عودة الرب .. إن الكتاب المقدس لا يقول لنا كم يجب أن يكون حجم الهيكل ، إن كل ما يخبرنا به هو أنه سيكون هنا تجديد في التضحية وهذا يتطلب بناء صغيراً نسبياً ، لقد مارس اليهود طقوس التضحي حتى عام 70 بعد الميلاد ، وعندما يكون لهم " هيكل" سيتولى ذلك اليهود الأرثوذكس الذين سيذبحون الأغنام والثيران في المعبد ويقدمونها قرابين لله".
6. تقول " هالسل " في ص 77 من كتابها : " هذا ما يردده " هول ليدنسي " في كتابه " أخر أعظم كرة أرضية " ، فهو يقول: " لم يبق سوى حدث واحد ليكتمل المسرح تماماً أمام دور إسرائيل في المشهد العظيم الأخير في مأساتها التاريخية، وهو إعادة بناء الهيكل عليه استناداً إلى قانون موسى في جبل موريا ، حيث شيد الهيكلان السابقان " .
7. تقول " هالسل " ص 80 من كتابها : " .. يجيب القس جيمس ديلوخ – راعي الكنيسة المعمدانية الثانية في هيوستن : " إن الله أعطى " تيري " نعمة القدرة على جمع الأموال .. وهو كريم في تقديم الهدايا ، وكمثال على كرمه فإن " ريزنهوفر " جمع أموال كبيرة للمحامين الذين رافعوا عن 29 مسلحاً إسرائيلياً قصفوا المسجد الأقصى في عام 1984، وقد تمكن المحامون من تبرئتهم وإطلاق سراحهم بعد اعتقالهم ومحاكمتهم، لقد كلفنا تحرير هؤلاء مبالغ طائلة من الأموال " .. ثم تقول " هالسل " : " وسألته أخيراً ( ديلوخ ) ماذا لو نجح الإرهابيون اليهود الذين يؤيدهم في تدمير قبة الصخرة والمسجد الأقصى وأشعلوا فتيل حرب عالمية ثالثة وإبادة نووية، ألا يكون مع " ريزنهوفر " مسؤولون ؟ فأجاب بالنفي، وقال : لأن ما يقومون به هو إرادة الله".
8. تقول " هالسل " في ص 82 من كتابها : " أجريت في القدس مقابلة مع عالم الآثار الأمريكي " غوردن فرانز " من " نيوجرسي " .. وعدت إلى السؤال : أين كان موقع الهيكل قبل 2000 سنة كما تعتقد ؟ فرد قائلاً : " إني لا أعرف … لا أحد يعرف .. كل ما نعرفه أن أولئك الذين يقولون أنهم يريدون الهيكل ، إنما يريدون في الدرجة الأولى تدمير المسجد ، ليس لدي أي فكرة كيف سيتم التدمير ، ولكنه سيحدث .. إنهم سيبنون هيكلاً هنا ، كيف ومن ومتى وأين لا تسأليني " .
9. تقول " هالسل " في ص 84 من كتابها : " أخبرني مستوطنو " غوش " – وثلثهم يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية أنه إذا كان تدمير المسجد الأقصى من أجل بناء الهيكل سوف يتسبب في نشوب حرب كبيرة ، فليكن ذلك .. " .. وقال لي أحدهم وهو " بوبي برادن " من بروكلين : إننا مسلحون تماماً ، ونشعر بأن وجود مسجد وسط أرضنا يشكل وصمة عار لنا ، إذا نظرت إلى أية صورة من صور القدس تجد هذا المسجد ، يجب إزالة هذا المسجد، يوماً ما سنبني معبدنا هنا ، يجب أن نفعل ذلك لنبين للعرب وللعالم كله أن لليهود السيادة على كل أرض إسرائيل".
10. تقول " هالسل " في ص 21 من كتابها : " أخبرني " أون " عندما كنا في المدينة القديمة من القدس وهو ينظر إلى قبة الصخرة: " إن النبوءة الإنجيلية تقضي بأن على اليهود تدمير هذا الصرح ، وبناء معبد – " هيكل "- يهودي مكانه " .. إن الإرهابيين اليهود الذين أمطروا المسجد بالديناميت لإزالته ، هم أبطال في نظر " أون ".
11. تقول " هالسل " في ص 21 من كتابها : " إن المسيحيين الأصوليين الذين تبرعوا بسخاء إلى الإرهابيين اليهود يتضمنون فيمن يتضمنون " تيري ريزنهوفر " – أحد أقطاب صناعة النفط والغاز، والذي يقوم بزيارات دورية للبيت الأبيض ، والدكتور " هيلتون ساتون " – رئيس (البعثة إلى أمريكا) ، والدكتور " جيمس ديلوخ " – راعي الكنيسة المعمدانية في " هيوستن " الذي زارني في شقتي في مدينة واشنطن ، وتباهى أمامي بأنه مع آخرين ، انشئوا مؤسسة " معبد القدس " خصيصاً من أجل مساعدة أولئك الذين يعملون على تدمير المسجد وبناء المعبد – أل " هيكل " – لقد قال لي أنهم أرسلوا 50 ألف دولار إلى منظمة الدفاع اليهودية الرسمية الإرهابية التي أدينت بالتخطيط لتدمير قبة الصخرة".
يتبع
9. المطالبة ببناء " هيكل " على حساب الأقصى هو استغلال الأنبياء وتشويههم
لا يزال المجتمع اليهودي يسعى جاهداً لإقناع الآخرين أن له " حق ديني " في حرم الأقصى المبارك ، ولا يزال المجتمع اليهودي يسعى جاهداً للتأكيد أن له " حق الصلاة " في حرم الأقصى المبارك ! وله " حق بناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك ! بمعنى لأنه يسعى إلى تثبيت " حق ديني " ثم يسعى إلى تأسيس " حق سياسي " يقوم على هذا " الحق الديني " ، وهذا " الحق الديني " يقوم على " ادعاء غامض " من طرف المجتمع اليهودي مفاده أنهم آمنوا بالله رب العالمين ، وأطاعوا الله تعالى بكل ما أمرهم ونهاهم ، وآمنوا بالأنبياء الذين أُرسلوا إليهم ، وأطاعوهم ، ولكن هذه القضية بحاجة لمراجعة موضوعية وصريحة لنعرف هل آمن المجتمع اليهودي بالله رب العالمين ، أم استغلوا هذا الإيمان بهدف الوصول إلى " حق سياسي " ؟ هل آمن المجتمع اليهودي بالأنبياء الذين أُرسلوا إليهم ، أم استغل هذا المجتمع الأنبياء بهدف الوصول إلى حق سياسي ؟ لا بل سعى " رجال الدين " في المجتمع اليهودي إلى تشويه حقيقة الإيمان بالله تعالى ، وإلى تشويه حقيقة الإيمان بالأنبياء الذين أُرسلوا إليهم ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يجوز عقلاً أن يتم تشويه حقيقة الإيمان بالله تعالى وفي نفس الوقت استغلال هذا المبدأ بهدف الوصول إلى " حق سياسي " يعطي للمجتمع اليهودي – حسب ادعائهم – حق بناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك ؟ كيف يجوز عقلاً أن يشوهوا الأنبياء الذي أُرسلوا إليهم ، ويلصقوا بهم كل نقيصة وفي نفس الوقت يستغلون هؤلاء الأنبياء بهدف الوصول إلى " حق سياسي " موهوم !! يدعون من خلاله وجود حق لهم لبناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك؟ لذلك سأجتهد في هذه الحلقة أن أفصل هذا الأمر من باب التأكيد على ما بينته في الحلقات السابقة، حيث أكدت بالحلقات السابقة بأسلوب علمي وموضوعي أم مقولة " الهيكل " وهم وتضليل !! وبالإضافة إلى ذلك فإن المجتمع اليهودي هو بنفسه وهو بعينه – ومن خلال كتاباته الدينية – هو الذي يشوه حقيقة الإيمان بالله تعالى وحقيقة الإيمان بالأنبياء !! بمعنى أنه هو الذي يشوه " الدليل " الذي يثبت له – حسب ادعائه – حقاً لبناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك !! وهاكم بعض الأمثلة :
1. في الإصحاح السادس من سفر التكوين – ( العددان 2،3 ) جاء هذا النص : " وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات إن أبناء الله ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) رأوا بنات الناس حسناوات فاتخذوا لأنفسهم نساء ، وبعد ذلك إذ دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولاداً ، هؤلاء هم الجبابرة والفراعين من نسل أبناء الله وبناته .. " .
2. وفي سفر التكوين ورد في الإصحاح ( 11 ) الأعداد 1 – 9 : " إن الإله عندما رأى البشر قد اجتمعوا ، وصار لهم لسان واحد وبنوا مدينة كبيرة ، فخشي أن يصبح البشر آلهة تنافسه في حكمة ، فنزل وبلبلهم ، ولذا سميت مدينتهم بابل ".
3. وفي سفر التكوين ( الإصحاح 32 ) ورد هذا النص : " .. وقال ( أي الله تعالى .. قاتلهم الله أنى يؤفكون) أطلقني لأنه قد طلع الفجر فقال يعقوب : لا أطلقك إن لم تباركني فقال له ( الرب ) : ما اسمك ؟ فقال : يعقوب ، فقال (الرب) : لا يدعى إيمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل " ، ولي أن أتساءل بعد ذلك ، هل هذا إيمان بالله تعالى أم تشويه للإيمان بالله تعالى ؟ وكيف يجوز شرعاً أن يتم إلصاق هذه النقائص بالله تعالى – كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا – وفي نفس الوقت يدعون أن الله تعالى هو الذي أعطاهم حقاً دينياً يتيح لهم بناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك .
4. جاء في التلمود: " وبعد اعتراف الله بخطئه بتخريب ال " هيكل "صار يبكي ويزأر قائلاً : تباً لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي .. وتسقط منه كل يوم دمعتان في البحر ، فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه".
5. نحن نؤمن أن نبي الله إبراهيم عليه السلام أنه خليل الرحمن، وهو من أولي العزم من الرسل ، إلا أن التوراة ، كما هي عليه الآن ، تصفه أنه كان زانياً ديوثاً – والعياذ بالله – ففي سفر التكوين ( الإصحاح 12 .. الأعداد 10-15 ورد : " وحدث جوع في الأرض فأنحدر أبراهم ( إبراهيم ) إلى مصر ، ليتغرب هناك لأن الجوع في الأرض كان شديداً ، وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لسارة امرأته : إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر ، فيكون إذ رآك المصريون إنهم يقولون: "هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك ، قولي أنك أختي ، ليكون لي خير بسببك وتحيا نفس من أجلك ، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون ، فصنع إلى أبراهم خيراً بسببها ، وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأْتُنُ وجمال " .
6. نحن نؤمن أن لوط عليه السلام من أنبياء الله تعالى ، إلا أن التوراة كما هي عليه الآن تتحدث أن أبنيته سقتاه خمراً وأسكرتاه ثم نامت معه الكبرى، وفي الليلة التالية نامت معه الصغرى، فأنجبتا من أبيهما نسلاً وهذا ما ورد في سفر التكوين ( الإصحاح 19 ) ، " وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض ، هلم نسقي أبانا خمراً ونضطجع معه ، فنحيي من أبينا نسلاً ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة : إني قد اضطجعت البارحة مع أبي ، نسقيه خمراً الليلة فأدخلي واضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا ، فسقتا أباهما خمراً في تلك الليلة أيضاً وقامت الصغرى واضطجعت معه .. " .
7. نحن نؤمن أن يعقوب عليه السلام من أنبياء الله تعالى، إلا أن التوراة كما هي عليه الآن تصفه بكل نقيصة .. فهو " ماكر وكذاب وخداع " ، استطاع أخذ بركة أخيه ( عيسو ) من أبيه ( إسحاق ) .. وكذلك يصفون نبي الله يعقوب عليه السلام بأنه " قاتل خطير" ، وهذا ما ورد في سفر التكوين ( الإصحاح 8-30 ) . " وقام يعقوب وبنوه بقتل ( شكيم ) ، لأنه أحب ابنة يعقوب وأراد أن يتزوجها ، ولم يكتفوا بذلك ، بل قتلوا أباه ( حمور ) وقتلوا أهل القرية كلهم .. وأخذوا أطفالهم وبناتهم عبيدا .. " وفي موضع آخر : " قام يعقوب بخداع ( لابان ) وسرقة أغنامه ومواشيه وهرب بها مع زوجتيه ابنتي ( لابان ) ، وكانت راحيل قد جلبت من بلدها وثناً تعبده ، ولم يمانع في ذلك يعقوب .. " .
8. نحن نؤمن أن موسى عليه السلام كليم الله تعالى وأحد أولي العزم من الرسل ، إلا أن التوراة ، كما هي عليه اليوم ، تصفه أنه رجل جبار يهدد الرب ويخاصمه – قاتلهم ربهم أنى يؤفكون – فورد في سفر الخروج ( ب ) : " فرجع موسى إلى الرب قال : يا سيد لماذا أسأت إلى هذا الشعب ( أي بني إسرائيل ) لماذا أرسلتني فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك أساء إلى هذا الشعب وأنت لم تخلص شعبك " .
9. نحن مؤمن أن داود عليه السلام نبي من أنبياء الله تعالى ، إلا أن التوراة ، كما هي عليه الآن ، تصفه بالزنا والكذب والغش ، فقد ورد في سفر صموئيل الثاني: "وكان في وقت المساء إن داود قام وتمشى على سطح بيت الملك ، فرأى من على السطح امرأة تستحم ، وكانت جميلة المنظر جداً ، فأرسل داود رسلاً ، وأخذها فدخلت إليه ، واضطجع معها .. " .
10. نحن نؤمن أن سليمان الحكيم عليه السلام من أنبياء الله تعالى، إلا أن التوراة ، كما هي عليه الآن ، تصفه بأنه ( زير نساء ) و " مراهق ويعصي أوامر الله تعالى " ، فقد ورد في سفر الملوك الأول ( الإصحاح ) : " وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون ، مؤابيات وعمونيات وآدوميات وصيرونيات وحيثيات ، من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل لا تدخلوا إليهم ولا يدخلوا إليكم ، لأنهم يميلون قلوبهم وراء آلهتهم ، فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة ، وكانت له سبعمائة من النساء والسيدات وثلاثمائة من السراري ، فأمالت نساؤه قلبه".
11. وفق ما قلت فإن الادعاء بوجود حق ديني للمجتمع اليهودي هو أمر يستند إلى هذا الكم من الأساطير والخزعبلات وتشويه الأنبياء والمرسلين ، لذلك فالقول بوجود حق لهم ببناء " هيكل " على حساب الأقصى المبارك هو ابتزاز للدين والإيمان ، وهو ابتزاز للأنبياء والمرسلين ، بالإضافة إلى أن القول بوجود " هيكل " أصلاً هو وهم وتضليل وابتزاز للتاريخ وعلم الآثار.