Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث عن كيف تدعو غير المسلمين للإسلام - بحث علمى عن كيف تدعو غير المسلمين للإسلام كامل بالتنسيق الجمعة 17 مارس - 11:50 | |
| بحث عن كيف تدعو غير المسلمين للإسلام - بحث علمى عن كيف تدعو غير المسلمين للإسلام كامل بالتنسيق
مقدمة:- الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بادئ ذي بدء، أُكبِر فيك حرصك على تبليغ هذا الدين العظيم لغير المسلمين، وأبشرك ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عندما قال: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم) رواه البخاري
مما لا شك فيه أن الأصل في الدعوة إلى الله، أن يقوم بها فريق أو جماعة من المسلمين لتبليغ دعوة الله عز وجل لغير المسلمين. أما ما يمارسه الدعاة من دعوة للمسلمين فهو من باب تذكير الناسين وتنبيه الغافلين إلى ما يجب عليهم كمسلمين. وإذا كان واجبا على الداعية إلى الله عز وجل أن يتسلح بأدوات الدعوة، وان تتوفر فيه شروط الداعية، فإنها في حال دعوة غير المسلم أوجب وحتى يكون كلامنا أكثر تركيزا وإفادة فإنني أوصيك بالآتي : - 1- لا يشترط في الداعية الذي يتصدى لدعوة غير المسلم أن يكون عالما متخصصا في مقارنة الأديان، وإنما يجب عليه - على الأقل – أن يكون مطلعا على بعض ما كتبه العلماء في هذا المجال .
2- يجب على الداعية الذي يتصدى لدعوة غير المسلم أن يكون مطلعا على بعض المناظرات التي تمت بين علماء مسلمين وقساوسة مسيحيين، وأشهر من قام بهذه المناظرات الداعية الإسلامي الكبير الدكتور أحمد ديدات رحمه الله، والذي مات منذ شهور، لكنه ترك لنا تراثا ضخما في هذا المجال، يتنوع بين أشرطة فيديو، وكاسيت، وأقراص مدمجة ( سي دي)، أحسب أنه من الأهمية بمكان لكل داعية يعمل في مجال دعوة غير المسلمين أن يطلع عليه.
3- يمكن أيضا للداعية الذي يؤهل نفسه للعمل في هذا المجال ان يقوم أولا بحصر الشبهات التي يتوقع ورودها في هذا المجال، والبحث عن أجوبة شافية ومركزة لها لدى عدد من العلماء المخضرمين في هذا المجال ، سواء من خلال طرحها على الأحياء منهم أو مطالعة كتبهم وأشرطتهم، أو كتب وأشرطة من مات منهم، فيكون الداعية بهذا قد تسلح بأسباب النصر.
4- ليحذر هذا الداعية من البدء بالتهجم على عقائد الآخرين، لأن هذا السلوك الهجومي للداعية يخلق رد فعلي عكسي لدى المتلقي ويجعله يأخذ موقف المدافع، ورحم الله الإمام البنا إذ كان يقول: ( لا تهدموا على الناس أكواخ عقائدهم الباطلة ولكن ابنوا لهم قصورا من عقيدة سليمة، لأنهم إن رءوا قصور عقائدكم تركوا أكواخ عقائدهم..) .
5- على الداعية أن يعتمد أسلوب القدوة، فالقارئ في التاريخ الإسلامي، سيجد أن من أهم إقبال غير المسلمين على الدخول في الإسلام هو نجاح المسلمين في تقديم القدوة الحسنة لهؤلاء الناس.
6- على الدعاة في هذا المجال أن يعلموا أن الخالق سبحانه يأمرنا أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وأن نقول للناس حسنا.. قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، وقال تعالى: (وقولوا للناس حسنا).
7- ليحذر الداعية العامل في هذا المجال من التزام الموقف الدفاعي، فيظل يدافع عن الإسلام، ويقول " الإسلام ليس كذا .. وليس كذا .. فإن هذا الأسلوب ممجوج لأنه يضع الإسلام في موقف المدافع وهو موقف ضعف نربأ بالإسلام ان يقع فيه، وليدرس هذا الداعية قصة الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قام بعرض الإسلام على غير المسلمين في حضور النجاشي ملك الحبشة، خلال دفاعه عن التهم التي وجهها مبعوثا قريش للنجاشي ليسلمهم المهاجرين من المسلمين فيما عرف بهجرة المسلمين إلى الحبشة.
8- كما أوصي الدعاة العاملين في هذا المجال أن يراعوا التدرُّج في عرض الإسلام، خاصة على غير المسلمين، بحيث يفتح أمامه الطريق للدخول في هذا الدين، وألا يثقل عليه بذكر كل التكاليف الشرعية جملة واحدة .
9- ليعلم هؤلاء الدعاة أن الزمن جزء من العلاج، وأن الوقت كفيل بحل كثير من المشكلات. ولنا في رسول الله – سيد الدعاة إلى الله- الأسوة والقدوة ، فقد مكث 13 عاما في مكة لا يدعو الناس إلا إلى كلمة التوحيد، وعندما تملكت العقيدة من قلوب أصحابه أمرهم بالهجرة فهاجروا .
أما عن الكتب التي يمكن الاستعانة بها في هذا المجال فأرشح لك: - ربحت محمداً ولم أخسر المسيح "د.عبد المعطي الدالاتي" - أديبات من الغرب يعتنقن الإسلام "د.عبد المعطي الدالاتي" - الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء "محمد كامل عبدالصمد" - الإسلام في عيون غربية منصفة "نخبة من المشاهير والعلماء في الغرب" - المستقبل للإسلام "د.عبد المعطي الدالاتي" - قصص فرنسيين اهتدوا للإسلام - أسلموا وتغيرت مصائرهم "45 قصة منوعة" - القرآن أكثر ما يدخل الناس في الإسلام - رعب اليهود من انتشار الإسلام
كتب في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: - تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن و السنة - توحيد الخالق علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة - البّينة العلمية في القرآن الكريم - إنه الحق - بينات الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ـــــــــــــــــــــــــــــــ ، وحتى ننجح في هذه المهمة العظيمة لابد من اتباع بعض الأسس الهامة التي حددها لنا ربنا عند دعوة الآخرين وهي كالتالي: أولاً؛ الحكمة، حيث قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة). يقول الشيخ السعدي في كتابه "تفسير الكريم الرحمن، جـ3/106، ط مكتبة الأوس، المدينة" في معنى كلمة الحكمة: "أي كل أحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقياده، ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل، والبداءة بالأهم فالأهم، والأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين".
ثانيًا؛ الموعظة الحسنة، فتكملة الآية السابقة: (والموعظة الحسنة): حيث يذكر الإمام الشوكاني في "فتح القدير جـ 3/281، ط دار الوفاء، المنصورة" عن الموعظة الحسنة بأنها: "المقالة المشتملة على الموعظة الحسنة التي يستحسنها السامع، وتكون في نفسها حسنة، باعتبار انتفاع السامع بها.. وهي الحجج الظنية الإقناعية الموجبة للتصديق بمقدمات مقبولة".
ثالثًا؛ الجدل بالحسنى، لقوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن): يقول الإمام الشوكاني مكملاً حديثه عن الأصلين السابقين: "وليس للدعاة إلا هاتان الطريقتان، ولكن الداعي قد يحتاج مع الخصم إلى استعمال المعارضة والمناقضة ونحو ذلك من الجدل، ولهذا قال سبحانه وتعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) أي بالطريقة التي هي أحسن طرق المجادلة، وإنما أمر سبحانه بالمجادلة الحسنة لكون الداعي محقًا وغرضه صحيحًا وكان خصمه مبطلاً وغرضه فاسدًا".
ولا شك أن هناك شروطًا ومواصفات كثيرة لمن يتصدى لعملية التبليغ، إلا أن هذه الركائز الثلاثة هي الأصل في عملية التبليغ الناجح.
أختي الفاضلة؛ من خلال هذه الأصول نستطيع أن نقول إن من أهم ما تبدئين به مع من تريد الإسلام أن تبيني لها: 1- الفرق بين الإسلام والمسلمين، فالإسلام هو دين الله الذي لا يتبدل ولا يتغير حتى قيام الساعة، بينما من الممكن أن يتبدل المسلمون ويتغيروا لأنهم بشر، فهناك عدد من المسلمين لا يلتزمون بالدين، ولا بالكثير من شرائعه، لا ضعفًا بالدين ولكن ضعفًا بهم.. وتبيين هذا الأمر تابع للأصل الأول وهو (الحكمة)، وذلك لأهميته حتى لا تنصدم بواقع المسلمين ويردها عن الدخول فيه.
2- لابد من القراءة والإلمام بما تريدين أن توصليه لها من العلوم، وهذا أيضًا كما مر من "الحكمة"، فإذا كنت –على سبيل المثال- تريدين أن تبيني لها مزايا الإسلام وروعته في التعامل مع المرأة ورد بعض الشبهات، فاقرئي كتاب "شبهات حول الإسلام" للأستاذ محمد قطب، وإذا أردت أن تتعلمي فنون الدعوة إلى الله، فاقرئي كتاب "كيف ندعو للإسلام" للأستاذ عبد البديع صقر.
3- القدوة: إن من أهم ما يتأثر به من يريد الدخول في الإسلام أن يرى من يحدثه عن الإسلام مطبقًا للدين، فكلما كنتِ قدوة لها ونموذجًا طيبًا للإسلام بأخلاقكِ ولباسكِ ومعاملاتكِ، كلما كان ذلك حافزًا ومسرعًا في دخولها للإسلام.
4- الرفق: حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه).. فحاولي الترفق بها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ فلا تبدئي بالنار قبل الجنة، ولا بالعقاب قبل الرحمة والغفران، حيث نصحنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا)، فهذه هي الحوافز التي تفتح للناس باب الدخول إلى الإسلام.
5- المساعدة: حاولي أن تساعديها، ليس فقط بالكلام بل بالعمل، فإن كانت محتاجة إلى مال فقفي معها، أو كانت بحاجة إلى أي أمر آخر فاقضي لها حاجتها.
6- الإسناد العلمي: قدمي لها بعض الكتيبات والأشرطة عن الإسلام بلغتها، وخذيها لمن لها علم من الداعيات إلى الله لتشرح لها أكثر عن الإسلام، واجعليها تعيش الجو الإسلامي بين الأخوات الصالحات.
هذه بعض النصائح لمن أراد الدخول بالإسلام.. وأسأل الله أن يثيبك الأجر العظيم بهذا العمل.
ويقول الأستاذ صباح النعيمي، الباحث والمتخصص في شؤون الديانات، ومدير لجنة جليب الشيوخ للزكاة في الكويت: شكرا لاهتمامكم بغير المسلمين، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.. لعرض الإسلام على هذه الفتاة الأجنبية التي ترغب في اعتناق الإسلام، من المهم البدء معها بالنقاط المشتركة بيننا وبينهم، وتعريفها بالله تعالي والقرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم، والمحبة في الله، ورحمته تعالى بالمؤمنين، والتزام الإسلام بالتفكير العقلي العلمي الواعي.
ويفضل ألا تتطرقي إلى الشبهات ما أمكن إلا إذا أثيرت، ويكون ردكِ في حدود علمكِ، وإذا كنت لا تعرفين الجواب فاعتذري واسألي أهل العلم. واهتمي بإبراز جمال ومحاسن الإسلام بحسب ظروف البيئة والحياة التي تعيشها الفتاة كاحترام الإسلام للمرأة وغير ذلك. وإذا كانت الفتاة مسيحية فيمكنك أن تعرفيها بمكانة المسيح وأمه البتول في الإسلام، ومكانة الأنبياء. والله نسأل له التوفيق والسداد.
ويضيف الشيخ أحمد زكي، الداعية الكويتي وعضو المكتب الفني بوزارة الأوقاف بالكويت: أختي الكريمة؛ شكر الله لكم هذا الحرص على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام.. بيان ما يؤلف قلوبهم للدخول في الإسلام, دين التوحيد (لا إله إلا الله) الدين الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء من لدن آدم عليه السلام, مرورا بنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد, وجميع الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا الصلاة والسلام.
وإن أول ما يبدأ به مع المرأة الغربية –بصفة خاصة– بيان جوانب من تكريم الإسلام للمرأة, مقارنة بما كانت عليه في الجاهلية الأولى منذ 1400, وما هي عليه الآن في جاهلية القرن الحادي والعشرين.
أولا حال المرأة قبل الإسلام: كانت المرأة قبل الإسلام جرثومة خبيثة لا تستحق الحياة, فكان إنجابها عارا وشنارا.. فإما أن يمسكها الأب على مضض, أو يقتلها شر قتلةٍ فتدفن وهي حية, كما ذكر القرآن الكريم ذلك بقوله تعالى: (وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون)، ولقد نعى الله عليهم هذا الصنيع وعابه فقال سبحانه: (وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت).
أما حالها كزوجة فكان أسوأ من ذلك, فكان الرجل يتزوج بأي عدد من النساء, ويطلق أي عدد من التطليقات ثم يراجع وقتما شاء إذا شاء.. ويا ويلها إذا مات زوجها, فإن أهل الزوج يرثونها كما يرثون قطعة الأثاث, ولا تملك لنفسها من نفسها شيئا.
ثانيا؛ حال المرأة في بلاد الغرب في القرن الحادي والعشرين: ليس بأحسن من حالها في الجاهلية الأولى، فهي سلعة رخيصة معروضة بالمجان للتمتع بها جسديا وجنسيا بالنظرة أو الممارسة، بعد أن جردوها من إنسانيتها بزعم المساواة مع الرجل, وجردوها من أنوثتها بزعم الحرية الشخصية, واستغلوها أسوأ استغلال في الإعلانات التجارية والأعمال التي لا تلائم طبيعتها التي خلقها الله عليها, وأخرجوها من بيتها الذي هو مملكتها. وإن وصلت سن البلوغ تطرد من البيت إن لم تشارك في النفقات, وإن تقدمت بها السن وضعت في دور رعاية المسنين.
ثالثا؛ تكريم الإسلام للمرأة: جاء الإسلام ليرفع المرأة من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء.. - فقد كرم الإسلام المرأة ابتداءً: فسواها بالرجل في الحقوق والواجبات والتكاليف الشرعية –إلا في ما يتعلق بطبيعتها كأنثى– قال الله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)، وقال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى), وقال سبحانه: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة), وقال سبحانه: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها), وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال) رواه أحمد.
- وكرم المرأة بنتا: فجعل من يُمْن المرأة أن تبكر ببنت, قال الله تعالى: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) , فقدم الإناث على الذكور، قال واثلة بن الأسقع: "إن من يُمْن المرأة أن تبكر ببنت" للآية السابقة, وجعل الإسلام حسن تربية البنات من أهم أسباب دخول الجنة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جاريتين -أي رباهما- حتى تبلغا, جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين, وضم أصابعه) وفي رواية الترمذي (دخل الجنة أنا وهو كهاتين) وقرن بين السبابة والوسطى.
- وكرم المرأة أمًّا: ففي الصحيحين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك)؛ وقال الله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه وهنًا على وهن)، وقال سبحانه: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا). بل جعل الإسلام بر الأم مقدما على الجهاد في سبيل الله, وأمر ببر الأم حتى ولو كانت كافرة.
- وكرم المرأة زوجة: فجعلها سكنا وسكينة, وجعل بينها وبين زوجها المودة والرحمة: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، وأمر بحسن عشرتها: (وعاشروهن بالمعروف), وبيّن أن لها من الحقوق بقدر ما عليها من الواجبات: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
- وكرم المرأة إنسانا: فجعل لها نصيبا في الميراث: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا)، وجعل لها حق التملك, وجعل لها حق البيع والشراء, وجعل لها حق اختيار زوجها, وحافظ على عرضها وسمعتها وشرفها, وفرض عليها الحجاب صيانة لها. وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد الهداية, والله الهادي إلى سواء السبيل خطوات في دعوة النصاري - معرفة كافية بالمدعو: فلن تنجح دعوة يجهل فيها الداعية من يدعوه، والعملية الدعوية قائمة أساسًا على هذه المعرفة؛ ومما يحسن معرفته الأمور التالية: - التعرف على معتقداته الدينية، وما إذا كان يتبع مذهبًا ما، والتعرف على ثقافته الخاصة إذا كان لا يتبع ديانة، والأولى أن يدعو من هو أقرب للإسلام. - التعرف على عاداته وتقاليده، بحيث نحدد ما كان منها قريبًا للإسلام متفقًا معه، وما كان منها بعيدًا عنه حتى لا تصطدم به أولاً، ولتجعله ضمن خطتك ومادتك التي ستحاوره بها وتعلّمه إياها لاحقًا. - التعرف على واقعه واحتياجاته وهمومه ومشاكله. - التعرف على أفكاره وتوجهاته وشبهاته، وترتيبها بشكل موضوعي يبدأ بالأصول قبل الفروع، وبالأهم قبل المهم. - التعرف على المداخل التي تؤثر فيه، وفي هذا يُنصح أن نترك له المجال بداية ليتحدث ويطرح المواضيع التي يريد، حتى نعرف ما إذا كان يميل للعقل أو العاطفة، وبذلك نملك مفاتيح قلبه وعقله بإذن الله، وفي هذا بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما أحد يحدث قومًا بحديث لا تبلغ عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم".
2- إعداد النفس: فلا بد أن يبدأ الداعية بتهذيب نفسه وإعدادها ودوام تفقدها حتى يكون قدوة لمن يدعوه، يصدّق عمله قوله، ومن أهم ما يتوجب عليكِ هنا: * إخلاص النية لله عز وجل والبعد عن الرياء وحب الشهرة والمنفعة الدنيوية، وتذكري في هذا أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الإخلاص من الأصول التي قام عليها الدين، وهو: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى) رواه البخاري.
* التثقيف المستمر، والذي يجعلكِ متمكنةً من المعلومات الأساسية في مختلف العلوم الدينية والفكرية والعلمية والأدبية والفلسفية وغيرها، حتى تختصر الزمان وتحصد المزيد من النتائج؛ ونعرف هنا أن المدعو يتأثر بالداعية وينجذب إليه ما دامت هناك ثقافة ومعلومة يتميز بها.
* الأسلوب الحسن، وفي ذلك عدة أمور: - يلزمكِ التعرف على مهارات الحديث والإقناع، وأن تراعي في أسلوبك أن تتكلمي وأنت واثقة بما تقولين، فمن يعرض فكرته وهو متردد لن يجد القبول لها.
- لا بد من مخاطبة المدعو حسب فهمه واستيعابه، وحاولي أن تربطي حديثك بكلام بعض مفكريهم ورجالهم، وربما ببعض الأمثال الشائعة عندهم.
- من الضروري مراعاة آداب الكلام، من الحديث بهدوء، وإعطائه الفرصة للكلام، لأن الأمر هنا في مقام الحوار لا الوعظ.
- تحديد نقطة للحوار، لا أن يتشعب الحديث لنقاط مختلفة دون استيفاء كل نقطة حقها، ويحضرني هنا قصة أحد الدعاة الذي بدأ يحاور أحد العلمانيين الرافضين للحجاب، ولما طال بهم النقاش التفت الداعية لأمر هام، فتحدث إلى محاوره وقال له: لما لا نتكلم عن الإسلام أصلاً، ونتفق على كونه مصدرًا للتشريع في كل زمان ومكان قبل أن نتحدث في مسألة فرعية، فوافق الرجل وبذلك استطاع الداعية أن يحسن إدارة الحوار بأسلوبه وفهمه.
- التزام التدرج في عرض المعلومة والصبر على المدعو، ومراعاة اهتماماته وميوله، فإذا مال للعقلانية لا بد أن نعرض له اهتمام الإسلام بالعقل واحترامه له وتوجيهه خير وجهة، وإن مال إلى العلم نحدّثه بالإعجاز والحقائق العلمية التي في القرآن والسنة، ويفيد فيها سلسلة الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهارون يحيى، وأذكر هنا حسن أسلوب النبي عليه الصلاة والسلام وحواره مع المدعوين، وذلك عندما جاءه عمران بن حصين بوالده ليدخل الإسلام – والحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب-، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام: (كم تعبد يا حصين؟)، فقال: ثمانية، سبعة في الأرض وواحد في السماء، فأخذ النبي عليه الصلاة والسلام يسأله: (فأيهم تعدُّ لرغبتك ورهبتك؟)، وما زال يسأله حتى أقنعه في النهاية أن الذي في السماء هو الأحق بالعبادة، فكان بذلك اقتناعه ودخوله الإسلام. فتكلم معه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يفهم ويحتاج، ولم يعرض له الإعجاز أو المخلوقات أو ما شابه.
* تنويع الوسائل: هناك وسائل مباشرة وغير مباشرة نستطيع بها طرق قلب المدعو وعقله وعاطفته.. فمن الوسائل المباشرة "اللقاءات والزيارات والإهداء والمحاضرات والدروس والأشرطة السمعية والمرئية والكتب والنشرات والتعريف بالمراكز الإسلامية وبالدعاة". ومن الوسائل غير المباشرة "التلطف واللين وكسب المودة وطلاقة الوجه والمرونة ومشاركته همومه وأحزانه ومساعدته ماديًا ومعنويًا بانضباط حتى لا تنعكس الغاية المرادة". ولا بد لهذه الوسائل أن يراعى فيها الفئة العمرية للمدعو، والميول الخاصة، والتنويع والتجديد.
3- المادة الدعوية: وهي عبارة عن الأفكار والآراء التي تنوي إيصالها للمدعو، وبها تكون قد بدأت توظيف ما ذكرناه في النقطتين السابقتين "معرفة كافية بالمدعو – إعداد النفس". وأنصحك أخي بما يلي: - أن نستشعر بداية أن سلوكنا يجب أن يسبق قولنا معه، وأن أية فكرة أعرضها عليه ستسهل بإذن الله ما دمتُ أنا مقتنعًا بها، عاملاً بمقتضاها. - أن نبدأ معه بتعزيز العلاقة بينكما لتقوم على المودة والألفة والثقة، فالإنسان يغير في الآخرين أكثر كلما زادت محبتهم له، وفي هذا قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ....... فطالما استعبد الإنسان إحسان - أن نبدأ معه بالنقاط المتفق عليها قبل المختلف فيها، وبالأصلية قبل الفرعية، فالحديث عن وجود الله يسبق الحديث عن وحدانيته، والحديث عن الشرك بالله يسبق الحديث عن أنواع العبادة. والخلاصة أن ترتب أفكارك التي ستتناولها معه مراعيًا التدرج والتقسيم المناسب.
** أعرض لك بإيجاز أهم ما يمكنكِ التطرق إليه في بداية دعوتكِ له، على أن تأخذي منها ما يحتاجه المدعو، لأننا نعلم أن ما يلزم هذا المدعو لا يلزم بالضرورة غيره، وهذا ما نصفه بـ "أن نبدأ مع المدعو من حيث هو"، ومن هذه الأمور: 1- بيان عِظم الكون والمخلوقات وأن لها خالق وموجد قادر على أن يوجدها من العدم، وعجز البشر أو الطبيعة أن تخلق من ذلك شيئًا، كما أنه الذي أنعم علينا بنعم السمع والبصر والحركة، وأعطانا العقل الذي ميّزنا به عن سائر المخلوقات.
2- هذا الخالق واحد أحد، وهو يتصف بصفات الكمال والجلال، وقد خلقنا لنعبده، لذا لا يجوز أن نعبد سواه أو أن نلجأ إلا إليه أو نتوكل إلا عليه، ويمكنكِ أن تعرضي كيفية المعبودات التي يتعبدها الناس "أصنام، حيوانات، كواكب..."، وأن الإسلام يدعو لعبادة الله الخالق الرازق المحيي المميت دون غيره، وأنه سيحاسب الناس على أعمالهم.. إما ثوابًا للمحسنين، وإما عقابًا للمسيئين.
3- وحتى نتعرف على كيفية عبادة خالقنا ومعرفة أوامره ونواهيه أرسل الله لنا الرسل والأنبياء ليعلموا الناس ويرشدوهم إلى طريق الهداية، فأرسل لكل زمان نبيًا يدعو قومه خاصة، إلى أن أرسل الله محمدًا عليه الصلاة والسلام –وهو خاتم الأنبياء والمرسلين– بدين الإسلام، والذي هو مكمّل لما جاء قبله من الشرائع التي نزلت، وفي هذا أقول أن الإسلام يعتبر اليهودية العهد القديم، والمسيحية العهد الجديد، والإسلام العهد الأخير، وهذا يعني أن الأنبياء والرسل إخوة جاؤوا جميعًا لتأكيد عبادة الناس لربهم، وكان أول الرسل نوح وآخرهم محمد على الجميع الصلاة والسلام.
4- لا بد من الحديث في هذه المرحلة عن أن الإنسان غير مخلد، وأن حياته بيد الله، ووجوده في هذه الدنيا لعبادة الله، وهذا هو الاختبار الأساسي في رحلة الحياة، وعليه أن يعد نفسه للقاء الله بعمل صالح واعتقاد صحيح، وألا يجعل التقليد يلزمه بما يخالف العقل والفطرة والنقل السليم، بل عليه أن ينزع القيود المحيطة به ليتعرف إلى الخالق الأوحد، وليسلك طريق الهداية عن قناعة وفهم واطمئنان، وهذا ما سيجده في الإسلام.
5- وهنا تكونين قد بدأتِ مع المدعو في الأساس الذي يجعلكِ تحدثينه بأركان الإيمان مع شرح مبسط لها، مع ربط دائم بالخالق الأوحد، وبشرح أركان الإسلام التي يقوم عليها الدين، وبالتعريف بخصائص الإسلام التي تميز بها من جهة، والتي جعلته صالحًا لكل زمان ومكان من جهة أخرى.. "الربانية، الإنسانية والعالمية، الشمول، التكامل، التدرج، المرونة، الواقعية..."، ولا يحسن أن تقارني له بين الإسلام وبين ديانته إلا أحيانًا، وبلفتات سريعة حتى لا تستفزيه وتحدثي عنده إعراضًا بعد أن تمكنت من إقناعه بالأصل وهو وجود الله ووحدانيته.
6- يمكنكِ أن تردي على بعض الشبهات التي يعتقدها –وهذه تحتاج منك لعلم ودراية، وقد تحتاجين لطلب المساعدة ممن هو أعلم منك أحيانًا، أو لتأجيل المناقشة حتى تتمكني من الرد عليها بموضوعية وعلمية– ولكن لا بد لكِ أن تبدئي معه بالشبهات الكبيرة قبل الصغيرة، وبما يجده شبهة في نفسه قبل الذي سمع عنه لكنه لا يعتقد به، ومن أبرز الشبهات التي تعرض عادة "سلامة القرآن من التحريف، صحة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، تعدد الزوجات، مكانة المرأة، الإكراه في الدين، الحجاب، علاقة الإسلام بالإرهاب، الجهاد...".
7- تعريفه بكيفية الدخول في الإسلام، وأنه ليس مجرد تلفظ بكلمة أو جملة، بل إنه يعني تخليه عن أي اعتقاد بغيره، ولزوم الخضوع لأوامره ونواهيه، ولا نستعجل عليه أملاً أن نقطف الثمرة سريعا، بل لا بد أن نتأكد من أنه راغب باعتناقه من صميم نفسه، وأن دخوله الإسلام لا يرتبط بمصلحة نفعية كزواج من فتاة أو تحصيل عمل أو تأشيرة لدخول بلد مسلم أو ما شابه؛ ولا تنسي أن هناك الكثير ممن دخل الإسلام قبل أن يستقر في قلبه سبب انتكاسة لمن حوله عندما تراجع عن اعتناقه وانقلب عليه.
8- في حالة اعتناقه الإسلام علينا أن نبادر إلى أن نجعل إشهار إسلامه في بيت الله، بعد أن تنسق مع إمام المسجد أو مدير المركز الإسلامي، ليوضع اسمه ضمن قائمة معتنقي الإسلام، وليضم اسمه لفعاليات المراكز والمساجد ونشاطاتها، وليتم السير معه في المناهج المعدة لمثله من المسلمين الجدد، كما يمكن إعطاؤه شهادة تشير إلى اعتناقه الإسلام، وإشراكه في العمل في بعض الأنشطة الدعوية حتى يكون تفاعله أكبر وأعمق. وأنصح هنا أن يعلم أن دخوله الإسلام لا يعني أنه تارك لأهله ووطنه وقومه، بل إن الإسلام يوجبه ويلزمه بالمحافظة على بلده وأهله وقومه من أي سوء، وأعظم السوء انحرافهم عن طاعة الله وتوحيده وعبادته، وأن عليه جهدًا مضاعفًا الآن بحسن معاملتهم والتودد إليهم حتى يعلموا أن الإسلام يهذب النفوس ويحسِّن الأخلاق، فتكون بدايته صحيحة وترغيبه لمن حوله بالإسلام أكثر قبولاً.
9- لا بد أن نعلم أنه إن أبى دخول الإسلام يعني أن الهداية لم تكتب له بعد، وربما يكون ذلك بعد مدة لا يعلمها إلا الله، فلا نحزن، لأننا أدينا ما علينا من تعليمه وتبليغه وتوضيح الحجة له، كما لا بد أن نستمر على علاقة طيبة معه، ولا نشعره أبدًا أن عدم دخوله الإسلام يعني أنه بات عدوًا، بل لا بد أن يجد منا الصبر الذي يرافقه الشفقة عليه من بقائه على حاله، ونتواصل معه حسب الاستطاعة، ثم نبدأ مع غيره ونحن ندعو الله عز وجل له بالهداية.
هذا بعض ما جال في خاطري، آمل أن يعينكِ وأن تجدي فيه ما تريدين. أسأله تعالى أن يوفقكِ ويفتح لك قلوب عباده إنه سميع مجيب الدعاء، وحبذا أن تتواصلي معنا فيما يجدّ لك من إيجابيات أو سلبيات لنفيد منها وننتفع بها. وبارك الله فيك. دعوة غير المسام علم وفن
1- ليس من اللازم أن يكون المسلم ضالعا في علوم الشرع متمرسا بها، لكي يكون مؤهلا لدعوة الناس إلى الإسلام.. بل يستطيع من ليس متمكنا في الدراسات الإسلامية أن يوظف ما أنتجه أهل العلم المتمرسين بمقارنة الأديان من مكتوب ومنطوق في هذا المضمار. فمن خلال الاطلاع على الإنتاج العلمي لهؤلاء الأعلام يكون المسلم الغيور قادرا على تمييز الفروق بين الإسلام والديانات الأخرى، ملما بنقاط الضعف وعدم الأصالة في تلك الديانات المحرفة.
2- ليس من اللازم البدء بالتهجم على ما لدى الآخرين من عقائد، مهما كان درجة سذاجتها وظهور انحرافها، لأن ذلك يقود إلى المراء، وأسلوب المراء والمناظرة قد يجعل المسلم يغلب غير المسلم، لكنه لا يجعله يكسبه.. والمسلم صاحب الرسالة يريد أن يكسب الناس لا أن يغلبهم، كما أن أسلوب التشهير المباشر بما لدى الآخرين من عقائد قد يستثير ردود أفعال عنيفة منهم، ويجعلهم يدافعون عن عقائدهم، ويسدون آذانهم عن كل ما يخالفها، وقد علّمنا الخالق سبحانه أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وأن نقول للناس حسنا.. قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، وقال تعالى: (وقولوا للناس حسنا).
3- من الواجب ألا يقبل المسلم بالموقف الدفاعي، فيظل يؤكد أن الإسلام "ليس كذا.. وليس كذا"، فهذا أسلوب ضعيف يقع فيه أغلب المسلمين اليوم بحكم ضعفهم الفكري والنفسي، فتضيع عليهم فرصة الحديث عن الإسلام بأسلوب إيجابي بناء، وتظل أداة النفي والسلب "ليس" تتردد على ألسنتهم كل حين.. بينما الأصل أن لا نضيع الكثير من وقتنا في الرد على الشبهات، فهي غير محدودة وجهدنا محدود، بل الأصل أن نتحدث عن "ما هو الإسلام"، لا عما ليس بإسلام، ولا نطيل في الحديث عن الخلاف بين الإسلام والديانات الأخرى، فالإنسان الذي نخاطبه بخطابنا الإسلامي سيقوم بالمقارنة الذهنية بنفسه، بين ما سمعه عن الإسلام، وما يعرفه من دينه الخاص، فيكفينا مؤونة ذلك.
4- لا يعفي كل ذلك من واجب الاطلاع على ديانات القوم وثقافتهم، من أجل بلورة لغة مشتركة معهم يفهمونها، وتقديم الإسلام إليهم بأسلوب يعقلونه ويتذوقونه.. ولنا في هجرة المسلمين الأولين إلى الحبشة عبرة: فحينما سأل النجاشي جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقرأ عليه من القرآن، قرأ عليه سورة مريم، فكان ذلك من حكمة جعفر وذكائه، وقد وجد النجاشي في ذلك "لغة مشتركة" مع المسلمين، تجلعهم أقرب إليه من مشركي مكة في كل الأحوال، واللغة المشتركة ليست مجرد اللسان الناطق، وإنما هي مشتركات القيم والأخلاق والأذواق والتاريخ والثقافة التي تجعل بعض الناس ينجذب إلى بعض، وقد أحل الله عز وجل لنا الزواج بنساء أهل الكتاب وأكل طعامهم لتظل قنوات التواصل والتفاعل مفتوحة بيننا وبينهم، عسى أن يجدوا في كتاب الله الأخير ما يجدد لهم رسالات الأنبياء السالفة، مجردة من غواشي التاريخ وتحريفات البشر.
5- ليس حديث امرأة إلى الرجال لغاية تبليغ الرسالة إلا امتدادا لواجب التبليغ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.. أما ما قال به بعض فقهاء عصور الانحطاط من أن "صوت المرأة عورة" فهو جهالة وخضوع لأعراف الأقوام، يناقض ما تواتر من نصوص صريحة صحيحة حول تحدث النبي صى الله عليه وأصحابه مع النساء في الواجب والمباح، ومنه حديث البخاري عن لقاء أبي بكر رضي الله عنه مع قوم ومعهم امرأة صامتة ترفض الكلام، فنهاها الصديق عن ذلك، واعتبره من فعل الجاهلية، ثم سألته أسئلة وأجابها؛ وقد غالى بعض الفقهاء في التقييد حتى حرم على المرأة الكتابة، واضطر الشيخ المحدث عبد العظيم الحيدربادي أن يكتب كتابا في الرد عليهم سماه: "اللؤلؤ والمرجان في إباحة الكتابة للنسوان"!!..
فالذي حرمه الإسلام هو خلوة المرأة برجل غير محرم، و"الخضوع في القول"، أي ما كان مشتملا على إغراء وتدلل لإيقاع الرجال في الحرام، أما "القول السديد" الذي تريد المرأة به إيصال الحق بحزم وصدق، فهو مطلوب ومرغوب بنص آية الأحزاب ذاتها.
دعوة غير المسلمين .. أيهما أولا: العبادات أم الروحانيات؟؟ مراعاة أن معايشة المسلمين والتعرف على أخلاقهم ومعاملاتهم أمر مهم وضروري في تعرف الناس على الإسلام، ولا يكفي أن نعرض عليهم الجانب الفكري أو العقلي منه فقط بشكل نظري، لذلك فمن الضروري أن توجهيه إلى أقرب مركز إسلامي يمكنه التواصل معه، وإلى بعض الناس الخيرين الذين يحتضنونه ويعيش معهم معاني الإسلام وأخلاقه، وتكون فرصة للتقارب والإجابة عما لديه من أسئلة واستفسارات حول الإسلام.
- تعريفه على مبدأ الإسلام في التيسير، وإبراز صور من يُسر الإسلام في العبادات وغيرها، ومراعاته لظروف العباد وأحوالهم.
- تعريفه على الفرائض، حتى إذا دخل في قلبه حب الإسلام والرغبة في طاعة الله سبحانه سيطلب هو بنفسه المزيد.. وذلك بالتدرج.
- معرفة أن معنى الروحانيات في كل الشرائع لا يقتصر على الدعاء، ولكن لها مفهوم أوسع وصور أكثر تنوعا؛ فالصلاة والصيام والحج، وغيرها تندرج تحت مسمى الروحانيات،ولذلك في الشرائع الأخرى أمثلة كثيرة.
- سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التدرج في دعوة غير المسلم هي ما وضحه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه، حين بعثه إلى اليمن: (إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب) رواه البخاري. فأول ما ندعو إليه العقيدة، فإذا أسلم لله نبدأ في تعريفه على فرائض الإسلام فريضة تلو الأخرى حتى يكتمل إسلامه.
نحن نأخذ بالأسباب ونسعى، والنتائج على الله عز وجل، لذلك فالواجب عليك أن توضحي الإسلام لهذا الشخص كما أنزله الله عز وجل، وتوضحي له العقيدة الإسلامية، وتعرفيه على النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسماحته ورفقه وحرصه على العالمين ورحمته بهم؛ وتعرفيه على مكانة الأنبياء أجمعين في الإسلام، وكيف أن الإسلام ينظر إلى أنبياء الله جميعا نظرة واحدة، فكلهم رسل الله يجب على المسلم أن يؤمن بهم ويوقرهم.. فتقدمي له الدين كما أنزله الله. غير أنه يمكنك البدء بمقدمات توضح له الأسس الإيمانية في الإسلام، وتثبتها عنده من الإيمان بالله ورسوله وكتابه، وتعريفه على أخلاق الإسلام.. ثم تأتي التكاليف كمرحلة تالية. وإذا صدق الإيمان وبنيت المرحلة الأولى بناء سليما، فإن كل شيء بعد ذلك يكون يسيرا، فإذا ترسخ إيمانه وقوي حبه لله سبحانه، ستجدينه يسأل بنفسه بعد ذلك عن كيفية التعبد لله والتقرب إليه؛ لذلك فإنني أؤكد على أهمية الخطوة الأولى التي هي تثبيت الإيمان ومفرداته في قلبه واعتقاده.
وأخيرا، فإن عليك أن تحيليه إلى المواقع الإسلامية التي يمكن من خلالها أن تتسع معارفه، حتى لا تتوقف معارفه عن الإسلام عند مقدار معارفك؛ لأنك لست متخصصة، وبالتأكيد لن تستطيعي أن تحيطي بكل ما يحتاجه من علم ومعرفة في الدين.
هذا، مع تأكيدي على ضرورة مراعاة ضوابط الشرع في تواصلك معه، حتى لا ينقلب عمل الخير الذي تقومين به إلى باب من أبواب الشيطان، وأتمنى أن تقرئي هذه الاستشارة التي تنير الطريق أمامك في هذه النقطة: اختلاط الجنسين.. ضوابط شرعيَّةٌ ودعويَّة
سؤال من فتاة عن كيفية دعوتها لشخص غير مسلم الي الاسلام :- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أرجو منكم مساعدة عاجلة.. أنا أقوم بمراسلة غير المسلمين عبر الإنترنت، وأراسل شخصًا منذ سبعة شهور، وألقى منه اهتمامًا واضحًا، وأخيرا قد أظهر رغبته في اعتناق الإسلام قريبا، لكن المشكلة الآن أني لا أعرف ماذا أقول له.. أنا أريده أن يسلم، لكن لا أريده أن يعود بعد فترة من إسلامه لديانته الأولى، فهو صدَّق بالإسلام عقائديا، ولكني أخاف أن يستكثر العبادات، أنا أعرف أنها سهلة، لكنه جديد.. فيعتقد أن مجرد الدعاء شيء كبير. هل أستمر معه على الجانب الروحاني وبعد أن يسلم أخبره بتعاليم العبادات؟ أم أخبره الآن حتى تكون لديه فكرة واضحة؟.. ماذا تقترحون أن أبعث له أيضا؟ أذكِّرك أختي الكريمة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) رواه البخاري، فثواب هداية إنسان إلى سبيل الله عظيم، ونتمنى أن يجعل الله دعوتك ودعاءك لهذا الشخص سببا في هدايته إلى سبيله بإذن الله. وأود أن أطمئنك في البداية أن الله عز وجل جعل في كل إنسان فطرة الخير التي تساعده في أن يبني عليها، وتساعده في التقرب إلى الله والاستجابة لندائه، ودورنا هو أن نبذل الجهد في الدعوة ونحسن عرض الإسلام، ثم نترك النتائج على الله.
ولكن مما يفيدك ألا ينحصر جهدك ودعوتك على شخص واحد فقط، فمن الأفضل أن تتوجهي بدعوتك لأكثر من شخص، وتقومين بترتيب نشاطك معهم حسب الأولوية لديك وعلى قدر استجابة كل منهم، بحيث يكون هناك عمل دائم، وذلك يعفيك من بذل جهد كبير مع شخص واحد ثم تفاجئين بإعراضه أو صدوده بعد كل هذه الفترة التي قضيتها في دعوته مما قد يسبب لك صدمة أو يؤثر على معنوياتك.
أختي الكريمة؛ وأقدم لك هذه الأفكار التي أتمنى أن تساعدك في تحقيق مرادك، وتفتح قلبه للهدى والخير على يديك: - قد يكون من المناسب أن تبدئي معه من حيث يريد هو، ليكون ذلك فاتحة للانتقال به إلى حيث تريدينه أن يصل إليه من الخير والفهم للإسلام. إن الدعاء له قيمة عظيمة في الإسلام، وكما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) رواه الترمذي؛ لأن هدفه الأساسي أن يسير الإنسان في حياته متصلا بربه جل وعلا، وأن يكون دائم طلب العون منه، فيعيش حياة سعيدة باتصاله بربه دائما. لذلك فقد يكون من المفيد أن نبدأ معه من هذه المساحة التي أحب الإسلام بسببها وهي الدعاء؛ مع العمل على توضيح المعنى الشامل للإسلام، وأنه حاضر في كل حياة الإنسان (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، فالإسلام نظام ينظم كل شئون الحياة حتى يسعد الناس به.
- تحدثي معه عن الإسلام والمعاني الجميلة فيه، وأخلاقه العالية، وعرفيه بقيمة العمل في الإسلام، ومكانة المرأة في الإسلام، والأخلاق الاجتماعية في الإسلام؛ لأن كثيرا من غير المسلمين يظنون أن في الإسلام تخلفا ورجعية، وغير ذلك من الأمور التي أشاعها سلوك بعض المسلمين.
- ثم عرفيه بأن في الإسلام شعائر وعبادات ليست مقصودة بذاتها، ولكنها وسائل تعين الإنسان على أن يحيا حياة سعيدة، ووضحي له أن لكل شعيرة أو عبادة من العبادات في الإسلام أهدافا تحققها؛ فالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها هي عبادات تصل الإنسان بربه من جهة، ولها أثرها في حياته وعلاقاته ومجتمعه من جهة أخرى.
- ربط الأخلاق الطيبة في شخصيته بمكانتها في الإسلام وتذكيره بالنية فيها، والانطلاق إلى ترسيخ باقي الأخلاق والشعائر لديه خطوة خطوة، وإرشاده إلى ما فيه من عيوب يحتاج إلى التخلي عنها، وذلك مع مراعاة التدرج في كل خطواتك.
فقد وضع الإسلام قواعد عامة لسبل الدعوة إليه، وطرق الدلالة عليه، وترك للناس بعد ذلك اختيار الوسائل التي توصلهم إلى هذه السبل، بما لا يتنافى مع القواعد التي أرساها، والأسس التي شرعها، ومن أهم هذه القواعد: 1- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى:ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125]. 2- الجدال بالتي هي أحسن، قال تعالى:وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن [النحل:125]. وقال تعالى:وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]. 3- الصبر على أذاهم، قال تعالى:وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً [المزمل:10]. وقال تعالى:وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان:17]. 4- استخدام الوسائل النافعة، التي ترغبهم في الإسلام، بشرط عدم مخالفة هذه الوسائل للشريعة، لأن مخالفة الشريعة معصية، والغاية لا تبرر الوسيلة، وراجع في هذا الفتوى رقم: 20397 والفتوى رقم: 19186. 5- عدم اليأس من إيمانهم وإسلامهم، والدعاء لهم بالهداية والصلاح، فقد كان هذا منهج الأنبياء، قال عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. رواه البخاري وغيره، وهذا لفظ البخاري. 6- التسلح بالعلم الشرعي الذي يجعل الداعي للكفار قادراً على دحض شبههم والتصدي لدعواهم، وقد مضى بيان حكم طلب العلم بشروطه من الفتوى رقم: 18328. 7- أن يظهر لغير المسلمين الإسلام ممثلاً في سلوكه وتعاملاته، فإن الدين المعاملة، قال تعالى:وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24]. وقد قالت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان خلقه القرآن. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط ، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 16419. والله أعلم. وختاما؛ نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يعيننا على طاعته، وأن يصرف عنا معصيته، وأن يرزقا رضاه و الجنة، وأن يعيذنا من سخطه والنار، وأن يهدينا إلى الخير، وأن يصرف عنا شياطين الإنس والجن إنه سبحانه خير مأمول .. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....
|
|