Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث تعليمى عن التليفزيون - بحث عن التليفزيون والفرق بينه وبين الكتاب الأربعاء 1 مارس - 16:07 | |
| بحث تعليمى عن التليفزيون - بحث عن التليفزيون والفرق بينه وبين الكتاب
ماذا نختار لأطفالنا التلفزيون أم الكتاب؟ ________________________________________ تفرح بعض الأمهات أحيانا بتعلق الطفل الصغير بالتلفزيون، وتتباهى بأنه بات يعرف هذا الممثل أو تلك المغنية، وتزداد سعادتها عندما تجده ينتظر على أحرِّ من الجمر حلقة الكرتون التي يتابعها يوميا، وقد تنفرج أساريرها وينشرح صدرها أكثر عندما تجده يحاول تقليد رقصات الفيديو كليب التي تبث على مجموعة كبيرة من الفضائيات غير المسزولة.. كل هذا دون أن تدري أن تعرض الأطفال للتلفزيون أمر خطير على نموهم العقلي والمعرفي، ناهيك عن تأثرهم الشديد بطبيعة المحتوى المعروض أمامهم، سواء كان عنيفا أو حتى يميل للانحلال. وفق كل هذه المعطيات نقدم لكل أم وأب أهم نتائج مجموعة من الدراسات العربية والأجنبية التي تناولت تأثيرات التلفزيون على الأطفال، وكيف يمكن أن نحمي الصغار من مخاطر الإدمان التلفزيوني الذي يقف حجر عثرة أمام النمو الطبيعي لحواسهم. يقول الباحثون: كلما ازدادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون بين سن عام و3 أعوام ارتفع خطر إصابتهم بمشكلات في قدرتهم على الانتباه والتركيز عند سن السابعة. وتوصلت الجمعية الأمريكية لعلم النفس في تسعينيات القرن العشرين إلى نتيجة مهمة، وهي أن رؤية المشاهد التي تتسم بالعنف على شاشة التلفزيون تزيد من درجة عدوانية الأطفال، ومعروف أن العنف هدف رئيسي في الإعلام الموجه للطفل، خاصة في ألعاب الكمبيوتر. ومن آثار تلك المشاهدة على الأطفال أنه يزيد من معدل الخوف لدى الطفل وفقدانه الثقة بنفسه وبمن حوله، ويخلق لديه رد فعل مباشر عنيف لحماية نفسه من أي سلوك غير مقصود، ويكون لدى الطفل حالة من تبلد المشاعر واللامبالاة، خاصة إذا تعرض للعنف بطريقة عشوائية ومتكررة. اللعب أيضا له وظائف متعددة كثيرة الأهمية لتطوير الأطفال الصغار؛ لهذا فإن ما يقضيه الأطفال من ساعات في مشاهدة التلفزيون يكون من شأنه حرمانهم من أهم الأنشطة التي تساعدهم على التطور والنمو، ويجعله أقل خيالا وأكثر سلبية، كما أن له علاقة بالسمنة، لذا أوصت ال******** الأمريكية لطب الأطفال عام 1999 بأن الأطفال دون الثانية ينبغي ألا يشاهدوا التلفزيون في هذه السن المبكرة. أما أخطر ما أثبتته العديد من الدراسات أن قدرة المخ على أن يقوم بعمل معين تنمو في فترة قصيرة تسمى "نافذة الفرصة" لهذا العمل، ويحدث هذا النمو في السنوات الأولى من عمر الطفل. كما أن هناك "نافذة فرصة" خاصة بكل منطقة من مناطق المخ، فإذا لم تنمُ هذه المنطقة أصبح من الصعب على المخ -وأحيانا من المستحيل- أن يقوم بالمهام الخاصة بهذه المنطقة. وبما أن المناطق الخاصة بمخ الطفل تنمو في فترات قصيرة ومحددة، فقد حرص التربويون على أن ينبهوا الآباء والأمهات إلى أهمية الحفاظ على نضج مخ أطفالهم في هذه الفترات، ومن ثم منعهم من مشاهدة التلفزيون حتى لا يؤثر عليهم بأية تأثيرات سلبية. يقول الدكتور "سبوك" -خبير تربية الأطفال- في كتابه الشهير "العناية بالطفل والرضيع" عام 1998: "إن التلفزيون وسيلة تؤدي إلى السلبية؛ لأنها لا تحتاج إلى أي نشاط ذهني من جانب المشاهد، كما أنها متناقضة تماما مع الأنشطة الإبداعية وتقلل من قدرة الأطفال على تعلم القراءة.. في رأيي، إن عدم امتلاك تلفزيون إطلاقا يمكن أن يصبح حلا منطقيا". وتقول الدكتورة "سهير الدفراوي" في كتابها "مخاطر التلفزيون على مخ الطفل": إن أهم توصية يجب أخذها في الحسبان بالنسبة لطفل عمره سنتان هي ألا يشاهد التلفزيون مطلقا؛ لأن الأطفال في هذه السن يتعلمون الكلام، ويبدأ الفص الأيسر لمخ الطفل في التمايز عن الفص الأيمن، وفي هذه السن يبدأ في اكتشاف العالم من حوله عن طريق حواسه، ومن خلال اللعب يتطور مخه وتنمو مساراته، ومشاهدة التلفزيون من قبل هذا الطفل تتدخل في هذه التغييرات بصورة سلبية. وفيما يتعلق بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و6 سنوات، فإن بعض الهيئات العلمية توصي بألا يشاهد أطفال هذه المرحلة التلفزيون، وألا يلعبوا ألعاب الفيديو والكمبيوتر لأكثر من ساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر يوميا. وتستند هذه التوصيات إلى خطر تدخل التلفزيون في التيارات الثلاثة الأساسية التي تؤثر على نمو الأطفال وتطورهم في هذه المرحلة العمرية، وهي إدراك الأطفال أن لهم ذاتيتهم المنفصلة عن أمهاتهم وعن بيئتهم المباشرة، ورغبتهم في إيجاد طرق جديدة للتواصل مع أفراد عائلاتهم، وبدء الأطفال في تكوين الجمل والعبارات، فالتعبير اللفظي من أهم سمات هذه السن، والتليفزيون لا ينمي في المشاهد الصغير مهاراته اللفظية أو مهاراته في التعبير عن نفسه لفظيا. وعن كيفية تفاعل الأم مع ابنها عندما يحاول بالقوة والصراخ إملاء إرادته لمشاهدة التلفزيون تقول سهير الدفراوي: إن على الأم أن تتعامل بهدوء مع طفلها بدون أن تنزلق معه إلى ساحة الصراخ والصوت العالي؛ بل تأخذ بيديه إلى ساحة الهدوء والعقل، وأن تطلب منه أن يأخذ "نَفَسًا عميقا" مرة واثنتين حتى يهدأ، وفي هذه المرحلة يجب أن تتعامل الأم مع ابنها بكثير من الحب والاهتمام والعناية؛ لتعوضه عن الأمان الذي كان يناله أثناء جلوسه أمام التلفزيون، كما يجب أن تتعامل معه بحزم حتى لا يخلط بين حبها إياه وعدم الإفراط في مشاهدة التلفزيون. ولكن كيف يتأقلم الطفل وأسرته مع عدم الإفراط في مشاهدة التلفزيون؟ نقول: إن هذه هي الفترة الصعبة؛ فالطفل الذي اعتاد الإفراط في مشاهدة التلفزيون يشعر بالملل وبوجود وقت فراغ، فعلى الأم أن تتذكر أن هذه الفترة الصعبة ستكون مؤقتة، فإذا تحلت بالصبر ساعدت على إنقاذ ابنها من براثن التلفزيون، وتحقيق أعظم فائدة له في المستقبل. ويجب تذكر أن النشاط الأساسي للأطفال في هذه المرحلة يجب أن يكون اللعب؛ فعن طريق اللعب يستطيع الطفل إثارة حواسه وعقله واكتشاف عالمه الاجتماعي والعاطفي والعقلي، وفي هذه المرحلة يبدأ الأطفال الأنشطة الفنية مثل الغناء وتعلم النوتة الموسيقية، ويتعلم الطفل كيف يقسم وقته بين الأنشطة المختلفة، ويجب على الآباء قراءة الكتب لأطفالهم من 10 إلى 15 دقيقة يوميا قبل النوم، فهذا من شأنه تحفيز عقولهم وقدراتهم على التخيل، كما يشعرهم بالاهتمام والحب. أما حينما يبلغ الطفل الذي أفرط في مشاهدة التلفزيون -على سبيل المثال- 13 عاما، يكون قد فقد الفرصة لإعطاء قدر كاف من الاهتمام لنمو نصف مخه الأيسر، ويصبح أول وأهم شيء مطلوب من الآباء والأمهات لعلاج الآثار المرضية التي سببها التلفزيون لأولادهم إدراك أن أطفالهم يعانون من مشكلة فعلية، وأن يكون للآباء والأمهات الإرادة لإيجاد حل لهذه المشكلة عن طريق مواجهتها بصراحة مع الأبناء، والعمل معهم على إيجاد حل لها. ومساعدة هذا الطفل تتطلب منه التوقف عن مشاهدة التلفزيون والكف عن الاعتماد على صور التلفزيون الجاهزة الصنع، وتعلم كيفية تطوير الصور الداخلية في عقله، وإعداد برنامج للقراءة، ويمكن أن يبدأ بقراءة الكتب التي تحتوي على بعض الصور لينتقل بعد ذلك إلى الكتب التي لا تحتوي على صور، وفي هذه المرحلة هناك أهمية لاختيار الكتب التي من شأنها إثارة التخيل، وكذلك وضع برنامج رياضة أو موسيقى ليزيد من قدرات الطفل على الاحتمال والتركيز. وأخيرا، فإن قدرة الإنسان على تجريد الصور والأفكار في كلمات، وهي القدرة التي تطورت ونمت لديه خلال آلاف السنين، أصبحت الآن مهددة بالضعف والتقلص بسبب المشاهدة المفرطة للتلفزيون. إن عقل الإنسان يبني الثقافة التي تعمل على إيصال المعلومات من جيل إلى آخر، وبما أن الثقافة لا تشفر في الجينات فإنها هشة، ويمكن أن يتم إفسادها من خلال تشكيل شبكات عصبية جديدة؛ وهو الأمر الذي يفعله التلفزيون؛ حيث إنه يشكل هذه الشبكات التي ترد الإنسان إلى تفكير بدائي، ومن ثم فهي تعد نكسة في طريق تقدمه.. فهل لنا من وقفة للتفكر والمراجعة حماية لأنفسنا وأطفالنا وحفاظا على الأمانة التي أوكلها الله سبحانه وتعالى إلى الإنسان؟. وينتشر في المجتمعات العربية التعامل مع التلفزيون (بما في ذلك شرائط الفيديو وأجهزة الألعاب الإلكترونية) كجليس للأطفال على اعتبار أن التلفزيون يقدم تسلية لا ضرر منها للأطفال الذين ما زال "مخُّهم صغيرًا"، ووقتهم طويلاً ولا يجدون ما ينشغلون به دون التسبب في مشكلات، على أية حال فقد ذاع هذا السلوك حتى أصبح جهاز التلفزيون يلقب "ثالث الأبوين"، وقد يريح هذا الحل الأهل من "متاعب" أطفالهم، ولكن الثمن يكون كبيرًا ويصبح الثمن فادحًا عند تعرض الأطفال الصغار لبرامج تلفزيونية غير مناسبة للأطفال على الإطلاق، وفي أحيان غير مناسبة حتى للكبار، حيث يصبح التلفزيون أحيانًا محور اجتماع الأسرة بكاملها، يجلسون أمامه كالأصنام أو ما يشابه، لساعات طويلة في أوقات يفترض مُعِدُّو البرامج التلفزيونية أنها تستبعد وجود الأطفال، فينفسح المجال لمشاهد العنف والجنس والعادات السيئة – أَوَليست برامج "للكبار"؟! ولا خلاف في أن مشاهدة الأطفال - خاصة هؤلاء الأكبر من سنتين - لبعض برامج التلفزيون المعدة على أساس تربوي سليم، ولفترات محدودة، لا تزيد عن ساعة أو اثنتين على الأكثر في اليوم، تنطوي على فائدة للأطفال الصغار، وللنمو السليم للمخ. ولكن الممارسة الفعلية لمشاهدة التلفزيون تتعدى هذه الحدود الآمنة كثيرًا. __________________
الصحافة المرئية أم الصحافة المقروئة
يشمل تأثير التكنولوجيا في الثقافة معظم عناصرها وركائزها، فالتأثير غير محدود ويتعدى حدود المؤسسات والموارد الثقافية، كما يتعدى المثقف كعامل توجيه مستقل، الى علاقته بالمجتمع والعادات والتراث والتقاليد الإجتماعية. فالقرن العشرين، الذي نعيش في أواخره من القرون التي حدث فيها تطور تكنولوجي هائل في مختلف الميادين والمجالات. نلاحظه في الصواريخ العابرة للقارات، وغزو الفضاء، والوصول الى القمر، والفيديو، والكمبيوتر، وأبرز ما نشاهده في عالمنا اليوم "ثورة الإتصالات" التي ساهمت في جعل هذه الكرة الأرضية "قرية مصغرة" انتفحت أبواب بيوتها على بعضها البعض. لم تستثمر بعض المجتمعات هذا التطور، وهذه الثورة التكنولوجية، وبعضها أساء استخدامها، فبرزت مجموعة من المشاكل التي مست صميم بنية تلك المجتمعات. إن احدى القضايا المهمة التي تعاني منها بعض المجتمعات المعاصرة: اقبال الجمهور على التلفزيون وامتناعه عن قراءة الصحف والكتب. ولأن هذا الموضوع شأن يمسّ الحالة الثقافية والفكرية للمجتمع، فالمطلوب أن يشارك المثقفون والنخبة في معالجته، ووضع الحلول العملية له. وتتمثل الآثار السلبية في غلبة التلفزيون على الكتاب والصحيفة في التالي: اولاً: الجهل الثقافي، فالتلفزيون لا يقوم بتغطية البرامج الثقافية والفكرية والأحداث بشكل مفصل وعميق، فعادة ما يتطرق الى القضايا بصورة مختصرة ومقتضبة، لأن التركيز المعمّق في مثل هذا الموضوع يبدو عند المهتمين أو بعضهم، غير داخل في مهمة التلفزيون. ثانياً: التأثير على الفرد عبر البرامج المنوعة، وشد تفكيره، وبالتالي إبعاده عن القراءة، وإشعاره بشيء من الإكتفاء المخادع. ثالثاً: ان الكثير من المشاهدين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشة الصغيرة بدون اكتراث للوقت، أو التفكير في الإستفادة منه في مسائل غير المتعة. رابعاً: التأثير على شخصية الفرد، فعبر البرامج والأفلام المتنوعة، يتأثر الكثير من الأفراد سلبياً وينعكس هذا التأثير على شخصيتهم وسلوكهم. اما الصحافة فإنها تعتبر أعرق وسائل الإعلام والإتصال، ولاتزال تؤدي دوراً مهماً كبيراً لم يستطع التلفزيون وغيره القيام بما تؤديه من وظائف، والتي يمكن رصدها في التالي: 1 ـ الوظيفة المعرفية ـ التثقيفية، فهي تعتبر عموداً أساسياً في بناء المجتمع وتعريفه بالنشاط الإنساني والتفاعل معه، وذلك عبر رصد الصحافة لكل جديد من المشاريع الثقافية والأدبية والإنسانية ونقل تجارب الآخرين عبر الحوار والنقاش البناء. 2 ـ الوظيفة الإجتماعية التوجيهية، وتتمثل في الجهود الرامية الى تحسين أداء العمل، وتوزيع المسؤوليات، ومكافحة الظواهر السلبية الضارة المنتشرة، ومحاولة تقديم حلول لها. 3 ـ الوظيفة السياسية، حيث تقوم الصحافة بدور كبير في عملية التثقيف السياسي، ومع أن بعض القنوات التلفزيونية تخصصت في تقديم المادة السياسية والخبرية المباشرة بالصوت والصورة، فإنّ قيمة المادة المكتوبة على الورق أكثر ترسخاً في الذاكرة وأشمل في كثير من المجالات. 4 ـ الوظيفة الدعائية والإعلانية، حيث يشترك التلفزيون والصحافة معاً في تأدية هذا الدور، مع فارق الكلفة. 5 ـ الوظيفة الترويحية، وفي هذا المجال يسبق التلفزيون الصحافة، ولهذا استطاع جذب كثرة كاثرة من الجمهور اليه. في الماضي كان الكتاب خير رفيق، اما اليوم فالقلة هي التي تشعر بذلك، بعد أن تفوق التلفزيون في العرض بالصوت والصورة. تبقى مشكلة هجران الصحيفة والكتاب أمراً خطيراً، وفي بعض بلدان العالم حافظ الكتاب على موقعه، ولكن أغلب دول العالم الثالث تعرضت الى آثار سلبية بسبب سيطرة التلفزيون على وسائل التوجيه.
التلفزيون وأثره في تربية الطفل
أصبح التلفزيون في وقتنا الحاضر من أكبر وسائل الاتصال بأفراد المجتمع وذلك لسهولة وصوله إلى كل فرد وهو جالس في بيته، لذا فقد أثر تأثيراً كبيراً على جوانب متعددة من حياتنا وخاصة الأطفال، وعن جوانب تأثيره عليهم انقسم العلماء والمربون إلى فريقين:
1- فريق اعتبره سلبياً ومضراً بالطفل بما يسببه له من إرهاق نفسي وعصبي وتأثير كبير على الحاسة البصرية وبالتالي تأثيره على مستوى الطفل الدراسي العام لانشغاله بمشاهدته وتتبع برامجه، لذا فإنهم راحوا يحذرون بشدة من العادات غير الجيدة والقيم والمفاهيم القلقة التي تعرض له على شاشته، حيث إنه يستوعبها ويتقبلها بسرعة مما قد يساهم في تربيته تربية غير طبيعية لا يريدها المجتمع.
2- أما الفريق الثاني فقد كان أكثر تفاهماً وتفاؤلاً حيث نبه إلى الفائدة الكبرى والمجالات الواسعة التي يقدمها التلفزيون للطفل في مختلف المجالات وخاصة المجالات التربوية والتعليمية.
من هنا بدأت كثير من العوائل تنظر إلى التلفزيون على أنه مربًّ أمين يأخذ بأيدي الأطفال إلى كل ما هو جديد وصالح ، لذا فإن الأم المثالية هي تلك الأم التي تعرف كيف تجعل أطفالها يستفيدون من التلفزيون فائدة كبيرة وإن أول عمل تقوم به هو تحديد وقت خاص لمشاهدتهم للتلفزيون وهذا الوقت يكون مرتبطاً أصلاً بما يقدم من برامج خاصة بالأطفال ومراعاتها الظروف الصحية في جلوسهم وعدم اقترابهم من الجهاز كثيراً، لما لذلك من مضار صحية ، ثم يأتي دورها في أن لا تجعل من مشاهدة أطفالها للتلفزيون حالة فردية، فمن المستحسن أن تشاركهم في تلك المشاهدة بحديث أو تعليق أو إبداء رأي فيما هو معروض .
أن الصمت المطبق في المشاهدة قد يؤدي بشكل أو بآخر إلى خلق علاقات عائلية مفككة ويفوت على الأطفال فرصاً في معرفة كثير مما يعرض من أشياء لا يفهمونها، ثم إن الأم الذكية تعرف أن الظلام الذي يسود غرفة المشاهدة يجعل من أطفالها أكثر تهيؤاً للخوف ويتعب في الوقت نفسه عيونهم من كثرة التحديق والمتابعة.
التلفزيون وعقلية الطفل
مما لا شك فيه أن للتلفزيون تأثيراً كبيراً على عقلية الطفل ويتجلَّى ذلك في أنَّ الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر طموحاً وتطلعاً من غيرهم الذين لم يشاهدوه، وأن الأطفال الأغبياء قد زادوا من نسبة قراءاتهم للقصص والكتب المختلفة بعد مشاهداتهم الكثيرة لبرامجه.
لقد تبين لكثير من المؤسسات التربوية في الدول المتقدمة أن الأطفال بدؤوا يتقدمون كثيراً في دروسهم وذلك لأن هؤلاء كانوا من المهتمين بالتلفزيون وبما يقدم لهم فيه من برامج تعليمية وثقافية، فمن السهولة بمكان أن ينمي هذا الجهاز نشاطات الطفل المختلفة ويخفف فيهم صفة العدوان والأذية إن وجدت وذلك من خلال طرحه للمفاهيم الإنسانية ودعوته إلى التعاون والتكاتف ولا ننسىَ أن التأثير هذا يختلف من حيث أثره بالنسبة للأطفال لاختلاف مستوياتهم وإدراكهم وطبيعتهم الاجتماعية والتكوينية.
برامج الكبار ماذا تعني عند الأطفال؟
قد لا تقتصر مشاهدة الطفل على برامجه فقط وإنما تتعدى ذلك إلى برامج الكبار المليئة بأشياء لا نستسيغ نحن الكبار أن يدركها الطفل , إضافة إلى أنها تقدم ومضة من حياة الكبار التي قد لا تتيسر له تجربتها واكتسابها إلاَّ في النادر وفي سن متأخرة أصلاً، وهذا الطرح يشكل إبهاماً وغموضاً في نظرته إلى الحياة وإلى تعاملاتها وخاصة إذا شاهدوا برامج أو أفلاماً تعرض المشاكل العائلية والخصامات المختلفة ووسائل الغش والابتزاز التي تمارس من قبل البعض، فإنَّ كل هذا يعني أن الطفل سيفتح عينيه ويحرك مداركه في مفاهيم ضارة وغير تربوية وخاصة إذا ترك لوحده في تفهمها.
الإكثار من المشاهدة… ما له وما عليه؟
من المسلم به أن مدى إقبال الطفل على مشاهدة التلفزيون يتوقف أصلاً على مدى ما لديه من وقت فراغ نسبي وعلى مستوى ذكائه , ثم على شخصيته وعلى شغله لحياته السابقة ، وأخيراً على المثل الذي يضربه الوالدان له في حياتهما ، هذا كله يؤثر في الطفل حسب طبيعته التكوينية ، ولكن على العموم إن الأطفال أكثروا من مشاهدة التلفزيون على حساب فترة المطالعة اليومية , ولكن من جهة أخرى فإنهم وخاصة الأذكياء منهم أقبلوا على قراءة كثير من القصص والمسرحيات التي عرضها التلفزيون وشاهدوها .
إن المشاهدة الكثيرة قد تجعل الطفل مقبلاً على نوع معين من البرامج وبالتالي تتأثر حياته بذلك النوع، كأن يكون معجباً بالبرامج الفكاهية مثلاً , فإنه يحاول أن يكون فكاهياً في حياته الخاصة أيضاً، ولكن من جهة أخرى فإن الإكثار من المشاهدة قد يجعل من حياة الطفل متماسكة أكثر لأنه لا مجال لديه لقضاء وقته في التسكع ومصاحبة الآخرين وربما في المشاجرة واللعب غير الجيد معهم، ومع أهمية هذا الرأي فإن هناك كثيراً ممن قال بأنَّ كثرة المشاهدة تؤدي إلى حجز الطفل من الاحتكاك بمجتمعه وبالتالي فإنها تؤدي إلى جهله كثيراً من العادات الاجتماعية والقيم المتعارف عليها وبالتالي ينشأ نشأة ناقصة في كثير من النواحي , وبين هذا وذاك يتوقف دور الأم العصرية في تنظيم حياة طفلها وعلاقته بالتلفزيون لأنها بذلك ستساهم في تعميق حياته وتوسيع نظرته الجيدة فيما إذا كانت ترفده بآرائها واقتراحاتها وبالتالي فإنها ستخلق من وراء ذلك أطفالاً جيدين مربَّين تربية عصرية جيدة
المراجع والمصادر
1ـ المرأة في التشريع الإسلامي والحياة الغربية. السيد حسن العوامي. 2ـ الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام. د. عبد السلام الترمانيتي. سلسلة عالم المعرفة. العدد (80). 3-تحديد النسل من وجهة نظر إسلامية، عبد الرسول عليخان. 4- حركة تحديد النسل لخورشيد أحمد 5-أبحاث هيئة كبار العلماء 6-الإجهاض بين الطب والدين للشوادفي 7-الإعجاز العلمي الإسلام السنة النبوية محمد كامل عبد الصمد 8- مجلة نداء الإسلام. وثيقة مؤتمر السكان والتنميه ( رؤيه شرعيه) أ 0د / الحسينى سليمان جاد
|
|