مراحل اكتساب اللغة.المراحل الأساسية لتطور اكتساب الكلام الشفوي
المقدمة:
كان معتقد أن اللغة تكتسب عن طريق التقليد Imitation أمر مسلم به حتى ثبت العكس. على يد الأخصائي ( نوعام شومسكي )Noam Chomsky في منتصف الخمسينيات حيث قال انه أمر مستحيل أن يتعلم الطفل اللغة الأم بالتقليد إنما بملكة موجودة في الدماغ تسمى: Llanguage Acquisition Device حين يكتمل نموها. و أثبتت الدراسات المفصلة على اكتساب الأطفال للغة يتبع جدول زمنيا تفصيليا من حيث أن الطفل يبدأ بالتصويت ثم بالمناغاة فالكلمة الواحدة فتنغيم الجملة ثم بالكلمتين معا ثم بجمل تبدو غير صحيحة وهذا بعد مروره بعدة مراحل.
التكلم أمر مكتسب :
مما لا شك فيه هو إن التكلم أمر مكتسب و ليس من قبيل الفطرة ولو كان ذلك لما تعددت اللغات , ولكن الشيء الذي دلت عليه الدراسات هو أن مراحل تطور السلوك اللغوي واحدة بالنسبة لجميع الأطفال و الشيء المتفاهم عليه هو إننا نستعمل عبارة لغة الأم لنشير إلى إن اكتساب اللغة يتم أكثر ما يتم في المراحل المبكرة من الحياة لان هذا الاكتساب مرتبط بالأم فهي التي تراعي طفلها و تدربه على الأصوات اللغوية .
إلا أننا نجهل الشيء الكبير عن دور كل من الوراثة و المحيط في التعلم و اكتساب المهارات و لكن الشيء المؤكد ان نمو اللغة عند الطفل مرهون بـ:
ا ـ اكتمال بعض الأجهزة العضوية ونضج بعض الأنسجة العصبية و العضلية .
ب ـ تدريب جوارح النطق لدى اكتمال نضجها عن طريق التعلم
فبالنسبة للنقطة (ا) ثبت أن منطقة بروكا الذي يتحكم في الكلام على مستوى الدماغ لا يبلغ مرحلة التمييز العضوي إلا بعد 17 شهر من الولادة . يولد الإنسان وهو مزود بيولوجياً بملكة اللغة التي هي هبة موروثة فطرياً, تنمو عنده من خلال تقادم تجربته أو خبرته اللغوية (التي تعبّر عن استعداده لاكتساب اللغة.)
أي Language Acquisition Devise التي يصفها شوم سكي بأنها
( المكون الغريزي في العقل البشري الذي ينتج لغة ما بالتفاعل مع الخبرة المتوفرة , وهي الوسيلة التي تحول الخبرة اللغوية إلى نظام معلومات محصله لهذه أو تلك اللغة من اللغات البشرية.)
بينما تنضج المراكز الدماغية الأخرى كمنطقة فارنيكي بعد 11 شهر أما الشرط (ب) فالتجارب تدل على أن تدريب الأطفال على التكلم بشرط أن تكون في ظروف مختلفة و الفروق التي تتحصل عليها بين الأطفال ترجع
إلى اختلاف المحيط .
المراحل الأساسية لتطور اكتساب الكلام الشفوي :
إن اكتساب اللغة دليل واضح على أن شخصية الطفل أصبحت تتبلور و بنيته العقلية أخذت تتطور من التمركز حول الذات إلى الموضوعية و من الإدراك السطحي إلى إدراك العلاقة القائمة بين التعاون الطفل و الراشد و بين اللغة بطبيعة الحال و هي صلة بين الطفل و الراشد و هي الأداة المثلى التي يتم بواسطتها هذا الاحتكاك إلا أنها لا تكتسب بصورة تلقائية فلابد من التدريب على النطق ولابد كذلك من مرور وقت ليس بالقصير قبل أن يتمكن الطفل في اللغة بتم معانيها و علية يتم استخلاص المدة التي يستغرقها اكتساب اللغة .
مرحلة ما قبل اللغة:Pré linguistiques
وهي مرحلة تمهيد و استعداد يتم فيها الصياح أو الصراخ وتمتد من الولادة حتى الأسبوع الثامن و تتمثل هذه المرحلة في ثلاث أطوار:
ا ـ طور الصراخ.
ب ـ طور المناغاة.
ج ـ طور التقليد و المحاكاة.
1 ـ مرحلة الصراخ : عند الصرخة الأولى التي يطلقها الطفل عند الولادة هي أول بادرة من بوادر قدرته على التصويت و رغم الاختلاف حول تأويل هذه العملية إلا أن ما تمكن تأكيده هو أن الصرخة الأولى تدل على أن الوليد برز إلى الوجود مزودا بجهاز للتنفس و حنجرة الضروريين لنمو ملكة التكلم و على هذا فان الصراخ هو نقطة البداية في نشوء اللغة إذ سرعان ما يفشل الطفل في تعبير عن مختلف حاجاته و رغباته بالصراخ.
و الصراخ في الواقع عبارة عن مظهر عفوي من مظاهر الهيجان يمكن أن يعبر عن الانفعالات الانعكاسية الناتجة عن الإحساس بالجوع أو ألم .
2ـ طور المناغاة : babillage
من السن: 4 او6 أشهر إلى12 شهر.
ينتقل الطفل من الصراخ إلى المناغاة فبينما كان الأول فعل منعكس لا إرادي فان المناغاة تقوم على التلفظ الإرادي لبعض المقاطع الصوتية ويتخذها الطفل غاية في حد ذاتها لا ليعبر بها عن شيء و إنما يكررها وكأنه يلهو بترددها والذي يدخل الطفل في المناغاة هو ذلك الاتصال الصوتي والسمعي فهذا الاتصال بين حاسة السمع و حاسة الصوت واضح إلى درجة نجد فيها الوليد الأصم يصرخ و لا يناغي أبدا، أو سرعان ما يفقدها لعدم وجود تلك الدائرة سمع صوت .و لا يكاد يبلغ الطفل الشهرين حتى يبدي شيئا من الاهتمام كلما سمع صوت إنسان ومن مظاهر ذلك انه قد يتوقف عن المناغاة أو يلتفت إلى ناحية مجيء الصوت.
أن نطق أول كلمة يبدأ في العشر أشهر الأولى ،في هذا السن يكون الرضيع في حيوية و فطنة تمكن من تعلم - Les phonèmes- صوت لغوي للغته وكذلك مجموع الكلمات المعتادة في الأسرة وتدوم هذه المرحلة إلى من 12شهر إلى 18 شهر وهي تمثل مرحلة التأهيل اللغوي Initialisation للغة الشفوية (الكلام).
ويتمثل هذا في إحصاء و التفريق بين /d/ و/b/ فهذه الحروف أصواتها قريبة من بعضها فإذا حدث العكس فإنه لا يستطيع في المستقبل التفريق بين، Dent/Banc
و أثبتت الدراسات أن الأطفال قادرون على التميز بين هذه الأصوات phonèmes في جميع اللغات الشعوب.
مثال ذلك: الراشد الياباني لا يستطيع التميز بين / L /و/R/ في الاستماع و بالتالي لا يمكنه تميز بين : (roue et loup) أما الطفل صاحب الستة اشهر يستطيع أن يفرق بين أصوات الحروف و التميز بين الصوت الودود والصوت الناهي وعند تسعة أشهر ترسخ في عقله بعض الكلمات التي ألف سمعها من الوالدين ولكن في الحقيقة ليست أصوات أصلية والمرد إلى ذلك إن الكبار يستعملون لهجة خاصة في مخاطبة الرضع .
وفي حدود السنة يستجيب لبعض الأوامر خاصة إذا اقترنت بلهجة معينة. وبين 15و17 شهرا يدرك معنى أعطيني ذاك الشيء خاصة عند إرفاقه بالإشارة و في حدود 18 شهرا سيستطيع أن يشير إلى مختلف أعضاء جسمه خاصة الواقعة في الرأس و على العموم فان الطفل يفهم كلام غيره قبل إن يكون قادرا على الرد و الجدير بذكر في هذه المرحلة يكون الجهاز الصوتي لدى الطفل في تطور دائم. .Appareil phonatoire
يتبع