بحث حول التثقيف الإجتماعى للشباب كامل وجاهز
الشباب هم ثروة مصر الحقيقية وبالرغم من أن هناك اهتماما في الفترة الحالية بهم وبتنميتهم فإنه ليس كافيا
وحتي لانجد هذه الثروة ممزقة بين التعصب أو تقليد الغرب يجب أن يجد القنوات الشرعية التي تسمح له بالمشاركة
وهنا لا أقصد فقط المشاركة في الحياة السياسية وإنما أقصد المشاركة بمعناها الواسع المشاركة المجتمعية
يجب أن يتعرف الشباب علي المجتمع بجميع أركانه سواء الأطارات المؤسسية المختلفة أو الأحزاب السياسية أو ماهية المجتمع المدني ودور كل هؤلاء في التنمية
إننا نحن الجيل الأكبر في خضم نضالنا من أجل التنمية وانشغالنا بهموم الوطن نسينا أن نعد العدة للجيل الجديد من أجل أن يشارك
نسينا أن نوفر له القنوات المناسبة حتي يشارك بفعالية
إن شبابنا تائه وسط الحياة لايجد أحدا يسمعه محاصر بأوامر وممنوعات من كل الاتجاهات
ولايوجد قنوات واضحة للشباب للتعبير عن أنفسهم وما بداخلهم ويشعرون بأنهم مستبعدون من اتخاذ القرارات والحوار
كما أن سبل المعرفة بالنسبة لهم محدودة فيما يتعلق بمفهوم حقوق الانسان
فإن أولويتهم هي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كحقهم في العمل والمأكل والملبس
فأولويات الشباب تختلف عن أولويات الحكومة والأحزاب الأهلية والجمعيات الأهلية
خاصة تلك الخاصة بجمعيات ومنظمات حقوق الانسان
هل يعرفون معني كلمة حقوق الانسان وهل يعرفون الجمعيات الأهلية ودورها في المجتمع
فالمعلومات التي لديهم حول المجتمع المدني ضئيلة للغاية ومغلوطة ومشوهة في معظمها
بالرغم من أن كثيرا من هؤلاء الشباب كانوا من أعضاء اتحادات الطلاب
لابد ان ننقل الحوار لدائرة أوسع أو أعم عن مفاهيم عامة منتشرة مثل الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية
فكانت إجاباتهم ومداخلاتهم مشوشة وفي كثير من الأحيان مجرد مجموعة من المفاهيم المغلوطة التي لاتعكس وعيا حقيقيا أو معرفة حقيقية أو معرفة سياسية بأبجديات الوعي السياسي التي يجب أن يعرفها كل شخص
إنني أدعو بدء حوار بين الشباب والمجتمع المدني حول المفاهيم المختلفة
كما إنني أدق جرس الانذار بأن كثيرا من شبابنا تصله معلومات مغلوطة عن المفاهيم والقيم الأساسية وعن حقيقة الديمقراطية والمشاركة في بلدنا
إن الشباب بحق بحاجة إلي فكر جديد يشملهم ويتعامل معهم ويضمهم مهما اختلفت اتجاهاتهم
الشباب بحاجة إلي أرض صلبة من المعرفة يقفون عليها لاستعادة وعيهم السياسي المفقود
ولكي لا يصبح الشباب طاقة مهدرة أو يساء استغلالهم من أفراد أو جهات لاتهمها مصلحة الوطن
إن كل ماسبق هو ما جعلني أشعر بأنه آن الأوان كي نفتح حوارا قوميا حول قضية التثقيف السياسي والمجتمعي للشباب
يتم فتح هذا الحوار علي جميع المستويات والأصعدة سواء بين الشباب وصناع القرار أو المجتمع المدني
وهنا يجب أن يكون لدينا نية صادقة في فتح هذا الحوار
وتأتي أهمية هذا الحوار في هذه الأيام انطلاقا من احساسي بوجود تغيير حقيقي في المناخ السياسي واتجاه قوي نحو الديمقراطية وتوسيع دائرة المشاركة السياسية والمجتمعية والمشاركة في إدارة عجلة التنمية بالنسبة للفئات المهمشة مثل المرأة والشباب
هناك تجربة رائدة تقوم بها جمعية جيل المستقبل لتعليم الشباب المهارات الرئيسية مثل الاتصال والتفاوض وغيرها وهي تجربة جادة وتستحق التحية
ولكنني أطمع في تجربة شاملة تشمل تثقيف الشباب والفتيات بداية من المرحلة الثانوية من خلال استهداف بعض اعضاء الاتحادات الطلابية في المدارس والجامعات والقيادات الشبابية في مجالس إدارات مراكز الشباب بالاضافة إلي جمعيات تنمية المجتمع التي تمثل الشعب
كما يجب أن تستهدف شباب الاعلاميين أيضا انطلاقا من أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه الاعلام في توعية الشباب وتثقيفهم وضرورة ايجاد كوادر شابة للقيام بذلك مع التركيز علي ضرورة أن يكون التثقيف السياسي للشباب واسعا في مضمونه
ولا يركز علي جزئية صغيرة أو فرعية
ويجب أن نوفر للشباب القنوات المختلفة للمشاركة والمهارات التي تؤهله لذلك
إن إيجاد جيل من الشباب علي قدر من الثقافة السياسيه
والوعي بالمجتمع هو هدف لابد أن تسعي إليه كل الجهات المعنية بالشباب
وأن يكون شغلنا الشاغل في المرحلة الجديدة التي تقوم علي الفكر الجديد الواعي المستنير خاصة في ظل القرية الصغيرة التي أصبح العالم كله يعيش فيها
حتي لانترك شبابنا لقمة سائغة لغيرنا يشكله كما يريد