الحلُّ الأخِيرُ
تتناول اليوم نصّا في إطار فهم المنطوق لصاحبه «يوسف شاوش » الكاتب
الجزائري، بعنوان )الحلّ الأخر( من مجموعته القصصية ) الضّيق (.
اسمعه بتأنٍّ، وأصغِ جيّدا ل :
• تفهم جيّدا فكرته العامّة، وأفكاره الجزئية، تتفاعل معها، وتتأثّر بها،
تحسن تحليلها ومناقشتها.
• تحدّد قيمه المختلفة وعواطفه البائنة، وأبعاده المستترة.
• تُحسِن التّواصل مشافهة بلغة منسجمة صحيحة، وتنتج نصوصًا متشابهة معه نمطًا ومضمونًا.
السند:
خَرَجْتَ منَ الشَّركَةِ مَنهْوُكَ القوَى، كُنتَ تَرَى بَعْضَ رِفَاقِكَ وَهُم يَرْكَبُونَ سَيَّاراتِهم وأنتَ لا تملكُ سيّارةً.. ضَغَطْتَ على الجَرِيدَةِ الّتِي كَانَتْ مَلْفُوفَةً بينَ يَديكَ بِشِدَّةٍ.. تقدمْتَ خُطواتٍ..
أَشَارَ إليكَ أَحَدُهُم مِنْ نَافِذَةِ السَيَّارةِ مُوَدِّعًا.. رَدَدْتَ عليهِ فِي بُرُودَةٍ، وتَقَدَّمْتَ جِهَةَ الحَافِلَةِ..أَكْوَامٌ مِنَ البَشَر وأَكْوامٌ... رَمَيْتَ بِثقَلِ نَفْسِكَ وَجِسْمِكَ وَسطَ الجَمِيعِ مُحَاوِلًا بُلُوغَ هَدَفِكَ المنْشُودِ.. النَّاسُ يتخبَّطُونَ، طلبةٌ، طالباتٌ، عُمّلٌ، انتهازيُّونَ.. السَّائِقُ يَغْلِقُ البَابَ: )لن يَصْعَدَ أحَدٌ حَتَّى يأَذْنَ لَهُ أبَوُهُ( يلُقِي عَليكُم خُطبْةً فِي الأدَبِ وأخُرَىفيأدَبِ الرُّكوُبِ، وَأخُرىفيالْمُقَارَنَةِ بينَكُم أنتم العَرَبُ وشَعْب فِرَنْسَا،.. تَأْتِي الشُّرطَةُ تُنَظِّمُ السَّيْر وِفْقَ إِرَادَتِهَا، لِتَجْعَلَهُ أَخِيرًا يَدْخُلُ قَطْرَةً، قَطْرَةً إلى دَاخِلِ الحَافِلَةِ بِتَأَنٍّ.. طَأْطَأْتَ رَأْسَكَ مِنْ فَرطِ الغَضَبِ والفَشَلِ..
تَتَحَرَّكُ الحافِلَةُ بِبُطءٍ شَدِيدٍ، إِطَارُهَا يَبْدُو مُلاَمِسًا لِلْأرْضِ لِثِقْلِ مَا احْتَوَتْ.. تُوَاصِلُ السَّيْر كُنْتَ تُرَاقِبُهَا وَهِيَ تَتهَادَى إلِى أن غَابَتْ عَنْ عَيْنَيْكَ.. ثَبُتَفيمَكَانِكَ وَلَمْ تُحَرِّكَ سَاكِنًا..السِّيَّارَاتُ تُمرُّ أَمَامَكَ مِنْ شَتَّى الأَنْوَاعِ...
بَقيتَ هُنَاكَ، تَأْتِي حَافِلَةٌ أُخْرَى.. تَعْقِدُ العَزْمَ عَلَى الصُّعُودِ مَهْمَا كَلَّفَكَ ذَلِكَ.. تَدْخُلُ الحَلَبَةَ ثَانِيَّةً تَقْذِفُكَ الأَمْوَاجُ المُتَلاَطِمَةُ إلى بَعِيدٍ.. تَكْتَظُّ الحَافِلَةُ.. تُقْلِعُ.. تَقِفُ حَزِينًا كَئِيبًا.. أَضْوَاءُ المَدِينَةِ تَشْتَعِلُ.. لَمْ يَبْقَ أَمَامَكَ غَيْرالحَلِّ الأَخِيرِ.. تُعِيدُ أَدْرَاجَكَ إلى مَوْقِفِ سِيّارَاتِ الأُجْرَةِ،
تُحَاوِلُ مَعَ أَحَدِهِم.. تَحْتَجُّ عَلَى اْلمَبْلَغِ.. يُذَكِّرُكَ بِأَنَّ اْلوَقْتَ لَيْلٌ.. تَصْعَدُ السِّيَارَةَ كَارِهًا.. تُحَاوِلُ إلىا تَسْمَعَ حَدِيثَهُ عَنْ قِطَعِ الغيَارِ وَالعَجَلاَتِ.. وَفَسَادِ الطُّرُقِ.. و.. وتتوقف السّيَارَةُ.. تُعْطِيهِ اْلمَبْلَغَ.. يُصَبِّحُكَ عَلَ خَيْر.. تُتَمْتِمُ بشَفَتَيْكَ، صَوْتٌ غَيْر مَفْهُومٍ، رُبَّما تَشْتُمُ أَوْ تَرُدُّ التَّحِيَّةَ.
يوسف شاوش بتصرّف - من المجموعة القصصية (الضيق)
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص119
أفهم النّصّ:
ما هو الموضوع الّذي يعالجه الكاتبُ في هذا النَّصِّ ؟
اِسْتَخْرِج من النَّصِّ بعضَ العباراتِ الّتِي تدلُّ على مُعَانَاة بَطَلِ القِصَّة.
هَلْ اسْتَطَاع البَطَلُ أن يَرْكَبَ في الحافِلَة لِيَعُودَ إلى بَيْتِه ؟ لِ مَذا ؟
لماذا يَكَادُ إِطَار الحَافِلة يُلاَمِس الأرضَ وهي تَسِير ؟
ما هي الوَسِيلة الّتِي لَجَأَ إليها الكاتبُ أخيرًا ليعود إلى بيته ؟
حدِّدْ من النَّصِّ: المُقَدّمَة، العَرْض، والخَاتَِة.
أعودُ إلى قاموسي:
أفهمُ كلماتي:
مَنْهُوك: مُتْعب. أكْوام: جَمَعَات، كوَّم ال اُّرب تكْويمًا جَمَعه، وجعله كُوَمًا.
انتهازيُّون: من تناهز الفرصة: اِبْتَدَر لاغْتِنَامِها. كذلك، انتهز والمعنى اغْتَنَمَ
وانتهض مبادرًا كي لا تفوته الفرصة. شتّى: لف.
أَ شْرحُ كَلِمَاتِي:
تَتَهَادى. تعقد العزم.