مُعَانَاة «جَانْ فَالْجَان »
تستمع اليوم لنصّ ذي طابع اجتماعي أخلاقي من نصوص الكاتب الفرني
الشّهير »فيكتور هيجو » عنوانه «معاناة جان فالجان »
من قصّته العالمية الرّائعة )البائسون(.
أحسن الإصغاء والاستماع ل :
• تفهم فكرته العامّة الخفّية، تتفاعل معها وتتأثّر، تستطيع تحليلها ومناقشتها.
• تحدّد أهمّ قيمه وعواطفه.
• تُجيدَ التّواصل مشافهة بلغة سليمة منسجمة، وتنتج نصوصا من النّمط نفسِهِ والمضمون.
السند:
وأخيرًا وصلَ «جان فالجان » إلى بابِ السِّجنِ. وكانتَ سِلسْلةٌ حَدِيدِيةَّ تتدلّى منَ الباَبِ مَشْدُودَةٌ إلى جَرَسٍ، فأَمَسَك بهِا وَقرَعَ. وفتُحِتْ نافذةُ البابِ، وقال «جان فالجان » وهو يرفعُ قُلنُسوَتهَ احْتِرامًا: « سيدّي السّجّان !! هل لكَ أن تفتحَ البابَ وتسمحَ لي بالمبيتِ هُناَ هذهِ الليّلةَ ؟ « فأجابَ صَوْتٌ: «السّجنُ ليسَ فنُدقاً ! افِعلْ ما يحمِلُ الشُّرطةَ علَى اعْتقِالكِ؛ وعِندْئذِ نفتحَ لكَ ! .»
وأوصِدَت نافذةُ البابِ، ووَاصلَ اللَّيلُ هبوطَه، وهبّتْ ريحُ الأَلْبِ القارسة. وعلى ضَوْءِ النّهارِ المُحتضَر لَمَح «جان فالجان » شِبْهَ كُوخٍ مَبْنِيٍّ من اللّبنِ، ودَنَا من الكُوخِ، كَانَ بَابُه مُجَرّدَ فَتْحَةٍ ضَيِّقةٍ شَدِيدَة الانخِفَاضِ، وكانَ هو أشبهَ شَيءٍ بِتِلْكَ الأكواخِ الّتي يُقيمُها مُعَبِّدُو الطّرُقِ لِأغراضِهِم المُؤَقّتة. ولَقَدْ ظنَّ الرّجلُ الغريبُ من غَيْر شَكِّ، أنّه كان في الواقِعِ مَأْوَى مُعَبدِّي الطّرقِ. وكان يُقاسِي ألمَ البردِ والجوعِ معاً، ولقد أذْعنَ للجوعِ واحْتَمَلَه ولَكِنْ هَهُنَا وِقَايةٌ من البَردِ على الأقلّ. ولقد جَرَتِ العادةُ أن يَكُون هذا الضّْربُ من الأكواخِ غيرَ آهلٍ في أثناءِ اللَّيل.فانْطَرحَ على الأرضِ وزَحَفَ إلى الكوخ. كان الجوُّ دافئاً هناكَ، ولقد وَجَدَ ثمّةَ فِراشاً جيّداً من قشِّ، واسْتَراحَ على هذا الفراشِ لحظةً عجزَ خلالها على أن يأتيَ بحركةٍ لشدّةِ ما ألمَّ به من الإِعْيَاء... وفَجْأةَ طرقَ سمْعَهُ نباحُ ضارٍ، فرفعَ عينيْه، فإذا به يَرَى عندَ وَصِيدِ الكُوخِ كَلْبًا ضخمَ الرّأسِ والعُنُقِ. كان ذلك المكانُ وِجارَ كَلْبٍ !
وكان هو نفسُه شديدَ البأسِ راعِبا؛ فَشَهَرَ عَصَاهُ، وغادرَ الوِجارَ على خَيْر ما كَان في وُسْعِه أن يفعلَ ومرّة أخرى ألفَى نفسَه طَرِيدًا حتّى من الفِرَاشِ القشِّيّ الّذي وقَعَ عليهِ في ذلكَ الوِجارِ الحقيرِ ! ثمَّ إنّه طَرحَ نفْسَه – ولا نقولُ جَلَسَ – على حَجَرٍ، وقال بينَهُ وبينَ نَفْسَه :«أنا لسْتُ حتّى كلبًا ! »
فيكتور هيجو (البؤساء) - ت. حافظ إبراهيم
دليل الأستاذ للسنة الأولى من التعليم المتوسط ص121
أفهم النّصّ:
لماذا قصد «جان فالجان » بابَ السّجن ؟
أين قَضَ «جان فالجان » ليلته حتى طلوعَ النَّهارِ ؟
ممَّ كان يعاني «جان فالجان » وهو يَدْنُو من الكُوخِ ؟
ماذا وجد داخل الكوخ ؟ وماذا أراد أن يفعل ؟ ولماذا ؟
بمن تفاجأ وهو داخل الكوخ ؟
أين ذهب «جان فالجان » بعد مُغَادَرَتِه الوِجار؟ وبِمَ خاطب نفسه .
أعودُ إلى قاموسي:
أفهمُ كلماتي:
قُلنسوة: نوع من ملابس الرأس. ج: قَلاَنس وقَلاَنيس. القارسة: الشديدة الرودة.لمح: رأى. لأغراضهم: لحاجاتهم. مَأْوى: ملْجأ. أُذْعِنَ: خضعَ. الرّب: النوع. ثمّة:هناك. الوَصِيد: العتبة: فِنَاءُ الدّار. وِجَار: جحر. وُسعه: مقدرته. ألْفَى: وَجَدَ.
أَ شْرحُ كَلِمَاتِي:
المُحْتَضََ. أهل. ضَارٍّ.