يغلف العضلات والأعصاب والأوعية في غلاف ونسيج لين يصلها ببعضها البعض ويحميها من التقصف والتمزق.
يحفظ للعين حرارتها ويدفعها للأمام فيحسن رونقها وتتسع فتحتها.
دور العضلات والمحفظة:
تقوم العضلات بتحريك مقلة العين... هذه هي وظيفتها الأساسية. بجانب ذلك تكون طبقة خارجية تشارك في تغليف وحماية المقلة من الأذى الخارجي. ولا شك أن سرعة حركة المقلة عامل مهم في تجنب آثار الضربات السريعة ـ لاسيما للجزء الشفاف منها ألا وهو القرنية.
ظاهر بيل Bell's Phenomenon :
تحدث هذه الظاهرة عند محاولة فتح الجفون غصبًا أثناء النوم أو في حالات توقع الخطر أو عند الفحص ووضع القطرات... حيث تتجه العيون إلى أعلى وتختفي القرنية خلف الجفن العلوي وربما تحت السطح العلوي للحجاج.
هذا كله دليل قاطع على مدى مشاركة العضلات العينية في توجيه المقلة إلى المكان الآمن الذي لا يجيء منه الضرر.
محفظة تانون:
هي اللباس الداخلي للمقلة والقميص ذو الأكمام للعضلات غلف الجميع في ثوب واحد فسهل حركتهم وقلل من احتكاكاتهم Friction فحفظ طرواتهم ولدانتهم.
دور الصلبة Sclera
يبرز دور الصلبة في حماية العين من خلال:
تكوينها المتين وطريقة ترتيب أليافها في طبقات متقاطعة وليست متوازية.. ولا يمكن فصلها عن بعضها بسهولة.
غير قابلة للمط أي جامدة Rigid.
عدم شفافيتها وعدم سماحها للضوء من النفاذ خلالها.
ويمكن تلخيص الجهاز الحامي ( الواقي ) للعين فيما يلي:
( 1 ) الشقة الأمامية: أ ـ الجفون ب ـ الجهاز الدمعي.
جـ ـ القرنية د ـ القزحية.
( 2 ) الأجزاء الخلفية:
أ ـ المحجر ( الحجاج ). ب ـ الغشاء الدهن خلف المقلة
جـ ـ العضلات والأغشية د ـ الصلبة.
شفافية العين:
لما كانت العين هي الكرة السحرية والنافذة التي يطل منها الجسد على العالم، فإن الله ـ عز وجل ـ قد حباها بجهاز حساس دقيق يقيها غوائل الزمن من هجير وريح وضوء وغبار وإشعاع وهوام وصد وضرب في يقظة أو نوم.
لكي تقوم العين بوظيفتها على الدرجة الأكمل... فينبغي أن تكون مزودة بالآتي:
أوساط شفافة Transparent Media وهى القرنية ـ العدسة ـ السائل المائي ـ الجسم الزجاجي ـ الشبكية.
أعصاب دقيقة الحس Perfect Sensory System
جهاز حركي متوازن Balanced Oculomotor System
ضغط معتدل متوازن بين السوائل الداخلة والمنصرفة.
Normal Intra ـ Ocular Pressue
خطوط بصرية سليمة Intact Visual Pathway
مراكز بصرية عاملة Acting Visual Centres.
ولكي تعم الفائدة... فسنقتصر في حديثنا على نقطة واحدة وهى النقطة الأولى الخاصة بــ( شفافية العين ) … وتشمل الحديث على القرنية السائل الزجاجي ـ العدسة ـ الجسم الزجاجي والشبكية.
وهى حصيلة العوامل التالية:
العوامل التكوينية:
1 ـ تكوين القرنية من رقاقات أليافها مصففة بطريقة متوازنة بلا تقاطع أو ميل. وفى طبقات متعامدة بعضها مع بعض، هذا يؤدى بدوره إلى أن الأشعة الضوئية تستطيع النفاذ دون انعكاس أو تفرق. أي أن القرنية ليس لها أي تأثير انكساري ضوئي فتظهر شفافة لا لون لها.
ومن ثم فإن أي عامل يؤدى إلى صف هذه الخلايا والألياف بطريقة غير متوازية في طبقات مائلة وغير منظمة يجعل سطحها يفقد شفافيته ويصبح معتمًا... ويظهر ذلك جليًا في حالات قرح القرنية المندملة.
2 ـ خلوها من الأوعية الدموية. حيث إن وجودها يؤدى إلى إعتام القرنية
3 ـ خلوها من الخلايا.
العوامل الوظيفية:
1 ـ وجود ضغط معين متوازن ثابت واقع على أنسجتها، لو اختل بالزيادة أو النقص لانعدمت الشفافية.
2 ـ سلامة وتكامل الأغشية الطلائية الخارجية Epithelium والداخلية Endothelium فلو حدث أي خلل بهما سواء إصابة أو مرض.. فإن القرنية تعانى من الإعتام، وذلك لفشل عاملين مهمين هما:
عامل الوقاية المسئول عن منع السوائل من النفاذ إلى قلبها وصلب جسدها.
عامل الوظيفة التنفيذية الذي تتميز به هذه الأنسجة والذي بمقتضاه تحدث عملية تنفسية نشطة تؤدى إلى ضخ الماء الزائد خارج القرنية بحيث تكون القرنية دائماَ في حالة نشف dehydration
العوامل الإعاشية:
نجد القرنية نتيجة لاضطراب إعاشى إما موضعيًا أو كليًا.
الاضطراب الموضعي:
كما في حالات الضمور الهلامي، والذي ينتج عنه عتامة دائرية تظهر في الشيوخ المسنين فوق الخمسين، وقد يظهر أحيانًا في الشباب .
الضمور الدهنوى... وهو يظهر بين طبقات القرنية السطحية على هيئة مخروطية ويكون لون العتامة مصفرًا لترسيب خلايا دهنية بها.
الاضطراب الكلى:
يحدث نتيجة لترسب السكاكر الرغوية بها.
ترسب بعض الأحماض الأمينية السستينية Cysteine كما في الحالات الخلقية المسماة مركب فانسونى Fanconi
ترسب أملاح الكالسيوم.
شفافية السائل المائي:
والسائل المائي كما يدل عليه اسمه مائي التكوين أي لا لون له، وبذلك يكتسب خاصية الشفافية، ويقوم بالمشاركة في السماح بمرور الضوء إلى داخل العين، وإذا تغير هذا التكوين. فإن خاصية الشفافية تفقد، وهذا يتأتى في حالات مرضية عديدة:
وجود دم بالخزانة الأمامية نتيجة إصابة أو التهاب العين أو مرض دموي.
وجود أجسام غريبة بالخزانة الأمامية. مثل أي جسم خارجي غريب أو انزلاق عدسة معتمة بها.
تغيير في تكوين السائل المائي نتيجة لتمدد وتسيب الأوعية الدموية بالقزحية والجسم الهدبي والذي على أثره يصبح السائل المائي سميكًا، ويحتوى على مزيد من الزلاليات تماثل تلك التي توجد في مصل البلازما.
شفافية العدسة:
عدسة العين في شكل حبة الترمس، ولها غلاف مطاط، وتتكون من محفظة Capsule وقرطاسية Cortex ونواة Nucleus وكل هذه المكونات أوساطها شفافة لإمرار الضوء، وتعتمد العدسة في اكتساب شفافيتها على العوامل التالية:
عوامل بنائية:
وجود غشاء طلائي متماسك صحيح.
عدم وجود أوعية دموية أو خلايا ذات أنوية داخليًا.
تصفيف الخلايا العدسية في نظام متوازي متقوس بحيث تتقابل أطرافها في رتوق ثلاثية الشكل.
عوامل إعاشية:
وجود جهاز تنفسي داخلي لأنسجتها يعتمد على وجود خمائر ومصاحبات منشطة للخمائر مثل مركبات السيتوكروم. والجلوتاثيون وفيتامين أ وأملاح الكالسيوم.
عوامل الشفافية بالشبكية:
نسيج الشبكية نسيج شفاف تام الشفافية، ولذلك فإن لون قاع العين الذي تراه مكتسبًا اللون الأحمر إنما هو في الحقيقة يمثل الأوعية الدموية الموجودة بالمشيمية Choroid وما بها من دماء ترى من خلال الشبكية الشفافة.
وسرعة الإعاشة ,,,,bolic Rate في الشبكية عالية جدًا، لذلك فإن أي عامل يؤدى إلى إنقاصها إنما يؤدى إلى ضمورها ووكفها. وإذا حدث ذلك فإن شفافيتها تختل وتعتريها التغيرات اللونية وتختل مكوناتها العصبية وينتج عنها ترسبات هلامية... وكل هذه التغيرات تفقدها شفافيتها فتعتم في المكان المصاب ويظهر ذلك جليًا في حالات الانفصال الشبكي.
وتستمد الشبكية مددها الدموي من الشريان المركزي الشبكي وكذلك من الشعيرات المشيمية، ومن هنا تجئ أهمية هذين المصدرين في العمل على حيوية وإعاشة الشبكية.
لذلك فإن من أهم أسباب ضمور وإعتام الشبكية:
تجلط أو انسداد في الشريان المركزي الشبكي Central retinal artery
الانفصال الشبكي بأنواعه الأولى والثانوية.
تسمم الشبكية من مرض عام أو سبب خارجي.
تيبس في شرايين المشيمية الشعرية Chorio capillaries
بهذه الشفافية التي وهبها الله تعالى لعيوننا فإنها تستطيع أن تقوم بوظائفها التي من أهمها أنها تقوم بعمل النافذة التي منها يستطيع الجسم أن يطل على العالم الخارجي... كل من يريد أن يفحص داخل الجسم فما عليه إلا أن ينظر إلى العين... وصدق من قال ( العين مرآة الجسم ).
فلتكن لنا مع أنفسنا وقفات ووقفات نتأمل فيها ونبحث عن كوامن وأسرار خلق الله للإنسان لنقف خاشعين خاضعين متذللين للخالق ـ جل شأنه ـ نقر بوحدانيته ونذعن له بالاستسلام والطاعة، فالله سبحانه لم يخلق أي عضو ـ في أجسامنا ـ إلا بإحكام وتقدير لكي يلاءم طبيعة وظيفته. فسبحان المبدع الخالق جل شأنه.
وصدق الله العظيم القائل:
(إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) ( القمر: 49 )
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ( الذاريات: 21 )