الهرم الأكبر - بين عبث السحرة - أوهام العلماء

الهرم الأكبر - بين عبث السحرة - أوهام العلماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يسترع أثر ما إنتباه العلماء والسحرة بقدر ما كان من الهرم الأكبر
فقد وضع فى الهرم الأكبر العشرات والعشرات من النظريات والتى إخترت إحداها لتكون موضوع هذه المقالة
أتمنى أن تنال إعجابكم


فى ديسمبر عام 2001 صدر كتاب باسم (نبوءة كوكبة الجبار)..كتبه باتريك جيريل وجينو راتينكس..
وصدر كتاب آخر بعنوان (نبوءات المايا) بعدها...استنتج كاتبه أن نهاية العالم ستكون سنة 2012 ( والمعنى المقصود هو نهاية الحقبة الكونية الحالية)
ويرى الكاتب أن هذه النهاية ستكون نتيجة تغير المجال المغناطيسى للشمس...والذى سيؤدى بدوره فى إضطراب شديد للأرض...وطبقا للكتاب فالمايا كانوا يعلمون ذلك!
وكانت كتبت كتب عدة فى هذا الموضوع فى الثمانينات أشهرها (حراس العبقرية)...لكاتبيه روبرت بوفال....وهانكوك
سوف نناقش فى هذا البحث هذه المسألة ومدى صحتها وخطأها.


تسابق الإعتدالين

جميعنا يعرف أن النجم المركزى فى القبة السماوية حاليا هو النجم القطبى فى كوكبة الدب الأصغر..

ونظرا لميل محور الأرض ولمدارها البيضاوى ولتأثير المد الجذبى للشمس وبقية الأجرام السماوية فإن النجم المركزى فى السماء يتغير فى دورة منتظمة مدتها تقريبا 26 ألف سنة!!
وفى حقيقة الأمر فالقبة السماوية تتحرك بشكل ثابت حول مركز يقع لاقرب من النجم القطبى...والنجم المركزى يتغير بين نجم النسر الواقع فى كوكبة القيثارة..والنجم ثوبان فى كوكبة التنين والنجم القطبى الحالى.




- فى كتابه تنبأ بوفال أن نهاية قارة أطلنطلس كانت فيما يعرف فلكيا باسم عصر الأسد
حيث فنت القارة واستقر أهلها بمصر...والأهرامات الثلاثة ومعها تمثال أبو الهول من بقايا هذه الحقبة منذ نحو 10500 سنة
- كان بوفال على قناعة تامة بأن هناك علاقة شديدة بين كوكبة الجبار والأهرامات الثلاثة بالجيزة!!....فقد لفت نظره التمثال المذهل بينهم كما فى هذه الصورة:





نرى فى الثلاث صور العليا ذلك التناظر المذهل بين شكل الأهرامات الثلاثة..والنجوم الثلاثة فى كوكبة الجبار التى تمثل حزام الجبار!

بل والأعجب من ذلك أن بوفال بواسطة بعض البرامج الفلكية حسب أنه منذ نحو 10500 سنة...عرف هذا العصر باسم عصر الأسد
حيث كانت الشمس تشرق فى نفس الوقت الذى تشرق فيه كوكبة الأسد فى الإعتدال الخريفى!

وبدا لبوفال تشابه آخر مذهل!
فكوكبة الجبار كانت أمام ذراع الجبار لمجرة درب اللبانة...
أيضا الأهرامات الثلاثة أمام مجرى النيل الذى يمثل درب اللبانة!!
على الجانب الآخر من ذراع الجبار يقبع برج الأسد فى مواجهة كوكبة الجبار..
إن تمثال أبو الهول أتخذ شكل رجل له جسم أسد!!

والأغرب أن بوفال عندما رسم على ورقة الدوائر التى تحدد قاعدة كل هرم..ثم رسم الأقواس المماسة للدوائر الثلاث...إلتقى القوسين فى نقطتين....

النقطة العلوية كانت هى المناظرة لسديم السرطان فى برج الثور!
والنقطة السفلية كانت مماثلة لسوبرنوفا فيلا...الذى خلف سديم مكانه!
فبدا لبوفال أن الأهرامات هى مشروع فلكى معمارى يحمل رسالة تحذيرية لأهل الأرض!

وقد توضح المخططات التالية فكرة بوفال:



لقد كانت فكرة بوفال عجيبة جدا...ولكن على غرابتها فقد كان لعلماء الفلك العديد من الأسباب لرفضها منها:
1- كان من المفترض أن يقع تمثال أبو الهول فى الضفة الآخرى من نهر النيل! حتى يتم التماثل!
2- معروف أن نجوم حزام الجوزاء الثلاثة على نفس الدرجة تقريبا من البريق...ولو اعتبرنا الأهرامات تماثلها إذن لابد أن حجم كل هرم يماثل بريق كل نجم...ولم يكن من أسباب وجيهة لسر ضخامة الهرم الأكبر عن نظيريه!
3- القوس الناشئ عن ميل الأهرامات الثلاثة يبدو عكس ميل نجوم حزام الصياد..وكأنما كان وضع كوكبة الجبار مقلوبا!
4- لم يكن هناك من دليل أثرى دامغ أن الأهرامات بنيت فى التاريخ الذى حدده بوفال!


فى كتاب (نبوءة كوكبة الجبار) شعر الكاتب باتريك جيريل أن الدليل على صحة نظرية بوفال قد يكون على اللوحة الشاذة لدائرة البروج السماوية فى معبد دندرة بقنا فى مصر!

ففى اللوحة الأبراج متحركة قليلا عن مواضعها...وبرج الجوزاء وكوكبة الصياد يبدوان معكوسين فى مواضعهما..وكأنما تدور الأرض فى عكس إتجاه دورانها الحالى


هذه اللوحة كانت قد حيرت العديد من علماء الآثار والفلك ولكن جيريل كان يرى فى هذه اللوحة إشارة واضحة لكارثة حدثت فى السماء قبل ذلك أنهت قارة أطلنطس!!
وشعر أيضا أن فيها إشارة لكيفية حساب نهاية الدورة الكونية الحالية!
************************************************** ********************

كان قد قام بترجمة (كتاب الموتى) الفرعونى للفرنسية العالم ألبرت سولسمان....وتنبأ مع آخرين أن نهاية الدورة الحالية مذكورة فى كتاب الموتى وفى التقويم المصرى عند نهاية عام 2012 ....وشارك فى هذا العمل العديد من العلماء من بلجيكا وفرنسا ومنهم عالم الفلك جينو راتينكس البلجيكى

ولكن البعض رأى أن النص الإنجليزى الأصلى لكتاب الموتى الذى ترجمه عالم المصريات الإنجليزى (واليس بدج)....فيه إختلافات كثيرة عن الترجمة الفرنسية!!
************************************************** ***********************
إزاحة القطب الشمالى عام 9792 قبل الميلاد
فى الفصل 17 من كتاب الموتى الفرعونى...عانت الأرض من إزاحة قطب السماء...حيث تغير موقع الشمس فى السماء...وكان لأوزوريس (كوكبة الجبار) دور فى ذلك...

ورأى مترجم النص سولسمان أن الذى حدث هو تغير فى محور دوران الأرض..مما أدى لتصدعات فى القشرة الأرضية أدت لزلازل وكوارث....وهذا التغير فى الدوران هو تفسير للوحة معبد دندرة المعكوسة!
وقد حسب سولوسمان هذه الكارثة العظمى فى 27 يوليو من عام 9792 قبل الميلاد...وهى البداية الفعلية لعصر الأسد!!

عالم الفلك جينو راتنكس قام بواسطة برنامج فلكى اسمه SKYGLOBE بعمل تحريك لحركة القبة السماوية ليرى كيف كان بالظبط شكلها فى هذا اليوم.....ثم قام بإجراء محاكاة أخرى فى المستقبل....ووجد أن أقرب يوم ستكون فيه القبة السماوية بنفس الشكل ...هو الموافق 21-22 ديسمبر 2012 م!!...............بل وعندما سار فى إتجاه زمنى للماضى...وجد أن القبة كان لها نفس الإحداثيات فى آخر عام 3114 قبل الميلاد!!
أى أنه سوف تحدث 3 كوارث كونية متماثلة فى 12 ألف سنة!!!
وأن آخر كارثة كونية على الأرض كانت عام 3114 قبل الميلاد!.....والذى سبقه كارثة آخرى عام 9792 قد تكون الطوفان العظيم!!

والغريب أن العام 3114 قبل الميلاد....هو نفس العام الذى بدأ فيه تقويم المايا؟!!.....ترى لماذا بدأ المايا تحديدا تقويمهم بهذه السنة!!...........ألإنها نهاية حقبة كونية وبداية حقبة أخرى تغير موضع الشمس فيها فى السماء!.........ربما!

وقام سولسمان بتأليف كتاب عن أطلانتيس ذكر فيه أن أهل هذه القارة عرفوا بوقوع الكارثة قبل 200 عام من حدوثها....
وذلك لأنهم حسبوا حدوث كارثتين عامى 21312 و29808 قبل الميلاد!!!!!!!!!!!!!

وفى الحقيقة حسب هذا العالم نحو 7 عصور فلكية...حدث فيها الطوفان 7 مرات فى عمر الأرض!!
وأن حدث 2012 ربما يكون الطوفان رقم 8؟؟؟!!

ولكى يسجل الأطلانتيون ماحدث قاموا أو علموا بقية الأجناس كيفية القيام بمشروعات فلكية معمارية....ومنها أهرامات الجيزة..والمايا...ورسوم النازجكا....بل وأحجار وستنجهاوس أيضا!!!

هذا التخيل العجيب لسولسمان دفع العالم البلجيكى جينو بتصور أكثر غرابة...كما سوف نرى!!

قام العالم الفلكى جينو راتنكس بنفس العمل الذى سبقه إليه بوفال ولكن بصورة أوسع
كما سوف نرى فى المخطط التالى:


هذا مخطط مبسط لكوكبة الجوزاء وأشهر نجومها منكب الجوزاء Betelgeuse
ونجم رجل الجبار (Rigel ) والسيف (Saiph ) ثم نجوم حزام الجبار
النطاق والمنطقة والنالام



ما هذا الذى يفعل الرجل ....إنه يجرى محاكاة كاملة بين صفحة السماء(القبة السماوية)...وخريطة المواقع الأثرية المصرية
وكم كانت النتائج مذهلة!

فالأهرامات الثلاثة لمصر تمثل حزام الجبار(حزام الصياد)
ومعبد دندرة (صاحب اللوحة الشهيرة) يمثل نجم ذنب الدجاجة (ألمع نجم فى صليب برج الدجاجةCygnus )
ومعبد إسنا مطابق لنجم النسر الطائر فى كوكبة القيثارة
وهرم هوارة مطابق لنجم الدبران (التابع) Aldebran ألمع نجم فى كوكبة الثور
ومنطقة هوارة ككل مطابقة للتجمع النجمى الشهير جدا القلائص (Hyades ) وهى أقرب تجمع نجمى مفتوح للأرض على شكل حرف V فى برج الثور.......
هذه المنطقة من هوارة تعرف باسم المتاهة...وقد زارها هيرودت اليونانى....ولكن الكثير من تفاصيلها مغمورة فى رمال الصحراء!

كم كانت مفاجأة للجميع وعلى رأسهم جينو نفسه هذا التناظر الغريب!


خريطة إحداثية فلكية توضح مكان مجموعة القلائص بكوكبة الثور المجاورة لكوكبة الجبار
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الحركة التراجعية للكواكب
من المعروف أن الأرض تدور فى إتجاه عكس عقارب الساعة....أى من الغرب إلى الشرق...
ولذلك حركة النجوم على صفحة السماء من الشرق للغرب بما فيها الشمس والقمر!

ولكن القليل من النجوم من وجهة نظر القدماء أبدى حركة إرتدادية شاذة....فهى تتحرك نحو الغرب أحيانا...ثم ترتد قليلا نحو الشرق...وتعاود حركتها نحو الغرب تارة أخرى!
ومن هذه النجوم ما يقوم بهذه الحركة الإرتدادية (التراجعية) مرة أو أكثر فى العام

ولهذا أطلق عليها القدماء الكواكب السيارة....وهى الكواكب التى نعرفها اليوم....
ويمكن تفسير هذه الحركة الإرتدادية بهذه الصورة المبسطة:

كما نرى من الصورة يتغير الموقع لكوكب عطارد فى السماء ويبدو كأنه دار بشكل زجزاج حلقى نتيجة لإختلاف موقعه النسبى بالنسبة للمراقب على الأرض
هذه الحركات معروفة جيدا لعلماء الفلك....بل حتى لفلكى اليونان ومصر القدماء!!
وهذه صورة مبسطة توضح الحركات التراجعية لكوكب الزهرة على خلفية الكواكب.

ترى هل لهذه الحركات التراجعية الخاصة بكوكب الزهرة أو غيره علاقة بالموضوع أصلا؟

العالم نيجيل أبيل باى:
للإجابة على هذا السؤال قام هذا العالم بوضع خريطة للسماء وطابقها بخريطة الأهرامات المصرية كما فعل سابقيه...
وبدأ محاولة إستنتاج أى معلومة فلكية جديدة فيها إشارة لحدوث كارثة ما فى 2012 قد يكون تركها الأقدمون!
أو أى شئ مماثل قد يكون له علاقة مثلا بالشعرى اليمانية أو كوكب الزهرة واللذان كان لهما شأن عظيم عند الفراعنة.

وبإستخدام العديد من البرامج الفلكية المتقدمة استنتج العالم هذه العلاقة:

فى فترة عصر الأسد (عندما كانت الشمس وكوكبة الأسد يشرقان معا عند الإعتدال الخريفى)...أيضا كوكب الزهرة كان يرى فوقهم تماما ويتخذ نفس المسار!!
وتستمر هذه الحلقة الإرتدادية 6 أشهر كاملة حتى يصل الزهرة أعلى كوكبة الجبار تماما!!
ثم يعاود مساره الطبيعى كبقية الأجرام السماوية!
هذه الظاهرة تتكرر تقريبا كل 12500 عام.....والحركة التراجعية التالية لكوكب الزهرة والمرتبطة بكوكبتى الجبار والأسد....ستكون نهاية عام 2012!!!!

أترككم مع بعض الصور للتوضيح:

حركة إرتدادية للزهرة فوق كوكبة الجبار


الزهرة تنهى حركتها الإرتدادية فوق كوكبة الجوزاء وتكمل مسارها


مخطط توضيحى للأماكن التى تبدأ فيها الزهرة الحركة التراجعية بمرور السنين
فى 2012 ستبدأها من موقع يقع مباشرة يمين كوكبة الجبار