اشتهر بتقسيط أتعابه على زبائنه من ذوي الدخل المحدود

وكان الساحر المقبوض عليه قد عرف عنه في الأوساط المكية بأنه يعمل على تقسيط أتعابه التي يتقاضها من ضعاف النفوس الذين يأتون إليه للقيام بأعمال السحر والصرف والعطف، لا سيما لذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون توفير المبالغ المالية الكبيرة التي يطلبها منهم.

وتصل أتعاب الساحر التي يتقاضاها في بعض الحالات إلى 12 ألف ريال لكل عمل يقوم به، وحينما يفاوضه زبائنه لأجل تخفيض المبلغ يلجأ إلى تقسيط المبلغ عليهم بدلاً من تخفيضه. 

ومن جهته، أوضح أمس رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن الدعيلج في تصريحات لـ "الوطن" أن الساحر درج على استدراج زبائنه وإغوائهم بهذه الأعمال المضللة من خلال تقسيط المبالغ المالية التي كان يتقاضها منهم، حيث عرف بين أوساط مرتاديه بأنه أغلى ساحر في مكة المكرمة.

وأشار الشيخ الدعيلج إلى أن التحريات والمعلومات التي تم جمعها عن الساحر أظهرت أنه يتقاضى على أعمال السحر والشعوذة، مبالغ مرتفعة ونظراً لوجود زبائن من فئة الدخل المحدود لا يستطيعون دفع المبلغ دفعة واحدة، فقد أخذ الساحر يقسط المبالغ المالية عليهم على دفعات من خلال توفير خدمة الدفع الميسر، بحيث يقوم في كل جلسة سحر بتقاضي مبلغ من المال لإتمام جزء من العمل السحري.

وقال الدعيلج بعد ورود البلاغ والتأكد من المعلومات عن نشاط الساحر وبعد التحري والمراقبة التامة تبين خطر الساحر وانتشار نشاطه، فتم إعداد خطة لإلقاء القبض عليه متلبساً وهو يمارس هذا العمل المحرم شرعاً والذي يقوم على الشعوذة والدجل واستغلال العامة من ضعاف الإيمان الذين غفلوا عن حرمة الاستعانة بالسحرة. 

ولفت الشيخ الدعيلج إلى أن الهيئة استعانت بأحد المتعاونين والذي قام بعرض مشكلة خاصة له على الساحر لكي يساعده فيها، فطلب الساحر مبلغ 12 ألف ريال أجرة عمله، وعندها تفاوض المتعاون مع الساحر بشأن السعر، فبادره الساحر بإمكانية تقسيط المبلغ على دفعات تدفع في كل جلسة حيث خصص الساحر مراحل لعمل السحر، فتم الاتفاق بينهما على ذلك وتحديد موعد لتنفيذ الجلسة المقبلة من السحر، حيث بادره أعضاء الهيئة بمداهمة مقره والقبض عليه متلبساً أثناء قيامه بأعمال السحر والشعوذة، وقد وجد بحوزته أعمال سحرية وزجاجة تحتوي على مادة سائلة معطرة بها أعشاب و3 قصاصات ورقية مكتوب عليها آيات قرآنية وأدعية ممتهنة متبوعة بعبارات سحرية لكي يستعين بواسطتها بالجن، كما عثر بحوزته على 4 قصاصات صغيرة مكتوب عليها عنوان ساحر في دولة أفريقية، بالإضافة إلى عملة ورقية مكتوب عليها عبارة غرامية، وكذلك بعض أعمال "السحر الجاهز". وقد تمت إحالة الساحر مع المضبوطات إلى الجهة المختصة لإكمال اللازم تمهيداً لمحاكمته.

وحذر الدعيلج أفراد المجتمع من الذهاب للسحرة والمشعوذين الذين يقومون بأكل أموال الناس بالباطل وعدم الانخداع بدعوى جواز حل السحر بسحر مثله عن طريق السحرة وعلى كل مبتلى التوكل على الله وطرق القنوات الشرعية للمحافظة على سلامة عقيدته، منوهاً بسرعة وضرورة إبلاغ مراكز الهيئة أو الجهات الأمنية عن نشاطات من يتورط بمثل هذه الممارسات المشبوهة حفظاً لأمن المجتمع والأسر السعودية.