لا شك ان الشيطان يسلك طرق مختلفة ومتعددة لتعليم الساحر او الكاهن طرق وفنون السحر . او لجلبه إلى وضاعة السحرة والشياطين. والتأمل في قوله تعالى :
{هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}الشعراء 221
فالبداية يجب توفر شروط معينة في الشخص المرشح لمثل هذه المهمة .. وذكرت الآية..( واقتبس من محاضرة للشيخ احمد حطيبة في تفسير الآيات الكريمة : قال سبحانه: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ [الشعراء:221]. والنزول يكون من الأعلى إلى الأسفل، فكأن الشياطين تقدر على المشي وعلى الطيران أيضاً، وتنزل من أعلى إلى أسفل، فهي تطير وتصل إلى المكان الذي يشاء الله عز وجل، وتنزل على صاحبها.
قال الله سبحانه: تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الشعراء:222]، ..هؤلاء تتنزل عليهم الشياطين وتوسوس لهم وتكلمهم بكلام باطل وبأكاذيب..
والإفك هو الحديث الكذب، ورجل أفاك: كثير الكذب شنيعه، فهو الذي يكذب أكاذيب مفضوحة وشنيعة وكبيرة، فالشياطين تنزل على كل إنسان كذاب، و(أَثِيمٍ): هو كثير الإثم.
قال سبحانه: يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء:223]. قوله تعالى: يُلْقُونَ السَّمْعَ [الشعراء:223] صفة لهؤلاء الشياطين يعني: كلام الشياطين أكثره كذب، وقد يكون فيه شيء من الصدق، ولم يجعل الله كل كلامهم كذباً؛ لكي يبتلي العباد انتهى الاقتباس.
اذن التنزل المقصود ان يأتي الشيطان إلى الساحر بعد مقدمات لا مجال لذكرها في هذا الموضع ، فيعرض عليه امر السحر أو الكهانة ، ولا يزال يغريه ويحثه بالترغيب ( بالتمني وتصوير ذلك على اساس من الكرامات ..) او الترهيب(بالإيذاء والتهديد ..) حتى يقبل الإنس فإن قبله استمر الشيطان في النزول عليه وتلقينه
فأصبح ساحرا.
هذا التنزل له صور متعددة نستعرضها هنا للتوضيح والتبيين لنعلم بعد ذلك كيف اصبح فلانا ساحرا او كاهنا منها :
تنزل الشياطين على الساحر على اعتبار انه ملك او مرسل او ولي من عند الله عز وجل. وكم ترى مصابا من المس او السحر او أي اصابة روحية وقد صار يعالج الناس والمصابين وعندما تسأله عن كيفية حدوث ذلك يجيبك بأن هذا الأمر هو من الله سبحانه وتعالى منة؟؟ ثم تراه يحدثك عن أحلام رأها او خيالات رؤيت له او ملوك او غير ذلك من الصور التي تنزلت عليه الشياطين فيها..وعن مطالبهم احيانا>
والحقيقة انما هو الشيطان من جاءه وتلاعب بعقله وخدعه حتى انطلت عليه الحيلة ولقلة في العلم وضحالة في الإيمان زيادة في الشهوة غابت عنه كثير من الحقائق اليقينية التي تمنع الشياطين من التلاعب بأولياء الله، أضف الى ذلك من ان كون مثل هؤلاء تجدهم مع جهلهم وقلة ايمانهم من المنحرفين أو الضالين تجده سخيفا بليدا وصاحب معصية..
وكم من مصاب شكى تعرضه لمثل هذه الأحوال والواجب على المسلم ان يرفض مثل ذلك لأن القبول ما يطلبه الشيطان يدخل الإنسان في الكفر..والرفض يجب ان يكون من اول مرة وقاطع لمن تعر ض مثل ذلك لأن ذلك يؤدي الى يأس الشيطان من الفكرة بذاتها .. فالشيطان ان رأى أصرارا وعزيمة من الأنسي يترك الوسوسة بهذا الباب .. ليأتيه من باب آخر..ونكمل عن طرق وسبل الشياطين في تعليم السحرة والكهان ..
كتبه ابو حذيفه..كان الله في عونه.