شجرة الدر . من هي شجرة الدر؟ . نبذه عن شجرة الدر وحكمها.موتها وحادثة القباقيب
شجرة الدر هى بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أصلها من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب.اشتراها في أيام أبيه، وحظيت عنده، وولدت له ابنه خليلا، فأعتقها وتزوجها، فكانت معه في البلاد الشامية، لما كان مستوليا على الشام، مدة طويلة.ثم لما انتقل إلى مصر وتولى السلطنة..
وهى امرأة ذات طابع خاص جداً.. لا تتكرر كثيراً في التاريخ.. فهي امرأة قوية جداً.. شجاعة.. جريئة.. لها عقل مدبر، وتتمتع بحكمة شديدة.. كما أن لها القدرة على القيادة والإدارة.. وكانت شجر الدرّ ترى في نفسها كل هذه القدرات.. وكانت شديدة الإعجاب بإمكانيتها وبنفسها
تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م). لعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.ويذكر التاريخ أن شجرة الدر وقفت موقفًا رائعًا، تعالت فيه على أحزانها، وقدمت المصالح العليا للبلاد، وأدركت خطورة الموقف العصيب، فأخفت خبر موته، وأمرت بحمل جثته سرًا في سفينة إلى قلعة الروضة بالقاهرة، وأمرت الأطباء أن يدخلوا كل يوم إلى حجرة السلطان كعادتهم، وكانت تُدخل الأدوية والطعام غرفته كما لو كان حيًا، واستمرت الأوراق الرسمية تخرج كل يوم وعليها علامة السلطان.
ما أن جلست شجر الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل أهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه أنتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع (القدّيس لويس، كما يسمّيه قومه)الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.
شجرّ الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسمياً وتزوجت عز الدين أيبك أتابك العسكر وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة زوجها مسئولية الحكم، فخضع هذا الأخير لسيطرتها، فأرغمته على هجر زوجته الأولى أمّ ولده علي وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها،
غير أن أيبك انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، وتخلص من منافسيه في الداخل ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وتمرس بإدارة شوؤن البلاد، وبدأ في اتخاذ خطوات للزواج من ابنة "بدر الدين لؤلؤ" صاحب الموصل. فغضبت شجر الدر لذلك وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب عفوه فانخدع لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقي حتفه هناك في 23 ربيع الأول 655 هـ (1257م).
موتها وحادثة القباقيب الشهيرة
وحاولت شجرة الدر أن تنقل أخبار وفاته إلى الأمراء بأنه مات ميتة طبيعية ولكن أصدقاء أيبك وقفوا على الحقيقة من عبيدها . وكان أولئك الأمراء على درجة كافية من القوة جعلتهم يتهمونها ويسجنونها في البرج الأحمر بالقلعة . وكانت تعرف أنها لن تغادر وهي على قيد الحياة ، ولهذا سحقت في هاون كل عقود لآلئها الثمينة والجواهر الأخرى التي أهداها اليها الملك الصالح فأحالتها إلى ذرات حتى لا يستفيد منها أحد ولا يٌتاح لأى امرأة أخرى أن تتزين بها.وكانت لحظة سقوط الملكة هى اللحظة التي كانت تنتظرها مطلقة أيبك فأرسلت جواريها إلى البرج ليحضرونها إلى المكان التي كانت فيه وهناك قتلتها بقباقيب الحمام الخشبية.
وهكذا ماتت شجرة الدر التي كانت دائماً سيدة وملكة الحريم والتي لم تقوى عليها دسائسه ومؤامراته العادية ، ماتت في النهاية بيد الحريم . ولكن بالرغم من أن مطلقة أيبك قد قتلت جسدها فإنها لم تستطع أن تقتل شهرتها ، ومن الممكن زيارة مقبرتها الفاخرة التي تشبه اللؤلؤة في جمالها بين مقابر المماليك تحت القلعة، وقد تغنى الشعراء العرب بقصة حياتها وإخلاصها لمصر .