Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: الانطلاقة .. بجواز العلاج بالطاقة !! الجمعة 26 مايو - 20:49 | |
| الانطلاقة .. بجواز العلاج بالطاقة !!
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
(( يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون ))
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))
(( يَاأيها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً )) .. [ أ ما بعد ] :
العلوم تنقسم إ‘لى قسمين :
* علوم ذات هوية وخصوصية تعبر عن عقيدة وقيم ورؤية للإنسان والكون والحياة وعلاقتها بالغيب .
* علوم حياتية لا خصوصية لها وليس لها معتقد ولا قيم دينية تنطلق منها ، بل هي علوم تقوم على معطيات عقلية أو تجريبية أو مادية حياتية ، ويمكن توظيفها في أي سياق ديني أو ثقافي أو حضاري فتأخذ معنى لها يتفق مع ذلك السياق ، فإذا جردت من ذلك السياق وعادت إلى أصلها العلمي المجرد أمكن إعادة توظيفها في سياق ديني أو ثقافي أو اجتماعي آخر ، وبالنسبة للمسلمين فيشترط أن يكون من يقوم بعملية النقل والتلقي لها يجمع بين حسن القصد والرسوخ في ذلك العلم الحيادي الوافد والفقه في علوم الشريعة ، وحتى لو لم تتوافر هذه المعاني في شخص واحد واجتمعت في فريق متعاون فيكفي ذلك .
ثم المسائل العلمية تعرض على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ... فإن سلمت من الشرك والإثم أخذنا بها لأن الحق ضالتنا .. ولــ " صدقك وهو كذوب " عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !!
أما أن نأتى بمن هو مجهول الحال والعين ومن لم نجد فى كلامه لاآية ولاحديث ... ليقول لنا " مه " .. فهذا مردود .. رددنا أموراً على جبال من علماء الأمة فكيف لانردها على مقال انشائى ينتصر صاحبه لشىء هو جاهل به .. ويريد الناس أن ينصروه على جهله بها !!
أو فتوى لعالم أفتى بحسب مانقل إليه ولم يقف على جوانب موضوع الفتوى لاسيما أنها موضوعها يتعلق بتخصّص الطب والعلاجات .
والقاعدة " أن من يعلم حجة على من لايعلم " !!
مازال أهل العلم يقبلون ما استفاده البشر من تجارب واكتشافات ، ما دامت نافعة لبني الإنسان ، من غير نكيرٍ بينهم . وهذه العلوم والمكتشفات لا تختص بها أمة عن غيرها ، ولا دين عن غيره ، أما في أمور الدين والاعتقاد فيقال فيها : " إن أحسن الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
والحضارات أو الفكر الوافد من الشرق أو من الغرب لا تأخذ حكماً واحداً ، فهي مفهوم مركب من عناصر عدة ، فلا عجب أن يكون فيها جوانب إيجابية تثمر خيراً ، كما فيها جوانب سلبية تنتج شراً ، وموقف كل مسلم بل كل عاقل ـ أن يأخذ بالخير ، ويرحب به ، ويستفد منه، وأن يتجنب الشر ، ويحذر منه .
ولازال أهل العلم ينقلون عن الأطباء القدماء كجالينيوس وأبقراط صاحب " الطب الكنهوتى " الذى لقب بأبى الطب فى زمانه والذى استطاع أن يفصل الطب عن الفلسفة الدينية والذى ينقل عنه ابن القيم بعض أقواله فى الطب فى كتابه ( الطب النبوى ) .
وبما إن جل الأمراض الروحانية أمراض لاتخضع لأشعة ولاتقهرها تحاليل ولاعقاقير كيميائية ولاتظهر فى أشعة والتعامل معها ليس كتعامل الأطباء مع الأمراض العضوية ، ولو أنفق أحدنا كل ماعنده من مال وجاب الدنيا طولاً وعرضاً قد لايصل إلى حد الرضا عن حاله ومآله من جراء سحر أو مس أو عين ، وبما أن هذه الأمراض ـ كغيرها ـ تصيب الروح ثم تنتقل للجسد ، فلزم علينا دراسة روحاً وجسداً من منظور علمى فى حدود المسموح به من الدين دون أن نشطح بخيالنا ونأتِ بما لم ينزل الله به من سلطان .
قد وجدنا فى الطب القديم كالطب الهندى والصينى فوائد أخضعناها للتجربة والتتبع والاستقراء وأشبعناها تثبتاً وتروياً وعرضناها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذنا بالسمين الذى لايخالف الدين وتركنا الغض وحذرنا منه ، والذي أخذناه منهم جردناه من الفلسفات الشركية والاعتقادات الدينية الهالكة وجعلنا منه نبراساً يضىء لنا مسيرتنا فى حرب الشيطان وحزبه وهذا من باب الجهاد فى سبيل الله تعالى ، فكثير من الناس وجل الرقاة والمعالجين والمصابين يتداووا ويداووا بأمور حسية وبطرق الأصل أنها مباحة ولكن لايعرفون لما نفعت هذه الطريقة ولم تنفع الأخرى ، ولايعرف ليش يضغط على لمعدة فينجح وغيرها لا ؟ وليش يضغط على إصبع القدم يحضر الجنى وغيره لا ؟ وليش يضغط على موضع الحاجبين فيتأثر المصاب ويشعر بحرارة ؟ ولايعرف كيف يدخل الجنى فى الجسد وكيف سيخرج ؟ أو لما تهتز القدم ولماذا الرعشة فى اليد ؟ ولماذا ألم الأصابع ؟ ولماذا هذا استفرغ وذاك لا ؟ ولماذا هذا نطق على لسانه جنى وذاك لا ؟ وكيف نطق ؟ إلى آخر السلسلة الطويلة من الأسئلة التى نحاول أن نجد لها إجابة .
فوجدنا عند الأقدمين معلومات أفادتنا كثيراً فى معرفة هذا أو ذاك والوقوف على موطن العلة وكيفية حدوثها وماهة العلاجات الأنجع والأنفع لها فى وقت كثر فيه المرضى وقل فيه الرقاة وليس معاناة الشعبين السعودى والكويتى وبقية الخليجيين والمغاربة عنا ببعيد !!
البدو في الصحراء وكبار السن في بعض القرى يستخدمون العلاج بالكي وأنهم ينجحون في علاج بعض الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن علاجها ، والغريب أنهم يكوون على مسارات الطاقة الصينية والمناطق الانعكاسية من غير أن يعلمون عنها شيئاً ، كأن يكوون الموضع بين الخنصر والبنصر لمرض أبو صفار وأسفل القدم للروماتيزم ..الخ ، ونجد أن للحجامة أكثر من ثمانين موضع فى الجسد هى ـ تقريباً ـ مواضع طب الإبر الصينية .. فتأمل !!
فالعلاجات قديمة المنشأ حديثة الانتشار كالعلاج بالإبر الصينية والعلاج بالأحجار والعلاج بالروائح الطيبة الزكية والعلاج بالتدليك أو الضغط والتربيت على مواضع معينة هى علاجات أثبت نعفها فى مجال الأمراض العضوية واستفاد منها العالم منذ 1913 وحتى الآن ، وقد اخترعت أجهزة لتصوير وقياس لبعض ماجاءت به هذه العلوم كالهالة أو المجال المغناطيسى للجسد وغيرها ، فأصبح الموضوع علمى بحث ، ودورنا كبحّاث ومعالجين أن نصبغها بصبغة علاجية من نوع آخر وهى تسخيرها فى علاج المس والسحر والعين وإبطال السحر والضغط على العارض ومعرفة زواياه وخباياه وهذا هو المرض الروحانى الذى هو أصل المرض العضوى وهذا مالا تمنعنا منه شريعتنا السمحة إذا كان مستندنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فيجوز للمسلم أن يتداوى بكل شيء إلا ما خصه الدليل بالمنع كالمسكرات ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بمحرم ) رواه أبو داود ، والأدوية غير منحصرة في دواء معين ، فقد جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : ( أحسنهم خلقاً ) ، ثم قال : يا رسول الله أنتداوى ؟ قال : ( تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ) رواه أحمد .
وليس من الصواب الاعتقاد بأن ما ورد في الكتاب والسنة يغني عن الاستفادة من خبرات الأمم السابقة التي لا تتعارض مع أصول الدين الإسلامي ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لقد هممت أن أنهي عن الغيلة ، ولكني نظرت فإذا فارس والروم يغيلون ولا يضر أولادهم ) رواه مسلم .
فقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة الغيلة وترك النهى عن خبرة وتجارب لأمم سابقة من هذه الأمم من كان يعبد النار ولايجعلها تخبت !!
إن العلاج بالطاقة كان يتخذ أسماء عديدة تختلف من بيئة لأخرى ومن حضارة لأخرى، والعرب في عصر الجاهلية لم يكن لديهم هذا المصطلح، بل كان لديهم مصطلح " الرقية " فكان الأطباء وقتها يعالجون مرضاهم بتكرار عبارات محددة يعتقدون أنها تحوي نوعاً من أنواع الطاقة الشفائية . وقد عُرض هذا النوع من أنواع العلاج على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فهل أنكره ؟
لنتأمل هذا الحديث جيداً ، فعن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية . فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: ( اعرضوا على رقاكم . لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك ) [رواه مسلم]، فانظروا معي إلى الرحمة النبوية ، لم ينكر عليهم هذا العلاج ، بل صحح لهم الطريق بإبعادهم عن الشرك بالله تعالى .
ولذلك ينبغي أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا ننكر أي جديد بحجة أنه صادر عن الملحدين، بل نأخذ المفيد والنافع منه، ونترك ما فيه شرك وكفر وإلحاد. أي بدلاً من أن نعتقد أن الطاقة موجودة منذ الأزل وتفيد بذاتها، نقول إن الله هو خالق الطاقة وسخرها كما سخر لنا كل شيء في هذا الكون بل وأمرنا أن نتفكر ونتدبر، يقول تعالى : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [الجاثية: 13].
عن عائشة بنت سعد أن أباها قال : ( تشكيت بمكة شكوى شديدة فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني . قلت : يا نبي الله إني أترك مالا وإني لم أترك إلا بنتا واحدة فأوصي بثلث مالي وأترك الثلث ؟ فقال : لا ! قلت : فأوصي بالنصف وأترك النصف ؟ قال : لا ! قلت : فأوصي بالثلث وأترك الثلثين ؟ قال : الثلث والثلث كثير . ثم وضع يده على جبهته ثم مسح يده على وجهي وبطني ثم قال :" اللهم اشف سعد وأتمم له هجرته " )
( أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 13 ) - برقم ( 5659 ) ، وأبو داوود في سننه - كتاب الجنائز ( 11 ) - برقم ( 3104 ) ، أنظر صحيح أبي داوود 2661 ) .
هل يمنع الإسلام أن نعرف لم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يده على جبهته ثم مسح بها على وجه وبطن المريض ؟
وهل لوجدنا الجواب عند أمة أخرى ؟ نرده بحجة أنه ليس من مسلم ؟
والآن هناك علاج منتشر فى العالم الغربى انتشار الهشيم وهو مايعرف بالعلاج ( باللمسة ) وهذا العلاج قائم على تمرير اليد على بعد سنتيمرات من جسد المريض لدقائق أو وضعها مباشرة ، وللأسف هذا العلاج كان متبعاً عند المسلمين الأوائل وهو علاج نافع ناجع وقد عالج به أهل الطب القديم ، فقد روى مسلم فى صحيحه عن عثمان ابن أبى العاص الثقفى أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده فى جسده منذ أسلم فقال له : ( ضع يدك على الذى تألم من جسدك ، وقل بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ماأجد وأحاذر ) غضضنا الطرف عنه ولم نطبقه وتلقفه الغرب فجعلوا منه معاهد ومدارس لتعليم هذا النوع من العلاج والله المستعان .
و قبل أن أنهى وجودى فى هذا الموضوع أحب أن أضيف بعض الأمور:
1 ) لننظر إلى العلم كعلم وليس إلى البيئة التي نشأ فيها ، لأن العلم نستطيع أسلمته وإضفاء عليه الصبغة الشرعية وتكييفه مع قيمنا وسلوكنا الشرعيين .
ولو سألنا :
ماحكم لعبة الكونغ فو أو الكاراتيه أو التايكواندو ؟
الجواب :
هى رياضات للدفاع عن النفس ولايوجد مايمنع شرعاً من مزاولتها .
فنقول : هى ذات أصول وثنية وإلحادية ولازالت تحيى فى معابد الصين الذى أوصانا الأخ بزيارتها .
ومع ذلك قبلناها لأن فيها جانب مفيد بعد أن حذفنا منها مايضاد عقيدتنا الإسلامية كالإنحناء للخصم قبل وبعد المباراة وهذا لايجوز إلا الله !!
2) الحق يؤخذ ممن كان إذا رأيناه حقاً بغض النظر عمن أخذنا هذا الحق ، وأن نقول أن هذا فيه خير ولو كان كافراً أو من كافر أمر لامحظور فيه .. ففي يوم بدر عندما رأى روس الله صلى الله عليه وسلم عتبة بن ربيعة بين المشركين على جمل أحمر قال: " إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر " !!
3 ) لو تعاملنا بهذا المنظر الحاد فى استقبال العلوم فإننا سنتخلف ـ رغم تخلفنا ـ وسنخسر كثيراً .
فدراسة الذرة والنواة والمعادن والهندسة والتقنية و.. و ... القائمون عليها كفرة ملحدين ومصادرها من كفرة ملحدين ومع ذلك لم نقبل منهم فى الجامعات والمعاهد فى الخارج والداخل إلا العلم الذى نريده ويوافق معتقدنا !!!
4 ) نتمسك بالأثر الشرعي المعروف وهو القاعدة الشرعية " الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها وهو أولى بها " وأضيف على ذلك قول الحق سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ) ، فإذا وجد هذا الشرط القول السديد وتقوى الله سبحانه وتعالى فلا خوف بعد ذلك لأن هذا من صلاح العمل !
5 ) نحن نستخدم هذه العلوم فى باب الطب والأصل فيه الإباحة ولابأس بالرقى مالم تكن شركاً ، فقد كان هناك رقى فى الجاهلية ومع ذلك أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل " لارقى إلا بعد الإسلام " !
6 ) لا حرج عليك في استعمال أي معالجةٍ ما لم يكن فيها شيءٌ محرَّم ، بمعنى أن فنون المعالجات بالطاقة مباحة من حيث الأصل، غير أن هذا لا يمنع من وجود بعض الممارسات المحرَّمة ، وهذا شأن استعمال جميع المباحات، مثال ذلك العلاج بالعقاقير والأدوية فإنه جائز ، غير أنه يحرُم بالنجاسات ، والعلاج بالطاقة شأنه شأن العلاج بالعقاقير .
7 ) من علم حجة على من لايعلم ، فإن جائنى العلم وصدقتنى التجربة وظهر النفع ، فلست بحاجة إلى وصىّ لايعلم ولايريد أن يعلم ولم يجرب ولايريد أن يجرب ولانعنى بهذا اهل العلم المفتين بعدم الجواز .. فهؤلاء أهل الذكر ومشايخنا والذين تعلمنا منهم أن التقليد ليس دائماً محمود بل بعضه مذموم .
8 ) على المعارض أن يُنَظر إلى المضار التي فيها وتقارن بالمصالح .. فإذا كانت المضرة أكثر .. مضرة راجحة فإنه لا عبرة بالمصلحة المرجوحة
نحن نبحث عن مآخذ شرعية فى هذا العلم .. ماهى المآخذ الشرعية ؟ ماهى المضار إذا سلمت من الشرك والكفر والاعتقاد الفاسد ؟
أقوى مايمكن أن يأتى به المنكر ـ الغث فيهم والسمين ـ هو أن هذه العلوم ذات أصول وثنية وشركية !!
أخى الكريم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنى على الانصاف حتى مع الكفرة والفجرة واليهود والنصارى ..
فقد قال يوم الحديبية : (( والله لا تسألني قريش خطة رشد إلا أجبتها إلى ذلك )) وقال في كفار يوم بدر : (( إن يكن في القوم خير ففي صاحب الجمل الأحمر )) يعني عتبة بن ربيعة زعيم الكفار .
إن الحق والعدل والإنصاف هو الذي قامت عليه السماوات والأرض ، بل وانصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم للناقة عندما بركت جنب الحديبية عندما قال الناس : خلعت القصواء قال : ماخلعت وما كان لها بخلق ، ولكن حبسها حابس .
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك تجارب الأمم السابقة ولم يحاربها ولم ينهَ عن الاستفادة منها مادامت خالية من الشرك والوثنية والدعوة إلى غير الله عز وجل ... روى الإمام مسلم : (( لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم )) ..
واعلم أخى الكريم أن ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) والذي أتمناه أن لا يأتي تصور الأمور بشكل سطحي من خلال دورة واحدة أو من خلال محاضرة واحدة أومن خلال كلام أو من قراءة كتاب أو كتابين .
واعلم أن المفتى إذا أفتى إنما يفتى بحسب ماينقل إليه .. ففى باب الشرع والفقه والأصول نحنا عالة عليهم وهم أهل الذكر .. ولكن فى باب الطب والعلاجات فهم رجال ونحن رجال .. وكثير من العلماء وطلبة العلم يطرقون أبوابنا للرقية والعلاج !!
لن ندع حالات بالمئات شفيت فى ساعة أو أقل ومنّ الله عليها بالشفاء وقطع الله دابر السحرة والشياطين من أجل برنامج فى ناتشيونال جيوغرافيك أو داعية قال بالحرمة فى قناة الناس ولم يأتِ بدليل !!
ثم إن منهج الأنبياء هو منهج السماع والاستماع ، وقد أورد القرآن في ثناياه أشنع مقالات المخالفين في أصول الاعتقاد وناقشها ، بينما أقوام الأنبياء الذين ردّوا دعواتهم هم الذين جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا وأستكبروا استكبارا ، وهم الذين قالوا ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) ، أما منهج النبوة فكان يورد ( [color:ee17=rgb(0, 100, 0)]إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) !!
ولا يجوز أن نفهم العلم في الإسلام على أنه يعني فقط بأحكام الدين وآدابه ، وأنه لا شأن للإسلام بالعلوم الكونية أو المادية، فإن مثل هذا الفهم خاطىء، ذلك أن الإسلام جاء شاملا لكافة ضروب النشاط الانساني، ومنها البحث الكوني، وقد أمر الإنسان بتعمير هذا الكون المسخر له، وذلك يعني في نفس الوقت أن الكون المشاهد خاضع لإدراكه وبحثه، وأن ظواهره ليست بالشيء المبهم الغامض الذي لا يفسر !!
لم ينظر المسلمون إلى اعتماد أطباء الإسلام على الطب اليوناني في أول عهدهم على أنه مخالف للدين، بل على العكس من ذلك رأوا أنه من الطبيعي أن يأخذ اللاحق عن السابق حتى لو كان السابق مخالفاً لملة الإسلام، وقد بين لنا ابن رشد ذلك قائلاً :
(( فبين أنه يجب علينا أن نستعين على ما نحن بسبيله بما قاله من تقدمنا في ذلك، وسواء كان ذلك الغير مشاركا لنا أو غير مشارك في الملة، فإن الالة (السكين) التي تصح بها التذكية (الذبح الشرعي) ليس يعتبر في صحة التذكية بها كونها آلة لمشارك لنا في الملة أو غير مشارك إذا كانت فيها شروط الصحة. وأعنى بغير المشارك من نظر في هذه الأشياء من القدماء قبل ملة الإسلام (يشير هنا إلى فلاسفة اليونان). اذا كان الأمر هكذا، وكان كل ما يحتاج إليه من النظر في أمر المقاييس العقلية قد فحص عنه القدماء أتم فحص (يشيرهنا إلى المنطق)، فانه ينبغي ان نضرب بأيدينا الى كتبهم، فننظر فيما قالوه من ذلك، فإن كان كله صوابا قبلناه منهم، وإن كان فيه ما ليس بصواب نبهنا عليه ))
وقول للمعارض ولمن سبقه واللاحق بعده .. لامخالفات شرعية فى علاجنا بالطاقة .. ومن وجد فى علاجنا شيئاً فالدين النصيحة .. ولكن اطلاق التحذير بالعموم ليس من الدين فى شىء .. والتجربة واستفادة الناس كل يوم فى ازدياد !!
هذا ماكان منى حول هذا الأمر !
والله أسأل أن يجمعنا على موائد العلم النافع والعمل الصالح !!
وكتبه : أبو همام الراقى كان الله له |
|