الكيسة عبارة عن جيب مليء بالسوائل. ولا تحمل الكيسة الموجودة على المبيض في معظم الحالات أي ضرر وتزول تلقائياً. تصاب معظم النساء بها في وقتٍ ما من أعمارهن. ونادراً ما تكون الكيسات سرطانيّة عند النساء الأصغر عمراً من 50 سنة. الكيسات مؤذية أحياناً، لكن ليس دائماً. وغالباً ما يكتشف وجود كيسة عند المرأة هنا أو هناك عند إجراء فحص حوضي. قد نختار مراقبة الكيسة عند المرأة لو كانت في عمر الإنجاب أو قبل سن اليأس، ولم يكن عندها أعراض وكان عندها كيسة مليئة بالسوائل. وقد تحتاج لجراحة لو كانت تعاني من ألم أو كانت في سن اليأس أو إذا لم تزل الكيسة. ويمكن أن تساعد حبوب منع الحمل في الوقاية من تشكل كيساتٍ جديدة. المشكلة الصحيّة التي تتألف من كيسات مبيضيّة هي متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (pcos). وقد يكون عند المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات مستويات مرتفعة من الهرمونات الذكريّة، ودورات حيضيّة غير منتظمة أو غائبة، وكيسات مبيضيّة صغيرة.
مقدمة
الأكياسُ المبيضية حالةٌ نسائية شائعةٌ جداً. والكيس المبيضي هو جيب مملوء بالسائل، يتشكل على المبيض في الجهاز التناسلي للمرأة. يتشكل عند معظم النساء أكياس مبيضية خلال فترة ما من حياتهن. ولحسن الحظ، فإن معظم الأكياس المبيضية حميدة ولا تحتاج إلى أي علاج خاص. تساعد هذه المعلومات الصحية على فهم الأكياس المبيضية وكيفية تشخيصها وعلاجها.
تشريح الأعضاء التناسلية
الأعضاء التناسلية عند المرأة هي:
المبيضان.
قناتا فالوب او البوقان.
الرحم.
المهبل.
تقع الأعضاء التناسلية للمرأة في الحوض، بين المثانة والمستقيم. للمبيضين وظيفتان:
إنتاج هرمونات متخصصة مثل الاستروجين والبروجسترون.
الإباضة، أي تحرير البيوض اللازمة للإنجاب أو التكاثر.
إن الهرمونات التي ينتجها المبيضان ضرورية من أجل انتظام مواعيد الإباضة، كما أنها تهيئ بطانة الرحم لاستقبال البيضة الملقحة واستكمال الحمل. قبل أن تتحرر البيضة يتشكل كيس صغير على المبيض. والكيس هو جيب مملوء بالسائل. بعد تحرر البيضة تهبط إلى الرحم عبر قناة فالوب حيث يمكن أن يتم تلقيحها. وعادة، يزول الكيس الذي يتشكّل على المبيض بعد تحرر البيضة. إذا لم تتلقح البيضة فإنها تطرح مع بطانة الرحم إلى خارج الجسم أثناء الدورة الشهرية. وتتكرر هذه الدورة كل 28 يوماً، طيلة فترة نشاط المبيضين. الرحم عضو على شكل الكمثرى يبلغ طوله نحو سبعة سنتيمتر ويتألف جداره من ثلاثة طبقات. تدعى الطبقة الداخلية من جدار الرحم ببطانة الرحم.
الأسباب
الكيس المبيضي هو جيب نسيجي مليء بالسائل يتشكل على المبيض. يمكن أن يكون الكيس داخل المبيض أو على سطحه الخارجي. قد تفشل بعض الأكياس في تحرير البيضة، وقد تكبر هذه الأكياس حتى يبلغ طول الواحد منها 2- 5 سنتيمتر. وهذه الأكياس تسمى الأكياس الجريبية. وهي تختفي عادة بعد دورتين أو ثلاث دورات شهرية. تسمى بعض الأكياس "أكياس الجسم الأصفر". وهي أكياس تتشكل بعد تحرر البيضة. يمكن أن تتضخم هذه الأكياس لتبلغ عشرة سنتيمتر. لكنها تزول عادة في غضون بضعة أسابيع. هناك أكياس مبيضية ناجمة عن أورام حميدة. والأورام الحميدة هي أورام غير سرطانية لا تغزو النسج الأخرى. ومن أنواعها:
الأكياس الجلدانية.
الأورام البطانية الرحمية.
الأورام الغدية الكيسية.
المبيض المتعدد الأكياس.
تستطيع الخلايا الموجودة في المبيض أن تصنع الشعر والأسنان وغير ذلك من النسج المتنامية التي تصبح جزءاً من الكيس المبيضي المتشكل. يعرف هذا النوع من الأكياس المبيضية بالأكياس الجلدانية. يمكن أن تصبح هذه الأكياس كبيرة الحجم وأن تسبب الألم. تتشكل الأورام البطانية الرحمية عند النساء المصابات بمرض يدعى "انتباذ بطانة الرحم"، حيث ينمو نسيج شبيه ببطانة الرحم خارج الرحم. ويمكن أن يلتصق هذا النسيج بالمبيض وينمو. يمكن أن تكون هذه الأكياس مؤلمة أثناء الجماع وأثناء الدورة الشهرية. في حالة الأورام الغدية الكيسية تتشكل الأكياس من خلايا تتواجد على السطح الخارجي للمبيض. وتكون عادة مليئة بسائل مائي أو بهلام سميك ولزج. ويمكن أن تتضخم هذه الأكياس وأن تسبب الألم. في حالة المبيض المتعدد الأكياس، تنضج البيضات داخل الجريبات أو الجيوب، لكن الجيب لا ينفتح لتحرير البيضة. وتتكرر الدورة، وتواصل الجريبات نموها داخل المبيض فتتشكل أكياس مبيضية. في هذه الحالة يلاحظ على المريضة زيادة في نمو شعر الجسم. قد تزيد بعض الأكياس المبيضية الحميدة من خطر الإصابة بسرطان المبيض. يمكن أن يبدأ الورم الخبيث، أو سرطان المبيض، على شكل كيس على المبيض.
الأعراض
يمكن أن لا تنتج أي أعراض عن بعض الأكياس المبيضية، لكن بعضها يمكن أن يسبب أعراضاً. من الأعراض الشائعة للأكياس المبيضية:
ألم في البطن أو الحوض. فإذا صار الألم شديداً للغاية، فقد يعني هذا أن الأكياس تضغط على المبيض أو أنها تنزف. وقد تكون هذه الحالات في حاجة إلى عناية طبية إسعافية.
الشعور بالألم الشديد عند اقتراب موعد الدورة الشهرية.
الألم أثناء الممارسة الجنسية.
الألم أثناء قضاء الحاجة. وينجم هذا الألم عن ضغط الكيس المتضخم على المثانة أو المستقيم. وقد يولد هذا الضغط شعوراً مستمراً لدى المرأة بالحاجة للذهاب الى الحمام.
الشعور بالامتلاء أو الثقل الزائد في منطقة البطن.
أعراض تشبه أعراض الحمل مثل الغثيان أو التقيؤ أو الحمى. تحتاج هذه الأعراض إلى عناية طبية خاصة.
ازدياد الشعر على جسم المرأة والذي يعد علامة من علامات المبيض المتعدد الأكياس.
التشخيص
إن القصة المرضية المفصّلة والفحص الدقيق للحوض أمران أساسيان في التحري عن الأكياس المبيضية وتشخيصها. وقد يتمكن الطبيب من جس الكيس المبيضي إذا فحص البطن في منطقة المبيض. قد يحتاج الأمر إلى تصوير بالأمواج فوق الصوتية لتحديد حجم الكيس المبيضي وموقعه. وقد يستدعي الأمر إجراء تصوير مقطعي محوري محوسب للحوض. قد تكون اختبارات الدم مفيدة لنفي الطابع السرطاني عن الكيس. توجد في دم المرأة المصابة بسرطان المبيض مادة كيماوية تدعى ca-125. لكن وجود هذه المادة لا يعني بالضرورة أن المرأة مصابة بسرطان المبيض. كما لا تكون مستويات ca-125 مرتفعة بالضرورة عند كل امرأة مصابة بسرطان المبيض. يمكن إجراء اختبارات دموية أخرى للتحري عن وجود حمل وعن هرمونات نسائية أخرى. قد يكون من الضروري إجراء تنظير للبطن، وهو إجراء جراحي يتم في العيادة الطبية ويتمكن الطبيب فيه من أخذ عينة من النسيج لكي يقوم الاختصاصي بعلم الأمراض بدراستها تحت المجهر. وهذه العينة تدعى "خزعة".
المعالجة
تعتمد معالجة الأكياس المبيضية على عمر المريضة وحجم الكيسة والأعراض. قد لا تكون الأكياس الصغيرة عند الشابات في حاجة إلى أي علاج. حيث يقوم طبيب الأمراض النسائية بمتابعة وضع المريضة للتأكد من اختفاء الأكياس من تلقاء ذاتها. يمكن إعطاء أقراص منع حمل التي تؤخذ عن طريق الفم للنساء اللواتي يتكرر لديهن تشكل الأكياس الوظيفية. إن هذه الأقراص تعطل وظيفة المبيض وهذا ما يمنع تشكل المزيد من الأكياس. قد يكون من الضروري استئصال الأكياس الكبيرة والأكياس التي تسبب أعراضاً خطيرة أو الأكياس التي تظهر بعد سن اليأس، وذلك للتخلص من الأعراض وللتأكد من أن هذه الأكياس غير سرطانية. يمكن استئصال الأكياس عن طريق تنظير البطن أو عن طريق فتح البطن.
الخلاصة
الأكياس المبيضية هي جيوب مليئة بالسائل تنشأ في المبيضين. تظهر هذه الأكياس عند معظم النساء في وقت ما من حياتهن. ومن حسن الحظ أن معظم الأكياس المبيضية حميدة ولا تحتاج إلى أي علاج خاص. إن معرفة أعراض الأكياس المبيضية أمر هام لتجنب المضاعفات. بفضل التقدم الكبير في الطب، هناك عدة خيارات أمام الطبيب وأمام المريضة لتشخيص ومعالجة الأكياس المبيضية التي لا تختفي من تلقاء ذاتها أو التي تسبب الألم.