الملخص :
أصبحت حوادث المرور في العالم ، وما يترتب عليها من خسائر بشرية واقتصادية من أبرز المشكلات التي تعيق تطور المجتمعات ، وتتضح هذه المشكلة بشكل حاد وملموس في البلدان النامية ، حيث يؤكد كل من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي على أن حوادث الطرق هي ثاني الأسباب الرئيسة للوفاة بين سكان العالم ، خاصة بين المرحلة العمرية من 5 سنوات إلى 29 سنة . كما أنها السبب الرئيس الثالث للوفاة بين سكان العالم في المرحلة العمرية من 30 سنة إلى 44 سنة . وتقتل حوادث الطرق حوالي 1.2 مليون نسمة سنوياً ، وتؤدي إلى إصابة وإعاقة ما بين 20 مليون إلى 50 مليون نسمة على مستوى العالم . وبحلول عام 2020م يتوقع أن تزيد نسبة الوفيات بسبب حوادث المرور حوالي 80 % في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط . وتقدر تكلفة الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق في البلدان النامية بحوالي 65 مليار دولار سنوياً ، وهذا المبلغ يفوق ما تحصل عليه هذه البلدان من معونات إنمائية ( موقع على الشبكة العنكبوتية – الإنترنت ) .ومع ذلك فإن معظم الدول النامية ليس لديها الاهتمام المناسب بمسببات ونتائج حوادث السيارات ، بينما تبدي الدول الصناعية المتقدمة اهتماماً بالغاً بمشكلة حوادث الطرق ونتائجها ، ضمن إستراتيجية السلامة المرورية في هذه الدول المتقدمة. ففي بريطانيا على سبيل المثال تم وضع متوسط الإصابات المرورية خلال الفترة من عام 1981م إلى عام 1985م أساساً لهدف قومي يتطلع إلى تقليص عدد الإصابات المرورية في المستقبل ، بحيث يصبح ثلث المتوسط في عام 2000م . كما تبنت الجهات المرورية في بريطانيا عام 1999م هدف إستراتيجي آخر يهدف بشكل خاص إلى خفض عدد الوفيات التي تحدث لفئة العمر 5 – 19 سنة بسبب حوادث المرور، ووضع هذا الهدف في وثيقة أطلق عليها اسم " أكثر سلامة على الطرق للجميع " حيث اعتبرت الإحصائيات المرورية لعام 1999م هي سنة الأساس لهذا الهدف . أما في السويد فقد تم وضع هدف إستراتيجي أطلق عليه " الرؤية صفر Vision Zero" الذي يهدف إلى عدم وجود إصابات بليغة ، أو وفيات بسبب حوادث المرور . كذلك في عام 1997م وصلت سويسرا إلى أقل عدد ممكن من الوفيات بسبب حوادث الطرق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية . أما اليابان فتعتبر أنها قد وصلت بالفعل إلى هدف تقليل وفيات حوادث الطرق مع بداية القرن 21 الميلادي . وسجلت أستراليا أقل مستوى في وفيات حوادث الطرق لكل سيارة مسجلة في عام 1997م . وتهدف هولندا إلى خفض وفيات حوادث الطرق إلى النصف مقارنة بمستوى عام 1986م . ووصلت فنلندا إلى هدف خفض وفيات حوادث الطرق إلى النصف مع نهاية التسعينيات الميلادية . وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على زيادة استخدام حزام الأمان في السيارات إلى نسبة 90 % ، وخفض وفيات حوادث الطرق بسبب شرب المسكرات بنسبة 37 % بنهاية عام 2005م مقارنة بعام 1994م ( Road Safety Vision , 1998 ). وبذلك نجد أن أغلب الدول المتقدمة في مجال السلامة المرورية قد وضعت لها إستراتيجيات وخطط وأهداف قومية تعمل على تحقيقها وتتابعها من أجل تقليل حوادث الطرق ومن ثم خفض عدد المصابين والقتلى من جراء تلك الحوادث .