عجيبٌ أمرك أيها الإمام الجميل، ذو الصوت الحسن، والانضباط الرائع ، والنشاط المبارك،،،!
رضيتَ تكون إماما في الصلاة، وما رضيت إمامةً في الخير، وقيادة في (بناء المثل والمبادئ)، والتراتيب الدعوية..؟!
جعلتك الصلاة قائدا مطاعا ونبيلا مقدما، كلٌ يؤتم بك، ويحاكي فعالك، ويجل توجيهاتك، ويصغي لقراءتك،،،! (( واجعلنا للمتقين إماما )) سورة الفرقان .
ولكنك تنتهي عند ذلك،،،! وذلك أول الطريق ومفتاحه لإنجاز الكثير من المهام الدعوية والإصلاحية والتربوية،،،،!
تقدمتَنا في الصلاة والقراءة، فهلا تقدمتنا في الخير والمعروف وكل المشكلات، وإدارة الأزمات والمبادرات،،،،؟!
ومن أسباب ضعف الأمة وتراجع منجزاتها قصرها المساجد على الصلوات وغلقها بعد ذلك....،!!
وليس أشق على الدعوة من إمام منغلق صعب ، قد أغلق المسجد مطلقا، كما أغلق قلبه من كل خير وتواصل..!
وأتصور لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ، علينا تقفي الآتي :
١/ الاجتماع الدروي : المنظم من الإمام ومساعديه، كلجنة خاصة بالحي وشؤونه ومشكلاته .
٢/ التوهج الدعوي: علما ودرسا وقراءة وتوجيها، بحيث يشع المسجد إشعاعات مضيئة لها أحسن الأثر في جماهير الحي. من نحو القراءة في رياض الصالحين، وشرح الأربعين النووية، أو فتاوى هيئة كبار العلماء وابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، أو الدروس اليومية وفد انتشر، وللعبد الفقير: نسمات من أم القرى، وطلائع السلوان مخصوص برمضان وغيرها من الكتب النافعة.
٣/ اللمسة الاجتماعية: من الابتسامة الدائمة، وقضاء الحوائج، ومساعدة الفقير، والإصغاء للمتحدث، وعيادة المريض، والتهاني والتعازي في أوقاتها ، وشرح الصدر للجميع (( كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتُكسب المعدوم، وتَقري الضيف وتعين على نوائب الحق )).
٤/ البرامج الفاعلة: من حلقة قرآن للجنسين، واستضافات دعوية، ودورات علمية وتربوية من شأنها إذكاء روح الإيمان وشحذ الهمم للمعالي، لا سيما والنفوس تتوق الوجه الجديد وتمل من الوجه المكرر، وابن منطقتها بالأساس، وقد قال بعض السلف ( أزهد الناس في عالمٍ أهلُه وجيرانه ) والعامة تقول ( زامر الحي لا يطرب )..!
٥/ الحضن الدافئ : لهمومهم ومشاكلهم، فلا انعزال تام، أو خلوة طويلة، أو انصراف سريع، أو إشغال الجوال،،،!
بل لابد من لقيا ولو محدودة، وتفعيل الزيارات والسؤال عنهم ومرضاهم، كما هو ديدن الداعية الحكيم...!
وقد كان صلى الله عليه ويسلم ينصرف للناس ويقعد لهم في المسجد، ويستمع لمشكلاتهم وسؤالاتهم...!
٦/ الاستثمار السني: كأيام الإثنين والخميس، والثلاثة البيض، وموسم رمضان والحج..!
فما أجمل اجتماعكم في إفطار يوم جماعي، وتهيئة برنامج رمضاني متكامل، يستثمر جماهير الوافدين، وينقلهم نقلة إيمانية وتربوية، ويعلي من هممهم وصلاحهم .
٧/ التعاهد اليومي: من دعوة أو توجيه أو تذكير، وترك المثبطين والمزهدين، كوجبة العصر الثابتة، والتي اعتاد عليها الناس في بلادنا الحبيبة،،،! ويضاف إليها ما تدعو إليه الحاجة من تنبيه على موقف أو ظاهرة واقعة، أو مستنزل حديث...! فيعالج في إطار شرعي أخلاقي لبِق...!
٨/ التنسيق الاجتماعي: والقائم على توزيع المهام، وترتيب اللجان المختصة، فلجنة للصلح واُخرى للقرآن، وثالثة للإعلام، ورابعة للدروس والكلمات، وخامسة للشباب،،، وفائدة ذلك ما يلي:
• تفعيل جميع الطاقات ومعرفة التخصصات .
• مساعدة الإمام والتخفيف من الاعباء عنه.
• تحويل الجامع أو المسجد (لعمل مؤسسي) منظم بلا اضطراب أو عشوائية .
• استثمار شباب الحي وبناتهم فيما يخص شؤون المرأة والحلق النسائية، لا سيما والحملات عليهن ضارية هذه الأيام، ولكن بالتعاون وجودة التصدي يصبح مشاريعهم هاربة خاوية وسيهزم الجمع ويولون الدبر..!
• معرفة الداعمين والباذلين حين تقصر الجهات المعنية ، ،،،،،،،. اللهم وفقنا لحسن العمل واجعلنا أئمة خير وصلاة وبناء وتوجيه،.. والسلام....
ومضة/ لا تجعل المسجد كغرفتك الضيقة وبابك المختلس للعزلة الذاتية، فتضيق الدعوة...!
د.حمزة بن فايع الفتحي