فصل : كل نبي اعتبر ما جرى له ، وأعط حكمه للرائي. فمن صار آدم ، أو في صفته ، أو صاحبه : انتصر عليه عدوه ، وأزاله من منصبه ، وربما خرج من مكان إلى آخر ، ويرزق أولاداً ، ويحصل له نكد من جهتهم. فإن أبصره ناقص الحال ، ربما نقص حال كبيره الحاكم عليه ، أو تغيرت مكاسبه ، أو صنعته. وإن كان في حال حسن ، عاد خيره عليه ، أو على من ذكرنا.
قال المصنف : من صار آدم( ) تولى منصباً مما يليق به ، فربما يكون هو أول من تولاه. وأعط كل إنسان ما يليق به. كما قال لي إنسان : رأيت أنني صرت آدم ، قلت : تسافر إلى الهند. ومثله قال آخر ، قلت : يقع في حقك نكد لأجل ثمرة أو زرع ، فكان كذلك. ومثله قال آخر قلت تفارق زوجتك أو جاريتك ، لكون آدم فارق حوّى. ومثله قال آخر ، قلت : تؤخذ ثيابك ، لأن آدم تعرى من ذلك. ومثله قال آخر ، قلت : يؤخذ منك بستان أو زرع ، لأن آدم أُخرج من الجنة. ومثله قال لي ملك مصر ، قلت : تعمر بلاداً جدداً وذلك لأن آدم لما أراد أن يحج كلما وطىء مكاناً صار بلداً. ومثله قال آخر ، قلت : في فؤادك ألم ، قال : نعم ، لأن آدم تألم من الجوع والعطش. ومثله قال آخر ، قلت : ما لك نسب معروف ، لأن آدم كان من تراب مختلف. والله أعلم.