Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث مفصل عن التنشئة الاجتماعية والعولمة الأربعاء 26 أبريل - 14:33 | |
| مقدمة: تساهم التنشئة الاجتماعية بدور مهم في غرس المعتقدات والقيم والمفاهيم الاجتماعية في عقول الأبناء منذ بداية حياتهم، ويصب هذا فى إطار عملية التطبيع الاجتماعي التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية ومنها الأسرة والمدرسة ودور العبادة… وكل ذلك بهدف تحقيق التنمية الشاملة للناشئة في شتى مجالات الحياة الإنسانية . وتعد الأسرة الخلية الأولى للمجتمع ، وأولى مؤسسات التنشئة الاجتماعية للأبناء ، وبالرغم من هذا الدور الكبير ، إلا أنه تراجع واقعيا إلى حد كبير ، فهناك العديد من المشكلات الاجتماعية والتربوية والأزمات الخطيرة التي تشهدها معظم الأسر العربية ، والتي كانت نتاجا لتحديات متواصلة وسريعة لمجموعة من العوامل والمتغيرات المحلية والدولية ، ومن هنا أصبحت مهمة دراستها والبحث والتقصي عنها ؛ لمعرفة سلبياتها ومخاطرها، مهمة قومية ، مما يتطلب تعاونا علميا وثيقا وجهودا علمية مكثفة ؛ لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة تلك المشكلات والقضاء عليها ، وهي مهمة علمية شاقة تتطلب القيام بدراسة علمية فى هذا المجال. وتعانى معظم دول العالم الثالث من عدم استقرار تربوي واجتماعي ومن تحديات داخلية وخارجية متعددة نتيجة لتفاعلات دولية سلبية تمخضت عنها مشكلات اجتماعية وتربوية عديدة داخل المجتمع ، ومن هنا يمكن القول إن معظم المشكلات التي يواجهها العالم منذ سنوات طوال واستفحلت مخاطرها ـ هى نتاج لتنامي قوة التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتربوية العديدة (وخصوصا الدينية والعقائدية) في بعض المجتمعات ، والتي بدورها تمخضت عما حدث في تلك المجتمعات من تغيرات كمية ونوعية في جميع مجالات الحياة الإنسانية الاجتماعية والمادية والروحية ، إضافة لكون تلك ألتغيرات الضخمة والسريعة لم تواكبها تغيرات مماثلة في عمليات التنشئة الاجتماعية والتربوية الصحيحة للأجيال الشابة لاستيعاب جميع مكونات تلك التغيرات الكمية والنوعية والمتغيرات المادية المستحدثة(وحيد بن حمزة هاشم ، 2005). ومن هذه التحديات ، تحدى العولمة الثقافية التى فرضها كون العالم صار قرية واحدة ،ما أدى إلى ظهور تحد يرتبط بمستقبل ثقافة إعداد الناشئة ، وهذا التحدى يشير إلى الصراع بين الهوية القومية والعولمة فى عالمنا العربى بخاصة. (محمد على نصر ،2000 ) أهمية الموضوع: تتضح أهمية الدراسة في أهمية الموضوعات التى تتناولها وهى التنشئة الاجتماعية، والتربوية ، ودراسة وتحليل العوامل التي تساهم في تفعيلها أو عدمه ، ومن ثم وضع مقترحات لمواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تواجهها . كما تهتم بمعالجة مشكلة إعادة تنشئة الأجيال الحالية والقادمة بشكل صحيح وصحي وقويم يساعدها على التعايش الإيجابي مع الواقع الحالي بجوانبه التربوية والاقتصادية والمادية. إضافة إلى أن وضع الأسر العربية يتطلب إحداث تغيرات جوهريه (تطبق بشكل تدريجي ومنظم) في مجمل المفاهيم والعادات التي تحكمت في المشاعر والعقليات ألشعبيه لعقود طويلة من الزمن. أهداف الورقة: تحاول الورقة بنظرة تحليليةـ تعرف فعالية دور الأسر العربية فى التنشئة الاجتماعية والتربوية ومدى مواكبة أساليب التنشئة الاجتماعية والتربوية (بجوانبها التربوية والتعليمية والثقافية) لظروف العصر ؛ لتغدو أكثر مرونة وبالتالي قدرة على مواجهة التحديات والمستجدات ومقاومة السلبيات والمخاطر المحدقة بها فى ظل العولمة، ومن ثم تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة الصحيحة في الاتجاه الصحيح وبالقدر الصحيح. وتهدف الدراسة أيضا إلى شرح وتحليل عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية الاجتماعية باعتبارها متطلبا أساسيا لمواكبة التغير من جهة، ومن جهة أخرى للتغلب على مشكلات المجتمع ، والذى يساعد بدوره على نجاح عمليات التنمية الاجتماعية الشاملة من خلال تحديث العملية التربوية والتعليمية لأساليب ووسائل وطرق التنشئة الاجتماعية والتربوية للمواطن ودورها أيضا في إحداث تغيرات ايجابية وموضوعية في فكر وسلوك الأجيال القادمة. وسوف يتم تناول الموضوعات الآتية: 1- مفهوم العولمة ومكوناته. 2- التربية ، والمجتمع . 3- مفهوم الأسرة وأهدافها وركائزها التربوية. 4- تحديات تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية. 5- التوصيات وتفصيل ذلك كما يأتى: 1- مفهوم العولمة ومكوناته : يُستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي بها تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعًا من عدم الفصل (سقوط الحدود) وتلاشي المسافة؛ حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد -قرية واحدة صغيرة- ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عددًا أصبحت أكثر اتصالاً وأكثر تنظيمًا على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم ببعضهم البعض. وفي الواقع يعبر مصطلح العولمة عن تطورين هامين هما: التحديث Modernity، والاعتماد المتبادلInter-dependence ، ويرتكز مفهوم العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.( عمرو عبد الكريم( د.ت) وبناء على ذلك، فالمفهوم يحتوي على مساحة من التناقض بين وجهة النظر الليبرالية الداعية للاعتماد المتبادل بين الدول، مقابل وجهة النظر الراديكالية التي لا ترى في ذلك إلا مزيدًا من السيطرة العالمية للرأسمالية والنظام الاقتصادي المرتكز على الحرية. وتاريخيًا، فإن مفهوم العولمة لا يتجزأ عن التطور العام للنظام الرأسمالي، حيث تعد العولمة حلقة من حلقات تطوره التي بدأت مع ظهور الدولة القومية في القرن الثامن عشر، وهيمنة القوى الأوروبية على أنحاء كثيرة من العالم مع المد الاستعماري. ويضيف (عمرو عبد الكريم) ، أنه ساهمت ثلاثة عوامل في الاهتمام بمفهوم العولمة في الفكر والنظرية، وفي الخطاب السياسي الدولي: 1-عولمة رأس المالأي تزايد الترابطوالاتصال بين الأسواق المختلفة حتى وصلت إلى حالة أقرب إلى السوق العالمي الكبير،خاصة مع نمو البورصات العالمية. 2- التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصال والانتقالوالذي قلل -إلى حد كبير- من أثر المسافة، وانتشار أدوات جديدة للتواصلبين أعداد أكبر من الناس كما في شبكة الإنترنت. 3-عولمة الثقافةوتزايد الصلات غيرالحكومية والتنسيق بين المصالح المختلفة للأفراد والجماعات، فيما يسمى الشبكاتالدوليةNetworking حيث برز التعاون استنادًا للمصالح المشتركة بين الجماعات عبرالقومية، مما أفرز تحالفات بين القوى الاجتماعية على المستوى الدولي، خاصة فيالمجالات النافعة مثل: الحفاظ على البيئة، أو في المجالات غير القانونية كتنظيفالأموال والمافيا الدولية للسلاح. ويضيف(عمرو عبد الكريم( د.ت) أيضا بأنه على الرغم من ترحيب دعاة العولمة بزوال الحدود القومية ودعوتهم لإنهاء الدولة القومية، والحد من الإغراق في الخصوصية الثقافية والمحلية، لكن الواقع الحالي يثبت وجود قوتين متعارضتين: التوحد والتجزؤ، فبينما يتجه الاقتصاد لمزيد من الوحدة على الصعيد الدولي، تخطو السياسة نحو المزيد من التفتت مع نمو الوعي العرقي ، في حين تتراوح الثقافة بين انتشار الثقافات الغربية في الحياة اليومية وبين إحياء الثقافات والتراث في أنحاء المعمورة، وعلى الرغم من عولمة رأس المال فإن الهوية تتجه نحو المحلية. وعلى صعيد عمليات الاتصال بين أرجاء المعمورة، فإن تكنولوجيا الاتصال قد قللت إلى حد كبير من تأثير المسافات بين الدول، وازدياد التفاعل بين الأشخاص والثقافات - بعبارة أخرى: ما يسمى بحوار الحضارات، ما أدى إلى تكوين ثقافة عالمية جديدة يستغربها الذين اعتادوا على ثنائية "الذات والآخر"، فهناك دعوة للاندماج تبرز في مدارس الفن والفلسفة، وحوارات على كافة الأصعدة الحضارية والدينية. ويركز المتوجسون من العولمة على الروح الاستهلاكية العالية التي تواكب هذه المرحلة، والتي تتضح فيما يُسمى ثورة التطلعات، وانتشار النمط الاستهلاكي الترفي بين الأغنياء، أو الحلم به وتمنيه بين الفقراء. وتشير رؤى متعددة إلى أن العولمة تنطوي على درجة عالية من العلمنة - أي تغليب المادية والحياة العاجلة على أية قيم مطلقة، واختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي، وأحيانًا الشهواني، فعلى سبيل المثال: تتعامل ثقافة الإعلام في ظل العولمة مع المرأة طبقًا لرؤية نفعية، يكون فيها جسد المرأة أداة لتعظيم المنفعة المادية، وعلى الرغم من انتشار مفهوم العولمة، فإن العالم يفتقر إلى وجود وعي عالمي أي إدراك الأفراد لهويتهم الكونية أكثر من الهويات المحلية. فواقعيًا، لا زالت الهويات المحلية تتصارع مع تلك الهوية العالمية التي تهيمن عليها القوى الكبرى اقتصاديًّا ونموذجًا حياتيًّا ، فعلى سبيل المثال بينما تتحد الدول في وحدات إقليمية كبيرة فإن التواصل بينها مفتقد، وبينما تتسارع العولمة الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية سعيًا وراء تقليل فوارق المسافة، تخلق السياسة العديد من فجوات الاختلاف . مرحبا رواد منتدانا الرائع ، عذرا للتأخير وسنورد اليوم باقي النقاط التي كنا قد بدأناها عن تحديات تفعيل الدور التربوي.. 2- التربية ، والمجتمع : يعرض (وحيد بن حمزة هاشم ) رؤية محمد الجوهري بأن التربية عملية عامة ومستمرة لإعداد الفرد للتكيف مع بيئته الاجتماعية والثقافية والإيديولوجية…، ولإمداده بعناصر مدنيته وحضارته، ولتزويده بمظاهر التحضير وبإنجازات العلم والتكنولوجيا، وبإرشاده بوسائل تبصره وتوعيه ، وهى وسيلة رئيسة من وسائل عمليات التنشئة الاجتماعية والتربوية في المجتمع ؛ نظرا لفعاليتها المباشرة في إعداد وتكوين شخصية الفرد وتدعيم قدراته بتزويده بالعادات والتقاليد والمفاهيم والقيم الحضارية والثقافية وعوامل التكامل الاجتماعي والوظيفي ، ومن هذا المنطلق تعد التربية نظاما اجتماعيا قائما بذاته نظرا لما تسهم به من تنظيم للسلوكيات الفردية والجماعية وتحديد العلاقات السلوكية بين الفرد والجماعة وتوجيهها سواء من حيث طريقة التفكير أو من حيث عمليات التفاعل الاجتماعية في الاتجاه الذي تقره الدولة والمجتمع لتحقيق الأهداف والمصالح الاجتماعية والتربوية والمحافظة عليها. وعرف(أحمدزكى بدوى،1982)) التربية Education: بأنها التنشئة، والتدريب الفكري والأخلاقي، وتطوير القوى الأخلاقية والعقلية وخاصة عن طريق التلقين المنظم سواء في الأسرة أو المدرسة ، وبناء على ذلك فإن التربية عملية اجتماعيه تتضمن جميع أساليب وأشكال الأعداد الرسمية وغير الرسمية لشخصية الفرد، والتي تساهم في نقل المعرفة المنظمة عبر الأجيال والتي تساهم في ضمان استمرارية الحياة الاجتماعية والتربوية بمقوماتها الحضارية والثقافية والعقائدية. أما التعريفات المعاصرة والمتداولة للتربية، فإنها تنظر للتربية على أنها عملية تفاعل وتكيف بين المتعلم وبيئته الطبيعية والاجتماعية، والتربية بذلك عملية تطبيع اجتماعي وثقافي لحياة الفرد في نطاق المحيط الاجتماعي والثقافي لمجتمعه.(أمانى عبد المقصود ،1999) وتعرف الظاهرة التربوية من وجهة النظر الاجتماعية بأنها نظام اجتماعي يقوم بدور وظيفي في إعداد وتنشئة وتشكيل النشء من خلال وسائط ومؤسسات وأجهزة لها فعالية فى تكوين الفرد وتهيئته من النواحي الجسمية والعقلية والأخلاقية ليكون عضوا في مجتمعه يحيا حياة سويه في بيئته الاجتماعية.(حامد عبد السلام زهران،1984)
3- مفهوم الأسرة وأهدافها وركائزها التربوية(بالتركيز على الأسرة العربية): الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأولى التى تهدف إلى المحافظة على النوع الإنسانى، وتقوم على المقتضيات التى يرتضيها العقل الجمعى والقواعد التى تقررها المجتمعات المختلفة(أحمد زكى بدوى،1982). وتعد الأسرة هى المؤسسة الاجتماعية الأولى التى ينشأ فيها الطفل فى جو التربية ، فعلى الأبوين تقع مسؤولية تربية الأبناء ووقايتهم من الخسران والشر والنار، وتزداد هذه المسؤولية أهمية فى أيامنا هذه لأن بعض مظاهر الحياة الاجتماعية خارج الأسرة والمسجد ليست فى كل الأحيان متوافقة مع هدف التربية الإسلامية، كالمذياع والتليفزيون والإنترنت والمجلات الخليعة والقصص الماجنة التى تتسرب إلى أيدى الأطفال، الأمر الذى يتطلب من الأبوين الحذر واليقظة. وإن أهم أهداف تكوين الأسرة هىالنحلاوى، 1996)أن ينشأ الطفل فى بيت أقيم على تقوى الله فيقتدى بذلك إذ يمتص ويكتسب تلك العادات الأبوية السمحة من خلال المعايشة اليومية، ومنها صون الطفل من الزلل والانحراف، فالأسرة مسؤولة عن الطفل، وكل انحراف يصيبه مصدره الأول الأبوان؛ ذلك أن الطفل يولد صافى السريرة، سليم الفطرة،ويكون انحرافه عن الفطرة نتيجة لتقليد الأبوين، أو لأن الآباء عرَّضوه لأسباب الانحراف التى تروج لها معظم الفضائيات فى عالم اليوم. إن من أسس بناء البيت والحفاظ على هويته وكيانه العناية الفائقة بتربية الأطفال وتعليمهم، فالتربية تشمل تنمية جميع جوانب الشخصية الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية والوجدانية والسلوكية… إلخ، ذلك أن التربية هى مجموع الآثار التى نوقعها على كائن ما لنيسر له سبيل بلوغ الغايات التى هو مخلوق لها.( عبد الله عبد الدايم، 199 ، أى أن التربية نقل مجموعة من الأفكار والعواطف وتشكيل الكائن اجتماعياً، وإدخاله فى المجتمع من الوجهة الصناعية الفنية والوجهة الروحية فى آن واحد. أسسالتربية داخل الأسرة العربية: من أهم الأسس التربوية داخل الأسرة العربية ما يأتى بتصرف من :عبدالله علوان، 1986) 1- التربية الإيمانية: وهى تتضمن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، وتعريف الطفل بالقرآن الكريم وعظمته، ، ثم يرسخ المربى فى قلب الطفل حب الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، والإيمان بأنه خاتم الرسل، وأنه تجب العناية بسنته الشريفة وحفظ ما تيسر من أحاديثه لينشأ الطفل نشأة سليمة. 2- التربية البدنية: فسلامة البنية الإنسانية والقوة الجسدية دعامتان أساسيتان لبناء الطفل بناء سليماً، لأن العقل السليم فى الجسم السليم ، وتحمل أعباء الحياة كلها يتطلب قوة فى الجسد وتكون هذه التربية ناجحة بممارسة أنواع الرياضة المنوعة. 3- التربية الخلقية: فإن الآداب الحميدة والأخلاق السامية هى أساس تقويم الطباع والعادات وتكامل الشخصية، ونتيجة حسن الخلق تلازم الإنسان طوال الحياة، وتدفعه إلى كل فضيلة، وركائز الأخلاق: بر الوالدين واحترامهم، والأدب مع الأسرة، والإخوة والجيران والأصدقاء، ثم مع الناس. 4- التربية الروحانية: فإنها سبب تنمية مشاعر الطفل وتهذيبه، وشفافية حواسه وعواطفه، وتكون هذه التربية سبباً فى توافر خشية الله والخوف منه، والتأمل فى عظمته، وإدراك أسرار الكون، والانصياع لأوامر الله. 5- التربية الاجتماعية: أى التكيف مع الوسط الاجتماعى المحيط بالإنسان، سواء الصغار أو الكبار، أو الأصدقاء أو الجيران. فيكون لدى الطفل الجرأة الأدبية لإثبات الذات دون خجل أو تردد، ويتم تحقيق المراد بتعويد الطفل حضور مجالس الكبار ليعرف كيفية قضاء الحاجات من بيع وشراء وإعارة واستعارة ونحوها، والبدء بتحية الإسلام، وكيفية الرد عليها، ومؤانسة الطفل ورعايته وعيادته إذا مرض، والتعرف على أسس اختيار الرفاق والأصدقاء، وباختصار تهدف هذه التربية إلى حب الناس وحب الخير والمعروف ورحمة الآخرين والتعاون على البر والتقوى. 6- التربية العاطفية: وتشمل معاملة الطفل بالرأفة والرحمة والمداعبة، والتقبيل ومسح الرأس، وتقديم الهدايا، والبشاشة فى الاستقبال والوداع، والعناية بالطفل والبحث عنه من غير تمييز بين الأطفال فى المعاملة والحب، مع الاعتدال فى الحب والكره حتى لا تتعقد نفسية الطفل. وهكذا يكون البناء العاطفى والنفسى باحترام الذات، وإشعار الطفل بالمحبة والرعاية والأهمية، والتركيز على بناء المستقبل. 7- التربية العقلية: إن العناية بتنمية العقل لدى الطفل أمر فى غاية الأهمية، فالله سبحانه وتعالى ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل، وجعله أداة المعرفة ومناط التكليف، وسبيل الرشد والهداية. وينبغى أن تهدف التربية إلى استخدام العقل والتفكير فى التأمل فى خلق السماوات والأرض، والتوصل بذلك إلى إثبات وجود الله وتوحيده. 8- التربية الجمالية: المراد بالتربية الجمالية: المحافظة على مواضع الجمال والزينة، وترك كل أنواع الفساد والتشويه، والعناية بالأجسام والمنازل، ونظافة الشوارع والحدائق والمرافق العامة، والتخلص من النفايات وإتلافها بحيث لا تضر الإنسان والحيوان والنبات من أجل حماية البيئة. بمعنى ضرورة تربية الأطفال على حماية البيئة والمحافظة عليها باعتبارها نعمة ربانية خلقها الله سبحانه وتعالى من أجل إسعاد الإنسان وتهيئة الحياة الطيبة له باعتباره المكلف بعمارة الأرض وعبادة الله سبحانه وتعالى. 9- التربية الجنسية: ينبغى أن يتدرج الأبوان فى لمس هذه الناحية عند الطفل بحسب مراحل عمره حتى الزواج، فينتقل من المجاز إلى التلميح، ثم التصريح بعد البلوغ، ويحرصان على تعويد الطفل على آداب الاستئذان فى البيت وغيره، وعلى غض البصر، والتحذير من المخاطر والأخطار والمثيرات الجنسية، وصرف نشاط الطفل وفراغه إلى الأعمال المفيدة كالعلم والرياضة والسباحة والرماية وركوب الخيل… إلخ. وعند توافر المقدرة المالية يعد التبكير بالزواج عصمة من الانحراف، وتحصين للجنسين، وتحقيق للعفة والصون. إستكمالا لموضوعنا السابق ..حول التحدات ، يسرنا أن نورد بعضا منها : 4-تحديات تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية تتعدد التحديات أمام تفعيل الدور التربوي والاجتماعي للأسرة العربية ، ومنها :ما ذكره سعيد مرسى (2002، 11- 13 ) أن من تحديات الأسرة فى التطبيع الاجتماعى لأبنائها
|
|