اولا : ايطاليا
يتكون الهيكل التعليمي في إيطاليا من أربع مراحل كالتالي
1- التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة: نظراً لتزايد الوعي بقيمة الاهتمام المبكر بقدرات الأطفال خصوصاً بعد التحول الذي طرأ على هيكل الأسرة ودورها في العصر الحديث، أدركت الدولة الدور الحيوي المهم لدور التعليم لمرحلة ما قبل المدرسة، ومن ثم صدر القانون رقم 444 في شهر مارس 1968م، ويقضي بإنشاء مدارس حكومية للمرحلة التمهيدية التي تغطي الفترة العمرية من ثلاث إلى ست سنوات. إلا أن المؤسسات الحكومية القائمة لهذه المرحلة ليست كافية، وهو الأمر الذي أدى إلى انخراط نحو 50% من المستفيدين من هذا النوع من التعليم في مؤسسات غير حكومية مثل الهيئات المحلية، والاتحادات، والمدارس الأهلية. وتتلقى هذه المؤسسات بعض المساهمات من الدولة والمناطق، وذلك في ظل مراعاة شروط جوهرية معينة.
وقد أكد المرسوم الوزاري الصادر في يونيه 1991 على الاستقلالية التعليمية والمؤسساتية لمدارس المرحلة التمهيدية (ماقبل المدرسة) علاوة على أن القيد فيها ليس إلزامياً.وتتلخص الأهداف المرجوة من مرحلة ما قبل المدرسة في الآتي:
* تقوية شخصية الطفل من الناحية الجسمانية، والذهنية، والنفسية.
* تحقيق الاستقلال التدريجي للطفل.
* تطوير قدرات الطفل، وبخاصة القدرات الحسية والإدراكية واللغوية والعقلية. أما ساعات الدراسة والتي تقتصر على الفترة الصباحية، فتتراوح بين ثماني إلى عشر ساعات يومياً لمدة خمسة أو ستة أيام أسبوعياً وفق حاجات العائلات ومتطلباتها. ويُقسم الأطفال إلى مجموعات بحد أدنى 15 طفلاً وحد أقصى 25 طفلاً، وإذا ضم الفصل طفلاً معاقاً لا يزيد الحد الأقصى في هذه الحالة على 20 طفلاً. والانضمام لمدارس الحضانة والتمهيدي الحكومية مجاني، وإن كانت إسهامات العائلات أمراً مطلوباً لدعم خدمات النقل والوجبات التي تقدمها الكميونات.
2- مرحلة التعليم الابتدائي: التعليم الابتدائي إلزامي للأطفال في الفترة العمرية من 6-11 سنة. ولا يزيد عدد الطلاب في الفصل الواحد على 25 طالباً، وينخفض هذا العدد إلى عشرين طالباً إذا كان هناك طالب معاق بالفصل، على أن يزود هذا الطالب بمعلم معاون؛ ليساعده على التعليم والاندماج مع الآخرين.
أما ساعات الدراسة الأسبوعية فتبلغ 27 ساعة وتزداد إلى ثلاثين ساعة في الصف الثاني أو الثالث، وذلك مع إدخال دراسة لغة أجنبية، وتتراوح الدراسة بين خمسة أو ستة أيام، وتضم فترات دراسية صباحية ومسائية. ويتولى مسؤولية الفصل أكثر من معلم. ويوفر القانون ثلاثة معلمين لكل فصلين، أو أربعة معلمين لكل ثلاثة فصول. وهناك أيضاً ما يسمى بفصول اليوم الكامل ويمضي فيها الطلاب أربعين ساعة أسبوعياً في شكل جلسات صباحية ومسائية.
وتشتمل برامج المدرسة الابتدائية على المواد التالية: اللغة الإيطالية، لغة أجنبية، الرياضيات، العلوم، التاريخ والجغرافيا، الدراسات المدنية، الدين، الرسم، الموسيقا، التربية البدنية. ويتولى المعلمون تدريس أكثر من مادة يتم تجميعها في ثلاث مجموعات هي اللغويات والتعبير، والمواد العلمية والمنطقية والرياضية، والمواد التاريخية والجغرافية والمدنية.
وفي نهاية السنة الخامسة، يجتاز الطلاب اختبار الشهادة الابتدائية لييسر لهم الالتحاق بالمستوى الثاني من التعليم الإلزامي. ويتكون اختبار تلك المرحلة من اختبارين تحريريين في مجموعة اللغويات والتعبير، ومجموعة الرياضيات والمنطق، بالإضافة إلى اختبار شفهي.
3- مرحلة التعليم الثانوي المتوسط: التعليم في هذه المرحلة إلزامي مجاني ويستمر ثلاث سنوات، وهو الوسيلة الوحيدة لاستكمال مرحلة التعليم الإلزامي، ويتطلب الالتحاق بهذه المرحلة الحصول على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية والتي يحصل عليها الطالب عادة في سن الحادية عشرة من العمر.
اهداف المرحله
وتتلخص أهداف هذه المرحلة في تقديم التوجيه للطلاب وتهيئتهم للحياة، وذلك من خلال توفير الظروف المناسبة لتطوير شخصيتهم في جميع الاتجاهات الأخلاقية، والاجتماعية، والذهنية، والوظيفية، والإبداعية، وبناء عليه يجب أن يتلاءم التعليم مع إيقاع التطور النفسي- الجسماني ودرجات بلوغ الطلاب البالغ عمرهم ما بين 11 إلى 14 عاماً، والذين يجتازون مرحلة انتقالية حرجة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة.
أما برامج التعليم في المرحلة الثانوية المتوسطة فتشتمل على تدريس المواد التالية: الدين (مادة اختيارية)، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، العلوم الطبيعية، اللغة الإيطالية، التاريخ، الجغرافيا، اللغة الأجنبية، العلوم المدنية، التعليم التقني، والفني، والموسيقا، إضافة للتربية البدنية.
ويقضي الطلاب 30 ساعة دراسية صباحية في الأسبوع، وتستغرق الحصة ساعة كاملة. ويجوز للمدرسة أن تقرر تمديد فترة الدراسة من 36 إلى 40 ساعة أسبوعياً، وذلك بناء على موافقة عدد كافٍ من العائلات، على أن تستخدم تلك الساعات الزائدة في تدريس مناهج إضافية أو أنشطة دراسية معاونة.
ويتم تقويم الطلاب من خلال سجل درجات الطلاب مع الإبقاء على إمكانية الاتصال بولي الأمر. وتصنيف التقويم يتنوع ما بين درجة ممتاز، متفوق، جيد، مقبول، وغير مقبول.
ويعتمد انتقال الطالب إلى الصف الدراسي الذي يليه على قرار مجلس الفصل المكون من معلمي الفصل بالإضافة إلى معلمين آخرين من المرحلة نفسها، ونائبين عن أولياء الأمور، وناظر المدرسة أو من ينوب عنه. ويجتاز الطالب ثلاثة اختبارات تحريرية في اللغة الإيطالية، والرياضيات، واللغة الأجنبية بالإضافة إلى اختبار شفهي واحد. وفي نهاية الثلاث سنوات، يحصل الطالب - إذا اجتاز الاختبارات المذكورة- على شهادة إتمام المدارس الثانوية المتوسطة، التي تؤهله للالتحاق بالمدارس الثانوية العليا.
مرحلة التعليم الثانوي العالي
بعد أن ينهي الطلاب فترة التعليم الإلزامي ويجتازوا اختبارات الثانوية المتوسطة، يحق لهم اختيار دورات دراسية تمتد لخمس أو أربع أو ثلاث سنوات، عند نهاية هذه الدورات، يحق للطلاب الانتقال إلى مرحلة التعليم العالي أو الانخراط في سوق العمل.
وتعتبر جميع المدارس التي توفر التعليم لفترة ما بعد الإلزامي جزءاً من التعليم الثانوي العالي الذي يتشكل من الفئات التالية:
أ - الفئة التقليدية، وتشتمل على مدارس التعليم التقليدي، إضافة إلى المدارس العلمية، ومدارس تدريب معلمي الابتدائي، ومدارس تدريب معلمي مرحلة ما قبل المدرسة.
ب- فئة التعليم التقني، ويضم المدارس التقنية.
جـ- فئة التعليم المهني، ويشتمل على جميع المدارس المهنية.
د - فئة التعليم الفني، وتشتمل على فصول فنية، إضافة إلى مدارس الفن.
وقد يحسن بنا أن نلقي الضوء على هذه الفئات الأربع من التعليم الثانوي العالي بمزيد من التفصيل.
أ - فئة التعليم التقليدي:
وتضم هذه الفئة عدة أقسام مختلفة، الأولى منها يُطلق عليها Liceo Classico وتقدم منهجاً دراسياً في العلوم الإنسانية، وتهدف إلى إعداد الطلاب للالتحاق بالجامعة وأشكال التعليم العالي الأخرى. وتتكون هذه المرحلة من خمس سنوات دراسية مقسمة إلى دورتين، إحداهما مدتها سنتان وتسمى ginnasio، والأخرى ومدتها ثلاث سنوات وتسمى Liceo .
أما القسم الثاني ويطلق عليه Liceo Scientifico فالهدف منه تطوير وتعميق تعليم الطلاب الراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية في المجال العلمي. وقد أتيح في عام 1968م لطلاب هذا القسم الالتحاق بجميع الكليات المختلفة مثل القسم السابق Liceo Classico. ويستغرق المنهج في هذا القسم خمس سنوات مقسمة إلى اثنتين أوليين يليهما فترة ثلاث سنوات نهائية بدون اختبارات متوسطة.
والقسم الثالث في هذه الفئة يعرف بمدرسة تدريب معلمي الابتدائي The Istituto Magistrale. ويستغرق منهج هذه المدرسة أربع سنوات يمكن تجديدها بسنة تكميلية خامسة يتيسر للطلاب في نهايتها الالتحاق بأي دورة تمنح درجة جامعية.
ويطلق على القسم الرابع في هذه الفئة The Scuola Magistrale ويقصد بها مدرسة تدريب معلمي مرحلة ما قبل المدرسة، وتقوم بمهمة إعداد معلمي المرحلة المذكورة، ومنهج الدراسة في هذا القسم يستمر ثلاث سنوات.
وقد شهد القسمان الأخيران في عام 1990م تطويراً جوهرياً، وأصبح على معلمي المرحلة الابتدائية وما قبلها الحصول على دورة جامعية خاصة مدتها أربع سنوات.
ب - فئة التعليم التقني:
ويخاطب هذا التعليم الطلاب البالغين 14-19 سنة، وتهيئ المدارس التقنية الطلاب لممارسة مهن أو خدمات تقنية أو إدارية في القطاعات الزراعية، والصناعية، والتجارية، والسياحية، والبحرية والاجتماعية.
وتتضمن برامج الدراسة في المدارس التقنية في العامين الأولين مواد عامة مشتركة بين جميع القطاعات والتخصصات.
أما الاختلاف الوحيد فيكمن في التدريبات العملية التي يتم تطبيقها في الورش والشركات التابعة للقطاع الذي تتبعه المدرسة. وفي السنوات الثلاث التالية تستمر دراسة بعض المواد المشتركة كالتاريخ والأدب الإيطالي والتربية البدنية. أما باقي المواد فذات علاقة بقطاع وتخصص محدد، مع أخذ التدريبات العملية الموجهة بشكل خاص في الاعتبار.
وتتراوح ساعات الدراسة الأسبوعية بين 31-38 ساعة أسبوعياً وذلك حسب نوعية الفصل والتخصص. وتستمر الحصة عادة ستين دقيقة (وقد تتراوح أحياناً بين 50-55 دقيقة).
ج- فئة التعليم المهني:
يقبل التعليم المهني الطلاب من عمر 14-17 سنة، ويتيح الفرصة لمواصلة الدراسة حتى سن التاسعة عشرة لمن يقيدون في دورات ما بعد التأهل. وقد أنشئت المدارس المهنية في الخمسينيات من هذا القرن بهدف تدريب الفنيين المؤهلين للقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والحرف والخدمات.
ويتميز المنهج الدراسي في المدارس المهنية باحتوائه على قدر عالٍ من التدريب، والتخصص، وقد كان هذا النوع من المدارس حكراً على الطلاب الذين أنهوا التعليم الإلزامي ويرغبون في دراسة منهج مختصر أملاً في التهيؤ العملي لدخول سوق العمل في أقرب وقت ممكن. لكن هذه الفكرة بدأت تتطور منذ دخول التعليم المهني في برنامج تجريبي مساعد يُعرف بـ «مشروع 92» والذي أثمر نتائج إبداعية هائلة.
وقد أصبحت دورات التأهيل التدريبي المهني الجديدة عبارة عن برامج مدتها ثلاث سنوات، يقضي الطالب سنتين منها في دراسة مناهج عامة بواقع 22 ساعة دراسية أسبوعياً، بالإضافة إلى دراسة تخصصية ذات تدريب تكنولوجي علمي بواقع 14 ساعة أسبوعياً، أما السنة الثالثة فيدرس فيها الطالب ما بين 12-15 ساعة أسبوعياً في المجالات العامة بالإضافة إلى 21-24 ساعة في مجال التخصص. ويقضي الطالب 4 ساعات أسبوعية إلزامية طوال الثلاث سنوات في برامج مستقلة بكل مدرسة حسب ظروفها المحلية. ويحق للطالب بعد الحصول على شهادة التأهيل، أن ينخرط مباشرة في سوق العمل أو يلتحق بإحدى دورات ما بعد التأهل التابعة للمدرسة المهنية ومدتها عامان، أو ينتقل للسنة الرابعة لنوع آخر من المدارس الثانوية العليا من خلال اختبارات تكميلية.
د - فئة التعليم الفني:
ويشمل هذا النوع من التعليم مدارس ثانوية عليا بالإضافة إلى معاهد تعليم عال غير جامعي، ويشمل هذا النوع دراسة جميع أشكال الفنون كالرسم والموسيقا والرقص، والفنون التشكيلية، والفنون الدرامية، والفنون المرئية، والتصوير، والديكور، والفن المعماري..إلخ.
والهدف من مدارس الفنون توفير تعليم ثقافي مناسب لتطوير المهارات الإبداعية للطلاب، وتدريبهم على الإنتاج الفني مع أخذ التقاليد المحلية في الاعتبار.
وتهتم برامج الدراسة في هذه المدارس بوجه عام بـ 34 قطاعاً كفنون (السيراميك، والذهب، والألياف، والمرجان، والمرمر، والطباعة، والخشب، والفسيفساء، والزجاج.. إلخ).
وتستمر الدراسة لمدة خمس سنوات مقسمة إلى دورة مدتها ثلاث سنوات يعقبها أخرى مدتها سنتان. وفي نهاية الدورة الأولى يجتاز الطالب اختباراً للحصول على درجة الدبلوم في فن الرسم. أما الدورة الثانية فيعقبها اختبار رسمي للحصول على درجة شهادة إتمام المدارس الثانوية العليا للفنون التطبيقية.
ويحق لخريجي المدارس الفنية "Artistic Liceosس التسجيل بالجامعة بكلية فن العمارة. وهناك عدة أكاديميات تابعة للنظام التعليمي الفني مثل أكاديمية الفنون الجميلة، والأكاديمية القومية للفن الدرامي، والمعهد العالي للصناعات الفنية، ومعهد الموسيقا، وتتراوح مدة الدراسة في هذه المؤسسات ما بين أربع وخمس سنوات، وتمنح درجة الدبلوم في التخصص المراد.
تقويم الطـــلاب
يجوز تقسيم العام الدراسي إلى فترات مدتها ثلاثة أشهر أو أربعة، ذلك بناء على قرار مجلس المعلمين الخاص بكل مدرسة، ويتم إعداد تقويم لعمل كل طالب في نهاية كل فترة، ولا يستند التقويم إلى الدرجات التي حصل عليها الطالب في الاختبارات الشفوية والتحريرية فقط، وإنما يستعين أيضاً بالمعلومات التي يقدمها المعلمون عن مشاركة الطالب في النشاط المدرسي بوجه عام، واستعداده الأولي ومدى تقدمه، بالإضافة إلى معلومات أخرى يتم الحصول عليها من خلال الاتصال بالعائلة، حيث تفيد في الحصول على معلومات عن شخصية الطالب.
وتختتم الفترة الأخيرة من العام الدراسي بتقويم ختامي عن التزام وتقدم كل طالب على مدى العام الدراسي كله، ويتحول هذا التقويم إلى درجات عشرية، فإذا حصل الطالب على 6 درجات على الأقل في كل مادة، 8 درجات عن السلوك حقق درجة النجاح التي تؤهله للانتقال للسنة التالية.
وبدءاً من العام الدراسي 94/1995م تم إدخال فكرة التدريس المساعد الإضافي (مايشابه فصول التقوية) للطلبة الذين لا يحصلون على تقدير مقبول ويضطرون إلى اجتياز ما يسمى باختبارات «الإعادة» وتستهدف هذه الفصول طلبة الدورات الصباحية والمسائية في المدارس الثانوية العليا ممن يعتبر مستواهم في مادة أو أكثر دون المستوى المطلوب، ويدير هذه الفصول معلمو المدرسة ويمكن أن تُجرى أثناء العام الدراسي.
وفي نهاية دورات المدرسة الثانوية العليا، يخضع الطلاب لاختبار شهادة إتمام المدرسة الثانوية العليا، ولا يحق دخول الاختبار إلا للطلاب الذين حصلوا على تقويم إيجابي في نهاية العام الأخير، ويتكون الاختبار من اختبارين تحريريين وثالث شفهي، يعقد أمام لجنة من الممتحنين تعينها وزارة التعليم، ويحصل الطلاب في الأقسام التقليدية، والعلمية، وتدريب المعلمين، والمدارس الفنية على شهادة إتمام المرحلة الثانوية العليا، والتي تعتبر ضرورية للحصول على أي عمل أو للتسجيل في معاهد التعليم العالي أو الجامعات.
المدارس الأهلية
يخول الدستور الإيطالي للأشخاص أو الهيئات الخاصة حق إقامة مدارس ومعاهد تعليمية دون أي مسؤولية تجاه الدولة.
ويتطلب إنشاء مدارس ابتدائية أهلية الحصول على تصريح من وزارة التعليم. ومن أجل الحصول على هذا التصريح أو الترخيص يجب على مقدم الطلب أن يثبت قدرته الأخلاقية والقانونية على إنشاء هذه المدرسة، وأن يكون حاصلاً على شهادة الثانوية، ويظهر تناسب المبنى المستخدم وقدرته العملية على الوفاء بمتطلبات المدرسة.
وبمقدور المدارس الابتدائية الأهلية الحصول على اعتراف قانوني بل وتمويل رسمي حينما تستطيع الخدمات التي تقدمها أن تحل محل، أو تتكامل مع تلك الخدمات التي تقدمها الدولة، وهناك نوعان للمدارس الابتدائية الأهلية المعترف بها وهما:
1- مدارس معترف بها رسمياً.
2- مدارس أهلية مرخص بها.
فأما المدارس المعترف بها رسمياً فتديرها هيئات، أو اتحادات أو منظمات ذات وضع قانوني، وتلقى هذه المدارس اعترافاً رسمياً بموجب اتفاق يتضمن شرط التمويل بما يصل إلى نسبة (100%) . وللحصول على هذا الاتفاق يجب على تلك المدارس الوفاء بالشروط التالية:
أ - أن تكون مفتوحة أمام عامة السكان القاطنين في موقع محدد.
ب - أن تكون مجانية، أي دون رسوم.
جـ- تدرس برامج ومناهج، وتلتزم بجدول يتفق مع مثيلاتها في المدارس الابتدائية الحكومية.
د - أن يكون مبنى المدرسة مناسباً.
علاوة على ذلك، يجب أن يتمتع المعلمون في تلك المدارس بدرجات علمية تؤهلهم للتدريس بالمدارس الابتدائية، ويكونوا من ذوي الشخصيات المتمتعة بالأخلاق الرفيعة، وأن يستلموا الأجور نفسها التي يحصل عليها نظراؤهم في المدارس الحكومية. وتكتسب المؤهلات الصادرة عن هذه المدارس الصلاحية القانونية نفسها التي تتمتع بها الشهادات الصادرة عن مدرسة ابتدائية حكومية.
أما المدارس الابتدائية المرخصة فالقائمون على إدارتها مواطنون حاصلون على شهادة تدريب معلمي الابتدائي أو دبلوم الثانوية التقليدية أو التقنية، أو أي مؤهلات أخرى تقرر قدراتهم القانونية والأخلاقية. ويجب على هذه المدارس أن تتوافق إجمالاً مع أهداف المنهج المقرر في المدارس الابتدائية الحكومية.
التعليم فى مصر
لقد تطور التعليم في مصر على ما كان عليه منذ عدة سنين ولكن هناك بعض المشــاكل التي تواجه الطلاب في المدارس ، والتي تجعلهم يكرهون التعليم ، ففي المرحلة الأولى ، " الحضانة " يجلس التلميذ دون أن يتكلم ,يضع إصبعه على فمه ولا يتفوه بأي كلمة ، فيصبح الطفل عاجز عن التفكير . وفي المرحلة الابتدائية يعتمد التلميذ على ما هو مقرر عليه في الكتب , ولا يطلع على الكتب المكتبية العلمية والثقافية ، ويعتمد أيضا على حفظ الكتب فقط دون فهمها .وفي المرحلة الإعدادية والثانوية تأتي المشكلة الكبرى وهي اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية وعلى المعلم ولا يعتمدون على أنفسهم ومذاكرتهم ، وأيضا اعتمادهم على حفظ المناهج وعدم فهمها . هذه هي المشكلة الأولى . أما المشكلة الثانية : هي إمكانيات مصر؛ إن الإمكانيات في مصر غير متوفرة بالحد المطلوب ، وقد أثبتت الإجراءات والأبحاث أن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم ، ولكن الذي يعوق استخدام ذكاؤه في إنتاج شيء يفيد البشرية ، وهذه المشكلة تدفعهم إلى السفر للخارج و العمل هناك ، مثل الدكتور أحمد زويل الذي سافر إلى الخارج وكمل دراسته وعمل هناك ، ونجح وأصبح من أكبر العلماء المشهورين .الطفل المصري قادر على أن يصنع شيء يفيد البشرية ولكن هذه المشكلة تعوقه وتعوق تفكيره ونمو ذكاؤه
الابتدائي و الإعدادي و الثانوي حيث زادت نسبة الالتحاق من 28% بين عامي 1996 – 2000 و تم كذلك تضييق الفجوة النوعية و الجغرافية و إدخال التكنولوجيا.
و بالرغم من ذلك فلا تزال العديد من التحديات تمثل عقبة نحو تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة و من ضمنها زيادة فرص الالتحاق بالتعليم للأسر الفقيرة و على الأخص الفتيات. و يمثل نظام التعليم الحالي تحديا نوعيا على مستوى كافة المراحل بدءا من مرحلة التعليم المبكر و حتي مرحلة التعليم الجامعي حيث يعتمد على أساليب و مناهج يمكن تطويرها لمواكبة متطلبات التنمية البشرية في مصر و الاقتصاد العالمي.
و تأتي استراتيجية التعليم التي أعلنتها إستجابة للتحديات التي تواجه تطوير نظام التعليم و يعالج المشروع مسألة تلبية احتياجات الأطفال المعرضين للخطر و المحرومين في إطار تنقيذ تلك الاستراتيجية. و سوف يركز أحد مكونات المشروع على عنصر الجودة من خلال تطوير المناهج و الأدوات التعليمية في ضوء المعايير الوطنية. كما يدعم المشروع تدريب المعلمين و توفير الوجبات الغذائية في الحضانات الحكومية و الحضانات التي تتولى إدارتها الجمعيات غير الحكومية.
و من خلال المنح المشاركة المقدمة للمجتمعات المحلية يهدف المشروع إلى زيادة نسبة التحاق الأطفال المحرومين من فرص التعليم المبكر بالحضانات المسجلة لدى وزارة الشئون الاجتماعية. و سوف يقدم المشروع الدعم اللازم لتنمية القدرات على المستويين المركزي و المحلي مستهدفا كذلك الجمعيات غير الحكومية.
و يعلق السيد إيمانيويل إمبي مدير مكتب البنك الدولي بمصر على المشروع قائلا: "تم إعداد المشروع في إطار الالتزام الذي تعبر عنه الحكومة نحو إصلاح التعليم قي مراحل الطفولة المبكرة كإحدى ركائز التنمية الاقتصادية و البشرية حيث أثبتت التجارب و الخبرات جدوى عالية للاستثمارات في تلك المرحلة العمرية ." و يشير كذلك إلى "أن المشروع يعد فرصة للاستفادة من تلك الخبرات في إطار الشراكة بين البنك و الحكومة و الهيئات الدولية بهدف دعم تنمية المجتمع المصري."
و يعد المشروع متوافقا مع مبادئ الاستراتيجية القطرية التي أعدها البنك لدعم مكافحة الفقر ودعم موارد التنمية البشرية في مصر.
عائشة مزيد.. عمرها 43 سنة تعيش فى قرية بدوية صغيرة هى الجورة التابعة للشيخ زويد بشمال سيناء تصف كيف تركت المدرسة عندما كانت صغيرة في الصف الخامس الابتدائي و عمرها 11 سنة عندما كان التعليم غير متاح للبنات.
«و بسبب العادات و التقاليد المتشددة بالنسبة لتعليم البنات، و كذلك لبعد المدرسة عن القرية التي أعيش فيها».. و عندما كان عمرها 32 سنة حصلت على الشهادة الابتدائية و استكملت تعليمها و حصلت على دبلوم الصنايع قسم زخرفة منذ 4 سنوات فقط. و قالت عائشة: «لإحساسي بالمشاكل التى يعاني منها مجتمعنا و خاصة البنات استخرجت شهادات ميلاد لعدد 600 فتاة من ساقطات القيد ليستطعن الالتحاق بالمدارس».
و عن مدى اختلاف التعليم الآن عما كان عليه فى السبعينيات عندما كانت صغيرة تقول: «نظرة المجتمع تغيرت الآن بالنسبة لتعليم البنات و أصبح لمعظم الناس و هناك أعداد كبيرة من البنات دخلت الجامعة و بنات عمي الاثنين التحقوا بكلية الطب خارج سيناء.. كما أن أعداد المدارس زادت كثيراً عن ذي قبل».
و في - مقابلات - لأكثر من 1025 مواطنا مصرياً في خلال الأسابيع القليلة الماضية ظهر التعليم كمشكلة كبرى يعاني منها المجتمع بعد المشاكل الاقتصادية و البطالة.
و المواطن المصرى يتساءل ماذا قدمت الحكومة خلال الخمس و العشرين سنة الماضية فى مجال التعليم من بناء للمدارس الجديدة و تأهيل للمدرسين و ادخال التكنولوجيا الحديثة فى مجال التعليم و جعل المدرسة جاذبة للتلاميذ و غير طاردة لهم.
آخر تقرير للتنمية البشرية العربية لعام 2004 يشير إلى أن هناك تسربا من التعليم الابتدائي و حتى الثانوي بنسبة 9% سنوياً بمصر، و أن 10% من الاطفال لا يتم قيدهم أساسا في المرحلة الابتدائية أي أن 19% من أبنائنا لا يتعلمون و تزيد النسبة بين البنات.
و انتقد المواطنون الذين قمنا بمقابلتهم النظام التعليمي بقسوة «أبناءنا تهرب من المدارس لأن المدرسة ليست جادة في تعليم أبنائنا» هكذا يقول عبدالله «رفض ذكر اسمه بالكامل» عمره 50 سنة من الإسكندرية. سيدة.. عمرها 40 سنة من الإسكندرية تقول: «التعليم مصيبة كبرى و قد أخرجت أولادي الاثنين من السنة الرابعة الابتدائي دون ان يعرفوا حتى كتابة أسمائهم و فضلت أن يتعلموا مهنة ميكانيكي سيارات في هذه السن الصغيرة أفضل من التعليم الذي لا طائل منه».
و تظهر بوضوح مشكلة التسرب من التعليم في قرى صعيد مصر و كذلك المناطق النائية مثل قرى شمال سيناء لعدم بناء مدارس بجميع القرى مما يضطر أولياء الأمور إلى منع بناتهم من الانتقال إلى قرى أخرى مجاورة لخوفهم عليهن بالاضافة إلى أسباب أخرى.
على أن الشكوى ليست من الأهالي و الطلاب فقط فهناك شكوى من المدرسين أنفسهم و من مديري المدارس. عبدالناصر ربيع.. مدير مدرسة ابتدائية بالعريش حاصل على - دبلوم معلمين: «خدمت 28 سنة فى مجال التعليم» و يشكو من عدم جدية الطلاب فى تحصيل العلم بالإضافة إلى زيادة عدد الطلاب بالفصول حتى ستين طالبا الأمر يمثل عبئا كبيرا على المدرس في توصيل المعلومة بالصورة الصحيحة و السرعة، كما يشكو من عدم تأهيل المدرس و تدريبه قبل استلامه العمل مما يجعله دون المستوى المطلوب سواء فى التعامل مع التلاميذ أو فهم طريقة شرح المناهج بالأسلوب المبسط الذى يراعى قدرات كل طالب في الفصل.
إيناس مدحت أم لديها ثلاثة أبناء في سن التعليم و تعمل مدربة فى أحد المراكز الرياضية بالإسكندرية تقول: «الدروس الخصوصية تلتهم معظم دخل الأسرة البسيطة و نضطر لإعطاء أبنائنا دروسا خصوصية لعدم استيعابهم الدروس داخل الفصول العالية الكثافة و تخوفا من المدرس ان ينتقص من درجات اعمال السنة للتلميذ».
و لي أمر «رفض ذكر اسمه» من العريش يقول «ابني بدأ في تلقي درس خصوصي و هو فى الصف الأول الابتدائي» في إشارة إلى أنه يريد له تعليماً أفضل.
إيمان مرسي مدرسة من مدينة طنطا تقول: «من خلال عملي اتضح تعود أولياء الأمور على إعطاء أبنائهم دروسا خصوصية في الاجازات الصيفية و قبل بداية العام الدراسي».
و قد دافع أحد المدرسين عن زملائه لأنهم يقومون بأعمال أخرى غير التدريس للإنفاق على أسرهم. محمد أحمد قطب مدرس ابتدائي بمدرسة نزلة البرشا بملوى بصعيد مصر يقول: «بالرغم من أن المدرس لابد أن يحافظ على احترام تلاميذه له، و نظرا لأن مرتباتنا محدودة لا تتعدى 200 جنيه شهرياً لذا نتجه إلى العمل بمهن أخرى كالسباكة أو النجارة أو تركيب أرضيات، و المجتمع يطلب منا الكثير و ينسى أن لدينا احتياجات و مطالب لأسرنا يجب أن نلبيها».
و يخرج الجميع بقناعة خاصة أنه طالما كانت الخدمة المقدمة مجانية لابد أن يطولها الاهمال والتسيب. فلاح من طنطا متزوج ويعول أسرة يقول «أولادي دخلوا المدرسة و خرجوا منها دون ان يتعلموا شيئا لأن الخدمة المجانية لا يتم الاهتمام بها أو بالفقراء الذين هم أوليى الناس بالرعاية مما يجعلهم يلجأون الى الدروس الخصوصية و معنى هذا ان التعليم ليس مجانيا كما يقولون
استخدام التعليم عن بعد في دعم التعليم الأساسي في مصر من خلال الإذاعة، بنوعيها، قديم نسبيا. فيعود الاستغلال الموثق للتلفزيون في مجال محو الأمية مثلا إلى الستينيات الأولي. وربما سبقته الإذاعة. ويدل شتات الوثائق المتاح على ثراء البرامج الإذاعية، المسموعة والمرئية، في دعم تعليم الكبار والتعليم الأساسي، وهناك الآن مشروع لتدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالراديو.
وقد قامت وزارة التربية والتعليم بجهد في إعداد مواد للدراسة المستقلة بواسطة المعلمين في مجالي التربية السكانية والبيئية. ويمكن أن يندرج تحت وسائط الدراسة المستقلة أيضا جهد وزارة التربية والتعليم في إعداد مواد تعليمية على شرائط فيديو وأقراص مضغوطة، بفرض توافر المعدات اللازمة، وإمكان استخدامها بواسطة التلاميذ.
ولعل نظام الانتساب الموجه لمعلمي التعليم الأساسي من خريجي معاهد المعلمين والمعلمات، والذي يطبق بالتعاون مع كليات التربية في الجامعات المصرية هو برنامج التعليم عن بعد الوحيد المتكامل في مصر، حيث ينتهي إتمامه بالحصول على شهادة في التربية (التعليم الأساسي) تعادل درجة البكالوريوس. حيث يعتمد الملتحقون بالبرنامج على التعلم الذاتي، بالإضافة إلى الحضور إلى مراكز دراسية في أوقات فراغ مناسبة، والانتظام في الدراسة أثناء العطلة الصيفية لمدة شهرين لدراسة المواد التي تتضمن جوانب عملية. وهذا البرنامج من أقدم البرامج (تعود بداياته إلى عام 1983) وأضخمها. ويُقدّر أنه قد تم تأهيل أكثر من مائة ألف معلم منذ بدء البرنامج (المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، 1998).
ولا خلاف في أن شبكة الاجتماع بالفيديو في مصر منجز تقاني بارز يعبر عن طفرة في استخدام وسائل التعليم عن بعد الإثرائية، حيث يشكل ارتباط 29 مركزا للتخاطب الآني بالصوت والصورة، يمكن أن تستوعب ما يربو على 3700 مشارك، تجسيدا لتقانات الاتصال الأحدث ذات شأن عظيم. وقد استخدمت الشبكة بكثافة منذ إنشائها. وتشير إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي إلى عقد 124 برنامجا باستعمال الشبكة خلال اثني عشر شهرا المنتهية في منتصف 1998، ضمت قرابة 170 ألف مستهدف، بالإضافة لاجتماعات الدكتور الوزير بقيادات التعليم على مستوي الجمهورية باستخدام الشبكة.
ويوفر تزويد المدارس بالحواسيب المجهزة بالاتصال عبر خطوط الهاتف، من حيث المبدأ، إمكان اتصال المعلمين والتلاميذ بالشبكات، خاصة الإنترنت، التي أصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات، وسبيلا مهما للتعلم الذاتي. ويستمد من إحصاءات مركز التطوير التكنولوجي أنه قد تم، حتى نهاية عام 1998، تزويد أكثر من عشرة آلاف مدرسة في مراحل التعليم الأساسي بهذه القدرة.
ولا ريب في أن القنوات الفضائية المخصصة للتعليم، ونصيب التعليم الأساسي منها أربع، هي أحدث الإضافات لترسانة وسائط التعليم عن بعد في مصر. ورغم أن القنوات التعليمية المتخصصة مازالت في مراحلها الأولي، فقد احتدم الجدل حولها: تكلفتها وجدواها، وتحدي كم الإنتاج الهائل المطلوب، ومضمون البث، ومواعيده، ووسيلة استقباله وتكلفتها، وانعكاس ذلك كله على قدر فائدة الفئات الاجتماعية المختلفة منه (انظر، على سبيل المثال، تقرير الحلقة النقاشية التي عقدها مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بكلية الإعلام، في "الأهرام الاقتصادي"- 25 يناير 1999).