Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث علمى عن التعليم في مصر قبل عصر محمد علي الأحد 23 أبريل - 13:31 | |
| عظم شأن التعليم و الثقافة في العهد المملوكي , فغدت القاهرة مهبط العلماء والادباء , وخلفت القاهرة مدينة بغداد في ميدان العلوم والمعرفة والفنون ولما غزا العثمانيون مصر تحولت القاهرة الي مدينة ثانوية قليلة الشأن وأخذت العلوم في الانحطاط وافل نجم الثقافة والتعليم , وعم الجهل والتخلف , فلم يكن العثمانيين اصحاب أي ماضي في العلم او في الثقافة ينقلونه الي البلاد التي وقعت تحت سيطرتهم , اضافة الي انهم كانوا يجهلون اللغة العربية رغم انهم يدينون بالدين الاسلامي , فكانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية في عهدهم الطويل , ولذلك انحط شأن اللغة العربية , وندر نبوغ العلماء والادباء والمفكرين , فكان اكثر ما كتب في هذا العصر انما هو من قبيل الشروح والحواشي , علي المصنفات القديمة - واقتصر التعليم في عهد العثمانيين علي الازهر والكتاتيب , واندثرت المدارس التي انشأت في عصر المماليك , وكان التعليم الازهري قاصرا علي العلوم الشرعية وبعض الحساب اللازم لضبط أحكام المواريث . اما العلوم العملية فلم يكن لها أدنى نصيب في التعليم الازهري كذلك اندثرت دور الكتب التي كانت تزخر بها القاهرة في عهد المماليك ولم يتبقى منها الا مكتبة الجامع الازهر وبلغ انحطاط العلم والتعليم في مصر في اواخر الحكم العثماني ادنى مستوياته حتى تولى محمد علي حكم مصر عام 1805 م . فقام بانشاء المدارس ونظم التعليم وأتى بالمعلمين من اوروبا وارسل البعثات التعليمية الي الخارج واحدث نهضة علمية كبيرة تخدم طموحاته في بناء مصر الحديثة. النهضة التعليمية في عصر محمد علي تطلع محمد علي الي بناء دولة قوية في مصر والشام والحجاز , ولم يكن من سبيل لتحقيق ذلك الابالعلم الذي هو اساس كل نهضة , فقام بوضع نظام تعليمي حديث يضمن تنشئة جيل من ابناء البلاد قادر على تحمل المسؤلية في عملية الاصلاح والنهوض بالبلاد , مع الابقاء على الازهر الشريف بتراثة العلمي والديني والانتفاع ببعض النابهين من طلابه مع طلاب المدارس النظامية , وارسال بعض هؤلاء في بعثات علمية الى اوروبا .فقامت سياسة محمد علي التعليمية على المحاور الاتية : 1- اقامة المدارس على النظم الحديثة , وانشاء ديوان خاص بها 2- نقل المعارف والعلوم الاوربية الي مصر .وتم ذلك عن طريق : - استقدام المدرسين الاجانب الى مصر - ارسال البعثات العلمية الى اوربا - الترجمة عن اللغات الاوربية 3- النهوض بالطباعة باعتبارها اهم وسيلة لنقل الحضارة والثقافة الاوربية اولا: اقامة المدارس وانشاء ديوان خاص بها شملت المدارس التي انشاها محمد علي كل مراحل التعليم من المرحلة الاولية , والثانوية , والتعليم الخاص وكان التلاميذ يساقون قسرا الي المدارس بعد اجبار اولياء امورهم علي ارسالهم ولو ادى الامر الي انتزاعهم بالقوة , هذا على الرغم من المغريات التي بذلتها الدولة لترغيب الاهالي في تعليم اولادهم فكانت المدارس تتولى ايواء التلاميذ واطعامهم وتقدم لهم الملابس والرواتب الشهرية - وبلغ عدد المدارس الابتدائية التي انشأها محمد علي 66 مدرسة منها 40 بالوجه البحري وعدد 26 مدرسة في الوجه القبلي . - كما انشأ مدرستين تجهيزيتين احدهما في القاهرة والاخرى في الاسكندرية - اما المدارس التخصصية او العالية , فشملت مدارس للطب والهندسة والطب البيطري والزراعة واللغات ومدارس حربية للطوبجية والخيالة والبيادة هذا الي جانب مدارس للموسيقا والفنون والصناعات وكان بالقطر المصري نحو 10000 (عشرة الاف) تلميذ ينتظمون في هذه المدارس … ومن اهم المدارس العالية التي انشأها محمد علي ما يلي: 1- مدرسة الطب أنشأها محمد علي بناء على مشورة من الطبيب الفرنسي كلوت بك الذي استقدمه محمد علي ليكون طبيبا ورئسا لجراحي الجيش المصري فأشار على محمد علي بأنشاء مدرسة للطب يلتحق بها الطلبة المصريون فتم انشاؤها في عام 1827م في ابي زعبل , كما أنشأت مدرسة ملحقة بها لتعليم اللغة الفرنسية , حيث كانت هيئة التدريس في مدرسة الطب تتكون من أساتذة فرنسيين وقلة من الايطاليين . وبعد مضي خمس سنوات على انشاء هذه المدرسة , وقع الاختيار على اثنى عشر طالبا من اوائل الخريجين ليكونوا أول بعثة لدراسة الطب في فرنسا عام 1832م وعندما عاد هؤلاء الطلبة كلفتهم ادارة المدرسة بترجمة بعض امهات كتب الطب الى جانب اشتغالهم كمعيدين ومساعدين للاساتذة الاجانب 2- الطب البيطري مدرسة. بدأت في رشيد عام 1828م ثم الحقت بعد سنتين بمدرسة الطب البشري في ابي زعبل , وكان مديرها فرنسيا , ولما نقلت مدرسة الطب البشري الي قصر العيني في عام 1837م انتقلت مدرسة الطب البيطري الي شبرا . 3- المدارس الفنية . وتشمل المدارس الزراعية والهندسية اما المدارس الزراعية , فكان اهمها مدرسة الزراعة بشبرا الخيمة , التي بدات الدراسة بها عام 1833م والمدرسة الزراعية بنبروه التي انشأت عام 1836م . وكانت هيئة التدريس في هذه المدارس من اعضاء البعثة الزراعية الذين عادوا من اوربا ومنهم يوسف افندي الذي تولى ادارة مدرسة نبروه الزراعية . واما المدارس الهندسية : فقد عني بها محمد علي عناية خاصة نظرا لاحتياج البلاد الى مهندسين لمسح الارض وحفر الترع وانشاء القناطر والجسور وتسييد المصانع ودراسة طبقات الارض للبحث عن المعادن . وخدمة الجيش ببناء الثكنات والطوابي والاستحكامات وكانت اخر مدرسة للهندسة انشئت في عهد محمد على هي مدرسة بولاق عام 1834م التي نظمت على نسق مدرسة الهندسة بباريس ثم انضمت اليها مدرسة المهندسين بالقناطر الخيرية ومدرسة المعادن بمصر القديمة . 4- المدارس الصناعية : وكان اهم هذه المدارس ما يلي. أ- مدرسة العمليات , اوالفنون والصنائع التي انشئت عام 1837م بهدف تخريج الصناع المهرة ب- مدرسة الكيمياء : وانشئت في مصر القديمة لدراسة الصناعات الكيميائية ج- مدرسة المعادن : انشئت في عام 1834م لدراسة كل ما يتعلق بالصناعات المعدنية . 5- مدرسة الالسن. أمر محمد علي بانشائها عام 1835م باسم مدرسة الترجمة ثم تغير اسمها الي " مدرسة الالسن " ويرجع الفضل في انشائها الي اقتراح من رفاعة الطهطاوي الذي تولى ادارة المدرسة واختار للدراسة بها ثمانين طالبا, وعني فيها بتدريس اللغتين العربية والفرنسية , تليهما اللغة التركية والانجليزية . - انشاء ديوان المدارس . كان تنظيم المدارس تابعا لديوان الجهادية , في بداية عهد انشائها , فكانت الجهادية تتولى امر المدارس والاشراف عليها حتى امر محمد علي بتأليف مجلس عام للنظر في تنظيم المدارس عام 1836م برئاسة احد رؤساء البعثات العلمية الي فرنسا , وهو مصطفى مختار الذي تخصص في دراسة الفنون الحربية وعلى يديه ولدت اول وزارة للمعارف في مصر والعالم العربي . وضم المجلس في عضويته عدد من اكابر المصريين ونظار المدارس العليا ونتج عن مناقشات المجلس توصيات وضعت موضع التنفيذ حيث اشار المجلس بتقسيم التعليم الى ثلاث مراحل : هى الابتدائية والتجهيزية والخصوصية , واشار المجلس بتوزيع المدارس على الاقاليم حسب عدد السكان , مع انشاء مدرستين تجهيزيتين في القاهرة والاسكندرية . - ولما كانت المدارس بعد انشائها تحتاج الى هيئة فنية للاشراف عليها وكانت هذه الناحية غير متوفرة في ديوان الجهادية , فقد صدر قرار محمد علي بانشاء ما يعرف باسم " شورى المدارس " او مجلس المدارس لمتابعة الشؤن الفنية للمدارس غير انها ظلت من الناحية الادارية تابعة لديوان الجهادية وفي فبراير من عام 1837م اصدر محمد علي قرارا بانشاء ديوان المدارس واسند رئاسته الى مصطفى بك مختار . وبذلك انفصلت تبعية المدارس في مصر عن ديوان الجهادية وحددت اللائحة الصادرة لهذا القرار اختصاصات ديوان المدارس بادارة المدارس والكتب خانات ( دور الكتب) – والمعامل والمتاحف وقناطر الدلتا ومطبعة بولاق وجريدة الوقائع المصرية . وبعد وفاة مصطفى مختار الذي يعتبر اول وزير للمعارف المصرية عام 1839م ,تولى رئاسة ديوان المدارس ابراهيم ادهم باشا. ثانيا: نقل المعارف والعلوم الاوربية الى مصر . كانت الحضارة الاوربية على عصر محمد علي قد بلغت درجة رفيعة من الرقي والتقدم فاتجهت انظار محمد علي الى اوربا للاقتباس من حضارتها لبناء دولته الحديثة . وقد اعتمد في ذلك على ما يلي : 1 - استقدام المدرسين الاجانب المتميزين الى مصر . كانت فكرة محمد علي الاساسية في ذلك هى ان يعهد للاجانب الذين يثق في علمهم بتعليم طلبة المدارس التي انشأها حتى اذا أتم هؤلاء تعليمهم خلفوا اساتذتهم في مراكزهم . وفي هذا السياق استعان محمد علي بعدد من العلماء الاوربيين كان معظمهم من الفرنسيين وكان من ابرزهم " كلوت بك " الذي انشأ مدرسة الطب , ومسيو لامبير ناظر مدرسة الهندسة و هاملتون ناظر مدرسة الطب البيطري 2- ارسال البعثات التعليمية الى اوربا . كانت اول بعثات محمد علي الي اوربا في سنة 1809م الى بعض المدن الايطالية وتلتها بعثة ثانية في سنة 1813م الى ايطاليا ايضا لدراسة فن الطباعة وسبك الحروف وبعض الفنون العسكرية وبناء السفن . ثم تحولت البعثات العلمية الى فرنسا حيث تأسس اول مكتب مصري للبعثات في باريس عام 1826م وتكونت البعثة من 44 عضوا تحت اشراف العالم الفرنسي " جومار " وسافر مع هذه البعثة الشيخ رفاعة الطهطاوي كامام لها ومرجعا لشؤنها الدينية , وكان من اعضائها ايضا مصطفى مختار الذي تولى ديوان المدارس فيما بعد وقد زاد عدد اعضاء هذه البعثات حتى وصل الى 144 عضوا في العام 1833م. اما التخصصات العلمية التي درستها هذه البعثات فشملت : العلوم العسكرية والهندسة والطب والجراحة , والميكانيكا , والكيمياء , والزراعة والتاريخ الطبيعي . ولما عاد اعضاء هذه البعثات الي مصر كانوا دعامة المشروعات العظيمة التي فكر فيها محمد علي واستطاعوا القيام باعباء العملية التعليمية في مصر خلفا لبعض الاجانب الذين استعان بهم محمد علي في البداية . فقد تولى يوسف افندي بعد عودته من فرنسا ادارة مدرسة الزراعة العليا , وتولى مصطفى مختار رئاسة ديوان المدارس , كما تولى رفاعة الطهطاوي انشاء وادارة مدرسة الالسن وغير هؤلاء كثيرون من اعضاء البعثات التعليمية الذين عادوا الى مصر حاملين العلوم الاوربية , فقد عمل الاطباء الاثنى عشر- الذين عادوا من فرنسا بعد دراسة الطب- كمعيدين ومساعدين للاساتذة الاجانب وفي عام 1837م أمكن الاستغناء عن المدرسين الاجانب في مدرسة الهندسة وحل مكانهم عدد من اعضاء البعثة الهندسية التي عادت من فرنسا . 3-حركة الترجمة . اهتم محمد علي بحركة الترجمة من اللغات الاجنبية في مختلف العلوم وكان حريصا على التاكد من كفاءة ومهارة اعضاء البعثات العلمية عند عودتهم الي مصر حيث كان يأمر كل واحد منهم بترجمة كتاب في العلم او الفن الذي تخصص في دراسته وفي عهد محمد علي نهضت اللغة العربية بعد ان اصبحت لغة الكتب والتدريس في مختلف العلوم , واخرجت المطبعة الاميرية ببولاق عدد كبير من الكتب العربية المؤلفة والمترجمة في مختلف العلوم والفنون كالطب والرياضيات والعلوم الانسانية والجولوجيا والعلوم الحربية وغيرها . ذلك ان خطط محمد علي الاصلاحية والعسكرية كانت تتطلب كتبا مترجمة عن اللغات الاجنبية تساير التقدم العلمي الحديث كما حرص محمد علي على شراء الكتب العلمية التي يشير بها كبار موظفيه من اوربا ويأمر بترجمتها الى العربية خاصة اذا كانت تختص بالعلوم العسكرية اوالهندسية اوالطبية - وفي مدرسة الطب قامت هيئة من المترجمين بترجمة الكتب الطبية الي العربية وكان اول كتاب طبي مترجم في هذه المدرسة هو كتاب ( القول الصريح في علم التشريح ) وكان يراجع ترجمة الكتب الطبية عددمن المحررين , ويصحح لغتها ومصطلحاتها طائفة من شيوخ الازهر . كما شارك الطلبة المصرين بعد عودتهم من البعثات العلمية في ترجمة امهات الكتب الطبية وكذلك كان الحال في مدرسة الزراعة , حيث قامت هيئة التدريس من اعضاء البعثات العلنية بترجمة الكتب الخاصة بعلوم النبات من الفرنسية الى العربية . وكذلك الحال في مدرسة الهندسة , - وفي عام 1835م أمر محمد علي بأنشاء مدرسة الترجمة التي تغير اسمها الى مدرسة الالسن التي انشئت بهدف اعداد مترجمين في مختلف العلوم والفنون , واعداد مدرسين لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس وقد بلغت اعداد الكتب التي ترجمت على يد خريجي مدرسة الالسن حوالي 2000 كتاب ثالثا - الطباعة والنشر . بدأ محمد علي التفكير في انشاء المطبعة في بدايات عهده عندما ارسل بعثة علمية الى ايطاليا للتخصص في فن الطباعة , وبعد خمس سنوات تقريبا تم انشاء مطبعة بولاق التي بدات تخرج كتبها المطبوعة سنة 1822م . كما انشأ محمد علي مصنع للورق في بولاق , وكانت هذه المطبعة من اهم الوسائل التي استخدمت في نقل العلوم والفنون الاوربية الي مصر . - وكانت الكتب المطبوعة توزع علي طلاب المدارس والمعاهد العلمية وعلى الجند والضباط في فرق الجيش , كما امكن لمن اراد من افراد الشعب ان يقتني نتها ما يشاء ولم تقتصر الطباعة على المطبعة الكبرى في بولاق , بل انشئت مطابع صغيرة اخرى ملحقة بالمنشأت التعليمية البعيدة عن بولاق , ليتيسر لها طبع الكتب التي تترجم بها كما الحقت ببعض الدواوين مطابع خاصة بها وقد كان الغرض الاساسي من انشاء هذه المطابع هو طبع الكتب المترجمة , ولكنها قامت ايضا باعادة طبع العديد من المخطوطات القديمة
|
|