خروج الدم بالحجامة ، أو الفصد ، أو التشريط في الأذن : عافية للمريض الذي ينفعه خروج الدم ، وقضاء الديون ، وزوال النكد. وهو لمن لا يصلح له : نكد ، وذهاب مال ، أو موت. وكذلك خروجه للصحيح. فإن كان ذلك بأمره : كان عن اختياره. وإن كان في زمن الصيف ، أو كأنه في المنام كان مريضاً : كان خروج المال منه لأجل فائدة. وإن كان في الشتاء : كان ذلك كلاماً ردياً ، لكون الأجسام محتاجة إلى حفظ الدماء. وأما إن كان الخارج منه الدم في حرب ، أو سفر : جرح ، أو قطعت عليه الطريق.
قال المصنف : واعتبر خروج الدماء بما ذكرنا وغيره. كما قال لي إنسان : رأيت أن الدم يخرج من عيني ، قلت : تفارق من تحبه وتبكي عليه كثيراً ؛ كما يقال : بكيت بدل الدمع دماً. وقال آخر : رأيت أنني احتجمت في لساني ، قلت : يكتب عليك مكتوب لأجل كلامك. ومثله قال آخر ، قلت : يكتب عليك لأجل ميزان ، أو قبان. وقال آخر : رأيت أنني قد ركبت كاسات للحجامة كثيرة على بدني ، قلت : يطلع عليك طلوعات ، أو حريق في بعض بدنك. وقال آخر : رأيت أنني أشرط ألسنة الناس بمشراط الحجامة وأستخرج منها زيتاً ، قلت : يصير لك أمر على استخراج دهن البلسان ، فكان كذلك. وقال آخر : رأيت أنني أشرط الناس في آذانهم ، قلت : تسمع الناس كلاماً ردياً.
خروج العرق ، أو البول ، أو الغائط : دال على الراحة ، والفرج. فإن كان كثيراً خلاف العادة ، أو تلوث به ، أو رائحته ردية ، أو بال والناس ينظرون إليه – وهو لا يليق به ذلك - فنكد ، وإظهار سر يفتضح به. وكذلك إن سمع الناس صوت خروج الريح ، أو وجدوا لها رائحة ردية. وتدل على البناء الردي. وإن لم يكن شيء من ذلك ، كان خروجها : راحة ، وفائدة. وأما أكل الغائط ، أو شرب البول : فبدل على الشبه ، والأموال الردية ، وعلى وقوع الشدائد ، لكونه لا يستعمل إلا وقت الشدة. والله أعلم.
قال المصنف : واعتبر خروج العرق : كما قال لي صعلوك في زمن الشتاء : رأيت أنني عرقت عرقاً كثيراً ، قلت : يحصل لك كسوة ، لأن العرق لا يكون إلا عند دفء الجسم. وقال آخر : رأيت أنني عريان بين الناس وقد عرقت قلت : يخشى على جسمك أن يسيل دماً من ضرب ، أو غيره. وقال آخر : رأيت أنني عرقت وأنا سابح فيه سباحة شديدة ، قلت له : فخلصت منه ، قال : نعم ، قلت : يخشى عليك الغرق ثم تنجو.