درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت .
تخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في العام 1988 .
تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ثلاثة أولاد(براء وعبد اللطيف ويحيى).
نشط في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ مطلع العام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطور لاحقاً أسلوب الهجمات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في شباط/ فبراير 1994، اعتبر مسؤولاً عن سلسلة الهجمات الاستشهادية مما جعله هدفاً مركزياً للعدو الصهيوني .
ظل ملاحقاً ثلاث سنوات، وقد تمكن العدو من اغتياله بعد أن جند لملاحقة المجاهد البطل مئات العملاء والمخبرين .
اغتيل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 كانون ثاني/ يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه الشهيد يحيى عيّاش أحياناً .
خرج في جنازته نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة وحده .
نفذ مجاهدو الكتائب سلسلة هجمات استشهادية ثأراً لاستشهاده أدت إلى مصرع نحو 70 صهيونياً وجرح مئات آخرين .
ابتسامة حتى في الشهادة
الاستشهادي القسامي شادي محمد الزغير
مازالت ابتسامة الشهيد شادي زغير احد منفذي عملية ديمونا البطولية حاضرة في ذاكرة كل من شاهدها ، فبالرغم من أنه لم يبق من جسده الطاهر الذي تفجر في المغتصبين الصهاينة سوى رأسه لكن الابتسامة تبدو واضحة على محياه .
نشأة طيبة
فقد خرج للنور الاستشهادي القسامي شادي محمد فتحي زغير (23عاما) بتاريخ 12/2/1984 ، والتحق بمدرسة الملك خالد في الخليل جنوب الضفة الغربية حتى المرحلة الثانوية ، حيث تقدم للفرع الأدبي ثم اعتقل لمدة عام ونصف في سجون الاحتلال الصهيوني .
وتقول والدته أنه كان هادئاً ملتزماً ومتدينا ولا يحب أن يغضب منه أحد ومحبوباً، واعتاد أن يبدأ يومه بصلاة الفجر في المسجد ومن ثم العودة للنوم والخروج بعدها للعمل،فقد امتهن النجارة والعمل في مصنع للبلاستيك .
الوداع الأخير
وعن يوم الشهادة تقول الوالدة الصابرة" بعد أن استيقظ من النوم وتوضأ كالعادة لصلاة الفجر في المسجد أخبرني أنه لن يعود للبيت وسيذهب مباشرة للعمل وخرج ولم يعد وعرفنا فيما بعد أنه استشهد من خلال الأخبار التي جاءت عبر التلفزيون ".
وأضافت تقول: والده وإخوانه اتصلوا على العمل لأنه لم يعد للمنزل حتى وقت متأخر فاخبروهم أنه لم يأت إلى العمل أصلاً ويعتقدون انه مريض في البيت، وفي ساعات المساء داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلته وفتشته بشكل دقيق خاصة غرفة شادي واعتقلت والده وإخوانه الستة دون أن يخبرهم بشيء حول استشهاده .
مفاجأة القسام
لم يكن المواطنون على علم بما جرى مع محمد سليم الحرباوي (20 عاماً) وشادي الزغير (20 عاماً)، فقد استبعد المواطنون أن يكونا هما منفذا العملية، غير أن التصريحات التي أدلى بها قائد عسكري صهيوني والذي قال فيها: إن منفذي العملية انطلقوا من الخليل، جعلت بعض العارفين يدركون أن هذا الكم الكبير لجنود الاحتلال لم يأت إلا لأمر جلل.
محمد الحرباوي اعتاد أن يذهب يومياً إلى مصنع للورق في المدينة للعمل على رفع المستوى المعيشي لأسرته، أما شادي زغير فقد كان يعمل في مصنع للبلاستيك، ولم يعرف عنهما أنهما كانا مطلوبين لسلطات الاحتلال.
وفي تمام الساعة العاشرة وبضع دقائق من صباح الاثنين 4/2/2008 كان المجاهدان حرباوي والزغير ينفذان هجومهما على مركز تجاري في مغتصبة "ديمونا" حيث تعددت التكهنات حول كيفية تنفيذ الهجوم هل هو بأحزمة ناسفة أم بوسائل أخرى.
الاحتلال، الذي تكتم على حجم القتلى، قال إن مغتصبة صهيونية قتلت فيما أصيب خمسون آخرون بجراح، أحدهم بحالة حرجة جداً، فيما أكدت "كتائب القسام" أن عدد القتلى بلغ أربعة مغتصبين صهاينة.
"كتائب القسام" تتبنى
"كتائب القسام"، التي أتحفت عشاقها بهذا الخبر؛ أعلنت يوم الثلاثاء بأن القساميين محمد الحرباوي وشادي زغير هما منفذا العملية، وأشارت في بيان وزع في المدينة إلى أن العملية التي وقعت الاثنين (4/2) في مغتصبة "ديمونا"، والتي أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى والقتلى "تمثّل رداً حاسماً على حماقات الاحتلال".
وأكدت الكتائب وبعد مرور 24 ساعة على وقوع العملية وبعد إعلان ثلاث فصائل فلسطينية في القطاع عن تبني العملية، وقالت إن الإعلان عن العملية جاء متأخراً لأسباب أمنية بحتة، وأنه أتى انتقاماً لدماء الشهداء ورداً على الحصار الظالم لقطاع غزة، وتأكيداً على قدرة المقاومة وفي طليعتها القسام على اختراق حصون العدو والضرب في مواقع حساسة في الزمان والمكان الذي تقدره، وأهدت العملية لأرواح الشهداء.
وأضافت الكتائب في بيانها أن المزيد من الحصار والجرائم والمجازر "سيجلب المزيد من العمليات الاستشهادية".
وفي تصريح لـ "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام" في قطاع غزة؛ أكّد أن التأخر عن الإعلان عن مسؤولية كتائب القسام عن العملية جاء من أجل إرباك العدو ولأسباب أمنيه، وقال "إن الاحتلال يدرك جيداً أن الدخول إلى ديمونا عبر سيناء شبه مستحيل وأن إطلاقه للاتهامات كان هدفه سياسيا".
وكانت دولة الاحتلال الصهيوني قد أعلنت يوم أمس الثلاثاء أنها تلقت (50) إنذاراً باحتمالية وقوع عمليات استشهادية مشابهة في العمق الصهيوني، فيما أعلنت حالة التأهب والاستنفار في كثير من المناطق المحتلة.
انتقام اليائس
وبعد ذلك اعتقلت قوات الاحتلال والده الشهيد زغير و ستة من أشقائه وداهمت منازل العائلة عدة مرات وصادرت بعض حاجيات الشهيد ، لتعلن بعد ذلك كتائب القسام مسؤوليتها الكاملة عن العملية وأن الشهيد محمد الحرباوي و رفيقه شادي زغير هما منفذا عملية ديمونا وهما من مجاهديها .
وبعدها ظهر الشهيد ورفيقه في شريط مصور يقرءا فيها وصيتهما حيث أكدا ان العملية هي استمرار لدرب الجهاد والمقاومة وانتقاما لدماء شهداء غزة والضفة الغربية ، وتضامنا مع المحاصرين في قطاع غزة .
كما توافد لبيت العزاء ألاف المواطنين ليقدموا تهانيهم باستشهاد زغير ومعبرين عن فخرهم به وبالعملية البطولية النوعية .
أحد تلامذة القائد العام لـ "كتائب القسام"
الشهيد القسامي القائد وائل محمود حمودة
"تعددت الأسباب والموت واحد".. فبعد مشوار عظيم ومشرّف في صفوف "كتائب القسام" كان القائد الميداني وائل محمود عبد القادر حمودة "أبو أسامةً" على موعد مع الشهادة صباح الجمعة الماضية (21/3)، أثناء تأديته لواجبه الجهادي في الإعداد والتدريب في خان يونس (جنوب قطاع غزة).
وفي التفاصيل الدقيقة لحظة استشهاد حمودة يقول أحد أفراد مجموعته "إن قذيفة "آر بي جي" انفجرت على بعد عشرة أمتار من الشهيد بعد أن أطلقها خلال دورة تنشيطية لسلاح الدروع اعتادت كتائب القسام إجرائها من وقت لآخر"، مضيفاً "لقد صلى وائل الفجر في مسجد بلال بن رباح وأنطلق إلى الموقع التدريبي مع أفراد مجموعته التي يقودها، وبدا وكأنه يهم إلى موعد مع الشهادة من كثرة ما ردد من عبارة التمني والرجاء من الله أن يرزقه إياها".
ميلاد ونشأة يتيم
ولد الشهيد لثلاثة أشقاء وأربعة شقيقات "آخر العنقود" بتاريخ 8-6-1972، حيث توفى والده بعد أربعة أشهر فقط من ميلاده، لتتكفل والدته وأشقائه تربيته في كنف أسرة متدينة تعتاش من مهنة تجارة المزروعات والبيع في الأسواق.
ويؤكد شقيقه "هشام"، أن وائل لم يتورع عن المساعدة في العمل، والتفاني بإعانة الأسرة في عيشها الميسور، موضحاً أن الشهيد وائل تلقى تعليمه في مدارس خان يونس وأنهى الثانوية العامة، ولم يتسنى له إكمال الدراسة الجامعية لارتباطه بالعمل على بند البطالة في وزارة الزراعة.
ولم يمنعه انشغاله في عمله عن أداء فريضة الحج برفقة والدته، التي وصفتها "رحلة لقاء الحبيب برفقة الحبيب"، وقالت: "إن مرافقة وائل في الحج سهلت الكثير من المناسك، لما كان يشجعني على أداء جميع المناسك ويهون على الجهد والعناء".
التحق الشهيد "أبو أسامة" البالغ من العمر (34 عاماً) بجماعة الإخوان المسلمين منذ العام 1990، لينال بعد ذلك رتبة "نقيب" في الجماعة لدرجة التزامه ونشاطه الدعوي المتميز، مما أهّله ذلك لينضم إلى حقل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" في العام 2002، فيما التحق ضابطاً بالشرطة الفلسطينية في عهد الحكومة الفلسطينية العاشرة.
وليس من قبيل الصدفة أن يُستشهد "وائل" في حلقة من حلقات التدريب العسكري، فقد نجا في مرة سابقة من حادث عرضي أثناء التدريب، وفي هذا السياق يؤكد أحد قادة القسام في خان يونس "أن معظم الدورات العسكرية التنشيطية كان يلتحق فيها الشهيد، ولم يكن يتردد في تطوير قدرات مجموعته العسكرية وتدريبهم على جميع الأسلحة"، مضيفاً "أن وائل فضل التكتم على إصابته السابقة وأختفى عن الأنظار حتى تمام شفائه، وذلك خشية أن ينكشف أمر ارتباطه بكتائب القسام، وحتى يبقى يعمل بصمت وحس أمني كان يتميز به طوال فترة عمله الجهادي"، وتابع "إن مواقع الرباط تشهد لوائل، ومشاركته في التصدي للاجتياحات الصهيونية، وكذلك إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية".
ورد القائد في كتائب القسام على مزاودات البعض بما يتعلق باستشهاد المجاهدين بحوادث عرضية أثناء التدريبات، فقال: "إن استشهاد أبطالنا في مواقع التدريب شهادة اصطفاء من الله بأنهم ما يفتئون يعدون العدة لمواجهة عدونا، حيث ما يميزنا في كتائب القسام أننا في إعداد وتنشيط دائم لعناصرنا حتى يكونوا على أهبة الاستعداد في أي زمان ومكان"، مؤكداً أن العمل العسكري لا يتوقف عند حد معين، بل إنه يجب أن يتطور من حين لآخر، وما تطوير صواريخ القسام وسلاح الدروع وعبوات التفجير إلا خير دليل على أن كتائب القسام تستعد لمرحلة متطورة في مواجهة الترسانة العسكرية الصهيونية الهائلة وتصعيد رقعة وأساليب المقاومة للدفاع عن أبناء شعبنا".
جنبات بيته المتواضع
في جنبات بيته المتواضع المكون من غرفة "زينكو" وصالة صغيرة، عاش وائل ووالدته وزوجته شقيقة الشهيد القسامي "بكر حمدان" وأطفاله الخمسة "أسامة، آية، شهد، روضة، رسل، ومجد"، فقد كان يصطحب أبنه "أسامة" منذ نعومة أظفاره إلى المسيرات والمهرجانات، حيث قالت "أم أسامة"، إن زوجها كان يفضل أن يأخذ "أسامة" إلى جميع المناسبات الجماهيرية ويلبسه زياً عسكرياً ممتطياً رشاشاً مصغراً، وفي نيته أن يكون ابنه جندياً في "كتائب القسام "منذ صغره.
وأضافت "إن وائل عادةً ما كان يوصيني على حُسن معاملة والدته وحُسن تربية أبنائه على تعاليم الدين الحنيف، وكأني به كان يهيئني لموعد استشهاده"، وتابعت" كان يصبرني بوصفي شقيقة الشهيد وأن أكون كذلك زوجة الشهيد".
وعن الساعات الأخيرة التي سبقت شهادة القائد القسامي قال شقيقه "هشام"، "لقد ذهب وائل إلى مدينة غزة وجاء بوالدتي التي كانت في زيارة لشقيقها، وفي الليلة ذاتها دعانا إلى العشاء الذي جهزه مع زوجته مع تصميمه على دعوتنا للغداء في اليوم التالي، مع العلم أنه كان واضحاً عليه التصميم على إسعاد جميع أطفالنا الموجودين، ومداعبتهم وتصويرهم بهاتفه النقال". وأضاف "إن لحظة سماعنا بالخبر كان صدمة كبيرة بالنسبة لنا رغم توقعاتنا الدائمة أن الطريق التي يسير فيها وائل هي النهاية الحتمية لرجل وهب حياته لله والوطن".
برقية القائد العام
وخرجت جماهير خان يونس في مسيرة تشييع مهيب للشهيد، وعلت صيحات التكبير في مساجد المدينة تزفه إلى الحور العين، وأبرز ما جاء من برقيات التهنئة بالشهادة "برقية القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف الذي يُعتبر وائل أحد تلامذته الذين تربوا في مسجد بلال بن رباح".
وقالت قيادة القسام في بيان لها "ها هي مواضع جهادنا تتواصل، وها نحن نبرهن صدق القول بالعمل على أرض الميدان، فما دماء أبنائنا التي تسيل إلا البرهان على صحة المسار وصدق التوجه، فمن خطوط المواجهة على أرض الميدان ومن بين الزحام في مواجهة الصهاينة ودعنا الفرسان، واليوم نودع أحد أبنائنا المخلصين في ميدان الإعداد والتدريب لمواجهة يهود، لقد انطلقت كتائبكم المجاهدة تردد تباشير النصر وآيات الظفر في قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم)، فكانت شهادة وائل على طريقة فريدة أثناء الإعداد، لقد رحل أبو أسامة تاركاً خلفه أروع مثال في الإخلاص والعطاء، كيف لا وقد قدم روحه رخيصة قي سبيل دينه ، ليؤدب الصهاينة وإخوانهم بجهاده وعطائه".
ذرية بعضها من بعض
الشهيد القسامي عمرو نبهان الرنتيسي
سيرة الشهيد
هكذا هي العطاءات , وهكذا هو البذل لرجال باعوا النفس لله , وقدموا أبناءهم قرابين لخدمة هذا الدين ,وتستمر المسيرة، ويسير موكب القسام في خشوع , فشبابه لم يعرفوا لغير ربهم خضوع ,عيونهم تضيء كالشموع ،تقول للأجيال لا خضوع ،فنحن من زئير الرنتيسي عبد العزيز نصول , ومن صهيل الجواد الياسين نجول , إبداع في صناعة الموت وحكمة في اختيار الهدف , ألا وهي نيل الشهادة التي يسعى لها الموحدون.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد عمرو نبهان علي الرنتيسي في الثالث عشر من مارس عام ست وثمانين وتسعمائة وألف في أكناف عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى قرية يبنا المحتلة عام ثمانية وأربعين , وقد حملت به أمه وهي مع والده في ألمانيا حيث كان يتعلم والده , ووالدته الحنون المؤمنة كانت تدعو الله قبل أن يولد عمرو بأن يرزقه الله الشهادة في فلسطين، وأن يجعله من المجاهدين المخلصين لهذا الدين , وينشأ عمرو في أكناف هذه العائلة الطاهرة الطيبة التي قدمت خيرة أبنائها خدمة لهذا الدين ومقاومة لهذا المحتل , فعمه الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي إن ذكر اسمه رأيت الأسود , وعرفت العطاء وشاهدت الفداء , ومن هنا كانت البداية لصقل شخصية هذا المجاهد فهذا الشبل من ذاك الأسد حقا , ولا عجب فقد تربى مع أولاد الشهيد القسامي المهندس يحيى عياش , ونشأ بين أحضان عمه أسد حماس , وهكذا نشأ عمرو بين التهجد في الصلاة , والدعاء والقيام والصيام ليكون من أكثر الشباب التزاما بل أكثرهم تفانيا في العمل لله, وكان عمرو بطبعه وفطرته قليل الكلام، ابتسامته رقيقة، حركاته هادئة مطيع لوالديه وبار بهما.
الحياة التعليمية
بدأت الرحلة التعليمية في مدرسة ذكور خانيونس الابتدائية "ب" , ثم أنهى عمرو المرحلة الإعدادية من مدرسة أحمد عبد العزيز وكان أميرا للكتلة الإسلامية في المدرسة لفترة طويلة , ثم اجتاز الثانوية العامة من مدرسة خالد الحسن , وأصر أهله ووالده تحديدا أن يدرس الطب في مصر فتوجه عمرو إلى مصر ليمكث أسبوعين وصفهما بالعامين، والسر في ذلك انه فر من المعصية وكتب على البريد الالكتروني-الايميل- الخاص به " الهارب من معصية الله إلى رضوانه" وعاد إلى مدينة خانيونس، وإلى عائلته ليدرس في كلية العلوم المهنية والتطبيقية , ويكمل عمرو هذه السنين بخدمة حقيقية لهذا الدين فكان أحد أبناء الكتلة الإسلامية المخلصين وكان المحفظ لكتاب الله في مسجده الذي احتضنه وهو مسجد النور، بالإضافة إلى كونه أميرا للجنة الثقافية في المسجد , كما عمل في العمل الجماهيري وفي تجهيز المهرجانات التي كانت تنظمها الحركة الإسلامية في خانيونس , وفي أغسطس عام ألفين وخمسة اختير عمرو ليكون أحد أفراد جهاز الأمن العام لحركة المقاومة الإسلامية.
في صفوف القسام
مذ كان في الثانوية العامة وتحديدا في الأول الثانوي كان عمرو قد كلف من إخوانه برصد بوابة عتصمونا، على الرغم من عدم انضمامه فعليا للكتائب، حيث ملامح سنه الصغيرة التي تموه وتضلل عملاء الصهاينة , وفي بداية العام ألفين وأربعة تم اختيار عمرو ليكون أحد أبناء كتائب القسام بعد إلحاح شديد منه , وما أن عرف عمرو أنه تم اختياره في صفوف الكتائب حتى حمد الله وتهلل وجهه بالتكبير وتوجه ليصلي لله ركعتين على هذه المنة العظيمة.
الحياة الجهادية
كان بيت عمرو الأقرب في المنطقة لمغتصبة عتصمونا وكان عمرو الراصد الذي تميز بحدة البصر والبصيرة , حتى سميت بوابة المغتصبة ببوابة عمرو وكان المجاهدون يرددون اسم بوابة عمرو على الأجهزة اللاسلكية من شدة حرصه على رصد تحركات العدو وآلياته , كما شارك عمرو في العديد من المهمات الجهادية كقصف المغتصبات ودك حصون العدو بقذائف الهاون , كما كان حريصا اشد الحرص على الرباط وكان يستغل فرصة غياب أي مجاهد ليحل مكانه , وذات يوم كان برفقة أخيه الشهيد محمود الشاعر وتبادل الاثنان الحديث حول الشهادة وعظم أجرها، وكانت أم عمرو تسمع كل من عمرو والشهيد محمود الشاعر وقد اختلفا في السبق نحو الشهادة، فعمرو يتمنى الشهادة قبل محمود ومحمود يتمناها قبل عمرو , فقاطعت أم عمرو حديثهما ودعت الله أن يستشهدا في نفس اليوم فيُسر الاثنين لدعوة أم عمرو.
يوم الشهادة
اشتد وطيس معركة الفجار , وبدأ اللحديون المنافقون يترصدون المجاهدين ويقتلون أبناء الإسلام على لحاهم والتزامهم , كان هؤلاء المجرمون يترصدون لأبناء دعوة السماء ويبحثون عن فريسة ليشبعوا بها رغباتهم كي ترضى عنهم أمريكا وتسعد بهم إسرائيل , وكان عمرو قد أحس باقتراب الأجل فوزع بعضاً من ملابسه وأوصى أمه أن تعطي بدلته العسكرية وحذاءه وجعبته وكل ما يملك لأصدقائه وقد سماهم، وجعل لكل واحد من أصحابه حظا من عتاده وعدته, وفي عصر الحادي عشر من يونيو ألفين وسبعة تم اختطاف عمرو بالقرب من منزله, وقام هؤلاء الأقزام باقتياده لجهة مجهولة , فسارعت أم عمرو التي دفعها قلبها الصادق إلى أصحابه وأقرانه لتسأل عن غياب عمرو فلم تسمع إجابة، ويبدأ أبناء القسام في البحث عن عمرو المفقود وفي صباح الثاني عشر من يونيو ألفين وسبعة وجدت جثة عمرو ترقد في مدرسة مجاورة لبيته، وقد توسد تراب الوطن الحبيب كالأسد يخيف هؤلاء العملاء في شهادته, وهكذا ودعت مدينة خانيونس شبلاً من نسل الأسود سار على درب عمه الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعزيمة المؤمن الموحد، دون كلل أو ملل وبلا تراجع أو خمول، وهكذا نال الشهيد عمرو أمنيته وحقق الله له مراده في الشهادة رحم الله الشهيد وأسكنه الفردوس الأعلى في جنة عرضها السموات والأرض.
شديداً في التصدي للاجتياحات متبسما لينا مع أبناء شعبه
الشهيد القسامي بلال ابراهيم أبو عواد
جمع الشهيد القسامي الشرطي "بلال أبو عواد" بين الجهاد والعمل الشرطي كباقي رفقائه لكنه كان يمتاز برفقه وحلمه بين الناس و استشهد بلال مع رفقائه "رضوان" و"قديح" و"أبو طير" في مقر الشرطة بخانيونس، بلال من حمل في قلبه هم الوطن وأمانة الدين ..إنه المجاهد العنيد الذي نام برفقة سلاحه واستيقظ معه..ونهض للثأر لدماء إخوانه، محطماً كل الحواجز والقيود.. وسار على سنة محمدٍ بن عبد الله النبي الكريم هو الفارس ابن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس .. بلال إبراهيم أبو عواد (22)عاماً من مسجد 'الصحابة الذي استشهد في قصف جوي لموقع حفظ النظام والتدخل شرق خانيونس
كتائب القسام تنعى
نعت كتائب القسام ابنها الشهيد بلال مع رفاقة وقالت : ارتقى شهداؤنا إلى العلا ونالوا شرف الشهادة وهم يؤدون واجبهم الوطني في سبيل الله ثم في سبيل خدمة أبناء شعبهم والسهر على حمايتهم وتوفير الأمن والأمان لهم'، مؤكدة أنهم كانوا من أبناء القسام الميامين الذين قضوا زهرة شبابهم في سبيل الله وشاركوا في الكثير من المهمات الجهادية ضد العدو الصهيوني الغاصب، وقضوا بعد مشوار جهادي مشرّف في خدمة دينهم ووطنهم وقضيتهم، نحسبهم من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً.
واضافت : 'على درب الشهداء الأبرار و المجاهدين الأحرار، تمضي كتائب القسام بجنودها وقادتها الميامين نحو النصر المنشود تعبّد طريقها بدماء الشهداء الزكية وأشلائهم الطاهرة، فيتقدّم أبناء القسام الصفوف رافعين راية الجهاد والمقاومة على هذه الأرض المقدّسة، ويقدّمون دماءهم وأرواحهم مهراً لحرّية شعبهم ولكرامة أمتهم العظيمة، ويكونون قدوة في كل الميادين سواءً في حفظ أمن شعبهم، أو في مقاومة العدو الصهيوني البغيض'.
بلال الرقيق الهادئ
استشهد بلال مع رفقائه "رضوان" و"قديح" و"أبو طير" في مقر الشرطة بخانيونس، فكل من عرف بلال يحدثنا عن صفاته و عن رقة هذا الشرطي في معاملته مع أبناء شعبه وكيف كانوا يحبونه لطيب معاملته لهم.
ويقول أحمد أبو خاطر والذي عايش الشهيد 'لقد كنت أحب هذا الشرطي كثيرا رغم أن بعضا من عناصر القوة التنفيذية كانوا لا يحسنون معاملتي لأنني بصراحة كنت أكثر من مزاحي معهم أو عليهم لكن هذا الشرطي كان يعاملني معاملة خاصة ويخاطبني بأسلوب النصيحة والإخوة وهو الذي حببني في التنفيذية '.
صفات الشهيد
فقد جمع أبو عواد بين الجهاد والعمل الشرطي كباقي رفقائه لكنه كان يمتاز برفقه وحلمه بين الناس وهذا ما دفع المواطن أحمد أن يقول متعجبا 'لا أظن أن هذا الشرطي الحنون كان شديدا في يوم من الأيام حتى أنني لا اعرف كيف كان شديدا في التصدي للاجتياحات فكنت دوماً أراه متبسما '.
موعد مع الشهادة
فقد اصطفاه الله شهيدًا مع ثلة من إخوانة في موقع الشرطة في عبسان الكبيرة، بعد قصفه من العدو الصهيوني بتاريخ 31 _10 _2007و لقد قصفت طائرة استطلاع صهيونية بصاروخين موقعاً للشرطة الفلسطينية في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة مساء الثلاثاء 30-10-2007 ،مما أدى الى استشهاد أربعة من رجال الشرطة الفلسطينية واصابة عدد من المواطنيين .حيث أفادت مصادر طبية ان الشهداء وصلوا عبارة عن أشلاء .وهم الشهيد القسامي/ بلال إبراهيم أبو عواد (22 عاماً) من مسجد 'الصحابة'و الشهيد القسامي/ محمود جمال رضوان (20 عاماً) من مسجد 'حمزة' و الشهيد القسامي/ ماهر شحدة أبو طير (25 عاماً) من مسجد 'أبو بكر' والشهيد القسامي/ إسماعيل سليمان قديح (22 عاماً) من مسجد 'الهدى'
و أكدت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' أن ما جرى في مدينة خانيوس من قصف صهيوني إرهابي لمقر الشرطة الفلسطينية، جريمة حرب لا أخلاقية تجاوزت كافة القوانين والأعراف الدولية، واستهدفت حالة الاستقرار الأمني في غزة ،والتي ثبتتها حكومة الوحدة الوطنية برئاسة السيد إسماعيل هنية، بعد أن فشل الاحتلال في الرهان على نشر الرعب والفوضى والفلتان في قطاع غزة.