والدواة منصب وعز ، أو امرأة ، أو مركب ، أو معيشة. وأما إن تلوث بها صارت نكداً ، ممن تدل عليه. من كتب بقلم ، أو ملكه تحكم من جليل القدر ، أو يرزق ولداً كاتباً. وهو ولاية ، ومنصب. ويدل على العبد ، والجارية ؛ لكثرة الرواح والمجيء ، والمطّلع على الأسرار.
قال المصنف : اعتبر الأدوات واحكم فيها على ما يليق بالرائي في وقته. وتدل المسبحة أيضاً على .... وقال لي تاجر : رأيت أن في يدي سبحة من لؤلؤ ، قلت : أنت تسافر في طلب مماليك وتكسب فيها. وقال آخر : مثله ؛ غير أنه قال : سبحة من أَنبوش ، قلت : أنت متولي وستغير على بلاد وتأخذ جماعة أسارى مربوطين في الحبال ، فجرى ذلك. وقال آخر : رأيت كأن في يدي سبحة عقيق ، قلت : ستعمل ساقية بدولاب وتكون بقواديس حمر ، وتفيد من ذلك. وقال آخر : رأيت كأن في يدي سبحة من دموع داود عليه السلام وهي معمولة في وسطي ، قلت : عندك امرأة صالحة كثيرة البكاء ، قال : صدقت.
ودلت الدواة على المناصب لأن أرباب المناصب لا يستغنون عنها ، وعلى المرأة لأن القلم كالذكر فيها ولكونها تحمل في بطنها ، وكذلك أيضاً دلت على المركب والأقلام فيها شبه المقاذيف. وقال إنسان : رأيت أنني أتيت إلى دواة عليها غطاء ففتحتها ورميت ما فيعا من الأقلام ، قلت له : نبشت قبوراً مدفونة ورميت ما بها من الموتى لتعمل لك قبراً ، أو بئراً ، أو بركة ونحو ذلك ، قال : صدقت. وقال لي إنسان : رأيت أنني أعطي كل من يجيء إلى عندي دواة مليحة ، قلت له : تتعلم الطب وكل مريض يجيء إلى عندك يلقى دواءه كما يجب ، فصار كذلك. وقال إنسان : رأيت أن فلاناً وقع في دواة بغطاء وانطبقت عليه ، قلت : الدواة قبره فمات ثاني يوم. وقال آخر : رأيت أني سرق من بيتي دواة بغطاء ، قلت : يروح من عندك صندوق فراح. وقال آخر : رأيت أنني نفضت دواة فيها أقلام وقع ما فيها ، قلت : ضربت حاملاً وأسقطت ما في بطنها ، قال : صحيح. وقال لي
متولي : رأيت أني كسرت رأس قلم ، قلت : قطعت لسان إنسان وربما كان
كاتباً ، قال : صدقت. وقال آخر : رأيت أنني قطعت قلمي ورميته ، قلت له : تعرف الخط ، قال : لا ، قلت : قد خصيت نفسك ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني صرت قلماً مبرياً ، قلت : تصير سباحاً وتكون كثير الغطاس على
رأسك ، وتصير في ذلك أستاذاً ، فصار كما ذكرنا. فافهم ذلك موفقاً إن شاء الله.