القفل والمفاتيح : وأما من فتح قفلا فإن كان عازبا فهو يتزوج ، وإن كان مصروفا عن عروسه فإنه يفترعها ، فالمفتاح ذكره ، والقفل زوجته . إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء ، قال الله تعالى ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ـ الأنفال : 19 .أي تدعوا فقد جاءكم النصر . وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له ، قال الله تعالى ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ـ الفتح :1 . وإن كان في فقر وتعذر فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة ، أو من شركة أو من سفر ، وقفول . وإن كان حاكما وقد تعذر عليه حكم ، أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه ، أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ، ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا . وأما المفتاح : فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح . وإن كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين ، أو أعمالا كثيرة من أعمال البر ، أو وجد كنزا أو مالا حلالا ميراثا . فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ، ثم على نحو هذا في المفاتيح. والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم ، وهي المقاليد . قال الله تعالى (له مقاليد السموات والأرض)ـ الزمر:63.يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما . وكذلك قول الله تعالى في قارون ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) ـ القصص : 76 . يصف بها أمواله وخزائنه ، فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا أو مالا بقدر ذلك . وإن رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه ، فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ، ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها ، أو يستعين بغيره فيظفر بها . ألا ترى أن الباب يفتح بالفتاح حين يريد ، ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به ، وكان يستعين في أمر ذلك بغيره . وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله ، فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له . والقفل : كفيل ضامن ، وإقفال الباب به إعطاء كفيل ، وفتح القفل فرج وخروج من كفالة . وكل غلق هم ، وكل فتح فرج ، وقيل : إن القفل يدل على التزويج ، وفتح القفل قد قيل هو الافتراع ، والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنه فتح بابا أو قفلا ، رزق الظفر لقوله تعالى ( نصر من الله وفتح قريب ) ــ الصف