وأما الملاهي( ) ، كالطبل ، والزمر ، والدف ، وشبههم : فلهو ، وأخبار باطلة. وأما العود ، والجنك ، وأمثالهم : فأناس مسموعو القول ، لا دين لهم. وأما النقارات : فأخبار ، وتجهيز جنود. وكذلك البنود. وأما من غنى في المنام : فكل من سمع صوته ، اطلع على أسراره. وأما الرقص ، لمن لا عادة له به : هموم ، وأنكاد ، وأسفار مشقة.
قال المصنف : دلت أصوات الطرب على الباطل من القول لأنه لا حقيقة لذلك فالطبل يدل على الرجل الجسيم المنظر العديم المخبر ؛ باطنه ولاشٍ. والزمر : ناقل للكلام ، لكونه مختصاً بالفم ، ويكون كلاماً غير مفيد ، وربما كان الزمر ترجماناً. والدف : رجل مرفوع على الرؤوس. كما قال لي إنسان : رأيت أنني أسجد لدف ، قلت : تحب غلاماُ في آذانه حلق وهو كثير الضحك مدور الوجه وكثير البكاء أيضاً لكثرة ما يضرب ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني أسجد لجنك ، قلت : أنت تحب إنساناً تركمانياً أو بدوياً على رأسه طرطور ، قال : صحيح. وقال لي ملك : رأيت أنني نصبت جنوكاً على البلد ، قلت : تحاصر بلداً وتنصب المناجنيق عليه ، لأن الأوتار فيه شبه حبال المنجنيق. وقالت امرأة : رأيت في حجري عوداً أضرب به ، قلت : ترزقين ولداً وتناغنه وهو في حجرك. وقال آخر : رأيت أنني صرت عوداً ، قلت تلوى عليك المعاصير وتزعق من ذلك.
والمغني في المنام هو شاكي مظهر لما في قلبه من الأسرار ، فإن كان يغني لغيره بصوت مليح فهو رجل حلو اللسان ، خبير بإخراج ما في القلوب والبواطن من الأسرار ، ويدل أيضاً على أنه يقع بفؤاده ألم ، أو بحلقه ، أو برأسه ؛ لتألم أولئك من كثرة الغنى. كما دل الرقص على كثرة التعب من كثرة الترداد ، وعلى وجع الرأس لغلبة الدوخة في الرأس عند كثرة الحركات ، والأسفار. فافهم ذلك موفقاً.