الحاجبان يدلان على تجمله بولدين ، أو أبوين ، أو أختين ، أو زوجتين ، أو غلامين ، أو قرابتين ، ويدل للملك على حجابه وعساكره. فالميامن ذكور ، والمياسر إناث. وأما قبحهما فدال على فراق ، أو نكد ، ممن دلوا عليه.
وكذلك الحكم لكل ما في الإنسان منه اثنان كالأذنين ، والعينين ، والخدين ، والشفيتن ، واليدين ، ونحو ذلك.
قال المصنف : وربما دل حسن الحاجبين على عافية مريض مخصوص. كمن خيف عليه الجذام والعياذ بالله تعالى فرأى أن حاجبيه قويا وحسنا ، قلت : تعافى ، فعوفي. وآخر رأى أنهما قد سقطا ، قلت : نخشى عليك الجذام ، فكان كذلك.
وكذلك في الأهداب للعين والأنف حكم الحاجبين ، لأن علامة نزول الجذام تغير أولئك مع باقي الوجه. كما أن قوتهم وحسنهم يدل على العافية من ذلك غالياً. وقال لي إنسان : رأيت أن عيني صارت في أذني ، قلت : لك غائب وعينك إلى ما تسمع عنه من الأخبار. وقال لي ملك : رأيت أن عيني صارت فوق حاجبي ، قلت : تجعل على مقدم عساكر عيناً ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أن خدي قد تقطع ، قلت له : أنت تضرب بالبوق ، قال : نعم ، قلت : تبطل معيشتك لأن الخد يجمع لك الهواء وقد تمزق. وقال آخر : رأيت أن شفتي السفلى قد نبت عليها شعر ، قلت : تهجر دارك حتى تنبت في عتبتها الحشيش. ومثله قال آخر ، قلت له : ترزق عمل الأشعار. ومثله قال آخر ، قلت : يحصل لك نكد لأجل كلام.