النفخة الأولى : تدل على أخبار وأراجيف ، وعلى قرب عافية المريض ، وخلاص المسجونين ؛ وكل من هو في شدة.
والنفخة الثانية : تدل على حركات تقع بالناس ، وربما تجهزت عساكر لحادث يحدث ، ويدل ذلك على عافية المرضى ، وخلاص كل من هو في شدة ، وأمراض وسجن لمن هو خالص منها ، وهو فقر للأغنياء ، وعلى الأسفار الطويلة ، وعلى شدائد وفتن عظيمة. فإن كان مع ذلك نور ، أو رائحة طيبة ، أو يذكرون الله
تعالى : فالعافية في ذلك سليمة.
قال المصنف : دلت النفخة الأولى على عافية المريض لأنها تجمع الأجسام. وعلى خلاص المسجون لقرب خروجه من القبر كالسجن. وتدل على الحوائج. كما قال لي إنسان : رأيت النفخة الأولى وهي قوية ، قلت : تسقط ثمار البساتين لأجل ريح شديدة. ومثله قال آخر ، قلت : عندك حامل ، قال : نعم ، قلت : تسقط الحمل. ومثله قال آخر ، قلت : يقع بينك وبين أقاربك ، أو معارفك نكد ويتبرؤون منك ، لقوله تعالى : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ ] المؤمنون:101 [.
وأما النفخة الثانية : على ما ذكرنا. وكما قال لي إنسان : رأيت النفخة الثانية عظيمة ، قلت : يعدم ملك كبير ويطلع في السماء شيء غريب ويعجب الناس من نظر ذلك ، لقوله تعالى : ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ
] الزمر:68 [.
وأما إن وجد الله متغيراً عليه ، أو وجد ظلاماً ، أو دخاناً ، أو ناراً ، أو شمساً أحرقه ضوؤها ، أو اسود وجهه ، أو أخذ كتابه بشماله ، أو من وراء ظهره ، أو ختم على فيه ، ونحو ذلك : كان عكس ذلك.
فصل : الميزان : رجل متوسط بين الناس ، وبين من دل الباري عز وجل عليه. فإن رجح ميزانه نال خيراً ، وإلا فلا.
قال المصنف : واعتبر حكم الميزان ، فإن رجح لمن يطلب فائدة ، وإلا فلا.
وأما من حكم على ميزان الآخرة ، فالحكم فيه ، كما قال لي إنسان : رأيت أنني أزن بميزان الآخرة ، قلت : تأخذ الحق من حمام ، لأن الناس يوم القيامة عرايا ، وهم في حر الشمس والعرق كالحمام. ومثله قال آخر ، قلت : تبقى ضامن ، أو كاتب سجن يعرض عليك أصحاب الذنوب والحسنات. وقال آخر : رأيت أنني أزن بميزان الآخرة ، قلت : أنت تصنع الصغار في مرجوحة كالميزان ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني حكمت على ميزان الآخرة ، قلت : تبقى تعدل الناس وتجرحهم عند متولي. فافهم ذلك.