من رأى من الشباب من يصلح له الشيب – كالعلماء والفقراء وأرباب الدين – أن لحيته قد شابت : حصل له خير وجاه ورفعة ، لأن الخليل عليه السلام لما رأى ابتداء الشيب في لحيته قال : يارب ما هذا ؟ فأوحى الله إليه أن أشقك وقاراً يا إبراهيم ، فقال : اللهم إن كان هذا وقاري فزدني وقاراً ، فأصبحت لحيته بيضاء كالقطنة.
وأما من لا يؤثر الشيب – كالجند والنساء وأمثالهم – فذلك له هموم ونكد ، وتبطيل معايش ، وخصام بين الزوجين ، لكراهية النساء في الشيب.
قال المصنف : اعتبر من شاب في المنام على ذكرنا. وكمن رأى أنه شاب – وكان ممن يليق به ذلك – قلت : يحصل لك ثوب أبيض ، فكان كذلك. ومثله قال آخر ، قلت : يحصل لك من جليل القدر ملبوس. ومثله قال آخر – وكان لا يؤثر ذلك – قلت : يحصل لك ثوب أبيض ، فكان كذلك. ومثله قال آخر ، قلت : يحصل لك من جليل القدر ملبوس. ومثله قال آخر – وكان لا يؤثر ذلك – قلت : يموت من تلبس عليه أبيض للحداد. ومثله قال آخر ، قلت : يشتغل لك مكان بالنيران. ومثله قال صبي ، قلت : يتلف لكم زرع. وقال آخر : رأيت أنني آكل شيبتي ، قلت : تبيع شجرك وقت نواره ؛ أو زرعك قبل استوائه ، وتأكل ثمنه ، فكان كذلك.