Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: أيها النادي الأدبي السبت 18 مارس - 23:23 | |
| في حياة كلِّ ابْنِ أنـثى ، مُحَـبِّرٍ لـلقراطيس ، صاغٍ إلى ذوي النُّهى النيّرة ، قـناعاتٌ وتقلّباتٌ مزاجية ، يظل مُجهدا ضميرَه والبَدَن ، لأجل محاولة محاصرتها ،، لأجل جعلها تُلخِّصُه ، وهو لمّا يزلْ مُحْـتَـٍم بها كنصوص ، باعتبارها أضحت في نظره تشكل بعض محطات حياته ، فتغدو جديرة حينا بالمراجعة والتدبرّ ،، وآناً آخر قمينة بالاكتفاء فقط بتجديد التأشيرة لها ، لتجتاز صراط القراء إلى القُراء !!
قد تكون وُلدت ـ وهي بديهة ـ بعد صِراع دَامٍ بين هنيهات اليأس ولحظات الأمل ، وقد تبدو مجرد صرخات في وجه واقع معيّن ، لا يكاد يُعيرها مُقْـتَرِفُوهُ أحيانا أدنى التفاتة ، قد تتجلى في سلوكيات صاحبـها ،، وقد تطل عــبر نوافذ شتـّى " أشرطـة ، أفلام ، صُحف ، أقراصٍ ، كتبٍ ، فرسومات ...."، فتُريح أعصابا ، وتُثير أخرى ، وتترك ثالثة تُؤْثِـرُ تأجيل منطوق حُكمها فيها لأسابيعَ ،، لأشهر ،،، لسنوات ... !!
إنه نص جادت به القريحة ذات حين ،،لم أشأ تمديد فترة حَجْـزِه بين جوانحي وأدراجي ،، هو بعضُ مشاعري وأحاسيسي ، بعضُ مواقفي ورُؤاي ، بعضُ عذاباتي وضناي ،، وبعـضُ استراحـتي ، وبعـضُ هَـنَـاي ،، جادَت به الـقريحةُ في حَضْرة الزّمن ،، في غفلـته !
فضّلت تقديمه بهذا الأسلوب، والأمل يُراودني ، عساه يروق قُــرّائي وكـذا القارئات ،، كما رَاقَـنِي لحــظةَ مُراجعتِه ، لحظةَ ربَّـتُّ على كَـتِفَـيْه ،، لـحظـةَ إعداده ليخرج في هذه الحُـلّة ، لمداعبة الذّاكرات ،، ليُـقـــَيَّدَ ـــ وهُو حُلْمُه ـــ في سِجلات مُـغَرْبِلِي اللـفظ الدّالّ والعِـبارات ، فَلـرُبّمَا تجمعُه أقدارُه بهم " ذاتَ يومٍ ، بعدما عزّ اللقاء "، ليزداد صاحبُه إيمانا بجـدوى التغـلغل أكثــر ، في أدغـال البحــث ، فـي التساؤلات ،، أو يكتفي فقط ، بِرَمْيِ اليراع ،، بِحَرْق المُـــسَوّدَات ،، الفِـعْلِ المُتـرجمِ للرغبة فــي عميـق السُّـبات !! أيها النادي الأدبي ، عنوان نصي المُهدى إلى روح الفقيد ، الأستاذ / بلقاسم بن عبد الله ، المُشرف أوان كتابته على ملحق رائدة الصحف بغرب الوطن ، جريدة الجمهورية فإليكموه :
ها هي ذي طوابير من الكتاب تقف حيال بابك مُتأهّبة للحظة الدخول ،، هي بالفعل كذلك ، مُـذْ أوصدتَّ مِصراعيْ مُستوصفكَ المفتوح خصيصا لمُداواة مرضى الكتابة والإبداع !!
فاحذر ــــ يا نادي الأدب ـــ فتح الباب على حين غِرّهْ ، فقد تتعثر الأقدام حين الاندفاع ،، اندفاع الآخـذة أيْمَانُهُم بأشـعار دوّنتها الليالي في غَيْبَتِك ، بخواطرَ انضوتْ تحتها آمالهم والأحزان ،، بدراسـات ،، برسومات ،، بقـصص تذكُر العامل ، تذكر الفــلاّح ولا تتنكر لِضناهْ ، تَروي صَوْلاَتِ الكائن الإنساني في عقر الدار ، في المهجر ،، في قسم التعليم ،، وفي شارع بَاعَةِ ( البِـيـزْنَسْ ) !!
في كل صـقعٍ من بـطحاء نوفمبر ،، في كل أرجاء الله وفـي النفس ، حاولتْ تلك الأقلام الشّابةُ منها ، وذاتُ الحنكة في ـ حِرفة ـ الكتابة أن تكون بارّة بك ،، تعملَ على ألاّ تحيد عن جادّة التعبير الصِّرف عن قـضايا المجتمع والإنسان ، وهي فوق هذا مدركة فَعلتك التي فعلت ، والمتمثلة في حَرْقِـكَ لسلّة المهملات ، كَيْمَا لا يذهب الاعتقاد بأحدٍ من بني الذّكر والأنثى ، من أنه لم يَنَلْ حُظوة نَشْرٍ أو تعليق من لدنك ، وأنت الرائد على امتداد أشهر الحَوْلِ الإثـــنيْ عشر !!
و دارتِ الأيام ، وها أنت ذا ـ ومثلك لا يُخلف الميعاد ـ ها أنت تعود ،، تؤوبُ بعد إبحار في عُمق الإجازهْ ، وإن كانت لا تُعدّ كذلك ،، لأن الملموس بهاجس الكتابة والكتب ، لا إجازةٌ تنسيه عشقه ، لا لحظةٌ تنسيه هُيامهْ ، لا ابتسامةٌ شاطئيةٌ تُنسيه قلمـهْ ،، و هل في مقدور ( قَيْـسٍ ) أن يَضَلَّ الطريقَ إلى لـيْـلاه ؟؟ !!
حبيب النادي ،، لستَ وحدك ،، هم كثير ،، هم في ذا الطابور يتناجون ،، لا بالإثم ،، لا بالعدوان ومعصية الالتزام ،، إنهم يتـناجون على أن يُبـايعوا الأدبَ الهادفَ تحت شجرة الثقافة ، هَذِي الباسقة الجذع والأفنان ، مرتقبين نزول السكينة عليهم ،، نزولَها في هذي الصفحات التي يروم النادي سَـلْخَهَا ـ مثلما الأخريات ـ من سجل أيّامِه ،، أيّامِه الحبلى بالموضوعية وتشجيع الناشئهْ ، وهذا مُـذْ ازدان به فراش جريدتنا الغراء ـ الجمهورية ـ وأكرم به من مولود أَتَتِ ـ الجمهوريةُ ـ به قومها تحمله ، وتدعوه بالنادي الأدبي ، دعوتها إلى لسان أصله العربيّ البيان !!
فضع عنك يا نادي الناشـئة حـقائب سَفَرك، أقبل ، هاتِ اليد ، صافح كما العادة عند اللقاء ،، فهؤلاء كافتُهم في الانتظار ،، في انتظار القول الفصل من فيك إن أدبا فأدب ، و إلاّ فإرشادك المتتالي ، القادمُ من خفارة شرطة الأدب في مناكبك ، هو سيّد الموقف ، وأن ليس للأديب الناشيء إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يُرى في أمصار صحافتنا الأدبيهْ ،، وأنت شُعبة من شُعَبِ الإيمان بها في غربنا ، هذا الجزائري الأرض و الأنام .
بقلم أخيكم : الشيخ قدور بن علية
النص منشور بالمجلة الإلكترونية " أصوات الشمال " ركن نثريات الشمال بتاريخ:22/11/2014
|
|
|
|