لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ
فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ
وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ
وَلاَ يَدُوْمُ عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ
فَاسأل بَلَنْسِيَةَ مَا شَأنُ مَرْسِيَةَ
وَأيْنَ شَاطِبَةٌ أمْ أيْنَ جَيانُ
وَأينَ قُرْطٌبَةُ دَارُ العُلُوْمِ فَكَمْ
مِنْ عَالِمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا لَهُ شَانُ
وأيْنَ حِمْصُ وَما تَحْوِيهِ منْ نُزَهٍ
وَنَهْرُهَا العَذْبُ فَياضٌ وَمَلآنُ
تَبْكِي الحَنيِفيةُ البَيْضَاءُ مِنْ أسَفٍ
كَمَا بَكى لِفِرَاقِ الإلْفِ هَيْمَانُ
حَتّى المَحَاريْبُ تَبْكِي وَهْيَ جَامِدَةٌ
حَتى المَنابِرُ تَبْكِي وَهْيَ عِيْدَانُ
يَا غَافِلاً وَلَهُ فِي الدّهْر مَوْعِظَةٌ
إنْ كُنْتَ فِي سِنَةٍ فالدّهْرُ يَقْظَانُ
يَا راكِبيْنَ عِتَاق الخَيْلِ ضامِرةً
كأنها فِي مَجَالِ السَبْقِ عُقْبَانُ
أعِنْدَكُمْ نَبَأٌ مِنْ أهْلِ أنْدَلُسٍ
فَقَدْ سَرَى بِحَدِيْثِ القَوْمِ رُكْبَانُ
كَمْ يَسْتَغِيْثُ بِنَا المُسْتَضْعَفُوْنَ وَهُمْ
قَتْلَى وَأسْرى فَمَا يَهْتَز إنْسَانُ
لِمَا التقَاطُعُ فِي الإسْلام بَيْنَكُمُ
وأنتُمْ يَا عِبادَاللهِ إخْوَانُ
لمِثْل هَذا يَبْكِي القَلبُ منْ كَمَدٍ
إنْ كَانْ فِي القَلْبِ إسْلامٌ وَإيْمَانُ
أبلغ ما قيل في الرثاء وهو رثى متمم بن نويرة التميمي أخاه مالكا والذي قتل على يد سيدنا خالد بن الوليد