بحث عن هل بطالة الفتيات أخطر من بطالة الشباب - بحث مفصل عن هل بطالة الفتيات أخطر من بطالة الشباب
برنامجهن اليومي .. التسوق و«النت» وتخفيف الوزن!
الدمام، تحقيق ـ نورة الشومر
تبدأ الفتيات مرحلة التحصيل الاكاديمي بنوع من التطلعات الى تحقيق واقع متميز ومتفرد من حيث الانتاج والعطاء والمشاركة في مسيرة النمو والتنمية وخدمة الوطن، ولكن بعد فرحة التخرج التي تشبه فرحة الميلاد يصطدمن بواقع صعب من الاحباط والانكسار، إن لم نقل الهزيمة المثقلة بشتى أنواع القلق، بسبب عدم وجود وظائف تستوعبهن ويمارسن من خلالها وجودهن.
وتزداد أعدادهن ومعاناتهن يوماً بعد يوم، وتزداد الإحصائيات بين حين وآخر لمعدل بطالة السيدات بمجتمعنا، والتي اجتازت 25%، فهل حل مشكلة بطالة النساء متوقفه على حل بطالة الشباب أولاً؟، وهل بطالة النساء أشد خطراً من بطالة الشباب؟، وماهي مدة انتظار ذوات المؤهلات اللاتي لم يحظين بوظيفه؟، وماهي العثرات والاحباطات والاوجاع الاجتماعية التي تترتب من الفراغ لديهن؟.
"الرياض" التمست ماخلف كواليس بطالة السيدات بمجتمعنا عن قرب لتسلط الضوء على إنقاذ مايمكن إنقاذه من بطالة السيدات بمجتمعنا.
تداعيات البطالة
في البدايه تتحسر مها محمد الودعان(27سنة، بكالوريوس حاسب آلي)على سنوات عمرها التي تقضيها في المنزل لعدم وجود وظيفة تناسب قدراتها، وقالت:"سعيت وأجتهدت وتخرجت إلا أني بالنهاية جلست بالمنزل بلا وظيفه، بعد أن كان حلمي الوظيفة في إحدى المؤسسات التي تتناسب مع تخصصي إلا أني لم أجد مؤخراً سوى موظفة استقبال في إحدى المشاغل النسائية براتب ألف ريال لاغير، ولم أرفض على الرغم من ضعف المبلغ إلا أني في البداية قلت ان ذلك أفضل من جلوسي بالبيت وأول الخير قطرة، ولكن بعد خمسة أشهر تركت العمل، لأن ألف ريال لا تكفي، وتعد ظلماً لعمل يستمر ثمان ساعات يومياً"، مشيرة إلى أنها تقضي وقتها في السهر على الإنترنت والتنقل بين المواقع والمنتديات.
والفتاة نوف يحيى خريجة جامعية منذ أكثر من سبع سنوات، ولم يحالفها الحظ في نيل وظيفة تسد حاجتها ومصاريفها، وقالت: لم أحصل على وظيفة بعد التخرج، وانتظرت سنوات عدة، حتى وصلت لهذه المرحلة من اللامبالاة والكسل، وأهرب من حزني إلى التدخين الذي اعتدت عليه منذ سنتين تقريباً، كما أشعر بالضيق من داخل نفسي بأن ما أفعله ليس حلاً، ولكن ليس بيدي حيله، وأعرف زميلة لي خريجة ثانوية عامة تعمل بأفضل الأماكن بسبب توفر فيتامين واو "الواسطة" من معارفهم وأنا منذ سبع سنوات حتى هذه اللحظة لم أجد وظيفة!
وحال الفتاة مناهل الفريح خريجة كلية الآداب بالمنطقة يختلف، فهي ترى أن هناك وظائف، لكن لا تتناسب مع مخرجات التعليم لدينا، فأغلب الوظائف التي أتيحت لها كانت في مجالات غير الواقع المدرس بالجامعات، وهي تتمنى الاستقرار والراحة في عملها بخصوصية تتناسب مع مجتمعها، وتحكي لنا عن برنامجها اليومي، وقالت: لم أستفد شيئا منذ تخرجي سوى زيادة الوزن والسمنة، وأغلب وقتي على برامج التلفاز والقنوات والإنترنت، فلا يوجد حتى أندية نسائية مغلقة تساعد على تفريغ طاقتي ونشاطي بها، فالمراكز والنوادي الرياضية محدودة جداً بالمنطقة وسعر الاشتراك بها يفوق الألفي ريال شهرياً، متمنية أن يكون هناك وظائف نسائية كالبيع بالمحلات النسائية.
إدمان التسوق
سهام السويعد خريجة جامعية تخصص جغرافيا 28سنة، تصف اهتماماتها بعد تخرجها بالاهتمامات الفارغة، وقالت: منذ أن تخرجت وأنا أنتظر الوظيفة، فدراستي أساساً لم تكن حباً مني للتخصص الذي درسته لا، بل لأن الجميع نصحني بالتخصص بمواد التعليم لضمان الوظيفة، إلا أني في النهاية لم أحصل على وظيفة ثابتة، فما أن ينتهي عقدي مع المدرسة الأهلية أخرج دون رجعة.
وأضافت:حاليا لا أعمل شيء سوى أني أدمنت على التسوق والذهاب إلى المجمعات التجارية، كما أتصفح "النت" لتمضية الوقت ورؤية ماهو جديد من الموضة والماكياج.
وترجع غدير المحسين خريجة أكاديمية العلوم الصحية ندرة وجود وظائف نسائية في القطاع الخاص إلى رغبة هذا القطاع في استقطاب الأجنبيات على السعوديات، بحجة التوفير في المصاريف.
أسباب البطالة..و"الواسطة"!
وأكدت الأخصائية النفسية نورة سعد السهلي على أن مشكلة البطالة باتت تغزو مجتمعنا بشكل كبير، ولا يمكن الفصل أو التمييز بين بطالة الرجال أو النساء، فهي مشكلة عامة على الجميع.
وقالت في السابق كانت المرأة تعمل مع اختلاف نوعية العمل في غزل الصوف، وخياطة الخيام، ورعاية الغنم، والى وقت قريب ولايزال البعض منهن يصنعن الزبد والسمن ومشتقات الألبان ويبعنه وهذا حق مشروع لهن، ولكن في وقتنا الحاضر تشعبت المجالات، ثم ما لبثت أن عادت تضيق على طالبات العمل، لاسيما الخريجات اللاتي لا يجدن وظائف، فقد تكون الأسباب إما انفصال التعليم عن حاجات المجتمع وعن سوق العمل، حيث إن الطالبات يدرسن ليصبحن معلمات فقط أو يتكدسن في التخصصات الأدبية دون العلمية التي اشبع منها سوق العمل فلا يوجد مجال لتوظيفهن، وإما لسبب الواسطة والعلاقات الاجتماعية التي تستخدم بطريقة خاطئة جداً بمجتمعنا، والتي من شأنها أن تنشأ الغيرة ثم تتحول إلى حسد وإحباط وضغوط نفسية كثيرة تولد سلسلة من الأمراض النفسية التراكمية، لا سيما وأن هناك مشكلات اجتماعية يعيشها البعض تتطلب النظرلها كحالات استثنائية وسرعة التدخل في حلها من قبل المعنيين، فبعض الأسر يكون العائل الوحيد لهن أو المعين لهن أمرأة إما بنتاً أو أماً، أو أسرة تكالبت عليها الديون والالتزامات فبات عمل الفتاة ضرورة أكثر من كونه شغل وقت، أو بناء علاقات اجتماعية كما هو حال بعض الفتيات اللاتي بالفعل يرغبن في ذلك ومن حق جميع الفتيات أن تشغل وقتها بعمل محترم ولائق يشغل تفكيرها بالإيجابي بدلاً من السلبي.
•