بحث عن بداية التعليم النظامي - بحث علمى عن بداية التعليم النظامي كامل بالتنسيق
اكتشف السومريون الذين عاشوا في وادي دجلة والفرات نظامًا للكتابة حوالي عام 3500 ق.م. وكذلك طور المصريون نظامًا للكتابة حوالي 3000ق.م. وقد احتوى النظامان على أساليب لكتابة الحروف والأرقام. وقد ساعد اكتشاف الكتابة كثيرًا على ظهور المدارس بالشكل الذي نعرفه الآن.
كان المعلمون قبل اكتشاف الكتابة يكررون الدرس شفاهًا، فيقوم التلاميذ بحفظ ما سمعوه. وكان الشعر أسلوبًا جيدًا لنقل التراث في مجتمعات ماقبل الكتابة. ولكن تعليم الأطفال القراءة جعلهم قادرين على معرفة شؤون الأمم الأخرى. وهكذا نشأت مدارس خاصة بتعليم القراءة والكتابة والحساب.
التربية والتعليم عند السومريين والمصريين. أنشأ السومريون والمصريون مدارس لتعليم القراءة والكتابة حوالي عام 3000 ق.م. وكان معظم المعلمين من كهنة المعابد، أما التلاميذ فقد كانوا قلة من أبناء وبنات الطبقات العليا.
كان التعليم يبدأ من سن الخامسة وحتى السابعة عشرة، وكان تعليمًا محددًا ومملاً، واستخدمت فيه الكتابة بالصور، وكان على المتعلمين أن يكرروا ما كتبوه مرات، وكان الحساب يُعلَّم عن طريق نسخ الحسابات التجارية، فإذا أتم المتعلمون تعليمهم عُينوا كتبة للحسابات في الدولة.
التربية والتعليم في مناطق شرق البحر المتوسط. انتشرت الحضارة من سومر ومصر إلى السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، حيث كانت قبائل معينة في هذه المنطقة تتحدث اللغات السامية . وفيما بين عامي 1500 و1000 ق.م، ابتكرت هذه القبائل الحروف الهجائية الأولى في العالم، فأضافوا للتربية والتعليم أداة جديدة. ويسَّر استخدام الحروف الهجائية الكتابة بالحروف بدلاً من استخدام الصور.
جرة من العهد الإغريقي القديم عليها صورة لشاب يتسلم إجازة لإكماله دراستة في العلوم العسكرية.
التربية والتعليم عند الإغريق القدماء. حقق الإغريق تقدمًا تربويًا وتعليميًا ملموسًا في العصور القديمة. وتعتمد التربية الغربية المعاصرة إلى حد كبير على أسس التربية الإغريقية القديمة.
كانت بلاد الإغريق مقسمة إلى دويلات مستقلة، هدفت التربية في كل من هذه الدويلات إلى إعداد المواطن الصالح. وكانت أثينا، وإسبرطة من أهم تلك الدويلات واختلفت نظرة كل منهما إلى شروط المواطنة؛ ففي إسبرطة كان التعليم يعِدُّ للخدمة، وكان التركيز في التعليم على التدريبات البدنية والعسكرية، وكانت العناية بتعليم القراءة والكتابة ضئيلة.
أما أثينا فقد اهتمت بالتربية العقلية بصورة أساسية، ولكنها ألزمت مواطنيها بالتربية البدنية وخدمة الدولة.
وبالرغم من أن أثينا أوجدت لنفسها نظامًا تربويًا تعليميًا متميزًا، فإن التربية لم تكن ديمقراطية؛ إذ اقتصرت على أبناء الأثينيين، ولم يسمح للعبيد بالتعليم.
كان التعليم عند الأثينيين يبدأ منذ السادسة، ولم تكن هناك مدارس ثابتة كالتي نعرفها اليوم. وإنما كان العبيد الموثوق فيهم ينقلون الطفل من معلم إلى آخر. وهكذا تعلم الأطفال القراءة والكتابة والحساب والموسيقى والرقص والرياضة البدنية. وكانت أعمال هوميروس وغيره من الشعراء تعلم في أثينا. وكان التلاميذ يستمرون في المرحلة الابتدائية حتى سن الخامسة عشرة. ومن سن السادسة عشرة وحتى سن العشرين كانوا ينتقلون إلى قاعة للألعاب الرياضية تديرها الدولة لإعداد المواطنين المدربين تدريبًا عسكريًا يمكنهم من الدفاع عن وطنهم، وذلك من خلال التدريب على الجري والمصارعة وفنون الحرب. وبجانب هذه التدريبات كان الطلاب يمارسون أسلوب المناقشات والجدل لتطوير ملكة الاستقراء والقدرات الخطابية.
وبحلول القرن الخامس قبل الميلاد. كان التعليم العالي في أثينا يتركز في دراسة الفلسفة و البلاغة ، ويندرج تحت الفلسفة دراسة المنطق والرياضيات والأخلاق والعلوم، ويندرج تحت البلاغة دراسة شؤون الدولة والتاريخ والخطابة.
خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد ظهر في أثينا فلاسفة، ومعلمون عظماء، أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو. وحوالي عام 387 ق.م أنشأ أفلاطون مدرسة للفلسفة عرفت فيما بعد بالأكاديمية. وأنشأ أرسطوطاليس مدرسة مشابهة في حوالي عام 330 ق.م. سماها الليسيوم.
ولم يكن لمعظم نساء أثينا تعليم نظامي. وإن يكن بعضهن قد تلقين تعليمًا في الموسيقى والشعر والرقص من خلال انتمائهن لبعض المنظمات الدينية.
وجد في اليونان ـ كغيرها من البلاد القديمة ـ كثير من المجموعات الدينية السرية التي تبنت نوعًا من النشاط التعليمي، ذلك أن أكاديمية أفلاطون وليسيوم أرسطوطاليس كانتا ذواتي صبغة دينية. وبجانب ذلك تولت بعض المؤسسات المهنية مهمة التعليم، فتطورت الدراسات الطبية مثلاً وسط عدد من الأسر تحالفت معًا لتكون جمعية تربوية سرية.
التربية والتعليم عند قدماء الرومان. أقام الرومانيون نظامًا تعليميًا شاملاً على النمط الإغريقي حوالي عام 100ق.م. أتاحوا فيه ـ على عكس الإغريق ـ فرص التعليم للبنات والبنين. فكان معلم المرحلة الابتدائية يقوم بتعليم أبناء الأسر الموسرة بين سن السابعة والعاشرة من العمر. وتعلم الأطفال قراءة اللغتين الإغريقية واللاتينية وكتابتهما. وفي الوقت الذي نالت فيه البنات تعليمًا ابتدائيًا، اتيحت الفرصة للبنين للالتحاق بالمدارس الثانوية بين سن العاشرة والرابعة عشرة، حيث يواصل البنون دراسة قواعد وآداب اللغتين اللاتينية والإغريقية . ولقد عرف الرومانيون التعليم العالي؛ حيث كانت المعاهد العليا تعد الطلاب للخطابة والقانون وشؤون الحكم.
وبالرغم من أن الرومانيين قد تبنوا جانبًا من نظم التربية والتعليم الإغريقية، إلا أنهم قد فاقوا الإغريق في بعض المجالات كالزراعة والهندسة والقانون، حيث قاموا بتطوير كل تلك المعارف. وبحلول عام 200 ق.م. كان الرومانيون قد نشروا ثقافتهم في معظم أنحاء العالم الغربي
عصر النهضة الأوروبية
يمثل عصر النهضة تلك الفترة من تاريخ أوروبا التي سادت فيها روح الاهتمام بالعالم والاستقلال والنفوذ. لقد بدأت النهضة في إيطاليا خلال القرن الرابع عشر الميلادي وعمت أرجاء أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين حيث بدأت حركة إعادة النظر في المعرفة.
خلال عصر النهضة بدأ الكلاسيكيون في المناداة بإحياء الثقافتين الإغريقية والرومانية القديمتين بدلاً من ثقافة العصور الوسطى.
لقد اعتقد الإنسانيون التقليديُّون أن أهم أهداف التربية والتعليم إعداد المثقف، تمامًا كما رأى الأثينيون القدماء، ولذلك فقد عدوا مدارس الساحات الإغريقية أفضل المدارس. وهكذا نشأت المدارس في أوروبا خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين على غرار تلك المدارس، وقبلت أطفال الطبقات العليا، وتعلموا فيها اللغتين الإغريقية واللاتينية والآداب القديمة، بالإضافة إلى الآداب العامة والتربية البدنية. وبمرور الزمن تطورت هذه المدارس لتكوِّن المدرسة الثانوية الأوروبية التي عنيت بتدريس الفنون السبعة الحرة. وقد عرفت هذه المدارس الثانوية باسم الجمنازيا في ألمانيا، والليسيه والكوليج في فرنسا، والمدارس الثانوية النظامية في إنجلترا.
أما أطفال الطبقات الدنيا في المجتمع، فقد التحقوا بالمدرسة الابتدائية حيث درسوا القراءة والكتابة واللهجات المحلية والحساب والتاريخ والجغرافيا. ولم تتح الفرصة لهؤلاء للالتحاق بالمدرسة الثانوية أو الجامعة. وبدأت المدارس الابتدائية في الظهور في أوروبا منذ القرن السادس عشر.
اختراع الطباعة. أدى اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي إلى توفير كمية من المطبوعات، مما جعل الكثيرين يرغبون في تعلم القراءة والكتابة. وبالإضافة إلى هذا فقد شجع انتشار تلك المطبوعات الكثيرين على الحرص على الاطلاع والاستزادة من المعلومات الضرورية التي تجعل منهم معلمين أكْفَاءَ.
عصر الإصلاح الديني النصراني. تم اكتشاف الطباعة في الوقت الذي ازداد فيه الخلاف بين أنصار الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، بصورة أدت إلى ظهور ما سمي بالحركات الدينية الإصلاحية في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي، ومن ثم ظهرت الحركة البروتستانتية التي نادت بضرورة السماح لكل الناس بتداول الإنجيل. وقد أدى اختراع الطباعة إلى توفير نسخ كثيرة منه زهيدة الثمن.
بدأت بعض البلاد الأوروبية البروتستانتية، كألمانيا، وسويسرا، في القرن السادس عشر في إنشاء مدارس ابتدائية لأبناء العامة لتمكينهم من دراسة الإنجيل بلهجاتهم المحلية. وفي الوقت نفسه قامت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بتوسيع نشاطها التعليمي، حيث قامت بعض المجموعات الكاثوليكية بإنشاء مدارس تتولى تدريس أطفال الكاثوليك باللهجة المحلية. وقد زادت أعداد المدارس الثانوية بصورة مطردة أيضًا.