بحث في الإشراف التربوي. تعريف الإشراف التربوي . أهمية الاشراف التربوي. دراسات
تعريف الاشراف التربوي :
لم يتفق علماء التربية على تعريف محددللاشراف ويعود ذلك الى تباين اتجاهتهم ومفاهيمهم حسب نظرتهم اليه وفهمهم له والمامهم بجوانبه وتحليلهم لإطاره ومضمونه فمنهم من جعله يمد المعلم بما يحتاج إليه من مساعدة وهناك من جعله يستهدف تزويد التلاميذ في جميع المراحل بمستوى افضل من الخدمات التربوية 0 وبعض التعريفات نظر إلى الاشراف التربوي نظرة اشمل حيث هو عملية ديناميكية تؤدي إى دراسة وتحسين جميع العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي 0
ومن هذه التعريفات :
تعريف يوردمان حيث عرف الاشراف التربوي ” بانه المجهود الذي يبذل لإستشارة وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى وجماعات وذلك لكي يفهموا وظائف التعليم فهماً احسن ويؤدوها بصورة اكثر فاعلية حتى يصبحوا اكثر قدرة على استشارة وتوجيه النمو المستمر بكل تلميذ نحو المشاركة الذكية العميقة فى بناء المجتمع الديمقراطي الحديث” (1)
تعريف يرجز للاشراف هو”الاشراف معناه تنسيق واثارة وتوجيه نحو المعلمين لعرض اثارة وتوجيه نمو كل طفل للمشاركة الذكية في المجتمع والعالم الذي يعيش
فيه” (2)
ويعرفه سيد حسين بانه “عملية تهدف إلى تحسين المواقف التعليمية عن طريق تخطيط المناهج او الطرق التعليمية التي تساعد التلاميذ على التعلم باسهل الطرق وافضلها بحيث تتفق وحاجاتهم وبهذا يصبح المشرف الفني قائداً تربوياً” (3)
وهناك من يذهب إلى ان الاشراف الفني” خدمة غنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عملية التربية والتعليم والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل كل تلميذ ان ينمو نمواً مطرداً وفق ما تهدف إليه التربية المنشودة” (4)واستخلص دليل المشرف التربوي تعريف للاشراف التربوي هو ان الاشراف” عملية فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الطالب والمعلم والمشرف واي شخص آخر له اثر في تحسين العملية التعليمية فنيا كان أم اداريا (5) وهو عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها0
أهمية الإشراف التربوي :
يكتسب الاشراف التربوي من كونه عمل تعاوني يركز بمفهومه الشامل على تنمية العملية التعليمية والتربوية بكافة عناصرها وعلى رأسها المعلم الذي يمثل العنصر البشري الفاعل فيها والمشرف التربوي راعي تلك التنمية ،لانه المعايش الحقيقي للعمل التربوي الميداني الملاحظ لجميع العناصر المتصلة بالعملية التربوية المدرك لدور كل عنصر في مساعدة المعلم والمتعلم كالمقررات الدراسية والوسائل التعليمية ، واساليب التقويم ولذلك تم الاهتمام بالاشراف التربوي 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ تشارلز بورمان ، الاشراف الفني في التعليم في القاهرة ، ص 9
(2) ـ البزار حكمت ، تقييم التفتيش الابتدائي في العراق ، ص 9
(3) ـ سيد حسن حسين ، درسات في الاشراف الفني ، ص 38
(4) ـ منصور حسين ومحمد مصطفى ، سيكلوجية الإدارة المدرسية والإشراف الفني ، ص 43
(5) ـ وزارة المعارف ، دليل المشرف التربوي ، ص 35
اهداف الاشراف التربوي :
الاشراف التربوي له اهداف كثيرة يرغب في تحقيقه والوصول إليه من خلال المعلم الذي يعتبر وسيلة لتحقيق اهداف خاصة ،فالاهداف العامة هي”فهم الاسلام فهماً صحيحاً متكاملاً وغرس العقيدة الاسلامية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً
والاهداف الخاصة هي:
1-تحسين مواقف التعليم لصالح التلميذ وهذا التحسين لا يكون عشوائياً،بل لابد
من تخطيطه ولابد من تقويم هذا التحسين المخطط0
2-إثارة اهتمام المعلمين وتشويقهم بالعملية التعليمية وتحسينها ،أي ان يكون
هناك استمرارية في التحسين على ان يكون التحسين واستمراره دون هدف
بل يربط بالهدف الذي يحدد 0 بحيث يساعد هذا على نمو المعلمين نمواً مهنياً
مستمراً0 (6)
3-مساعدة المعلم على ان يرى غايات التعليم الحقيقية في وضوح تام وان يدرك
ما تقوم به المدرسة من دور متميز في تحقيق هذه الغايات0
4-مساعدة المعلم على التفريق بين الاهداف والوسائل وعلى رسم صورة
واضحة للاهداف التي تعمل المدرسة على بلوغها0
5-مساعدة المعلم على رؤية مادته الدراسية في وضعها الصحيح بين سائر المواد
الدراسية وتمكينه ايضاً من إدراك الصلة التي تربط مدرسته بغيرها من
المدارس0
6-مساعدة المعلم على إدراك مشكلات النشىء وحاجاتهم إدراكاً واضحاً
يرفعهم لبذل المزيد من الجهد لاشباع تلك الحاجات وحل تلك المشكلات0
7-تحسين الجو المدرسي وتقوية اواصر العلاقة بين المعلمين وبث التعاون بينهم وانمائهم مهنياً وعلمياً0
8-بناء قاعدة خلفية صلبة بين جماعات المعلمين بحيث ينظر الواحد منهم انه مكمل للاخر ومعزز له 0 (7)
9-التاكد منالعمل الذي يصلح له كل معلم حتى يمكن وضع الجل المناسب في المكان المناسب ثم تشجيعه على مواصلة التقدم الذي فيه ابراز قدراته واشعاره بالنجاح0
10-اذكاء حماسة المعلم ،وبعث روح التنافس بينه وبين زملائه المعلمين0
11-ايجاد جو ملائم للمعلم الجديد وتحسسه في مهنة التدريس وجعله يتعلق بها0
12-تقويم النتائج التي ادت إليها جهود المعلمين في اتجاه المباديء والمثل العليا المقبولة
13-مساعدة المعلم في تشخيص ما يلقاه من صعوبات في عملية التعليم وفي رسم الخطة لتلافي تلك الصعوبات والتغلب عليها0
خصائص الإشراف التربوي :
يتميز الإشراف التربوي الحديث باخصائص الآتية :
1 ـ انه عملية قيادية تتوافر فيها مقومات الشخصية القوية التي تستطيع التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التربوية وتعمل على تنسيق جهودهم من اجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) ـ رداح الخطيب0واخرون ، الإدارة والإشراف التربوي ، ص 139
(7) ـ محمد حامد الافندي ، المشرف التربوي ، ص 13
2 ـ إنه عملية تفاعلية تتغير ممارستها بتغير الموقف والحاجات التي تقابلها ومتابعة كل جديد في مجال الفكر التربوي والتقدم العلمي0
3-انه عملية تعاونية في مراحلها االمختلفة (من تخطيط وتنسيق وتنفيذ وتقويم ومتابعة)0 ترحب باختلاف وجهات النظر بما يغطي على العلاقة السليمة بين المشرف والمعلم وينظم العلاقة بينهما لمواجهة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة0
4-انه عملية تعني تنمية العلاقات الانسانية والمشاركة الوجدانية في الحقل التربوي بحيث تتحقق الترجمة الفعلية لمباديء الشورى والاخلاص والمحبة والارشاد في العمل والجدية في العطاء والبعد عن استخدام السلطة وكثرة العقوبات وتصيد الاخطاء0
5-انه عملية تشجع البحث والتجريب والابداع وتوظف نتائجها لتحسين التعلم وتقوم على السعي لتقيق اهداف واضحة قابلة للملاحظة والقياس0
6- انه عملية مرنة متطورة تتحرر من القيود الروتينية، وتشجع المبادرات الايجابية وتعمل على نشر الخبرات الجيدة والتجارب الناجحة ،وتتجه إلى مرونة العمل وتنويع الاساليب0
7-انه عملية مستمرة في سيرها نحو الافضل ،لاتبدا عند زيارة مشرف وتنقضي بانقضاء تلك الزيارة بل يتمم المشرف اللاحق مسيرة المشرف السابق0
8-انه عملية تعتمد على الواقعية المدعمة بالادلة الميدانية والممارسة العملية وعلى الصراحة التامة في تشخيص نواحي القصور في العملية التربوية0
9-انه عملية تحترم الفروق الفردية بين المعلمين وتقدرها فتقبل المعلم الضعيف او المتذمر،كما تقبل المعلم المبدع والنشيط0 (
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(
ـ وزارة المعارف ، دليل المشرف التربوي ، ص 41
نشاة وتطوير الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية:
الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية لاتختلف مسيرته التطورية عن مسيرة الاشراف التربوي في الدول الاخرى فقد نشا صغيراً او بسيطاً إلى ان اصبح كبيرأ متطوراً0
وسيسلط الباحث الضوء باختصار على مراحل نموه وتطور مفهومه0
1- المرحلة الاولى1343هـ
هذه المرحلة صاحبت التعليم النظامي في المملكة أي منذ إنشاء مديرية المعارف العامة 1343 هـ حيث نص النظام الاساسي لمديرية المعارف العامة على تشكيل هيئة للتفتيش وتتكون من المفتش الاول ومفتشين آخرين يساعدونه، وعددهم قابل للزيادة عند الحاجة وكان دورهم يكون في قيامهم بجولات على المدارس او المناطق في العام مرة واحدة ولم يقتصر مهام المفتش على الجوانب الفنية ،بل يقوم إضافة إلى ذلك بالتفتيش الاداري الخاص بالجوانب الادارية ، والمشاكل التنظيمية بين العاملين في المدرسة (9)وهو بهذا يزاول عمل المشرف التربوي وقسم المتابعة ويمكن عد هذه المرحلة مرحلة ما قبل التنظيم الواضح للاشراف
التربوي الذي لم يبدا إلا مع عام 77/1373هـ0
2-المرحلة الثانية:1377 1378هـ : (التفتيش)
في عام 1377 /1378هـ انشات الوزارة نظاماً اطلقت عليه لفظ (التفتيش، واتبعت ذلك بتعيين عدد من المفتشين في كل منطقة يتناسب وحجم المنطقة، وكانت مهمة المفتش هي الاشراف الفني على المدارس ،فالزيارة الاولى مهمتها توجيه المعلم والثانية للوقوف على اعمال المعلم وتقويمه، والثالثة لمعرفة مدى اثر المعلم في تحصيل طلابه0
ومع تطور المفهوم انشات وزارة المعارف في عام1378 /1397 هـ قسماً خاص بالتفتيش العام، واسندت الاشراف عليه إلى إدارات التعليم الابتدائي، وكان الهدفف من انشاء هذا القسم هو تقويم عملية التفتيش ميدانياً ومعرفة ما إذا كانت الوزارة قد حققت الغرض منها وكذلك معرفة مدى تنفيذ التعليمات الصادرة من الوزارة ثم كتابة تقرير عن ذلك في ضوء ما انطوت عليه الزيارات الميدانية0
2- المرحلة الثالثة:1384 هـ(التفتيش الفني)
بحلول عام 1384هـ تطورت عملية التفنيش حيث انشات وزارة المعارف اربعة اقسام متخصصة للمواد الدراسية (الغة العربية الغات الاجنبية،المواد الاجتماعيةوالرياضيات والعلوم،واطلق عليها عمادة التفتيش الفني ولقد اكملت مهام المفتش بدراسة المناهج،ومراجعة المقررات الدراسية، وحصر الزيادة والعجز في المعلمين والكتب والادوات والاحتياجات في المعامل وغيرها وفي عام 1387 هـ تم ربط التفتيش بإدارات متخصصة كالتعلم الثانوي والتعليم المتوسط ومعاهد المعلمين وغيرها وتكوين هيئة فنية كل إدارة من الادارات التي اسندت إليها مهمة التفتيش لرسم خطط مفتشي المواد وإعداد الدراسات الفنية ، كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد باعتماد الدراسات الفنية ،كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد في المناطق التعليمية باعتماد تقاريرهم وإرسالها إلى إدارات التفتيش المتخصصة في الوزارة، وتلقى التعليمات منها0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) ـ عائشة بنت صالح الاحمدي ، دراسة لماهام المشرفة الفنية بمدارس الرئاسة لتعليم البنات بالمدينة ، ص 36
المرحلة الرابعة: التوجيه التربوي:-
وفي مجال التطوير المستمر وإدراكاً من الوزارة ان كلمة تفتيش تعني المباغتة والبحث عن الاخطاء فقد صدرت تعليمات وزارية في عام 1387هـ تنص على ما ياتي:
1-تسمية المفتش الفني بالموجه التربوي0
2-تقوية العلاقة بين الموجه والمعلم،وارتكازها على الجانب الانساني والمصلحة العامة
3-تقديم المشورة الادارية والفنية لادارات المدارس التي يزورها الموجه0
4-دراسة المناهج والكتب الدراسية ،والاسهام في اعمال الامتحانات وفي عام 1394هـ صدرت تعليمات تنظم زيارات الموجه للمدارس وفق ضوابط تعتمد على مدى الحاجة لهذه الزيارة0
المرحلة الخامسة:- إنشاء الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب:
إدراكاً من الوزارة لاهمية تنظيم عملية التوجيه فقد صدر قرار معالي الوزير رقم 1674/48 في 10/6/1401هـ يقضي بمايلي (10)
1 ـ إنشاء ادارة عامة جديدة في جهاز الوزارة تسمى ( الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب ) وتكون تحت إشراف الوكيل المساعد لشئون المعلمين 0
2 ـ نقل الموجهين التربويين القائمين على راس العمل في قطاعات التعليم المختلفة وفي جهاز الوزارة إليها0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(10) ـ موقع وزارة المعارف على الانترنت
3 ـ نقل اختصاصات وصلاحيات إدارات التدريب التربوي إليها0
ويلاحظ ان هذه الترتيبات هدفت إلى تنظيم إدارة التوجيه،مما يترك اثره في عمل الموجهين ،ويظهر حرص الوزارة على تطوير التوجيه التربوي ،وإن من شان هذه التعديلات ان تعين على اداء العمل بصورة مركزة من حيث الجوانب التخطيطية والتنفيذية0
المرحلة السادسة:ـ الاشراف التربوي :ـ
تمشياً من القرار رقم4/3/1494 في 22/9/1416 هـ والقاضي باعتماد مسمى الاشراف التربوي بدلاً عن التوجيه التربوي تغير مسمى الإدارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب إلى (الإدارة العامة للإشراف التربوي والتدريب) ثم إلي المسمى الحالي (الإدارة العامة للإشراف التربوي) وتتبعها شعب للإشراف التربوي في مختلف التخصصات هذه الشعب تتعاون مع مديري الإشراف التربوي في المناطق والمحافظات التعليمية وذلك فيما يتعلق برسم خطط زيارات المدارس بكافة مراحلها من قبل المشرفين، وتزويده بما تحتاج إليه من إشراف تربوي، وتعرف ما يتعرض سير العملية التعليمية والتربوية من مشكلات سواء لدى المشرفين في المناطق والمحافظات ا
التعليمية او في الميدان والمشاركة في بحث وسائل للتغلب على تلك المشكلات وإيجاد حلول لها0
يتبع
.
.
.