بحث عن التقويم فى تدريس اللغه العربيه - بحث مفصل عن التقويم فى تدريس اللغه العربيه
احتلت اللغة مكانة مرموقة في حياة المجتمع البشري ولها منزلة خاصة في حياة الشعوب ، وتعد اللغة من أهم الظواهر الاجتماعية التي أنتجها التطور البشري ، حيث أدت دوراً مهما في تحقيق المنزلة العليا للإنسان بين الكائنات الأخرى ، وللغة وظائف أساسية منها أنها أداة اتصال بين أفراد المجتمع ، فلا يمكن تصورش مجتمع بدون لغة أو لغة بدون مجتمع ، وبالإضافة إلى كونها أداة اتصال فهي أداة تفكير يتشكل فيها الفكر ولها علاقة باللفظ ومدلوله . فاللفظ صفة خارجية ، والمدلول هو الفكرة التي يستوعبها اللفظ ، كما أنها أداة للتعبير عما تجيش به المشاعر والأحاسيس ، وهي أيضاً أداة للتسجيل والتوثيق، وتشمل دراستها الكلمات والعبارات والجمل والنصوص المختلفة لذلك يتجلى تعليم اللغة العربية في تمكين الطالب من أدوات المعرفة عن طريق اكتسابه المهارات اللازمة لذلك ، كالقراءة والكتابة والحديث والاستماع .
عاشت اللغة العربية في مهدها - في الجزيرة العربية - فترة من الزمن في عزة من أهلها وتفاعلت مع لغات أخرى ،و تتميز اللغة العربية بخصائص فريدة أبرزها سمة الإعراب الذي يعد سمة من سماتها الرائعة وقرينة من القرائن المهمة في إبراز المعنى. فاللغة العربية تغوص في جميل الطاقات البيانية وتخترق مستويات الفهم والإدراك وتتحول وبشكل مباشر إلى مشاعر وأحاسيس تاركة أعمق الأثر في النفس([1]) لأنها استفادت من القرآن الكريم في تهذيب ألفاظها وتنقيح أساليبها واتساع مفرداتها وكذلك أخذت من السنة المطهرة فازدادت بها بلاغة وجمالاً ووفرة لفظية ، يستفيد منها الدارس لها والمتتبع أسرارها فترقى لغته ويرقى أسلوبه ([2])
ويعد النحو جزاءً مهماً من علوم اللغة العربية لما له من علاقة وثيقة بفهم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم - وبفروع اللغة العربية الأخرى ، فقد عكف بعض المهتمين باللغة العربية على دراسة علاقة النحو بفروع اللغة العربية الأخرى فعلم اللسان عند ابن خلدون يرتكز على أربعة أركان يتصدرها النحو ([3]) وللنحو دور في شحذ العقل وصقل الذوق الأدبي وتقويم اللسان وتيسير المعنى ، فالنحو وسيلة إلى ضبط الكلام وتصحيح الأساليب ، لذلك يُدَّرسُ منه بالقدر الذي يعين على تحقيق هذه الغاية التي تقوم اللسان عند النطق والقراءة الجهرية من اللحن والقلم عند الكتابة من الخطأ ([4]) لذلك يحتل النحو مكانة مهمة في نفوس العرب المهتمين باللغة العربية ، لما له من دور فاعل في تقويم الخطأ نطقاً وكتابة ، وتعود صعوبة فهم النحو لدى الكثيرين في مدارسنا وجامعاتنا إلى واقع مناهجه التي أرهقت التلاميذ ، وتركيز المعلمين على الجانب النظري وإهمال الجانب التطبيقي .
فالواقع الحالي لمناهج النحو يحتاج إلى معلم كفء يفهم ويدرك مواطن الضعف والقوة في مناهج النحو الحالية ؛ لأن المعلم يعد حجر الزاوية للعملية التربوية والتعليمية ،لذلك تسعى الدول والمجتمعات إلى إعادة النظر في برامج إعداد المعلمين ووجد اتجاه لاعتماد برامج إعداد قائمة على الكفايات ، ويقصد بالكفاية : ما يظهره معلم اللغة العربية من قدرات وأساليب معرفية وأدائية يمكن ملاحظتها في أثناء تدريس درس النحو .
ويعد اتجاه الكفايات من ابرز الاتجاهات السائدة حاليا في برامج إعداد المعلمين التي تعكس أيضا أهدافا تربوية محايدة فرضها عاملان أساسيان هما:الالتزام والمسؤولية في تحقيق الأهداف ، وتأكيد ملاءمة البرامج لحاجات المتعلمين ([5]) ، ونتيجة لتزايد الاهتمام العلمي باتجاه إعداد المعلمين ظهر اهتمام في الوطن العربي تجاه إعداد المعلمين على أساس الكفايات التعليمية ، حيث أوصى مؤتمر حلقة المسؤولين عن تدريب المعلمين في أثناء الخدمة والمنعقد في البحرين بضرورة العناية بالتدريب العلمي وتحويل النظريات والأسس العلمية إلى كفايات تعليمية يظهرها أداء المعلم([6]) .
إن برامج إعداد المعلمين القائمة على الكفايات تتطلب من المعلمين المرشحين للمهنة بلوغ مستوى معين يتم تحديده سلفا في السلوك الأدائي، ويعد شرطاً أساساً لممارسة مهنة التعليم ،ولعل ذلك هو ما حفز الكثير من المربيين القائمين على إعداد المعلين إلى وضع قوائم طويلة للكفايات الواجب توافرها لدى المعلمين([7]) ، لذلك لابد من الاهتمام بالمعلم وإعداده ،لأن نجاح العملية التعليمية يتطلب معلما يمتلك من القدرات والمهارات والمعلومات ما يجعل منه مربيا وباحثا تربويا يسهم في حل المشكلات التربوية التي تواجهه عن دراية ووعي ويستطيع إنجاز مهمته على اكمل وجه .
فالمعلم يعد العامل الأساس في تحقيق الأهداف المرجوة من المتعلمين ، لذلك أي تطوير في المناهج لابد أن يرتبط بإعداد المعلم إعداداً يلائم ذلك التطوير لأن المعلم الأكفأ يقدم للطلاب المادة العلمية كاملة وبأسلوب متميز، ويساعد طلابه على تحويل ما هو نظري إلى عمل فعلي في الميدان ويحصل من ذلك على تغذية راجعة يصحح بها مسار طلابه ، ونجاح العملية التربوية والتعليمية يتوقف على إجادة المعلم لمجموعة كبيرة من المهارات الفنية المتخصصة كالكفايات التعليمية ، ومعلم اللغة العربية لا يختلف عن معلم المواد الأخرى ولكن المكانة التي تحتلها اللغة العربية في نفوسنا تحتم علينا أن نهتم بمدرسها اهتماما جادا يكفل له الإعداد الجيد في ضوء الكفايات التخصصية مثل : " ربط المعلم بين الجزئيات التي تمثلها الشواهد والأمثلة بالتحدث بالفصحى " ، ومما لا شك فيه أن معلم اللغة العربية الكفء له دور كبير في تدريسها وتحقيق أهدافها ولما لها من أهمية بالغة في نفوسنا تبلورت الفكرة لدى الباحث بضرورة إجراء دراسة ميدانية يتم من خلالها تقويم أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو في المرحلة الثانوية وتحديد مواطن القوة والضعف في أدائه من خلال مؤشرات للأداء تقيس مدى تحقق الكفايات العامة والتخصصية في تدريس النحو .
اهمية التقويم
وللتقويم أهمية بالغة في تحسين أداء المعلمين وتقديم التغذية الراجعة البناءة لهم، وتقدير الممارسة الفائقة لديهم ، وتعزيزها لضمان جودة أداء المعلمين وتنميتهم المهنية ، ومساعدة الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم على اختيار المعلمين الأكفاء القادرين على تأدية مهامهم بكفاءة واقتدار ([8]).
وعلى الرغم من المكانة التي يحتلها التقويم في تحسين أداء المعلم إلا أن تقويم أداء المعلم في الجمهورية اليمنية يعاني من أوجه قصور كثيرة منها : عدم متابعة الموجهين لأداء المعلمين بصورة مستمرة ووفقاً لأسس ومعايير موضوعية ، حيث يعتمد الموجه على زيارة خاطفة في العام الدراسي ، وأحياناً لا تتم هذه الزيارة بسبب عدم توافر الأمكانات اللازمة للقيام بعملية تقويم أداء المعلم وفقاً لأسس ومعايير موضوعية ، وهذا ومما دفع الباحث إلى القيام بهذه الدراسة لتقويم أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو وفقاً لأسس ومعايير موضوعية ، وبما يؤدي إلى تحسين أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو .
ومما دفع الباحث أيضا إلى الدراسة الحالية واقع المعلم وسياسة إعداده المتذبذبة بالإضافة إلى ما أشارت إليه دارسة جبر محمد الكولي التي خلُصت إلى أن درجة امتلاك الكفايات الأكاديمية والمهنية لدى المعلم اليمني ضعيفة ([9]) ، وكذلك دراسة جمعة رشيد كضاض الربيعي التي أشارت إلى صعوبات تدريس قواعد اللغة وضعف مستوى التلاميذ وربط ذلك بأداء المعلم ([10]) ، وكذلك دارسة أنيسة محمود هزاع التي أكدت تدني مستوى معلمي اللغة العربية في تحقيق الكفايات التعليمية ، بالإضافة إلى إدراك الباحث تدني مستوى الطلاب في النحو كونه يدرس في الميدان .
وأشارت بعض تقارير موجهي اللغة العربية في أمانة العاصمة (صنعاء ) التي تشير إلى تدني مستوى أداء المعلم في تدريس اللغة العربية بشكل عام والنحو بشكل خاص ([11]) ، كذلك للأهمية البالغة - من وجهة نظر الباحث - التي ستعود بها نتائج هذه الدراسة على المعلمين والطلاب والمهتمين باللغة العربية وذلك من خلال تقديم قائمة بمؤشرات الأداء لمعلم اللغة العربية في تدريس النحو بالمرحلة الثانوية يستفاد منها في تطوير برامج إعداد معلم اللغة العربية وتدريبه في ضوء الكفايات ، ويسهم في إلقاء الضوء على الواقع الحالي لأداء لمعلم اللغة العربية في تدريس النحو ليستفيد منه موجهوا مادة اللغة العربية ، والمهتمون بتدريب المعلمين في أثناء الخدمة .
تحديد مشكلة البحث
سبقت الإشارة إلى أهمية تقويم أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو ؛ لما لاحظه الباحث من ضعف في أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو، مما دفعه إلى القيام بهذا البحث والذي يهدف إلى تحديد كفايات أداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو ، ومؤشرات أدائها ، ويقصد بالمؤشر " سلوكيات وأساليب عملية يمارسها المعلم في عمليات تخطيط الدرس وتنفيذه وتقويمه " ويمكن تحديد مشلكة البحث في سؤال رئيس هو lما الواقع الحالي لأداء معلم اللغة العربية في تدريس النحو في المرحلة الثانوية بأمانة العاصمة ؟ . ويتفرع منه السؤالان الآتيان:
س1: ما الكفايات العامة والتخصصية اللازمة لمعلم اللغة العربية في تدريس
النحو بالمرحلة الثانوية ؟ وما مؤشرات تحققها ؟
س2:ما درجة تحقق هذه الكفايات بمؤشراتها لدى معلمي اللغة العربية أثناء تدريس النحو في المرحلة الثانوية ؟.
أهمية البحث :
للبحث الحالي أهمية كبيرة حيث يمكن أن يستفيد من نتائجه وتوصياته معلمو اللغة العربية في تدريسهم للنحو ويمكن أن يستفيد منها كذلك الموجهون ومؤسسات إعداد معلمي اللغة العربية ، والمهتمون والمتخصصون في تعليم اللغة العربية، وذلك لما للنحو من مكانة في سائر فروع اللغة العربية إذ به تكتمل جودة اللغة العربية لفظا ومعنى كما أن الكفايات العامة والتخصصية توضح للمعلم خط سيره في تدريس النحو بكفاءة واقتدار، ويمكن أن يستفيد من تحديد مؤشرات أدائها كل من المعلمين والموجهين، وكل من له علاقة بتدريس النحو خاصة واللغة العربية عامة.
منهج البحث
استخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج الوصفي في وصف أداء معلم اللغة العربية في الميدان في ضوء بطاقة ملاحظة أعدت لهذا الغرض ، وجمع المعلومات والبيانات ثم ثم قام بتحليلها وتفسيرها لمعرفة جوانب الضعف والقوة في هذا الأداء وبما يؤدي إلى وضع المعالجات المناسبة لها ومن ثم وضع المقترحات والتوصيات المناسبة في ضوء النتائج التي سيتوصل إليها البحث ، كما استخدم الباحث المنهج التأريخي في تتبع اتجاه إعداد المعلم في ضوء الكفايات .
حدود البحث
اقتصر هذا البحث على مؤشرات الأداء للكفايات التخصصية والعامة في تدريس النحو لدى عينة من معلمي اللغة العربية بأمانة العاصمة ( صنعاء ) في المرحلة الثانوية خلال العام الدراسي 2000-2001م مكونة من ثلاثين معلماً من الذكور دون الإناث يعملون في (17) مدرسة من المدارس الثانوية التابعة لمكتب التربية بأمانة العاصمة، واقتصر الباحث على الذكور ليتسنى له ملاحظة أداء المدرس بدقة وبدون حرج ، وذلك لوجود صعوبات عملية في ملاحظة المدرسات من قبل الباحث
تقويم الاداء
تقويم الأداء : عرفه الطارق ، أنه " عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات حول أداء أعضاء هيئة التدريس " ([16]) وعرفه مظفر أنه " عملية يتم من خلالها تحديد كفاءة المدرسين ومدى إسهامهم في إنجاز الأعمال المنوطة بهم وكذلك الحكم على سلوك المدرس وتصرفاته أثناء العمل ومدى التقدم الذي يحرزه " ([17]) وفي ضوء التعريفات السابقة يتبنى الباحث تعريفاً إجرائياً لتقويم الأداء على النحو الآتي : " هو عملية تشخيصية لمجموعة من الإجراءات والسلوكيات التدريسية التي يمارسها معلم اللغة العربية داخل الفصل الدراسي في تدريس النحو وفق قائمة الكفايات العامة والتخصصية ومؤشرات تحققها " .
أجريت هذه الدراسة في مصر ، وهدفت إلى معرفة مستويات تحصيل طلاب المرحلة الثانوية للمفاهيم النحوية والبلاغية وذلك من خلال تحليل الكتابين المقررين على الصفين الأول والثاني من المرحلة الثانوية ، وقد قام الباحث بإعداد اختبارين موضوعيين لقياس مفاهيم النحو ومفاهيم البلاغة ، وأجرى الباحث تحليلاً للأمثلة البلاغية تحليلاً نحوياً بهدف معرفة العلاقات النحوية البلاغة ، وطبق ذلك على عينة الدراسة من خلال اختبار موضوعي ، لمعرفة مدى تمكن الطلاب من العلاقات النحوية البلاغية.
وتوصلت الدراسة إلى عدم عناية الكتابين المقررين بالعلاقات النحوية البلاغية عند تناول النص الأدبي وأشارت الدراسة إلى عدم عناية الكتابين المقرريين بالعلاقات النحوية البلاغية عند تناول النص الأدبي وأوصت الدراسية بضرورة التكامل والترابط بين فروع
- آراء المختصين والخبراء في مجال تدريس اللغة العربية . وتوصل الباحث إلى المفاهيم النحوية الآتية مرتبة حسب شيوعها :-
الفعل : صوره وإعرابه ، وإسناده ، الفاعل : صوره وإعرابه ، نائب الفاعل ، المجرور بحرف الجر،وعلامات جره،المجرور بالإضافة ، حروف العطف وإعراب المعطوف ، ما يجب حذفه من المضاف،المبتدأ والخبر ، أنواع الخبر ، اسم كان وأخواتها وخبرها ، اسم إنَّ وأخواتها وخبرها ، النعت وإعرابه ، التمييز ، الاستثناء ، الاستفهام ، أسلوب النداء ، أدوات التوكيد ، الشرط ، أسلوب النفي ، المفعول المطلق ، أدوات التعليل ، الأسماء الموصولة ، المفعول به ، المفعول فيه ، الحال ، المصادر ، المشتقات ، أسماء الإشارة ، علامات الترقيم ، أسلوب النهي .
وقد استخدم الباحث التصميم التجريبي على عينة من طلاب الصف الثالث الإعدادي ، وقام بتقسيمها إلى مجموعتين : مجموعة تجريبية ، وتم تدريسها وحدة الأساليب اللغوية باعتبارها وحدة وظيفية مشتملة على : أساليب : الاستفهام ، والتعجب ، والنفي ، والشرط ، والنهي ، والنداء ، والاستثناء .
والمجموعة الثانية : المجموعة الضابطة التي لم يتم تدريسها وحدة الأساليب وبعد تطبيق الاختبار التحصيلي القبلي والبعدي ، أظهرت الدراسة تفوق المجموعة التجريبية ، وأوصت الدراسة بربط القواعد النحوية المقررة بالاستخدام الفعلي لها في المواقف الوظيفية للغة مثل : القراءة ، والكتابة ، والحديث ، والاستماع.
5- دراسة محمد حسين خاقو (1997م ) : ( [25])
أجريت هذه في الجمهورية اليمنية ، وهدفت إلى بناء برنامج مقترح لتطوير تدريس النحو باعتباره من المتطلبات الجامعية وفي ضوء نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني ، وقد أعد الباحث قائمة بأسس بناء برنامج عبد القاهر الجرجاني ، وجعلها الباحث أهدافاً عامة للبرنامج المقترح ، كما أعد الباحث قائمة أخرى تضمنت بعض المهارات النحوية ، وقام ببناء وحدتين لمحتوى البرنامج المقترح عكست الأهداف العامة والخاصة للبرنامج ، ثم أعد الباحث اختباراً تحصيلياً لقياس مدى تحقق أهداف البرنامج المقترح ، وطبق ذلك الاختبار على المجموعتين ، التجريبية والضابطة ، قبل وبعد إجراء التجربة ، وتوصلت الدراسة إلى ارتفاع تمكن المجموعة التجريبية من جميع المهارات النحوية ، وأوصت الدراسة بضرورة المواكبة للنظريات المشهورة ، ليتم في ضوئها تطوير تدريس النحو وتأليف مقرراته .
وطور الباحث أداة التقويم وهي عبارة عن استبانةٍ مكونةٍ من اثنين وأربعين معياراً وذلك من وجهة نظر المدرسين والموجهين ، وأظهرت نتائج هذا البحث ضعف مناهج النحو لهذه المرحلة من خلال النسب المتدنية لمعايير التقويم حسب مستويات البحث مما يؤكد ضرورة بناء برنامج مقترح لتطوير منهج النحو لهذه المرحلة .كما قام الباحث بإعداد مقترح لأربعة موضوعات ـ تعبير كتابي ـ واختار عينة من طلاب الصفوف الثلاثة للمرحلة الثانوية مكونةً من ( 300 ) طالب وطالبة ، وطُلب منهم اختيار موضوع واحد للكتابة فيه ، وضبطه ضبطاً لغوياً صحيحاً ، وقام الباحث بتصحيحها لمعرفة المباحث النحوية التي يُخطئ الطلاب فيها ، وتم إيجاد الثبات باستخدام معامل ارتباط بيرسون ، حيث بلغ معامل الثبات (0.85) وفي ضوء المعايير التي تم تطويرها ، ونتائج تقويم منهج النحو للمرحلة الثانوية ، وتحليل أخطاء الطلاب والطالبات النحوية من خلال موضوعات التعبير الكتابي ، أعدَّ الباحث برنامجاً مقترحاً لتطوير منهج النحو للمرحلة الثانوية مكوناً من الأهداف العامة ، والأهداف الخاصة للبرنامج ، والمحتوى،وطرق التدريس ، والوسائل التعليمية ، والنشاطات اللغوية ، وأساليب التقويم .
وقام الباحث بإعداد وحدتين دراسيتين في إطار البرنامج المقترح وتجريبهما على العينة من طلاب الصف الثاني الثانوي والبالغة ( 82 ) طالباً ، وأعدَّ الباحث اختباراً تحصيلياً ، وتم تجريبه على عينة استطلاعية ثم قام بتعديله ، وتم تقسيم العينة إلى مجموعتين ضابطة وتجريبية ، وطبق الباحث الاختبار التحصيلي القبلي عليهما ثم قام الباحث بتدريس المجموعة التجريبية باستخدام طريقة النصوص المتكاملة ومدخل تدريس النحو وظيفياً ، في الوقت الذي تم فيه تدريس المجموعة الضابطة بالطريقة الاستقرائية ، ثم أجرى الباحث الاختبار البعدي وتم تصحيح النتائج وتحليلها، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط الدرجات التي حصلت عليها المجموعة التجريبية في الاختبار القبلي والبعدي ، لصالح أدائهم في الاختبار البعدي ، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في الاختبار البعدي لصالح المجموعة التجريبية وأوصت الدراسة باتباع الاتجاه الوظيفي عند تأليف منهج النحو ، وإيلاء استخدامات الطلاب اللغوية والأخطاء التي يقعون فيها اهتماماً كبيراً وتضمين منهج محتوى النحو ما يعزز هذه الاستخدامات ، واستخدام اللغة الفصحى عند التدريس من قبل مدرسي اللغة العربية ومدرسي بقية المواد .
خلاصة البحث
تحتل اللغة الأم مكانة مرموقة في حياة المجتمع البشري ، حيث أدت دوراً مهماً في تحقيق المنزلة العليا للإنسان بين الكائنات الأخرى ، وللغة العربية أيضاً مكانة خاصة في نفوس أبنائها ، لما لها من أهمية في حياتهم وتعبيراتهم المختلفة ، ويعد النحو من أهم علوم اللغة العربية ، فبه يُفهم كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأشعار العرب ونثرهم، ولهذا اهتمت به مناهجنا في اليمن ، وحددت له الجهات المعنية حصصاً دراسية أكثر من فروع اللغة العربية الأخرى .
وعلى الرغم من ذلك فإننا نجد تدنياً ملحوظاً في مستوى تحصيل الطلاب في المرحلة الثانوية في اللغة العربية عامة والنحو خاصة ، وقد يرجع ذلك إلى قصور برامج إعداد معلمي اللغة العربية في مؤسسات الإعداد ، والبحث الحالي يهدف إلى التصدي لهذه المشكلة من خلال تحديد كفايات أداء معلمي اللغة العربية التعليمية العامة والتخصصية ومؤشرات تحققها ، وتقويم أداء معلم اللغة العربية في أثناء تدريسه للنحو في ضوء تلك الكفايات والمؤشرات ،
المراجع
رمضان عبد التواب : فصول في فقه اللغة العربية ، القاهرة ، دار الخانجي ، ط 2 ، سنة 1981م ، ص 400.
([2]) عبد الرحمن بن خلدون ، مقدمة ابن خلدون ص 576.
([3]) حسن شحاته : أساسيات التدريس في الوطن العربي ، القاهرة ، دار المعارف ، ط 1 ، 1993م ، ص 323.
([4]) حسن شحاته : تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق ، الدار المصرية اللبنانية ، ط 2 ، سنة 1993م ،ص، 204 - 205.
([5]) فاروق حمدي الفرا : وضع برنامج لتطوير بعض كفاءات تدريس الجغرافيا لدى معلم المرحلة الثانوية بالكويت ، ( رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة عين شمس ، 1982م ، ص 16- 17 .
([6]) محمد عزت عبد الموجود : تدريب المعلمين أثناء الخدمة ، دراسه في المفهوم والوظيفة ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، إدارة التربية ، حلقة المسؤولين عن تدريب المعلمين أثناء الخدمة ، في البحرين ، 1990م ، ص 23-29 ،.
([7]) عبده المطلس : تقويم مقررات طرق تدريس التاريخ في كلية التربية بجامعة صنعاء في ضوء الكفايات الأدائية الواجب توافرها لدى معلم التاريخ ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية جامعة عين شمس ، 1987م ص 56.
([8])جابر عبد الحميد جابر : اتجاهات وتجارب معاصرة في تقويم أداء التلميذ والمدرس ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 2002م ، ص 276-278.
([9]) جبر محمد عبد الله الكولي : تقويم أداء معلمي المرحلة الأساس في ضوء الكفايات التعليمية ، رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ، السودان ، كلية التربية ، جامعة الجزيرة ، 1998م ، .