بحث عن المدخلات النفسيه والفلسفيه لبناء المنهج - بحث مفصل عن المدخلات النفسيه والفلسفيه لبناء المنهج
يقصد بتطوير المنهج " إعادة النظر في جميع مكونات المنهج من الأهداف إلى التقويم "، كما يتناول جميع العوامل التي تتصل بالمنهج، و تؤثر فيه و تتأثر به، وقد يعنى بإدخال بعض التجديدات، على مستوى المضمون في المكونات. (123: 2000: ص 171).
ويعرفه (حلمي الوكيل) ـ وفقاً للمفهوم الشامل للمنهج ـ بأنه " كل ما ينصّب على الحياة المدرسية بشتى أبعادها، وعلى كل ما يرتبط بها، من أهداف، ومحتوى، وطرائق تعليمية، ووسائل تعليمية، وأنظمة تقويم ". (139: 2001: ص 165)
عملية تطوير المنهج لا تنطلق من فراغ، إنما تستند على نظرية في المنهج ورؤية فلسفية، تشتمل على نوع من المسلمات، المتعلقة بطبيعة المعرفة المرغوبة، وطبيعة المتعلم والمجتمع، وعلى ضوء هذه النظرية الفلسفية للمنهج تتحدد مكوناته المختلفة. (34: 1990: ص 98).
وتُصنف استراتيجيات التطوير عادةً بحسب المداخل التي يستخدمها المطوّرون، ومن هذه الاستراتيجيات الآتي:
1. المدخل السيكولوجي: يفترض أن التطوير هو عملية تطبيق نتائج الأبحاث السيكولوجية في التعلم و في إنتاج المادة التعليمية، مثل المواد التي اعتمدت على النظريات الارتباطية، كما في المواد المبرمجة أو المواد التي تعتمد على المشاركة النشطة للتلميذ أو التنظيمات التي تعتمد على نظرية (جان بياجيه J.Piaget) في النمو المعرفي.
2. المدخل الأكاديمي: الذي يتمركز حول المادة ونسقها التركيبي وبنيتها المعرفية، ويعتمد هذا المدخل على وجود معلمين أكفاء يتمكنون من تطويع المادة المجردة لتصبح مادة تعليمية للتلاميذ.
3. مدخل العملية التعليمية: ينظر إلى عملية التطوير على أنها عملية تمكن المعلم من أن يسلك بطرق معينة عند تفاعله مع التلاميذ ليقودهم نحو الاستقصاء، ومن ثم فهي تكمل المدخل الأكاديمي، حيث يطور العلماء المحتوى و يطور المعلمون العملية التعليمية.
4. مدخل النظم: الذي ينظر لعملية التطوير بأنها تفاعل مستمر بين مكونات الموضوع المطور وتفهّم عناصر، ويعتمد على أسلوب النظم حيث تشير كلمة نظام System إلى تركيب وظيفي يمكن التحكم فيه. وهذا يجعله قابلاً للتغيير، وكونه تركيبة يعني أنه مكون من مكونات مترابطة ولكي يكون قابلاً للسيطرة عليه فلا بد من وجود تغذية راجعة أو إجراءات تصحيحية، وكونه وظيفياً يعني أن له أهدافاً محددة، و أبعاد النظام هي المدخلات والمخرجات وبينهما العمليات ثم التغذية الراجعة. (125: 1989: ص 58)
تتباين المناهج التعليمية فيما بينها، بسبب اختلاف النظريات الفلسفية لها، و الذي يرجع إلى عدة أسباب منها: تباين الخلفيات الثقافية للمنظرين في مجال المناهج، فضلاً عن المرحلة الحديثة نسبياً لدراسة هذا النوع من العلم؛ إذ يرجع إلى أوائل القرن العشرين، وبالذات في عام (1947) م، الذي عقد فيه مؤتمر المنهج في (شيكاغو)، وتم مناقشة نظرية المنهج، وقد حدد هذا المؤتمر ثلاثة أهداف لنظرية المنهج، هي:
1. تحديد القضايا المهمة في تطوير المنهج وما تتضمنه من تعليمات.
2. إبراز العلاقات الموجودة بين هذه القضايا المهمة.
3. التنبؤ بمستقبل المدخلات التي وضعت كل هذه القضايا.