بحث عن انهيار النظام التعليمى فى مصر - بحث مفصل عن انهيار النظام التعليمى فى مصر
د. فاروق اسماعيل : امتحان الثانوية العام نظام لا وجود له إلا فى مصر!!
مصطفى عابدين : إلغاء الصف السادس وعودته قرارات اقتصادية فى المقام الأول
د. عادل صادق : نظام التعليم الحالى ينمى الشعور بالظلم واليأس والكراهية بين الطلاب
تحقيق – أشرف جمال
لقد تعلمنا أن الأمم تنهض بالعلم وحده، وأن من يسلك طريق يلتمس فيه العلم يسهل الله طريقه إلى الجنة، وأنه بالعلم يتبدل الظلام بالنور، وأن كافة الأديان السماوية تأمرنا وتحثنا على العلم، وإذا أردنا التحدث عن أهمية و فوائد العلم للبشرية فلن نجد من أقلام وأوراق ما يكفى لتوضيح ذلك.. وإذا كانت الدول المتقدمة تعطى للعلم الأولوية القصوى.. فما بالنا بأهمية ناقل هذا العلم..؟!
فئران التجارب!!
بالنظر إلى حالة التعليم فى مصر سنجد أنها من وجهة نظر الكثير تعانى أشد المعاناة وارجعوا ذلك إلى العديد من الأسباب أهمها على الاطلاق "اللاتخطيط"ومحاولات التغيير الفاشلة والمستمرة للعملية التعليمية، ولقد أطلق عليها فاشلة لأنها محاولات ناجمة عن قرارات عشوائية غير مدروسة، وغير مسئولة أيضا وهو ما أثر بالسلب على أجيال عدة، والغريب أنه عندما يتم اكتشاف قصور وسوء تلك القرارات تكون النتيجة الغائها وبمنتهى البساطة دون النظر إلى المتضرر الوحيد من جراء هذه القرارات، وهو الطالب الذى يخوض مراحل تعليمه دون أن يدرى أنها لا تعد سوى (تجربة)من وجهة نظر السادة المسئولين فإما أن تكلل بالنجاح فتحسب لهم، وإما أن تفشل ويكون الضحية جيل بأسره !! مما جعل الجميع يتساءل هل أبناء هذه الأمة ممن يتعلمون طلابا للعمل أم فئرانا للتجارب؟!!!
وإذا نظرنا إلى الأمثلة التى توضح مدى التضارب والعشوائية فى قرارات المسئولين عن التعليم فى مصر فسنجد أنها ذاخرة وعديدة، فمنها القرار الذى اتخذ فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى بإلغاء الصف السادس الابتدائى، وقصر المرحلة الابتدائية على خمس سنوات فقط وبالفعل تم تنفيذ ذلك القرار دون تأهيل طلبة الصف المنافس ليصبحوا على نفس مستوى طلبة الصف السادس، ودون تطوير المناهج الخاصة بهم مما جعل النتيجة أجيالا انتقلوا إلى المرحلة الاعدادية ولديهم نقص حاد وظاهرى فى المعلومات والنمو.. وهو ما أثر بالسلب على المراحل المتتالية من التعليم سواء الثانوى أو الجامعى.. وعندما اكتشف المسئولون النتائج المخذلة لهذا القرار تم صدور قرار آخر بعودة الصف السادس الابتدائى من جديد..!!
لوغاريتمات السياسة التعليمية..
ولأن الكثير من الأهالى والمعلمين أيضا يروا أن السياسة التعليمية فى مصر متضاربة وغير معنية بالصالح العام كان من الضرورى التعرف على رأى أحد القائمين على تنفيذ تلك السياسة وذلك لتوضيح الرؤية حول كيفية وضع السياسة التعليمية فى مصر، والأسباب الفعلية التى أدت إلى اتخاذ بعض القرارات التى يراها الكثير من الأهالى والمعلمين معوقة لسير العملية التعليمية فأوضح السيد مصطفى عابدين مدير عام إدارة شمال الجيزة التعليمية أن سياسة التعليم جزء لا يتجزأ من سياسة الدولة، وأن التقدم فى مستوى التعليم يرتبط بمدى التقدم الاقتصادى للدولة.. ففى الماضى كانت ميزانية التعليم لا تتناسب مع مواجهة الزيادة السكانية وكان ذلك لضعف الحالة الاقتصادية للدراسة، وهذا ما دفعنا إلى قصر مرحلة التعليم الابتدائى على خمس سنوات فقط وذلك لأن إمكانيات الدولة كانت تقتضى ذلك، أما الآن وفى ظل الرعاية الكبيرة من الدولة للتعليم، ونظرا لأن الرئيس مبارك جعل قضية التعليم من أولى اهتماماته قامت الحكومة برصد ميزانية مخصصة للتعليم تتعدى 22مليار جنيه، وهذا المبلغ يفوق ميزانيات كثير من الدول.. وأضاف عابدين أن هذا الاهتمام من قبل القيادة العليا جعلنا نقوم بانشاء الكثير من المدارس مما ساهم فى ظهور مدارس اليوم الكامل، وللعلم أصبحت الآن أكثر من 60% من المدارس فترة واحدة، هذا بجانب التطوير المستمر للمناهج وإدخال مستحدثات تعليمية جديدة..
الثانوية العامة والمأساة..
ولأن سياسة التعليم فى مصر لا تقوم على التخطيط فإذا نظرنا إلى الثانوية العامة فسنجد أنها واحدة من أكبر المشكلات التعليمية على الاطلاق حتى أنها أصبحت كابوسا يهدد أبنائنا الطلاب وغولا يطاردهم فى منامهم فمن يصدق أن هناك طلاب تعدت مجاميعهم الـ 105%..!! ومن يصدق أن الطالب الذى يحصل على أكثر من 90%لا يستطيع أن يلتحق بالكلية التى يرغبها..!! عن الثانوية العامة يقول الدكتور فاروق اسماعيل رئيس جامعة القاهرة السابق أن شباب اليوم أمامه آليات للمعرفة لم تكن متاحة على أيامنا..ولكن يصاحبها الآن ما أصاب التعليم من أمراض على رأسها الدروس الخصوصية التى تدرب الطالب على مهارات الاجابة على أسئلة معينة منتقاة، من خلال الأمثلة المحلولة فى كتب الوزارة أو فيما يسمى ببنك المعلومات، وهو ما جعل أغلب طلبة الثانوية العامة يجيدون التعامل مع ورقة الامتحان مما تسبب فى رفع درجاتهم بنسبة لا تتناسب مع حجم ثقافتهم –وأكد د. فاروق اسماعيل على أن امتحان الثانوية العامة أصلا لا يوجد فى كثير من دول العالم، وانما هناك امتحان فى نهاية تلك المرحلة لكل مردسة أو اقليم ويكون الالتحاق بالجامعات فى هذه الدول عن طريق اختبارات قبول ضمن اختبارا شاملا فى كل حصيلة الطالب السابقة من المعرفة بجانب قياس الذكاء وقدرات التفكير اللحظى..ففى اليابان والكلام لرئيس جامعة القاهرة السباق الأكبر منا تنعدادا بكثير يتم عقد امتحان فى شهر فبراير من كل عام، وتنتقى كل جامعة أقفل الطلاب بالنسبة لها.. ولكن لأننا نعانى مشكلة التوصيات فلا يصلح عندنا هذا النظام..وأضاف د.فاروق اسماعيل أنه يجب وضع استراتيجية متكاملة للـ 15سنة القادمة خاصة بالقبول فى الجامعات إلى جانب تقسيم البلاد إلى 5مناطق فى امتحان نهاية المرحلة الثانوية ويقبل الطلب على أساسه فى الجامعات الاقليمية..
التعليم وأثره النفسى على الطلاب..
منذ نصف قرن تقريبا كان الالتحاق بكلية الطب أو كليات القمة يتطلب الحصول على مجموع 60% وارتفع بعد ذلك فأصبح منذ ثلاثين عاما إلى 80%والآن يجتهد الطالب ويحصل على درجات تصل من 90% إلى 95%من أجل تحقيق حلمه بالالتنحاق بكلية يتمناها منذ صغره ولكن بفارق النصف فى المائة أحيانا تتبدد أحلام هذا الطالب مما يشعره بالاحباط والظلم..هذا ما أكده الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس الذى أضاف أن النظام التعليمى الحالى قد يسمح لطالب متواضع القدرات بأن يحصل على مجموع كبير ويدخل الكلية التى يرغبها ثم يفشل فشلا ذريعا فى السنة الأولى للدراسة بها. ولذا فالذين حصلوا على مجاميع تتراوح ما بين 90% و95% أعدادهم فى الحقيقة كبيرة مع أن معظمهم طلاب عاديون وان كان بعضهم متميز حقا ولكن الامتحانات ظلمته وهؤلاء سوف يعانون نفسيا، وسوف يمتد يأسهم ليشمل كل ما يتعلق بالوطن بأجمعه وذلك باعتباره الوطن الذى ظلمهم لأن الشعور الذى سيسيطر عليهم آنذاك هو الشعور بالظلم.. أما الطلاب العاديون فستكون معاناتهم أقل وستكون فى صورة غضب أكثر منه شعور باليأس والظلم وسرعان ما سيتكيفون إذا ما التحقوا بأى كلية أخرى..
وأخيرا أصبحنا فى حيرة من أمرنا ولا نملك سوى أن نرجوا من أولياء الأمور أن يقفوا بجوار أبنائهم الطلبة ومن السادة المسئولين أن يتريثوا قبل اصدار القرارات مع الاتعاظ مما حدث نتيجة القرارات العشوائية التى كان ضحيتها الأول والأخير هو الطالب، وأن يتكاتف الجميع من أجل بناء تعليم جيد ينتج أجيالا يعتمد عليها.
من المسئول عن انهيار النظام التعليمى فى مصر؟!!
د. فاروق اسماعيل : امتحان الثانوية العام نظام لا وجود له إلا فى مصر!!
مصطفى عابدين : إلغاء الصف السادس وعودته قرارات اقتصادية فى المقام الأول
د. عادل صادق : نظام التعليم الحالى ينمى الشعور بالظلم واليأس والكراهية بين الطلاب
تحقيق – أشرف جمال
لقد تعلمنا أن الأمم تنهض بالعلم وحده، وأن من يسلك طريق يلتمس فيه العلم يسهل الله طريقه إلى الجنة، وأنه بالعلم يتبدل الظلام بالنور، وأن كافة الأديان السماوية تأمرنا وتحثنا على العلم، وإذا أردنا التحدث عن أهمية و فوائد العلم للبشرية فلن نجد من أقلام وأوراق ما يكفى لتوضيح ذلك.. وإذا كانت الدول المتقدمة تعطى للعلم الأولوية القصوى.. فما بالنا بأهمية ناقل هذا العلم..؟!
فئران التجارب!!
بالنظر إلى حالة التعليم فى مصر سنجد أنها من وجهة نظر الكثير تعانى أشد المعاناة وارجعوا ذلك إلى العديد من الأسباب أهمها على الاطلاق "اللاتخطيط"ومحاولات التغيير الفاشلة والمستمرة للعملية التعليمية، ولقد أطلق عليها فاشلة لأنها محاولات ناجمة عن قرارات عشوائية غير مدروسة، وغير مسئولة أيضا وهو ما أثر بالسلب على أجيال عدة، والغريب أنه عندما يتم اكتشاف قصور وسوء تلك القرارات تكون النتيجة الغائها وبمنتهى البساطة دون النظر إلى المتضرر الوحيد من جراء هذه القرارات، وهو الطالب الذى يخوض مراحل تعليمه دون أن يدرى أنها لا تعد سوى (تجربة)من وجهة نظر السادة المسئولين فإما أن تكلل بالنجاح فتحسب لهم، وإما أن تفشل ويكون الضحية جيل بأسره !! مما جعل الجميع يتساءل هل أبناء هذه الأمة ممن يتعلمون طلابا للعمل أم فئرانا للتجارب؟!!!
وإذا نظرنا إلى الأمثلة التى توضح مدى التضارب والعشوائية فى قرارات المسئولين عن التعليم فى مصر فسنجد أنها ذاخرة وعديدة، فمنها القرار الذى اتخذ فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى بإلغاء الصف السادس الابتدائى، وقصر المرحلة الابتدائية على خمس سنوات فقط وبالفعل تم تنفيذ ذلك القرار دون تأهيل طلبة الصف المنافس ليصبحوا على نفس مستوى طلبة الصف السادس، ودون تطوير المناهج الخاصة بهم مما جعل النتيجة أجيالا انتقلوا إلى المرحلة الاعدادية ولديهم نقص حاد وظاهرى فى المعلومات والنمو.. وهو ما أثر بالسلب على المراحل المتتالية من التعليم سواء الثانوى أو الجامعى.. وعندما اكتشف المسئولون النتائج المخذلة لهذا القرار تم صدور قرار آخر بعودة الصف السادس الابتدائى من جديد..!!
لوغاريتمات السياسة التعليمية..
ولأن الكثير من الأهالى والمعلمين أيضا يروا أن السياسة التعليمية فى مصر متضاربة وغير معنية بالصالح العام كان من الضرورى التعرف على رأى أحد القائمين على تنفيذ تلك السياسة وذلك لتوضيح الرؤية حول كيفية وضع السياسة التعليمية فى مصر، والأسباب الفعلية التى أدت إلى اتخاذ بعض القرارات التى يراها الكثير من الأهالى والمعلمين معوقة لسير العملية التعليمية فأوضح السيد مصطفى عابدين مدير عام إدارة شمال الجيزة التعليمية أن سياسة التعليم جزء لا يتجزأ من سياسة الدولة، وأن التقدم فى مستوى التعليم يرتبط بمدى التقدم الاقتصادى للدولة.. ففى الماضى كانت ميزانية التعليم لا تتناسب مع مواجهة الزيادة السكانية وكان ذلك لضعف الحالة الاقتصادية للدراسة، وهذا ما دفعنا إلى قصر مرحلة التعليم الابتدائى على خمس سنوات فقط وذلك لأن إمكانيات الدولة كانت تقتضى ذلك، أما الآن وفى ظل الرعاية الكبيرة من الدولة للتعليم، ونظرا لأن الرئيس مبارك جعل قضية التعليم من أولى اهتماماته قامت الحكومة برصد ميزانية مخصصة للتعليم تتعدى 22مليار جنيه، وهذا المبلغ يفوق ميزانيات كثير من الدول.. وأضاف عابدين أن هذا الاهتمام من قبل القيادة العليا جعلنا نقوم بانشاء الكثير من المدارس مما ساهم فى ظهور مدارس اليوم الكامل، وللعلم أصبحت الآن أكثر من 60% من المدارس فترة واحدة، هذا بجانب التطوير المستمر للمناهج وإدخال مستحدثات تعليمية جديدة..
الثانوية العامة والمأساة..
ولأن سياسة التعليم فى مصر لا تقوم على التخطيط فإذا نظرنا إلى الثانوية العامة فسنجد أنها واحدة من أكبر المشكلات التعليمية على الاطلاق حتى أنها أصبحت كابوسا يهدد أبنائنا الطلاب وغولا يطاردهم فى منامهم فمن يصدق أن هناك طلاب تعدت مجاميعهم الـ 105%..!! ومن يصدق أن الطالب الذى يحصل على أكثر من 90%لا يستطيع أن يلتحق بالكلية التى يرغبها..!! عن الثانوية العامة يقول الدكتور فاروق اسماعيل رئيس جامعة القاهرة السابق أن شباب اليوم أمامه آليات للمعرفة لم تكن متاحة على أيامنا..ولكن يصاحبها الآن ما أصاب التعليم من أمراض على رأسها الدروس الخصوصية التى تدرب الطالب على مهارات الاجابة على أسئلة معينة منتقاة، من خلال الأمثلة المحلولة فى كتب الوزارة أو فيما يسمى ببنك المعلومات، وهو ما جعل أغلب طلبة الثانوية العامة يجيدون التعامل مع ورقة الامتحان مما تسبب فى رفع درجاتهم بنسبة لا تتناسب مع حجم ثقافتهم –وأكد د. فاروق اسماعيل على أن امتحان الثانوية العامة أصلا لا يوجد فى كثير من دول العالم، وانما هناك امتحان فى نهاية تلك المرحلة لكل مردسة أو اقليم ويكون الالتحاق بالجامعات فى هذه الدول عن طريق اختبارات قبول ضمن اختبارا شاملا فى كل حصيلة الطالب السابقة من المعرفة بجانب قياس الذكاء وقدرات التفكير اللحظى..ففى اليابان والكلام لرئيس جامعة القاهرة السباق الأكبر منا تنعدادا بكثير يتم عقد امتحان فى شهر فبراير من كل عام، وتنتقى كل جامعة أقفل الطلاب بالنسبة لها.. ولكن لأننا نعانى مشكلة التوصيات فلا يصلح عندنا هذا النظام..وأضاف د.فاروق اسماعيل أنه يجب وضع استراتيجية متكاملة للـ 15سنة القادمة خاصة بالقبول فى الجامعات إلى جانب تقسيم البلاد إلى 5مناطق فى امتحان نهاية المرحلة الثانوية ويقبل الطلب على أساسه فى الجامعات الاقليمية..
التعليم وأثره النفسى على الطلاب..
منذ نصف قرن تقريبا كان الالتحاق بكلية الطب أو كليات القمة يتطلب الحصول على مجموع 60% وارتفع بعد ذلك فأصبح منذ ثلاثين عاما إلى 80%والآن يجتهد الطالب ويحصل على درجات تصل من 90% إلى 95%من أجل تحقيق حلمه بالالتنحاق بكلية يتمناها منذ صغره ولكن بفارق النصف فى المائة أحيانا تتبدد أحلام هذا الطالب مما يشعره بالاحباط والظلم..هذا ما أكده الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس الذى أضاف أن النظام التعليمى الحالى قد يسمح لطالب متواضع القدرات بأن يحصل على مجموع كبير ويدخل الكلية التى يرغبها ثم يفشل فشلا ذريعا فى السنة الأولى للدراسة بها. ولذا فالذين حصلوا على مجاميع تتراوح ما بين 90% و95% أعدادهم فى الحقيقة كبيرة مع أن معظمهم طلاب عاديون وان كان بعضهم متميز حقا ولكن الامتحانات ظلمته وهؤلاء سوف يعانون نفسيا، وسوف يمتد يأسهم ليشمل كل ما يتعلق بالوطن بأجمعه وذلك باعتباره الوطن الذى ظلمهم لأن الشعور الذى سيسيطر عليهم آنذاك هو الشعور بالظلم.. أما الطلاب العاديون فستكون معاناتهم أقل وستكون فى صورة غضب أكثر منه شعور باليأس والظلم وسرعان ما سيتكيفون إذا ما التحقوا بأى كلية أخرى..
وأخيرا أصبحنا فى حيرة من أمرنا ولا نملك سوى أن نرجوا من أولياء الأمور أن يقفوا بجوار أبنائهم الطلبة ومن السادة المسئولين أن يتريثوا قبل اصدار القرارات مع الاتعاظ مما حدث نتيجة القرارات العشوائية التى كان ضحيتها الأول والأخير هو الطالب، وأن يتكاتف الجميع من أجل بناء تعليم جيد ينتج أجيالا يعتمد عليها.
بقلم: ياسمين قطري
منذ فتره ليست بالوجيزة بدأت المؤشرات الداله على فشل نظامنا فى التعليم فى الظهور الى ان جاءت الاحداث الاخيره لتنذر بتصدع هذا الهيكل وقرب انهياره. وبتدقيق النظر فى العوامل التى تؤدى لقيام الانظمه التعليميه نجد ان اى نظام تعليمى يتشكل من ابنيه تعليميه ومناهج وطلاب ومعلمين وايدويوجيه تحدد مساره ، تتحد تلك العوامل معا لتفرز شكل وكيفية التعليم فى اى بلد من البلاد.
والتعليم المصرى يتكون من ابنية تعليميه لا تنطبق عليها المواصفات القياسيه ومناهج عقيمة محتواها يعتمد على الحشو وطرق تدريس تقليدية ووسائل تعليمية قاصره واساليب تقويم تقيس الحفظ والاستظهار ولا تقدم تغذيه راجعة للطلاب. هؤلاء الطلاب الذين يحملون بداخلهم طموحات غالبا لا تتفق مع قدراتهم وامكاناتهم دفعتهم لها افكار افلاطونيه تقدس العمل المكتبى وتنظر نظره دونيه للاعمال اليدويه والحرفيه.
ويأتى المعلم ضمن تلك المنظومة بامكانياته القاصره واعداده الغير كفء ليشكل عقبة اخرى فى سبيل النهوض بالتعليم، فنجد طالبا يعد ليصبح معلم للغة الانجليزية لا يدخل معمل اللغة ليمارسها فعليا.
هذا الى جانب بعض التدخلات الخارجيه التى تطالب بالتعديل فى مناهجنا وكأنه حق مشروع لها فنجد موضوعات تحذف واخرى تضاف واخرى يجرى عليها التعديل حتى تتناسب مع رغبات دول اخرى ترعى مصالحها المستقبلية فتبدأ ببرمجة عقول النشىء لتحصل فى النهايه على منتج صنع خصيصا ليحقق مطامحها ، ولهذا لا نجد ان من الغريب منع بعض ايات القرآن الكريم التى تحث على الجهاد والمقاومة من العرض ضمن محتوى النصوص فى اللغة العربيه لصف من الصفوف.
ولنا ان نتخيل شكل هذا الفصل الدراسى ، به طلاب يتأففون ومدرسون يتخاذلون عن اداء مهمتهم على افضل وجه زاعمين بعدم جدوى ذلك ما دام الطالب قد درس المقرر خارج المدرسه فيتبعون طرق تعتمد فى المقام الاول على الالقاء والتلقين غافلين دور المناقشة وطرق الاكتشاف الوجه والحر ،وبالطبع تطبيق مثل هذه الطرق يساعد فى الكشف عن قصور الامكانات الماديه داخل المدرسه.
احدى العراقيل امام حصول ابناءنا على مستوى مميز من التعليم هى انقسامه الى نظامين احدهما حكومى والاخر خاص اسفرت عن ثنائية جديده كتللك التى ظهرت غضون فتره حكم الوالى محمد على باشا بين التعليم المدنى والدينى، كنتيجة لذلك الانقسام ظهرت فروق شاسعه بين كلا النظامين بالتأكيد تصب فى كفة التعليم الخاص.
فنجد طالب يجيد على الأقل لغتين اجنبيتين ويحسن استخدام الحاسب الألى لديه قدر من الثقافة العامة يمارس الانشطة الصفيه والغير صفية يجد الترفيه بصفة دورية وبالتأكيد ساعده على هذا توافر المال. وآخر يترقب عقارب الساعة لانقضاء وقت الدراسة يجلس بجواره اثنين من زملائه ليقضون 45دقيقة من الاستماع، لا يسمع شيئا عن الرحلات التعليمية بالكاد يعرف يكتب اسمه بالانجليزية عرف الحاسب الآلى من خلال مقاهى الانترنت التى يرتادها لممارسة العاب الكمبيوتر وزيارات مواقع الدردشة
وعلى رأس هذه المظومة تظهر الادارة التعليمية التى تتسم بالمركزيه تأخذ التعليمات فيها شكل هرمى تبدأ من قمة الهرم حتى تصل الى قاعدته ماره بالتعقيدات والبيروقراطيه والروتين . فليتنا تنعلم من تجارب استراليا والولايات المتحده وهونج كونج فى تطبيق الادراة الذاتية ليس فقط للاداره التعليمية للمنطقة بل ايضا للمدرسة .
ولعل من اهم طرق علاج هذه المشكلات الحفاظ على مجانيه التعليم مع دعمه المستمر وزيادة ميزانيته والاستفادة من تجارب الدول الاخرى فى مجال التعليم فنأخذ ما يتماشى مع ثقافتنا ونترك ما يتعارض مع هويتنا العربية هذا الى جانب تحقيق الاستقرار فى هيكل النظام وثبات عدد سنواته والتحرر من سيطرة الغرب كى يكون الخريج مرن قادر على مضاهاة نظيره خريج التعليم الخاص.