الضفدعة الاميرة
في قديم الأزمنة كان لملك بنات كثيرات، كلهن لهن عيوب و مساوئ خطيرة ما عدا الابنة الصغيرة التى كانت شديدة الحسن. اعتادت أن تذهب إلى الحديقة تجلس تحت أشعة الشمس تتأمل في مياه البركة العميقة. كانت الأميرة الصغيرة تلعب بكرةٍ من الذهب تعتز بها جدًا و تحبها كثيرا ولكن في أحد الأيام بينما كانت تلعب بالكرة سقطت في البركة . فأخذت تبكى بشدة و بعد قرابة ساعة والدموع تزرف من عينيها ، وبدأ صراخها يعلو بسبب حزنها علي الكرة، سمعت صوتًا يقول لها: “لماذا تبكين يا اميرتى الجميلة ؟ “تطلعت يمينًا ويسارًا فلم تجد أحدًا. ظنت أنه مجرد وهم، أو أنها تفكر بصوتٍ عالٍ، لكن ما لبث الصوت الا ان تكرر مرة اخرى !
تطلعت نحو المياه فرأت ضفدعة تتحدث معها، وقد غطت المياه جسمها نظرت لها الأميرة الجميلة متعجبة وبسرعة قالت لها: “لقد سقطت كرتيِ التي اعتز بها جدًا، إنها من الذهب، والمياه عميقة، ولا اعرف من يحضرها لي”. فكرت الضفدعة ثم سألت الاميرة: ” ماذا تعطين كهدية لمن يحضرها لكى ؟ ” اجابت الاميرة الصغيرة دون تفكير : “إني مستعدة أن أقدم كل شيء حتى الإكليل الذي علي رأسي؟”سالت الضفدعة: “أتعدين بذلك وتفي بوعدكِ؟! “أجابت الاميرة : “لقد وعدت وانا دائما افى بوعودى ” بسرعة نزلت الضفدعة إلى القاع و احضرت الكرة الذهبية بفمها للاميرة . و بمجرد ان رأتها الاميرة أسرعت نحو الضفدعة واختطفت الكرة الذهبية و انطلقت تجري نحو القصر. صرخت الضفدعة: “إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الأميرة؟ لقد وعدتيني أنكِ تعطيني ما أطلبه؟ ” لم تجيبها الاميرة و لم ترد عليها و انما اكملت طريقها مسرعة نحو القصر . في المساء إذ كانت الأميرة جالسة بجوار والدها الملك تأكل، فجأة سُمع صوت قرع علي الباب. قامت الأميرة وفتحت الباب فوجدت الضفدعة تقفز بجوار الباب . فسألتها فورا ما التى اتى بك الى هنا ايتها الضفدعة دون استاذان ولا موعد مسبق ؟! قبل أن تجيب الضفدعة أغلقت الأميرة الباب بعصبية، وعادت لتجلس بجوار الملك . فسألها الملك ماذا يحدث . اجابت والدها بعصبية لا شئ مجرد ضفدعة حمقاء تريد زيارتنا دون استاذان . استغرب والدها الملك و سألها هل تعرفينها ؟! لقد سقطت مني كرتي الذهبية في البركة، وكنت أبكي بمرارة ..فوعدتها أن أعطيها ما تطلبه مني أن أحضرتها ليِ فسالها والدها و هل احضرتها لك اجابت نعم و بسرعة فائقة فقال لها و ماذا طلبت منك فاجابت دون تفكير لم اسمع لها بل جريت مسرعة نحو القصر بكرتى الذهبية . هل استمع الى ضفدعة حمقاء ؟! رد الاب فى غضب : كيف هذا ؟ لقد وعدتي فكان خير لكِ لو لم تعدين لكن مادمتي قد وعدتي فلتنفذي وعدك افتحي لها . فتحت الأميرة الباب، فانطلقت الضفدعة مسرعة نحو المائدة فسالتها الاميرة غاضبة ماذا تريدين منا ؟ قالت الضفدعة : -لقد وعدتيني أنكِ تعطيني ما أطلبه.. فلتنفذي وعدك ! احمليني لأجلس بجوارك علي الكرسي ! حملتها الاميرة ووضعتها الى جوارها و بدأت الدموع تتسل من عينيها فقالت الضفدعة اشكرك ايتها الاميرة و لكن ارجوك اسحبى طبقك الذهبى هذا نحوى لنأكل معا من ذات الطبق سحبت الاميرة الطبق فى مرارة و جذبته نحو الضفدعة و بدأت تأكل مع الضفدعة .
و بعد ان اكلت الضفدعة و شبعت قالت للاميرة اريد ان انام ارجوك احملينى الى حجرتك الملكية نظرت الاميرة نحو والدها فقال لها انه خطأك يا عزيزتى و يجب ان تفى بوعدك مهما كلفك وبالفعل حملت الاميرة الضفدعة الى حجرتها ووضعتها فى احدى الزوايا و بدات الاميرة ترتدى ثياب النوم حين سمعت الضفدعة الصغيرة تتوسل اليها باخر طلب لديها ووعدتها انها لن تطلب اى شيئا اخر و كان طلبها هو ان تحملها الاميرة الى سريرها و تضعها على وسادتها لتستريح بدلا من ان تقضى الليل على الارض فى احدى الزوايا . و بغضب شديد حملت الاميرة الضفدعة ووضعتها على وسادتها و لكن فجأه بدات الضفدعة تصدر انوارا كثيرة و بدات تتحول ببطئ الى امير وسيم جدا اندهشت الاميرة كثيرا و صرخت : ياللهول ما هذا ؟!
رد الامير عليها فى هدوء : أنا الأمير هنري، لقد حولتني إحدى الساحرات إلى ضفدعة، وعرفت إنني لن أعود إلى أصلي إلا إذا وُضعت علي وسادة ملوكية .. هنا فرحت الاميرة كثيرا لانها قد انقذت الامير عن طريق تنفيذ وعدها له .
الحكمة من القصة : ليتنا لا نتسرع في تقديم أي وعدٍ لإنسانٍ ما، ومتى وعدنا نلتزم بالتنفيذ .
للمزيد من القصص الجميلة يمكنكم زيارة : قصص و عبر .