لعشاق قراءة قصص الرعب المخيفة باحداثها المثيرة الرائعة، تنويه القصة للكاتبة فاطمة رجب ، يسعدنا أن نقدم لكم اليوم في هذا الموضوع قصة هنا تسكن الأشباح ، القصة تدور احداثها في قصر مخيف، يحدث فيه أهوال بشعة وشنيعة، استمتعوا الآن بالقصة المثيرة التي نقدمها لكم من خلال موقعنا قصص واقعية، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص جن . هنا تسكن الأشباح
ذات ليلةُ من ليالي الشتاء كان الجو شديد البرودة يتنبأ عن حدوث برقٍ ورعد وربما سقوط أمطار في تلك اللية كانت تجلس بغُرفتها علي كُرسيُها المتأرجح وبجانبها فنجان القهوة المعتاد ،وبـيديها رواية هنا تجلس الاشباح فحقا فهي منذ صِغَرِها وهي مولعة بقصص الرعب.
وبينما هي غارقة في روايتها سمعت صوت البرق يتخبط في كلٍ مكان وكأن هناك حربُ قد إندلعت بخارج القصر ، وبدأ المطر يتساقط القطرة تلوي الاخري فإذا هي تترك روايتها فوق المنضدة المجاورة لها وتأخذ بفنجان القهوة لتنظر من شرفتها وتري الامطار وروعتها كم هي تزين حديقة قصرها حتي جذبها جمال هذا المنظر فألتقطت شالها المُلقي علي سريرها وألقت به علي كتِفيِها ونزلت إلي الحديقةُ كي تُعانق ذلك المطر وتلامسه بـيديها وهنا بدأت تتجول في حديقة القصر ، ورغم أن الجو كان قارص البرودة حقاً لكنها تناست كلٌ ذلك وهي تُداعب قطرات المطر بين يديها فَرِحَة بذلك وبينما هي تتجول بين اشجار الحديقة وورودها سمعت صوتٌ يأتي من شرفة غرفتها يقول ” يلا يا سلمي ماما جهزت العشا ” فرحت وقالت ” حاضر يابابا انا جاية ” .
وأخذت بكلِ براءة تودع المطر وتقول له ” أنا هطلع اكُل وانزلك تاني أوعي تمشي ..سلام يا صديقي ” وبالفعل عادت إلي القصر لتتناول العشاء مع والدها ووالدتها بسرعة حتي تعود إلي ذلك المطر الذي سمتهُ بصديقها .. وبينما تصعد سُلِم القصر توقفت فجأة،وتذكرت شئ قد شَل قدميها عن الحركة وجحظت بعينها وتذكرت أن والدها ووالدتها قد توفوا في حادثة منذ السنة الماضية ولا يوجد احد بالقصر غيرها !
أخذ قلبها يرتج فزعاً مما سمعته عندما كانت بالحديقة وأخذت تسأل نفسها. .. من بغرفتي؟! بابا؟!! .بس بابا مات
ماما؟!! بس ماما ماتت شٌلَ تفكيرها مثلما شُلت حركتها ولم تستطع النهوض إلي غرفتها فجلست ع سٌلِم القصر وضمت قدميها إلي صدرِها بين ازرعها فحاولت ان تطمئن نفسها وقالت : أنا مش سامعة صوت اكيد دي تهيأت يخربيت روايات الرعب اللي بقراها .
اطمئنت قليلا وقامت لتذهب إلي غرفتها ثم فتحت باب الغرفة وهي تستعيذ بالله وبالفعل لم تجد أحداً. اغلقت الباب و هربت إلي سريرها قائلة : انا هنام احسن من الرعب اللي انا فيه دا ‘ ولم تغرق في نومها حتي سمعت صوت شئُ يقع ع الارض فنهضت من سريرها خائفة من ذلك الصوت ثم نظرت ناحية سِتار الشرفة وتفاجأت بشئُ يلمع من ورائها !!
إنتفض قلبها فزعاً وأسرعت إلي باب الغرفة كي تخرج منها ، وإذا بها تفتح الباب حتي سمعت صوت قطتيها السوداء ياتي من الشرفة (مياووومياوو) أنارت مصباح الغرفة وتأكدت من أن القطة هي مصدر الشئ الذي كان يلمع خلف الستِار وأنها هي التي أوقعت بفنجان القهوة الذي تركته سلمي عالمنضدة منذ قليل.
بدأت سلمي تلتقط أنفااسها وقالت: الحمدلله يارب.. ونظرت إلي قطتها في نظرة غيظ وقالت :- -حرام عليكي ياشيخة خضتيني، وبدأت تُحدث نفسها وتقول: -“انا مش عارفة ايه الليلة اللي مش فايتة دي شكلي كدا مش هنام هنزل اقعد مع المطر احسن” وبالفعل فتحت دولابها والتقطت منه معطفاً طويل اسود اللون ثم أرتدته ونزلت لتتجول مرة اخري في حديقة القصر مع المطر الذي يعتبر صديقها هذه الليلة. وصلت إلي الحديقة وهنا توقفت لتتفاجأ بأن المكان جاف تماماً لا ماء به وكأنه لم يكن هناك امطار قد سقطت .
ارتعبت وانقبض قلبها وأخذت تسأل نفسها : “هو فين المطر؟! هي كمان مكانتش بتمطر؟! هو في ايه؟! اية الليلة العجيبة دي ياربي دي اخرت اللي يقرا رعب تاني انا استاهل” وبدأ تفكر هل تعود إلي غرفتها لتهرب من كل هذه التهيأت بالنوم؟! أم تبقي بالحديقة تستكمل ليلتها؟! وفي النهاية استقرت ع أنها تُكمِل ليلتها مع الورود والاشجار لعلها تكن ونيسها هذه الليلة، فخلعت المعطف الذي كانت ترتديه ووضعته ع مقعد بجوار مدخل القصر وبدأت تتجول مرة اخرة لتتمتع بجمال هذا المنظر فبرغم برودة هذه الليلة حقاً إلا إنها دايماً تعشق جمال الطبيعة الخلاب خاصةً أن نسمات البرد كانت تعانقها فتبتسم .
وبدأت تتذكر أيام طفولتها في هذه الحديقة وتتذكر مداعبة والدها لها الذي كان لا يفارقها لحظة ، وأمها التي كانت لا ترفض لها طلب وبالاخص عندما كانت تقول لها (يلا يا ماما نلعب استغماية) فحقاً قلبها كان شديد التعلق بوالدتها
اخذت سلمي تتذكر كل هذا وذاك فحقاً كم هي مشتاقة اليهم..!واثناء هذة الذكريات والحنين إلي والديها لأحظت سلمي شئُ كالح السواد يشبه إنسان واقفا أمامها ومُعطي لها ظهره يقف عند المقعد المجاور لمدخل القصر… فتندهش سلمي لذلك المنظر وتسأل نفسها: “”من هذا.””…؟!! وأثناء ذلك الاندهاش الذي كانت عليه إذا بها تنظر إلي المقعد فتتفاجأ بأن المعطف الذي تركته ع المقعد لم يكن موجوداً !
ثم أعادت النظر مرة أخري إلي هذا الشبح الواقف أمامها فدققت النظر إليه لتتفاجأ بأن الواقف امامها يرتدي مَعطفها الاسود فينقبض قلبها وتتسمر سلمي مكانها فهي لا تعلم من هذا…. .اهذا حقيقة؟!! ام خيال ؟!..صمتت قليلا تترقبه فلاحظت انه لا يتحرك فظنت بتفكيرها انه خيال، فقررت أن تقترب منه فحقاً سلمي معروفة بقوتها خاصةً بعد موت والدها ووالدتها أمامها بالحادث الذي تعرضوا له فهي لا تخشي شئ سوي الله وقالت لنفسها :” اكيد دا خيال من خيالات ” وبالفعل اقتربت منه لتمسك بمعطفهاا فاذا بها تمد يدها ناحيته ليعطي لها وجهه فتفزع مبتعدة لتسقط ع الارض…
((فحقا وجهه كان مخيف للغاية ذات البشرة كالحة السواد وعينان بارزتان ذات لون ناصع البياض وبمنتصف عينه بقعة سوداء وله فم متسع للغاية به انياب تشبه انياب الاسد لكنها صغيرة، ووجه مليئ بالدماء فحقا هذا ليس من جنس البشر!!)).
اخذت سلمي تجمع قوتها لتنهض من الارض وتجري مسرعة لعلها تهرب من ذالك الشبح الذي يطاردتها فبدأت تجري ناحية الباب الداخلي للقصر هرباً منه، ولكنها قبل أن تدخل وقفت لتنظر هل يجري خلفها أم ماذا؟! ولكنها لم تجده اخذت تنظر في جميع انحاء الحديقة ولكن لم تجد احدا اندهشت سلمي من ذلك الذي يحدث، فبرغم انها اطمئنت ان هذا الشبح غير موجود الإ ان عقلها يسال ما الذي رآته؟!…. فعزمت ع الدخول وصعدت السُلم حتي وصلت إلي غرفتها فاغلقت الباب خلفها وأنارت مصباح الغرفة وجلست ع سريرها تستعيذ بالله مما تراه وتسأل نفسها لماذا يحدث لها كل هذا ؟! وماذا ستفعل؟!!
وبينما هي تفكر إذا بنور الغرفة ينطفئ فتفزع سلمي من مكانها وتقوم لإنارته مرة اخري فاذا بأحدا يمسك بها من الخلف فتصرخ سلمي صرخة قد رجت انحاء القصر فيعود النور مرة اخري فتتفاجأ بأن الغرفة فارغة لا يوجد احد غيرها ..
ارتعبت سلمي من ذلك فبرغم قوتها وشجاعة قلبها الا أن كل ماتراه حقاً يجعل القلب يتوقف عن النبض. جلست المسكينة ع سريرها تبكي حتي سمعت صوت أذآن الفجر فأطمئنت وأحست أن الله يقول لها انا بجانبك فقامت سلمي لتتوضئ وتستنجد به…… وبالفعل توضئت وأدت صلاتها ودعت الله أن ينجيها مما فيه ثم عادت إلي سريرها لعلها تنم هذة الليله قرأت المعوذتين ثم غرقت في نوم عميق .
حتي اسيقظت ع صوت آذان العصر فتحت عيناها لتري نور الله يشع من باب الشرفة فشكرت الله أنه نجاها من تلك الليلة المحزنة فقامت لتتوضئ لتؤدي صلاتها وبعد أن انتهت ،ذهبت إلي المطبخ أعَدَت لها فنجان قهوة وتناولت بعض قطع الكيك ثم جلست تفكر في شئ يفسر لها مالذي يحدث او شئ يوضح حقيقة هذا القصر، فأثناء تفكيرها تذكرت أن هناك غرفة في الطابق العلوي كان والدها يحذرها دائماً من دخول هذة الغرفة لسبب لا يعلمه ولا تعلمه!!
فقررت سلمي أن تصعد للطابق العلوي وتفتح هذة الغرفة فربما تجد دليل عما يحدث لها وبالفعل صعدت لذلك الطابق وبيدها مصباح لينير لها المكان فهي تعلم جيداً أن هذة الغرفة خالية من مصابيح الإنارة كما اخبرها والدها، وصلت للغرفة وفتحتها وبدأت توجه نور المصباح لجميع انحاء الغرفة لتتفاجأ سلمي بأن هذه الغرفة ذات طراز غريب يختلف عن باقي غرف القصر فيوجد ع جدرانها رسومات ع شكل اصابع يد ملطخة بالدماء وقد وضع بكل ركن من الاركان الاربعة دَميّة سوداء ذات شكل مخيف،وبالغرفة لا يوجد سوي مكتب من الطراز القديم، وقد غطت خيوط العنكبوت الكثير من جوانب الغرفة ارتعب سلمي من تلك الاشياء التي تراها، ثم اقتربت من المكتب وبدأت تفتح ادراجه حتي عثرت ع بعض الاوراق فاخذتها ثم احست ببعض الاصوات الغريبة فانقبض قلبها وعزمت ع الخروج فحقاً هذة الغرفة مخيفة للغاية.
فاذا بها تقترب من بابٍ الغرفة ليُغلق الباب في وجهها فجأةً فصرخت بكل ما أوتيت من قوة ثم سمعت صوت عالي يتردد في جميع انحاء القصر يقول: ” القصر مسكووون ” ثم انفتح باب الغرفة ثانية ً فأسرعت سلمي للخروج وبيديها الاوراق التي عثرت عليها واذا بها تخرج من بابا الغرفة فتري ذلك الشبح واقفاً امامها مرة اخري تصرخ سلمي لتسقط ع الارض فاقدة للوعي.
وبعد عدة ساعات تفيق سلمي فتجد نفسها ملقاه علي الارض لا تتذكر ما الذي حدث ثم تستعيد وعيها وتنهض لتري الاوراق بجانبها علي الارض ، فتتذكر ماحدث لها فينتفض قلبها وتفزع من مكانها وتنظر حولها فلم تجد احداً ، فقامت بجمع الاوراق واسرعت للنزول إلي الطابق السفلي واخذت تلتقط انفاسها وجلست ع أريكة بجوار السلم وبدات تقول ” القصر مسكون؟! كنت حاسة إن في حاجة مش طبيعية. بس مش هسيب القصر غير لما اعرف السر امسكت بكوباً لترتشف منه بعض الماء ثم اخذت تفتح الاورق التي بيديها ، هذة الاوراق كانت متجمعة ولها غلاف مكتوبُ عليه:- الاب القاتل فتتعجب سلمي لهذا الاسم!! فبدأت تقرأ مابداخل تلك الاوراق .
فتري فالصفحة الاولي مكتوب( عذراً عائلتي فأنتم تستحقون الموت) تندهش سلمي رعباً مما تقرأه ليجذبها ذلك العنون لمعرفة ما ورأه …فتقرأ في بعض الصفحات لتجد مكتوبُ به ( أنا عادل توفيق الوكيل.، صاحب قصر عائلة الوكيل، ولدي ثلاثة اولاد (أحمد) و (وليد) و ( طاهر) ، وأبنة واحدة( حبيبة) كان احمد هو أبني الاكبر فقد سافر إلي احد الدول الاجنبية ليكمل دراسته ومنذ أن سافر انقطعت اخباره فاصبحت لم اعلم عنه شئ، اما وليد فكان في المرحلة الاولي من التعليم الثانوي وطاهر كان فالصف الرابع الابتدائي وحبيبة كانت فالثاني الاعدادي. وكان لدي زوجة حقاً كنت احبها ومازلت ولكن ذات يومٍ اكتشفت انها تخونني مع اعز صديق لي فغلي الدم في عروقي حتي عزمت علي الانتقام منهم رداً علي خيانتهم لي، وبالفعل قتلتهم وقمت بدفنهم في حديقة قصري، ثم بعد مافعلته اصبحت لا اشتهي الحياه فتمنيت الموت كثيرا ولكن كنت أخشي ع ابنائي من ظلم الحياة فهم في مُقتَبل العمر ولكن من سيرعاهم؟! من سيحافظ عليهم؟! فشُل تفكيري واصابتني حالة من الجنون .
حتى عقدت الامر علي أن اقتلهم وبالفعل قتلتهم وقمت بدفنهم بجانب والدتهم حتي يتونسوا بها، فهم حقاً يستحقون الموت.ولا يستحقوا ان يعيشوا في مجتمع تأتي منه الخيانة من اقرب من عاشوا بقلوبنا فماتت عائلتي جميعاً ولم يتبقي غيري لكن من يقرأ هذه الاوراق لا يبحث عني ف بعد جريمتي هذا سأبيع هذا القصر و سأقتل نفسي لانني لا استطيع العيش فأنا ايضاً استحق الموت) .
جحظت عينها مما قرأت وهنا تسأل سلمي نفسها؟! –هي الحاجات اللي بشوفها دي حقيقة؟! والقصر مسكون فعلا بسبب الناس المدفونة فيه ؟! ولا كل دا بسبب العيشة اللي عيشاها وحدي دي وخلتني اتخيل حاجات ممكن متكونش موجودة اساسا .. ظلت سلمي علي هذا الحال تفكر فيما حدث، وماذا ستفعل هل ستبقي بالقصر ام تتركه، حتي عزمت الامر في النهاية علي أنها ستترك القصر بلا رجعة وتعود إلي جدها الذي حاول اكثر من مرة اجبارها ع العيش معه لانه كان يخشي عليها من العيش بمفردها، ولكنها رفضت أن تترك المكان الذي عاشت به .
ولكن الامر الآن يختلف فهي لم تعد تتحمل كل مايحدث لها بالقصر.. فحقاً الوحدة كادت أن تقتلها وبالفعل قررت أن تذهب إلي جدها في ذلك الوقت فقامت بجمع اشيائها كي تترك هذا القصر اللعين ثم اخذت حقيبتها وخرجت من باب القصر كان الوقت قد تأخر ولا يوجد أحداً علي الطريق وكان الجو كالح السواد ولا يوجد اعمدة إنارة تنير طريقها، فقررت أن تعود إلي القصر تقضي تلك الليلة إلي أن يأتي الصباح.
وبالفعل عادت سلمي مرة أخري ونَسيت بوابة القصر مفتوحة، واذا بها تدخل من الباب الداخلي للقصر فيغلق الباب من خلفها تماما وتري كل ابواب الغرف تفتح وتغلق وشعرت بأن ارجاء القصر تهتز وكأن هناك زلزال قد حدث، فتسقط الاشياء علي الارض فتصرخ سلمي وتطرق بيديها علي باب القصر كي تجد احدا ينجدها ولكن استمرت في الصراخ واذا بها تجد أمامها ذلك الشبح الذي تراه كل مرة يقترب منها ويمد زراعيه ناحية رقبتها فينقطع صوت سلمي عن الصراخ وتسقط ع الارض فاقدة للوعي حتي حل صباح يوم جديد وسلمي مازالت ملقاه علي الارض ماتت سلمي رعبا بما حدث الليلة الماضية أم ماذا؟! .
في ذلك الوقت كان خارج القصر قد آتى شاباً يقرب الثلاثين من عمره يترجل من سيارته أمام القصر فينظر إلي بوابة القصر ليراها مفتوحة ولكن لا يوجد بها احد ، فيدخل إلي حديقة القصر ويتمعن في جمالها وينظر لها بدقةوكأنه يتذكر شئ، حتي وصل إلي الباب الداخلي للقصر ليراه ايضاً مفتوحاً فيتعجب من ذلك!! ثم دخل و اخذ ينادي بابا!!! ..ماما.. يا وليد… يا طاهر.. حبيبة أنتوا فين…؟! ولكن بلا جدوة…. واذا بِه ينظر فيجد سلمي ملقاه علي الارض.، فتعجب!!
اقترب منها كي يُفيقها حتي يعرف من تكون وما الذي يحدث ؟!! وبالفعل فاقت سلمي ونظرت إليه ففزعت ووضعت يداها ع وجهها وصرخت. !! انت مييين؟!! لااااااا مش عاوزة اموووت ابعد عني متقتلنيش.. انت مش انسان انت من الاشباح اللي عايشين فالقصر وعاوز تقتلني فأبتعد عنها قليلا كي تطمئن وحدثها : متخافيش انا بني آدم زيك واسمي احمد ولو في حد عاوز يقتلك انا هنقذك منه متخافيش، سمعت سلمي هذه الكلمات انتفض قلبها اطمئنان لما سمعت ثم ابعدت يداها عن وجهها ونظرت إليه وتأكدت انه بشر مثلها وليس الشبح الذي كانت تراه كل مرة فنظرت له وقالت بصوتٍ خائف صوتٌ يمزق القلب : ممكن تنقذني من هنا، احس احمد انها تعاني حقاً لكنه لا يعلم ما كانت تمر به فقال لها : متخافيش هنقذك بس من مين؟!
أطمئنت سلمي وبدأت تحكي له ما كانت تراه وما حدث لها ، إلي ان قالت وهي تتحدث :- القصر دا بتاع واحد اسمه عادل توفيق الوكيل وقتل زوجته واولاده ودفنهم هنا، فتعجب احمد مما سمعه من سلمي فقالت بصوتٌ يائس :- انا عارفة انك مش هتصدقني وهتقول اني مجنونة ثم أكملت وهي تشير بيديها إلي الورق الموضوع ع المنضدة : بس الورق دا في كل حاجة، أتطلع أحمد علي الاورق وعرف حقيقة هلاك عائلت حزن حزناً شديداً ع ما حدث لهم وموتهم بهذه الطريقة وندم ع انقطاعه عنهم وبدأت الدموع تتناثر من عيناه لأحظته سلمي فقالت :انت بتعيط ليه ؟ مسح أحمد دموعه ثم قال لها: أنا أحمد عادل توفيق الوكيل واللي ماتوا دول عيلتي نظرت له بعينٍ دامعه فعلمت أنه هو ايضاً أصبح وحيداً مثلها فهي قد جربت ألم الوحدة وقسوتها وكم عانت منها نظر لها بابتسامة ثم قال :” القصر دا ملكك هتسبيه وهتروحي فين ؟!! ” قالت :” لا انا مستحيل اعيش هنا تاني وديني عند جدي، مليش غيره ” وبالفعل وافق احمد علي طلبها و اخذها وذهب بها إلي جدها وعاشت معه كي تنال جزءً من الأمان الذي حُرمت منه سنوات .
وبعد مرور 3سنوات تزوج أحمد وسلمي ، وعوضَ كلٍ منهما الاخر عما ذاقه من ألم.. كأن أحمد دائماً بجانبها، يطمئنها مما كانت تراه كل ليلة من كوابيس…. وكان يشعر دائماً أن سلمي تحن لذلك المكان الذي عاشت به اغلب طفولتها ( القصر) ولكن يعلم ان هذا المكان اصبح مصدر خوفها الوحيد ، فحاول أحمد أن يحول ذلك المكان بكل ما كان به إلي مكان آمن.
وبالفعل استطاع وفي يومٍ من الأيام وبالتحديد يوم الذكري الأولي من زواجهم قرر أحمد أن يفاجئها، ففي ذلك اليوم عاد أحمد من عمله ، فدخل ليري سلمي ع سجادة الصلاة تدعو وتحمد الله انه رزقها به ، استمع أحمد لتلك الدعوات وابتسم .ثم انتظر إلي ان انتهت فاقترب منها وقال :-” جهزي نفسك بسرعة عندنا مشوار ” سلمي :- أين ؟! أحمد :- إجهزي بس ساعة وهتعرفي وبالفعل استعدت سلمي فأخذها بسيارته وفي السيارة طلب منها أن تربط شالها علي عيناها فتستغرب سلمي ولكن نفذت ما طلبه منها إلي ان وصلا إلي ذلك المكان انزلها من السيارة وامسك بيديها ثم قام بفك الشال عن عيناها فإذا بسلمي تتفاجأ امامها بمسجد غاية في الجمال وعلي مساحة كبيرة من الارض، ثم نظرت حولها لتتذكر ذلك المكان فهي تعرفه جيدا فالبفعل هذا المسجد قد أقامه أحمد مكان القصر حتي يحول ذلك القصر المخيف إلي مكان آمن تستطيع سلمي المجيئ إليه دون خوف.
فرحت سلمي بما فعله أحمد وشعرت بأنه الوحيد الذي يعبر بها إلي بر الأمان .. واصبح ذلك المكان هو الذي تطمئن به ويطمئن قلبها له بعد أن كان مصدر الهلع بالنسبة لها، فأخذت سلمي تترد عليه من الحين إلي الاخر..وهنا تُسَطر سلمي أخر كلماتها في مذكراتها التي أسمتها “سلمي من الضعف إلي الامان ” وتقول (زوجي هو الأمان بعد الله ) ثم تكتب في النهاية .. لأ تستهينوا بوحدَتَكُم فالوحدة تقتل القلب .
للكاتبة : فاطمة رجب