لمحات رائعة من قصة حياة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه، أحد العشرة الذين بشرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة، نشأ في قريش وكان أول من رمي بسهم في سبيل الله، تعرف علي حقائق وتفاصيل حياة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من خلال هذا الموضوع في موقعنا قصص واقعية، ولقراءة المزيد من قصص الصحابة رضوان الله عليه أجمعين يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة . سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه، أحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتاً، ولد في مكة عام 23 قبل الهجرة، ونشأ في قريش وكان يعمل في صناعة السهام وصناعة القسي، كان يمضي وقته مع شباب قريش وساداتهم .
أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان عمره وقتها سبع عشرة سنة علي يد أبي بكر الصديق، وعند إسلامه امتنعت امه عن الطعام ليعود سعد عن إسلامه فقال لها : تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي. فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب؛ فأنزل الله : {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} .. الآية 8 من سورة العنكبوت .
سعد بن أبي وقاص هو أول من رمي بسهم في سبيل الل عز وجل وهو أحد الستة أصحاب الشوري، وجمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد لسعد بن أبي وقاص أبويه، فقد قال له : “ارمِ سعد، فداك أبي وأمي” .. وكان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم يشير إلي سعد رضي الله عنه قائلاً ” “هذا خالي، فليرني امرؤ خاله” .
بعد إسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لم يعد يعمل في صناعة السهام بهدف الربح والكسب، إنما أصبح عمله موجهاً إلي هدف واحد فقط وهو إعلاء كلمة الله عز وجل ونصرة الإسلام والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس والأهل والولد والعشيرة، فشهد مع النبي صلي الله عليه وسلم غزوة بُواط وكان يحمل لواءها، وغزوة أُحد، وكان النبي يعتمد عليه في العديد من الأعمال مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعند عقد صلح الحديبية كان سعد رضي الله عنه احد شهود الصلح .
وفي حرب بلاد فارس والعراق تولي سعد بن ابي وقاص قيادة جيش المسلمين في مرحلة تعد من أصعب مراحل الحرب وقتها، فاستطاع بفضل الله أولاً، وبفضل ذكاءه وقدرته القيادية وكفاءته وتوجيهات عمر امير المؤمنين رضي الله عنه وجيش المسلمين الذي يلمؤه الإيمان بالله والجهاد في سبيل أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية .. حيث رزقه الله عز وجل مهارات قيادية رائعة في المعركة أهلته لإتخاذ قرارات هامة وحاسمة قبل وأثناء معركة القادسية، ومن أبرز هذه القرارات : اختيار المكان الجغرافي المناسب لبداية المعركة وتحصين النقاط الضعيفة، وكذلك الالتفاف من خلف خطوط العدو لمفاجئتهم وتحديد الظهر موعداً لبداية المعركة وأخيراً تنظيم عملية القتال الليلية ” ليلة الهرير ” والتي كان لها دوراً هاماً في تحديد مصير المعركة الحاسمة وانتصار جيش المسلمين بفضل الله عز وجل أولاً، وبفضل قرارات سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ومهاراته القيادية ثانياً .