نقدم لكم اليوم لمحات وتفاصيل مميزة تعرفها لأول مرة من قصة حياة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وأرضاه، من العشرة الذين بشرهم الرسول صلي الله عليه وسلم بالجنة، وكان أبو عبيده من الاولين السابقين في الإسلام حيث أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، تعرف معنا علي أبرز مواقف أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه مع الرسول صلي الله عليه وسلم من خلال هذه القصة في موقع قصص واقعية، وللمزيد من اجمل قصص الصحابة يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة . أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
أسمه بالكامل هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، وكنيته هو أبو عبيده بن الجراح و قد اشتهر وعرف بكنيته وبنسبة إلي جده وأمه أميمة بن غنم، ولد أبو عبيده رضي الله عنه في السنة الأربعين قبل الهجرة .
كان أبو عبيده بن الجراح رضي الله عنه وأرضاه من الأولين السابقين في الإسلام والتصديق برسول الله صلي الله عليه وسلم، حيث أسلم في اليوم التالي بعد إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأسلم علي يد الصديق نفسه فمضى به وبعبد الرحمن بن عوف وبعثمان بن مظعون وبالأرقم بن أبي الأرقم إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وأعلنوا بين يديه الشهادة وكلمة الحق، فكانوا بمثابة القواعد الاولي التي أقيم عليها دعوه وصرح الإسلام العظيم .
أسلم أبو عبيدة بن الجراح عام 13 قبل الهجرة، فشهد الهجرتين وشهد غزوة بدر وما بعدها، وكان من الذين ثبتوا مع الرسول صلي الله عليه وسلم يوم أحد ولم يفر كما فر الباقيين، وقد أسرع إلي النبي صلي الله عليه وسلم ونزع الحلقتين من المغفر اللتين دخلتا في وجنة الرسول صلي الله عليه وسلم .
وقد أرسل الفاروق عمر رضي الله عنه إلي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بمبلغ قدرة أربعة الآف درهم وأربعمائة دينار وقال لرسوله : انظر ما يصنع؟ فقسّمها أبو عبيدة رضى الله عنه بالعدل ، فلما أخبر عمرَ رسولُه بما صنع أبو عبيدة بالمال، قال: “الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا” .
وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ” سمعت أبا بكر -رضى الله عنه- يقول: لما كان يوم أُحد ورُمي رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأقبلت أسعى إلى رسول الله وإنسان قد أقبل من قِبل المشرق يطير طيرانًا، فقلت: اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول الله . فإذا أبو عبيدة بن الجراح -رضى الله عنه- قد بدرني، فقال: أسألك بالله يا أبا بكر إلاَّ تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله . قال أبو بكر : فتركته. فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره، وسقطت ثنيَّة أبي عبيدة ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيَّةٍ أخرى فسقطت، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم ” .
وكان أبو عبيدة رضي الله عنه يعمل بالشورى فيستشير رجاله في كل خطوة يخطونها، وعندما احتشد الروم لاستعادة أرض الشام، استشار أبو عبيدة رضى الله عنه أصحابه، فأشار عليه الأكثرية بقبول الصحار في حمص، أما خالد فقد أشار عليه بالهجوم علي جموع الروم وحينها أخذ أبو عبيده بن الجراح رضي الله عنه رأي الأكثرية .
ويوم السقيفة قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ” قد رضيت لكم أحد هذيْن الرجلين ” وكان المقصود عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما .. ومن أبرز كلماته لإثارة حماس الجنود في الحرب والجهاد ” عباد الله، انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. عباد الله اصبروا؛ فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومدحضة للعار، لا تتركوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدءوهم بقتال، وأشرعوا الرماح، واستتروا بالدرق (أي الدروع)، والزموا الصمت إلا من ذكر الله في أنفسكم حتى يتم أمركم إن شاء الله” .
توفي أبو عبيده رضي الله عنه في طاعون عَمْواس سنة ثماني عشرة وكان عمره ثمان وخمسين سنة .