بحث عن التدريب السلوكى - بحث تعليمى فى التدريب السلوكى وتعريفة
إن التدريب هو العملية التي يراد بها إحداث معينة لمجموعة من الناس هم في حاجة لها، أو ربما نحن نحتاجها منهم.
والتدريب بصورة عامة (هو عملية تعديل إيجابي ذي اتجاهات خاصة تتناول سلوك الفرد من الناحية المهنية أو الوظيفية. وهدفه اكتساب المعارف والخبرات التي يحتاج إليها الإنسان).
كما يعرف بأنه (تجهيز الفرد للعمل المثمر والاحتفاظ به على مستوى الخدمة المطلوبة، فهو نوع من التوجيه الصادر من إنسان إلى إنسان آخر).
- ويمكن تعريف التدريب التربوي في أثناء الخدمة من خلال المفاهيم الثلاثة الآتية:
أ . المفهوم العلاجي:
وهو تدريب مصمم لتصحيح أخطاء في برنامج الإعداد الأساس، وعلاج تلك الأخطاء والتي تكون ناتجة عن :
. إما أن المعلم تخرج منذ فترة، طويلة، فهو يحتاج إلى إعادة تكوين وصقل للمعلومات.
. إما أن التربية علم سريع التغير، لا يمكن أن يلاحقه ويضبطه خلال إعداده.
ب. المفهوم السلوكي:
وهذا المفهوم يركز على المهارات التدريسية، أي ما يدور في الفصل من تفاعلات وما يحدث فيه من سلوك، لذا يجب أن يدرب المعلم على كيفية تحليل الموقف التدريسي .
ب. المفهوم الإبداعي:
وهذا المفهوم يرفض ضبط سلوك المعلم بعناصر الموقف التعليمي، ويهدف إلى زيادة الدافعيه نحو النمو الذاتي.
"و عرف التدريب التربوي في أثناء الخدمة بأنه "مجموعة أو سلسة من النشاطات التدريبية التي تنظمها المؤسسات التربوية ووحداتها في المناطق التعليمية، للمعلمين الموجودين فعلاَ في المهنة، لتنمية كفاءتهم وتحسين خدماتهم
نموذج التدخل السلوكي Behavioral Intervention Model:
إن الهدف الرئيسي لنموذج التدخل السلوكي هو زيادة أنماط السلوك المرغوبة والتقليل من أنماط السلوك الغير مرغوبة، وذلك من اجل تحقيق مزيد من التوافق بين الإفراد وبين بيئاتهم الاجتماعية، حيث أمكن استخدام الخدمة الاجتماعية السلوكية مع كثير من المشكلات التي يتعامل متعها الأخصائيون الاجتماعيون، فعلي سبيل المثال تمارس أساليب التدخل السلوكي في المؤسسات التي تعمل مع الجانحين ومكاتب الخدمة الاجتماعية المدرسية. وقد قام هارتمان Hartman بدراسة تقيمية للتعديل السلوكي في مؤسسات الأحداث بولاية اوهايو الامريكية واستخدم ثلاثة أسس لتعديل عادات الجانحين وهي النمذجة Modeling والتدعيم Reinforcement والتشريط المضاد Conditional Counter. كذلك اوضح كامبريل 1981 طريقة استخدامه للأساليب السلوكية مع العديد من المشكلات التي يعاني منها الأطفال المهملين والجانحين وآبائهم Paye, (1997).
ووصف هربرت استخدام الأساليب السلوكية مع العديد من مشكلات الأطفال، وحدد كل من ثاير وهودسون (Thyer & Hudson, 1987). العلاقة بين التعديل السلوكي والخدمة الاجتماعية السلوكية كالتالي (الخدمة الاجتماعية السلوكية هي نموذج يستخدمه الأخصائيون الاجتماعيون يتكون من أساليب فنية تقوم على اساس تطبيقات نظريات التعلم والتي تتضمن الاشتراط الإجرائي والاشتراط الاستجابي) (Thyer, 1987)، حيث يرى الكاتبان ان الأخصائيين الاجتماعيين غير ملزمين باستخدام النموذج السلوكي ككل، ولكنهم يستطيعون استخدام بعض اجزائه التي تفيدهم في عملهم.
وتعتبر أساليب التعديل السلوكي من أهم الأساليب التي يمكن إن يستخدمها الأخصائي الاجتماعي إذا كان الهدف من تدخله المهني هو تعليم العميل نمط سلوكي جديد أو تعديل نمط سلوكي قائم وغير مرغوب فيه. وعادة ما يوظف الأخصائي الاجتماعي أساليب التدخل السلوكية عندما يحاول تقوية أو إضعاف نمط سلوكي مستهدف. ويشير مفهوم السلوك المستهدف Target Behavior الي انماط السلوك المحددة اجرائياً والقابلة للقياس والتي تقع في إطار تركيز التدخل المهني. ونذكر من أهم هذه الأساليب ما يلي:
أسلوب التدريب السلوكي Target :Behavior
يتم من خلال هذا الأسلوب مساعدة العميل على تعلم أنماط سلوكية جديدة للتعامل مع مواقف معينة. ويعتبر أسلوب التدريب السلوكي من الأساليب النابعة من العلاج السلوكي والتي تستهدف تعليم العميل كيفية التعامل مع بعض مواقف التعامل الخاصة مع الآخرين والتي يشعر بأنه غير معد لها. ويساعد هذا الأسلوب على التقليل من معدل القلق وكذلك بناء ثقة العميل بنفسه عندما يصبح قادرا على التعامل مع مثل هذه المواقف. ويعتبر هذا الأسلوب شكلاً من أشكال لعب الدور الذي يعتمد على النمذجة والتدريب.
ومثل كل أشكال لعب الدور فان التدريب السلوكي يتيح للعميل فرصة اختبار أنماط سلوكية جديدة في بيئة تتسم بالحماية (المؤسسة) بدون التعرض للفشل. فعلى سبيل المثال فقد يستخدم هذا الأسلوب لإعداد العميل لمقابلة مرتبطة بالحصول على وظيفة (حيث يتخذ الأخصائي دور صاحب العمل ويدير المقابلة مع المتقدمين للوظيفة). وعندما يقوم العميل بممارسة السلوك يقوم الأخصائي بإعطائه ملاحظاته واقتراحاته والأساليب البديلة للتصرف.
إن من أهم حدود الاستفادة من هذا الأسلوب هو إن العميل قد يؤدي بنجاح ما قد تعلمه من سلوك جديد في وجود الأخصائي ولكنه قد يصبح غير قادراً على القيام بهذا السلوك في بيئة الطبيعية. وأحيانا ما يفرض المواقف الواقعية للعميل مشكلات لم تكن متوقعة أثناء جلسة الممارسة.
أسلوب التعزيز Reinforcement:
يشير مفهوم التعزيز Reinforcement إلي إن إي حادثة أو نشاط من شانه إن يزيد من احتمال حدوث السلوك المستهدف بصورة أكثر تكراراً مما كان عليه في الماضي. وهناك شكلان من التعزيز هما التعزيز الايجابي Positive والتعزيز Negative. ويتضمن التعزيز الايجابي إضافة أو تقديم أو إعطاء شئ ما للعميل (مثل توجيه الانتباه نحو العميل - منحه هدية ما - إعطائه امتياز معين) يكون له تأثير مباشر في زيادة السلوك المستهدف.
يوجد نوعين من المعززات الايجابية هما المعززات الأولية Primary reinforces والتي تتضمن المكافآت الفطرية الطبيعية مثل الغذاء والشراب والدفء وغيرها، إما المعززات الثانوية Secondary فهي المتعلمة والتي ترتبط بالمعززات الأولية مثل النقود والملابس الجديدة والألعاب وغيرها حيث تعتبر المدعمات الاجتماعية (المدح والاهتمام والتهاني وغيرها) من المعززات الثانوية.
وعموماً فان كلا من أساليب التعزيز الايجابي والسلبي تزيد من احتمال تكرار أو شدة أو مدة وقوع السلوك المستهدف. أما التعزيز السلبي فانه يتضمن إزالة بعض المثيرات الكريهة أو غير المريحة للعميل نتيجة قيام العميل للسلوك المطلوب أو التي تقف عائقاً أمام قيام العميل بالسلوك المستهدف. وغالبا ما يخلط البعض بين التعزيز السلبي والعقاب بالرغم من إن الاثنين ليسا شيئا واحداً، فالعقاب يضعف من السلوك المستهدف بينما يقوي التعزيز السلبي هذا السلوك.
إن تقديم المعززات الايجابية للعميل من قبل الأخصائي الاجتماعي لا يتسم بالارتجال أو العشوائية ولكن يتم من خلال برنامج منظم يسمى بجداول التدعيم التي تنقسم إلي نوعين:
جـداول منتظمة جــداول متقطعة
وتوضح الجداول المنتظمة إن التعزيز يقدم للعميل بشكل مستمر عقب كل مرة يقع فيها السلوك المرغوب، إما الجداول المتقطعة فتوضح إن تقديم التعزيز يحدث إما بعد عدد المرات بشكل ثابت يتوقعه العميل أو متقطع لا يتوقعه العميل (جداول النسبة)، أو إن يقدم التعزيز بعد فترة من الزمن وليس بعد وقوع أنماط السلوك المطلوبة إي بعد أسبوع مثلاً أو أسبوعين وهكذا، ويكون ذلك أيضا بشكل ثابت يتوقعه العميل او غير ثابت لا يتوقعه العميل (جداول الفترة). وهنا عندما يقوم الأخصائي الاجتماعي مساعدة العميل على اكتساب نمط سلوكي جديد فمن المفضل إن يبدأ بتطبيق الجداول المنتظمة حتى يتعود العميل على ممارسة السلوك ثم ينتقل بعد ذلك إلي الجداول المتقطعة.
إن استخدام التعزيز في الخدمة الاجتماعية السلوكية لا يتعدى مجرد أسلوب للتعديل السلوكي وليس هدفا في حد ذاته، حيث يستخدمه الأخصائي الاجتماعي لتشجيع العميل على القيام بالسلوك المرغوب. لذلك فان الاستمرار في تقديم المعزز بشكل منتظم أو مستمر قد يوجد لدى العميل نوعا من الربط بين القيام بالسلوك والتعزيز وبالتالي لا يقوم بالسلوك إلا إذا حصل على التعزيز المناسب، ومن هنا يجد الأخصائي انه من الضروري الانتقال من جداول التعزيز المستمرة إلي الجداول المتقطعة وخاصة التي لا يتوقع العميل من خلالها وقت أو مرات الحصول على التعزيز.