جَاءَتْ تُكَلِّمُنِي عَنِ الْهَوَى
وَجَدَتْنِي مِنَ الْهَوَى مُحَطَّمٌ
قَالَتْ جِئْتُكَ أَشْكُ لَكَ هَمِّ
فَإِذَا بِهَمِّكَ عَلَى هَمِّ سَمى
نَطَقْتُهَا فِي صَمْتٍ مُبْهَمٍ
لَوْ تَعْلَمِينَ مَنْ يَقْتُلُنِ
وَيُحْيِينِ تَارَةً اُخْرَى كُلَّمَا
لَاحَ مُحَيَّاكِ مُبْتَسِماً
لَأَنْتِ الدَّاءُ وَأَنْتِ الْبَلْسَمُ
وَالنَّجْمُ الَذِي أَهْتَدِ بِهِ فِي السَّمَاءِ
قَالَتْ وَهِيَّ لَا تَعْلَمُ
مَا يَكْتَنِزُ صَدْرِي مِنَ الْجَوَى
عَذَّبَنِي مَنْ كَانَ الدَّاءُ وَالدَّوَى
قُلْتُ لَهَا اصْبِرِي كِلَانَا
مِنْ نَفْسِ الْكَأْسِ اِرْتَوَى
فَمَا تَنْفَعُ الشَّكْوَى
وَالْجَانِي قَاضٍ وَحَكَمٍ
قَالَتْ أَسْقَيْتُهُ اَلْحُبَ حَتَّى اِرْتَوَى
ثُمَّ عَنْ دَرْبِي اِنْزَوَى
فَحَرَمَ مُقْلَتَايَ الْكَرَى
وَجِسْمِ يَشْكُ مِنْهُ عِلَّةً وَسَقَماً
آآآآهٍ
لَوْ تَأْذَنِ لِي سَيِّدَتِي
لَأَطْوِيَنَّ الْأَرْضَ طَيا
وَآتِيَنَّكِ بِهِ مَيِّتًا أَوْ حَيا
لَا لَا يَا هَذَا
إِنَّ قَلْبِي لَايَزَالُ بِحُبِهِ طَرِيًا مُتَيَماً
وَأَطْمَعُ أَنْ يَأْتِينِي مُبَجَّلًا مُحْتَرَماً
آآآآآهٍ سَيِّدَتِي
لَقَدْ كُنْتِ أَكْثَرَ مِنِّي جَلَداً
عَفْوَكِ إِلَيَّ
حَرَّكَ صَوْتُكِ أَجْرَاسَ الْوِجْدِ بِالْوِجْدَانِ
حَتَّى كَاذَ الْقَلْبُ مِنَ الْغِبْطَةِ يَتَوَقَّفُ عَنِ النَّبْضِ
تَوَهَّمْتُ أَنِّي أُمْسِكُ بِيَدِ الْقَمَرَ
أَفَلَ الْقَمَرُ وَارْتَدَيْتُ لَيْلًا مُظْلِماً
غَارَ الْجُرْحُ الَّذِي ظَنَنْتُهُ اِلْتَأَمَ
وَزَادَ أَلَمِي أَلَماً
لِأَنِّي نَسِيتُ أَنَّ الْمُغْرَمَ
يَعِيشُ وَيَمُوتُ مُغْرَماً
******************
ابراهيم فارس
2016/10/28 مراكش